مواضيع توثقية متميزة

العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 12:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2009, 01:13 PM

محمد الواثق
<aمحمد الواثق
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 1010

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. (Re: Sabri Elshareef)

    السؤال الذي يجب طرحه ابتداءاً هو

    هل الدولة في الإسلام دينية ام علمانية ( اذا جاز لنا استخدام المصطلحين ) ؟


    التصور عندي هو ان الدولة في الإسلام مدنية تقوم على على ركيزتين اساسيتين هما حرية اختيار الحاكم وكفالة محاسبته .


    فالشعب ( الأمه ) هي التي تختار من يحكمها ويكون لها حق محاسبته . وبالتالي هي ايضا معنية باختيار طريقة المحاسبة والمراقبة ( البرلمان ) وذلك عن طريق استصدار القوانين واختيارها .

    اذن الحدية في طرح الموضوع مضرة به جدا وتدخل الناس في جدل لا خلاص منه الا بنفي الآخر بمعنى انه لا توجد نقطة التقاء بينهما .

    سأتناول في هذا البوست باختصار دراسة اعددتها عن اشكالية التعدد السياسي في الإسلام وإشكالية الدولة الوطنية المعاصره .

    الدولةالإسلامية
    ما تزال المصنفات – المختلفة – تقدم رؤى متعددة لمفهوم الدولة – لغةً، واصطلاحاً _، بعضها قد يكون تكرارً لما سبق أن صنف، وبعضها مستجد نسبياً، وكلا النمطين من المصنفات يكشف حقيقة واحدة هي أن مفهوم الدولة مفهوم سياسي، حيث انه مجرد ان يذكر لفظ دولة يتجه العقل والتفكير في الحكومة والسلطة .
    في هذا المبحث يسعى الباحث للتعرف على الاتجاهات المختلفة التي تناولت مفهوم الدولة ، سعياً وراء تحديد معنى واضح لمفهوم الدولة الإسلامية ، من خلال معنى الدولة في اللغة وفي الأصول المنزلة ومفهوم الدولة في المصطلح السياسي ومن ثم تناول مفهوم الدولة الإسلامية ، وذلك في أربعة مطالب على النحو التالي : _

    الدولة في اللغة العربية

    لم ترد كلمة الدولة في معاجم اللغة العربية القديمة بلفظها وانما ورد أصلها – فعلها – ، فهي تشير في اللغة العربية إلى أكثر من معنى ، فهي العقبة في المال والحرب بمعنى أن يعقب هذا غيره في أي منهما . والدُولة بضم الدال وردت بمعنى مداولة المال بين الناس مرة لهذا ومرة لهذا. والجمع دولات ودول ، والدَولة بفتح الدال في الحرب وردت بمعنى يلتقي الجيشان فيهزم أحدهما الآخر ثم ينتصر المهزوم . والدُولة بالضم في الملك والسنن التي تغير وتبدل عن الدهر . والدولة هي الانتقال من حال إلي آخر كالانتقال من الشدة إلى الرخاء أو العكس. والدولة أيضاً تأتي بمعنى الغلبة فيقال أدالنا الله من عدونا أي غلبنا عليهم، وكذا النصر فيقال أديل علينا لأعدائنا أي نصروا علينا وكانت الدولة لهم والكرة. ومن معاني الدولة الدوران وهو العودة إلى الموضع الذي بدئ منه. وكذلك تستعمل للثوب القديم البالي فيقال دال الثوب أي بلى وقدم ( ) .
    ورغم أن التعدد لأول وهلة ، يبدو وكأنه يعبر عن قدر من الاختلاف والتمايز إلا أنه لا يفصم عرى هذه المعاني عن بعضها البعض ، وذلك لأن وحدة المادة _ دول_ التي تشتق منها تفرض وجود رابط أساسي بينها، يشكل المحور الذي تدور حوله جميعا، أو الجذر الأساسي الذي منه تتفرع سيقان هذه المعاني. من هنا يمكن ردها كلها_ كما تناولها بعض اللغويين _ إلى معنى أصلي يؤلف بينها جميعا هو التحول من حال إلى حال بما يستتبعه ذلك من تغير وعدم ثبات وعدم استقرار ولو عرضت جميع المعاني السالفة على هذا المعنى الأصلي لوجدت أنها0 تعبر عنه بشكل أو آخر: فالنصر والغلبة تحول من حال اللقاء ومنازلة العدو إلى الانتهاء بالغلبة عليه، والتحول من حال الهزيمة إلى الظفر عليه . والعقبة والتبادل تحول من حال الإمساك بالشيء والاستحواذ عليه إلى حال عدم السيطرة عليه واستحواذ الآخرين عليه، والبلى تحول _ أي الشيء _ من حال التماسك والشدة إلى حال التفتت والتمزق، والدوران حول الشيء تحول من نقطة إلى أخرى للعودة من حيث البدء، وهكذا الشأن في بقية معاني الدولة ( ) .
    إذن أيا من هذه المعاني المتعددة لا يعبر بحال _ مباشرة_عن المفهوم الاصطلاحي للدولة وان تعددت تعريفاته كظاهرة سياسية، أو ككيان سياسي له أركانه ووظائفه الحضارية، بيد أنه يمكن القول إن أصل اشتقاق مفهوم الدولة في اللغة لابد أن ينسحب _ بشكل ما وبحكم توحد الألفاظ _ على المضمون السياسي لها، حيث تصير الدولة في هذا المضمون تعبيرا عن تحول من حال إلى آخر( ).
    ولذلك كان المفكر ابن خلدون رائدا في عملية الربط بين المضمون اللغوي، والمضمون السياسي للمفهوم حين قال" إن أحوال العالم والأمم وعوائدهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقر، إنما هو اختلاف على الأيام والأزمنة، وانتقال من حال إلى حال، وكما يكون ذلك في الأشخاص والأوقات والأمصار، فكذلك يقع في الأفاق والأقطار والأزمنة والدول سنة الله التي خلت في عباده" ( ).
    وقد حسم المعجم الوسيط هذه المفاهيم وتلك المعاني المتناثرة لكلمة الدولة _ولخصها _ حيث ورد فيه أن الدولة هي: ( جمع من الناس، مستقرون في إقليم معين الحدود، مستقلون وفق نظام خاص ) ( ) .

