في سيرة العقوق .. عودٌ على بدء

Quote: من أقصى الوجع تغنى إمرأة لاحتمالات فجر ما آه يا وطن يا أرضاَ طيبة كقلب الفقراء حنينا كأمي ومتسامحا كالأطفال أهيم بك كمتصوفة وأغيب في نيرفانا عشقك حتى ألعدم يا بلدا رحيما كأبي لماذا أبعدتني عن حضنك عن سمائك آه ياانشودتى الجميلة يا نيلا نحكيه عذاباتنا وأحزاننا سأحيكيك يا أبتى سأحكيك حنيناً يبكى في كطفل يبحث عن أمه في صقيع المدن البعيدة آه يا وطن يا خاطرا طيباً يصدح في دمى أغنيات للحياة والأطفال غنيتك دافئاً كشمس الظهيرة أغنيات ظامئة الآن حنينها يجرفني إلي فوانيس أضاءت ساحات عشقنا القديم آه يا أغنيتي الخالدة حزينة أغنيك وأمسك بتلابيب حلمي المهترئة بوجع الحنين الحارق أرتق أثواب حلمي وأغنيك عالياً ما دام المانجو يثمر في جنوبك والنخيل الظليل في شمالك وما دام المخاض يأتي النساء كل عام سيأتي أطفال يا أبتى يطيبون جراحنا ويغنون لحقول حتماً ستثمر في صباح ما لا تبكى يا عزة لا تركعي قفي شامخة لنشمخ آه كيف والنساء حزانى والأطفال في جنوبك يموتون جوعاً وينتظرون بريق أمل يأتى من طائرات الشمال مهين ومحزن تبكى الأرض وشجيرات الباباى وزعماء يتوهمون السلام يجاهدون باسمنا جهاد باسم الفقراء جهاد باسم أحلامهم وأطفالهم أه يا وطن .. لماذا الصمت؟ لا تبك عاصفة ما ستهب كاسحة ولن تحنى هامتك يا محمد أحمد ستحنى أحجاراً هي قلوبهم الجشعة بامتلاك المال والنساء بشعة هي الحرب بشع هو الجوع الجوع الكافر يسكن كل البيوت ونساء وطني يسكن حلمي وأغنياتي الحزينة سنحكي عن وطن للفقراء لنساء يغزلن خيوط الحلم والعلم والعمل سنلتقي حتماً بعد أن تهنا في ليالي الغربة الباردات هناك في مملكتي الجميلة نلتقي.. نتعانق نشتم ذرات ترابك هنا أرضى هنا ذاتي وذات أجدادي هنا نرقص دينكا .. عرب..بجة.. نوبة وهد ندوة نرقص عل طبل البقارة وبنات الدينكا الجميلات يناطحن السماء بقامتهن الفارعة وبشرتهن الناعمة كالأبنوس تضئ الساحة يحزنني بأني تركت ربوعك الجميلة وملامحك الحنينة تلازمني زفيراً وشهيقا كيف تركت جدراناً حمتني من الليالي الحزينات أشتهيك يا وطني أشتهي مطرك الحنين في العصريات الجميلة وآمي تبحث عن موقد للنار في الأرض المبتلة والصغار يتصايحون فرحاً والعصافير والطيور تعلن فرحتها وشجيرات الليمون يرطبها رذاذك والكبار يحلمون بموسم الزرع والحصاد آه يا وطن ماذا زرعنا الآن وماذا نحصد الغربة.. الحزن.. الشتات أكتبك بجرحى الغائر وأبكيك في السادس والعشرين من مارس أبكيك وطناً يلازمني كالنشيد نشيد يصرخ في حنيناً وجنون تنجرف في دورتي الدموية في صميم القلب وحرقة الوجد آه يا وطن أمتشقك عاشقة لأيخبو وميضها تدوزن تفاصلي الجميلة وتراقصنى في السادس والعشرين من مارس أر أقصك مجروحة أغنياتي حزينة مشروخة تائهة في أقصى الوجع أبكيك في السادس من أبريل تبكيك ميرى .. فاطمة وكلتوم يبكيك جيلاً من الضياع يبحث في جدار الزمن الميت عن هوية عن قطعة خبز يسكت بها الجوع عن بسمة مرتجلة في وجوه نساء بلدي آه يابلدى في السادس من أبريل أبحث عن اللذين أحبهم عن أم أحمد تحكينا أناشيد الثورة والتضامن النسوى عن حكايات لم تقلها حكايات تمطر في أرضنا اليباب أبحث عن صبايا هتفنا معاً ضد سلطة الفرد الأحد في شارع الجامعة تجمعنا تبرق أحلامنا صوب واقع نتنسم فيه أريج الصباح أبحث عن عفيف ورفاقه ليهبوني فراشة ما زالت تغنى لوطن {بنحلم بيهو يوماتى‌} في السادس من أبريل أبحث عن وجه مدينتي الضائع عن طبلها في العصريات الجميلة وجه مدينتي أسمر حميم بحرها الأبيض يصدح بالأغنيات ورجليها أهترت من المسير عينيها كسيرة حزينة وفمها مذموم بالغضب ضائعة تبحث عن الضائعين لا تجهلكم إذا إلتقتكم في زقاق حلم لأجل الصغار والنساء كاسحة هادرة إن بعت القضية وصمت عن قول الحق مدينة من نار وتراب ضائعة منذ تسعة أعوام كان ذلك في الثلاثين من يونيو في عام من القرون الوسطى في السادس من أبريل أبحث عن رجل أحبه أسمر كخبز الفقراء ودافئاً كالقصيدة ألتقيته في دروب الحلم مغنياً للنساء الجميلات دمه حبر القصائد والأغنيات يكتبها في جسدي عنواناً للثورة الآتية حين يحكى حين يغضب أو يتركني وحيدة تشتعل تفاصيلى بقضية شغلتنا منذ الماضي معاً قضية في جوف حلمي ياقوتة تلمع وتضيء مسالك الزمن الوعر رجل يحب النشيد وقامة النخيل رجل يحب دوزنة القصائد وثورات انفعالي بالقضية عينيه غيمة تهطل في زمن لم تعد تهطل فيه السماء في السادس من أبريل أبحث عنى إمرأة من غضب من مطر من لعنات لا تمر عابرة بيوت الفقراء تعشق الثورة وقضايا الخبز ورجل قروي حميم تسكعت معه في خلايا النشيد إمرأة لم تعد هي قصائدها كسيرة قابعة في جرح الحلم إمرأة تحاول أن تنفض عنها رماد زمن أعور أستهدف برماحه كل اللذين أحببتهم في السادس من أبريل أبحث عنا وجوهنا غير وجوهنا أصواتنا تأتى من كهف ما منا من قبض على جمر القضية ومنا من باعها قانعاً ببضعة دنانير ووعود زائفة بجنة زعيمهم الترابي وبعضنا استكان وأسكته الخوف خوف من كراتين جوفاء ترتجف فقط من ظل الشرفاء في السادس من أبريل أناديكم أصرخ فيكم ابحثوا عنى عنكم عن اللذين أحببتهم عن رجل داهمني بالأغنيات الحنينة عن وجه مدينتي الضائع من وجدني ووجد حبيبي ووجه مدينتي الأليف ووجدكم فليسلمنا لأقرب نشيد يهدرّ بأكتوبر بثورة الخبز بأبريل والثورة القادمة حتماً في فجر ما إشراقة مصطفى حامد فيينا/ النمسا * نص كتبته في مارس1998 ونشر في كل من صحيفة الفجر والخرطوم