    الدولة في الأصول المنزلة
    تعد مادة دول من المواد نادرة الورود في الأصول المنزلة، القرآن والسنة، إذا ما قورنت بمواد أخرى كثيرة مثل حكم، سلط، خلف، ملك، أم غيرها من المواد التي تتضمن دلالات سياسية كثر الحديث عنها في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة.
    ويدخل ضمن هذه المعاني( ):
    أولاً : ما استخلصه علماء التفسير من الفعل المضارع – نداولها – في قوله تعالى (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذي أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)( ) ، فذهب بعضهم إلى أن المقصود هو تصريف أيام النصر والهزيمة وتقليبها بين المسلمين والكافرين ، كما حدث في يومي بدر وأحد( ) ورأى آخرون أن التداول هو تغير الدنيا وأحوالها بين الناس فلا يستقر أثر من آثارها وذهب إلى ذلك الفخر الرازي حيث قال : ( إن المعنى أن أيام الدنيا هي دول بين الناس لا يدوم مسارها ولا مضارها فيوم يحصل فيه السرور له والغم لعدوه ، ويوم آخر بالعكس من ذلك ، ولا يبقى شئ من أحوالها ولا يستقر أثر من آثارها ) ( ) . وعدد البعض الثالث بل هو المداورة والكرة بحيث تكون الدولة مرة للمبطل وأخرى للمحق حيث جاء في تفسير المنار ( ) ( المعنى مداولة الأيام سنة من سنن الله تعالى في الاجتماع البشري فلا غرو أن تكون مرة للمبطل ومرة للمحق وأنما المضمون لصاحب الحق أن تكون العاقبة له وانما الأعمال بالخواتيم) . ومال فريق رابع إلى أن التداول هو الشهرة والملازمة ، إذ يداوله بمعنى يلزمه حتى يشتهر به ( ).
    ثانياً : ما استنبطه علماء التفسير من الاسم دولة _ بضم الدال _ مفرداً في بعض النصوص وعلى هيئة الجمع في بعضها الآخر ، أما المفرد ففي قوله تعالى : ( كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ) ( ) والمقصود الفيء وضرورة تصريفه في وجوهه الشرعية ، بعيداً عن تبادله وانتقاله من يد وسبيل الخير وقيل إن الله انزل حكمه في الفيئ كي لا يقسمه الرؤساء الأغنياء والأقوياء فيما بينهم ، دون الفقراء ، والضعفاء ، وأما على هيئة الجمع فكما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب ( إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء قيل : وما هي يا رسول الله ؟ قال : إذا المغنم دولاً والأمانة مغنماً ... )( ) .
    ثالثاً : ما فهم من لفظ الدولة بفتح الدال في الحديث النبوي ( إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو ، وإذا كثر الزنا كثر السباء وإذا كثر اللوطية رفع الله عز وجل يده عن الخلق ، فلا يبالي في أي واد هلكوا ) ( ) .
    رابعاً : ما ورد على هيئة الفعل المبني للمجهول _ أديل _ في الحديث النبوي الذي رواه البزاز عن ابن عمر : ( السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده ، فان عدل كان له الأجر ، وكان على الرعية والشكر ، وان جار ، أو خاف ، أو ظلم كان عليه الوزر وعلى الرعية والصبر ، وإذا حورب الولاة قحطت السماء وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي ، وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة ، وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار )( ) .
    وجاءت هذه الكلمة في خطبة الحسن بن علي في الكوفة أمام الخليفة معاوية في قوله : ( يا أيها الناس فإن الله قد هداكم بأولنا وحصن دماؤكم بآخرنا وأن هذا الأمر مدة والدنيا دول ) ، كذلك وردت كلمة دولة على لسان أبي العباس السفاح في مسجد الكوفة على أثر سقوط الأمويين وبعد أن أشار إلى أن الخلافة حق شرعي لأسرته انتهى بقوله : ( يا أهل الكوفة انتم على محبتنا ومنزل مودتنا انتم الذين لم تتغيروا عن ذلك حتى أدركتم زماننا وأتاكم الله بدولتنا ) ( ) .
    هذه المعاني إذا ما سلك مسلك اللغويين في اتجاههم إلى رد معاني مادة –دول_ إلى أصل جامع لها ، فانه يمكن من خلالها ، ومن خلال ما استشفه علماء التفسير ، رد معاني الدولة في النصوص المنزلة إلى معنى جامع أيضاً ، وهنا يمكن القول : ( إن الدولة فيها لا تعدو أن تكون سنة من سنن الله تعالى في الاجتماع الإنساني إذ يصرف أحوال الناس ويقبلها وفق أعمالهم ابتلاء وتمحيصاً ) ( ).
    وهذا المفهوم العام ينطوي تحليله على عدة عناصر ( ):
    الأول : أن الدولة سنة إلهية يجريها الله وفق قوانينه ، ولأسباب يعلمها ، أي أنها أحد النواميس الإلهية أو إحدى المسلمات التي يوقفها الله تعالى على مشيئته وفق أسباب ومجريات يشرعها سبحانه وتعالى .
    الثاني : أن هذه السنة مجالها الاجتماع البشري فهو وجهتها ويتوقف سريانها على التقاء مجموعة من الناس تربطهم وعلاقات متعددة هي مناط التصريف والتقلب الذين تفرضهما السنة الإلهية فيهم ، فإذا بها لصالح بعضهم أحياناً ولصالح آخرين أحياناً أخرى .
    الثالث : أن الاجتماع البشري الذي هو محل سريان فعل التداول لا يثبت على حال واحد وإنما تتقلب به الأيام ، شدة ورخاء ، وفقراً وغنى ، نصراً وهزيمةً ، سقوطاً ونهوضاً ، حسب التعانق مع سنة الله في التداول أو الصدام معها ، في قوله تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير . تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ) ( ) .
    الرابع : أن تقلب أحوال الاجتماع الإنساني إنما هو نتاج أعمال أفراده فلا تكون الدولة لفريق دون آخر جزافاً ، وإنما تكون لمن عرف أسبابها ، ورعاها حق رعايتها ، فلكل دولة سبب ، وإذا كانت الدولة منوطة بالأعمال التي تفضي إليها ، كالاجتماع والثبات وصحة النظر ، وقوة العزيمة وأخذ الأهبة وإعداد ما يستطاع من القوة ، فيجب بهذه الأعمال وإحكامها أتم إحكام( ).
    الخامس : أن الإبتلاء بكافة صوره هو في المحصلة النهائية غاية الدولة ، وتقليبها بين الناس ، مؤمنهم وكافرهم ، حتى يحدث التوازن وليبقى الهاجس دائماً ليحدث التجدد وتحدث عملية الفرز الإيماني ويظهر المسلمون من خلال التجربة ليكونا شهداء على الناس ( ) . فأوقات النصر والغلبة إنما يداولها الله سبحانه وتعالى لضروب من التدبير ، أي ليميز المخلص ممن يرتد إذا أصابته نكبة وشدة ومن يصبر على الجهاد ، فالله لا يحب المشركين ودينهم ودولتهم فيكون نصرهم استدراجاً لا استشهاداً ، ليطهر ويصفي من الذنوب الذين آمنوا إذا كانت الدولة عليهم ، ويهلك الكافرين إذا كانت الدولة عليهم ( ) . قوله تعالى : ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذي أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين . وليمحص الله الذين أمنوا ويمحق الكافرين . أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) ( ).

    الدولة في المصطلح السياسي


    لايوجد في الدراسات التاريخية العلمية ما يبين على وجه التعيين كيف تمكن الإنسان من إقامة مجتمع سياسي في صورة الدولة ، وعلى ذلك فقد لجأ الكتاب في علم السياسة ودارسو نشأة الدولة إلى اتجاهات مختلفة وقدموا أفكاراً ووجهات نظر متعددة كلها تعتمد أساس الحدس والتخمين وتتأثر باتجاهات الكاتب والبيئة التي تنشأ فيها أفكاره وثقافته العقائدية ( ).
    والصعوبة المذكورة يمكن ملاحظتها في كتابات المفكرين المرموقين، في مجال العلوم السياسية، والقانون، الذين تناولوا موضوع الدولة، حيث تجد مؤلفاتهم تذخر بالكثير من التعريفات للدولة كما سيتبين أدناه.
    أورد بطرس غالي في كتابه ( المدخل إلى علم السياسة ) العديد من تلك التعريفات ، ثم ذهب إلى تقديم تعريف الدولة _ خاص به _ حيث عرفها بأنها ( مجموعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين وتسيطر عليهم منظمة استقر الناس على تسميتها الحكومة ) ( ) .
    وأيضاً أورد الدكتور نصر مهنا العديد من التعريفات ( ) حيث ذكر : أن الدولة هي مجموعة دائمة ومستقلة من الأفراد يملكون إقليماً معيناً وتضم سلطة منظمة بهدف تمكين الجماعات والأفراد من التمتع بحقوقهم وحرياتهم . وأن الدولة هي مجموعة كبيرة من الناس توجد بصفة دائمة فوق إقليم معين ويتمتع بالشخصية المعنوية والنظام والاستقلال . والدولة هي الشخص المعنوي الذي يمثل قانوناً أمة تقطن أرضاً معينة والذي بيده السلطة العامة أي السيادة. والدولة عبارة عن ذلك الشخص المعنوي الذي يرمز إلى مجموع الشعب المستقر على إقليم معين حكاماً ومحكومين ، بحيث يكون لهذا الشخص سلطة سياسية مجردة ذات سيادة.
    وكذلك حشد الدكتور محمد كامل ليلة العديد من التعريفات في مؤلفه القيم (النظم السياسية, الدولة والحكومة )( )
    وورد تعريف الدولة في الموسوعة السياسية ( ) بأنها: ( هي الكيان السياسي والإطار التنظيمي الواسع لوحدة المجتمع والناظم لحياته الجماعية وموضع السيادة فيه ، بحيث تعلو إرادة الدولة شرعاً وقانوناً فوق إرادات الأفراد والجماعات الأخرى في المجتمع وذلك من خلال احتلال سلطة إصدار القوانين واحتكار حيازة وسائل الإكراه وحق استخدامها في سبيل تطبيق القوانين بهدف ضبط حركة المجتمع وتأمين السلم والنظام وتحقيق التقدم في الداخل والأمن من العدوان في الخارج. وإلى جانب الاستخدام العام للمصطلح بمعنى الجسم السياسي للمجتمع هناك استخدام أكثر تحديداً يقتصر فيه المعنى على مؤسسات الحكم ) .
    وعرّف معجم المصطلحات الديبلوماسية الدولة بأنها : ( مؤسسة سياسية وقانونية تقوم حين يقطن مجمعة من الناس بصفة دائمة في إقليم معين ويخضعون لسلطة عليا تمارس سيادة عليهم )( ) .
    ويرى بعض الشراح أنه من المتعذر الوصول إلى تعريف واف لعبارة دولة ,أن الأوفق في مثل هذه الحالة أن يكتفى بالإشارة إلى العناصر اللازمة لتكوين الدولة ( ) .
    ومن مجمل التعريفات السابقة وجد الباحث أن الدولة توجد حيث تكون الجماعة السياسية قد وصلت إلى درجة من التنظيم يجعل لها وجوداً مستقلاً عن أشخاص الحكام الذين يمارسون السلطة فيها ، ومقتضى ذلك أن يكون للدولة شخصية قانونية ، فتظهر كوحدة مستقلة عن الأفراد المكونين لها وتكون هي صاحبة السلطة من دونهم وتشكل مصلحتها هدف تلك السلطة والمحدد لها .
    كما توصل الباحث إلى أن الكثير من التعريفات السابقة يميل إلى الاهتمام بتحديد عناصر وأركان الدولة لتيسير فهم ذلك المفهوم الغامض.

    المدلول السياسي لمفهوم الدولة الإسلامية المعاصرة

    الباحث في التنظير السياسي لمفهوم الدولة عموماً يدرك أنه ينطوي على الكثير من الصعوبات المنهاجية التي أضفت عليه الكثير من الغموض والالتباس ، وهي صعوبات تنبع في مجملها من طبيعة المفهوم وخصائصه العامة وما يثيره من قضايا في مجالات التعريف ، والعلاقة بالمفاهيم السياسية الأخرى ، والوظائف والسلطات العامة ، والاختصاصات المادية والمعنوية ومحددات السلوك الخارجي وقيمه ، ومقاصده ، وصناعة القرار ، ونمط المصالح الذي يعبر عنها والعلاقات مع الدول الأخرى في حالتي السلم والقتال وأنماط التعاهد والمواثيق التي تلتزم بها والسيادة الداخلية والسيادة الخارجية.
    وهذا ما جعل أحد ابرز الباحثين في السياسة الإسلامية المعاصرة يذهب إلى إن أي محاولة لاستجلاء مفهوم الدولة بمفهومها في علم السياسة الحديث من خلال نصوص القرآن محكوم عليها مسبقاً بالفشل ( ) .
    وإذا كانت هناك صعوبة في تحديد مفهوم للدولة بصورة عامة فهو من جانب آخر يثير العديد من الصعوبات بالنسبة لمفهوم الدولة الإسلامية ( ):- .
    الصعوبة الأولى، تلك التي تتعلق بعملية بناء مفهوم الدولة وعلاقاتها في الأصول الإسلامية الموحى بها، فالمفهوم يدخل في نطاقي المفاهيم التي لا تستبين دلالاتها السياسية المباشرة في القرآن والسنة.
    أما الصعوبة الثانية ، فتلك التي يثيرها ما يمكن تسميته غياب نظرية عامة للدولة الإسلامية فكراً ونظماً وحركة كوحدة للتعامل الخارجي في التصنيفات المعاصرة.
    أما الصعوبة الثالثة تلك المرتبطة بتعذر فك دوائر الاشتباك والتداخل بين المفاهيم السياسية الإسلامية المرتبطة بمفهوم الدولة ذاته ، مثل مفاهيم الحكم والإمارة والخلافة والرئاسة والملك والأمة والسلطان والحاكمية والسلطة والولاية والقيادة والتدبير والسيادة والدار.
    أما الصعوبة الرابعة فهي النظر إلى واقع الدولة الإسلامية المعاصرة وحركتها في التعامل الدولي الذي لا يعدو أن يكون واقع الدولة القومية وحركتها ، وحين يوجد أكثر من نموذج لهذه الدولة التي تجاهر بإسلامها أو ينطق دستورها بهذا الإسلام فينبغي أن تأتي أية محاولة جديدة وجادة لتنظير بناء هذه الدولة ووظيفتها الحضارية على أسس شرعية ضابطة لنماذجها القائمة في العالم الإسلامي .
    أما الصعوبة الخامسة فتتعلق بكيفية الفكاك من أسر وضغط الواقع المعاصر لظاهرة الدولة، كوحدة أو فاعل رئيسي في علاقات الدول بعضها البعض ، حال التنظير لمفهومها إسلامياً وهو بالأساس واقع الدولة القومية التي بدأت تتمخض حقيقتها منذ القرن السادس عشر الميلادي ، لتفرض منطقها في التعامل ليس على أجواء الحياة السياسية الغربية فحسب بل وفي العالم الإسلامي ، الذي تحول بفعل سيادتها إلى كيانات إقليمية تقبع خلف حدود جغرافية ، طبيعية أو صناعية .
    والصعوبة السادسة تلك المرتبطة بمشكلة الحد الأدنى من المعرفة اللازم لتحقيق التكامل بين الطابع الإسلامي والطابع السياسي في تناول ظاهرة ما بالبحث أو قضية أو مفهوم كي يمكن مع توافره القول بأن إضفاء الصبغة الإسلامية السياسية على هذا التناول وليس مجرد توهم أو إختلاق مظهري .
    وإذا ما أخذ في الاعتبار الضابط المنهجي الخاص بربط المفاهيم التي وردت سابقاً للدولة ، لغة ، واصطلاحاً ، وورودها في القرآن والسنة ، فانه يمكن توظيفها جميعاً في استنباط مفهوم الدولة الإسلامية . عليه يمكن القول بأن مفهوم الدولة الإسلامية بأنها (( الإطار النظامي الذي تجسد من خلاله الجماعة المسلمة استخلافها السياسي لتحقيق شهودها الإيماني في حراسة الدين وسياسة الدنيا به ، بين أعضائها ، وبين غيرها من الجماعات الأخرى )) ( ) .
    وبنظرة عامة إلى هذا التعريف يمكن استخلاص عناصر مفهوم الدولة الإسلامية والأركان التي تقوم عليها :
    أولاً: أن الدولة الإسلامية هي إطار نظامي ،بكل ما يحمله لفظ نظام من معاني التأليف والترتيب وقوام الأمر وعماده ، والطريقة ، والسيرة والانسجام وغيرها من معان يجمعها معنى عام هو الترتيب والترابط ، ليصير من خلال الإطار النظامي هو كل من ما من شأنه تحقيق التوافق والتعاضد من مبادئ وقوانين وعادات ومؤسسات تقوم عليها الحياة في جماعة معينة .
    ثانياً: الجماعة المسلمة هي المسئولة عن بناء الدولة، فهي حلقة الوصل بين الإطار النظامي وبين الاستخلاف السياسي، وأداة إيجاد الفاعلية بينهما والحفاظ عليهما.
    ثالثاً: الاستخلاف السياسي هو الغاية الوسيطة للدولة، وهذا يعني أن الاستخلاف يجمع بين وصفي الغاية والوسيلة معاً، فهو غاية الجماعة المسلمة من بناء إطارها النظامي وهو وسيلتها في تحقيق شهودها الإيماني.
    رابعاً : ضرورة الإطار الإقليمي للدولة ، إذ لابد للإطار النظامي القانوني من قاعدة مكانية ينطلق منها ، وتعلن الجماعة المسلمة وفيها هويتها الحضارية ، وتحدد لغيرها من الجماعات من أين تبدأ حركتها في التعامل معها ، وما نصيبها من خريطة الأرض الذي لا تستطيع أن تفرط في أي جزء منه ، بكل ما يشمله من يابسة ، وماء ، وهواء، وكيف يكون الاستقرار على هذا الحيز الإقليمي أحد شروطها في اكتساب جنسية الدولة الإسلامية ، خاصة بالنسبة لغير المسلمين .
    خامساً : غاية الدولة هي تحقيق الشهود الإيماني ، وهو يمثل الهدف الذي يجب أن تحشد من أجله الجماعة المسلمة طاقاتها لتكون الأمة الوسط ، الشاهدة بإيمانها على الناس كافة ، شهادة العطاء، والخير ،والقدوة الحسنة ، وشهادة الإبلاغ والدعوة إلى الله ، والجهاد في سبيلها وشهادة إعلام بان دين الإسلام هو دين التوحيد الخاتم .
    سادساً : جوهر الشهود الإيماني ومضمونه هو حراسة الدين وسياسة الدنيا به ، فمن حراسة الدين أن تساس الدنيا به ومن سياسة الدنيا أن تحرس بالدين ، لأن السياسة بالدين تضمن له منهجاً تؤسس عليه صلاحها ، وتربط بين الإيمان وبين العمل الصالح ، والدين بالسياسة تبقى له واقعيته ،ومعايشته للحياة ، وتحفظ له قواعده . وسيتم تناول الأسس الدستورية والسياسية العامة التي تقوم عليها الدولة الإسلامية في المطلب الأخير من هذا المبحث .
    سابعاً : للشهود الإيماني وجهتين بشريتين ، الأولى : خاصة بالمسلمين الذين يقيمون على إقليم الدولة الإسلامية ، والذين يقيمون خارجه ، وهذان الضربان يستويان ، وإن اختلف الموقع بينهما مكاناً ومكانة في المخاطبة بالتعاون والاجتهاد والتضامن لاكتساب أهلية الأمة الوسط ، ولتحقيق شرائط الشهود ووظائفه بينهم كمقدمة لتهيئتها بين غيرهم ، وكل مجال يجسد فيه المسلمون بينهم حقيقة العبادة لله والعبودية له هو من الشرائط ، أياً كان مجال العبادة ومقامها ومتطلباتها . أما الثانية : فيجسدها غير المسلمين الذين يريد الإسلام أن يكونوا مادة دعوته والمخاطبين بها ، وهؤلاء أيضاً على ضربين ، الذين يقيمون بين السلمين يخضعون لحماية الدولة بموجب ذمتهم أو أمانهم وهؤلاء يدعون إلى الإسلام فإما قبلوه وإلا بقوا على ما هم عليه من دين وفق ضوابط شرعية ، والضرب الآخر الذين تفصل بينهم وبين المسلمين ديار يسكنونها غير ديار المسلمين وهؤلاء أيضاً يدعون إلى الإسلام ومواقفهم من الدعوة تحدد إمكانات التعامل معهم وبدائله ،والأصل في معاملة الضربين قوله تعالى( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين . إنما ينهاكم عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )( ) . وسيتم التعرف على الأسس التي تحكم هذه العلاقة عند تناول أسس السياسة الخارجية الإسلامية في الفصل القادم .
    مما سبق يتضح جلياً من الناحيتين النظرية والعملية بأن عناصر الدولة القانونية _ كما تعرف في الفقه الدستوري المعاصر _ متوفرة في الدولة الإسلامية ويمكن تبيان ذلك باستعراض مفاهيم عناصر الدولة الإسلامية كما يلي:


    مفهوم شعب الدولة الإسلامية

    يتحدد مفهوم الشعب في الدولة الإسلامية، على أساس الدين، حيث كان المسلمون المقيمون في دار الإسلام، أي فوق إقليم الدولة الإسلامية، هم الذين يكونون شعبها.
    ونظراً لأن رابطة الجنسية لم تكن معروفة عند ظهور الإسلام بين المسلمين، فقد ربط الإسلام بين المسلمين برابطة جديدة ، هي رابطة الأخوة الإسلامية التي تكتسب بواسطة الاشتراك في العقيدة الإسلامية حيث يقول الرسول (ص):( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ( ) .
    بذلك يكون الانتماء إلى العقيدة الإسلامية هو الرباط الذي ربط بين المسلم والأمة الإسلامية، وهو رباط ديني ورباط اجتماعي في نفس الوقت.
    والأمة الإسلامية تمثل شعب الدولة الإسلامية التي استهدف الإسلام إقامتها والمسلمون هم المواطنون الأصليون في هذه الدولة وهم الذين يتمتعون بكافة الحقوق العامة والخاصة فيها ، وهم الذين يتحملون مسئولية التكاليف العامة ( ).
    وبذلك ، فإن مفهوم الأمة في الإسلام يقوم على أساس وحدة العقيدة الدينية التي تربط المسلمين كافة ، على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم وواقع أوطانهم ، سواء من يعيش منهم في دار الإسلام ،أي في داخل إقليم الدولة الإسلامية ، أو من يقيم خارجه ، وهذا ما توضحه الآية الكريمة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )( ) .
    تقوم وحدة الأمة الإسلامية بين الأمم المختلفة على ركيزتين أساسيتين : وحدة العقيدة التي يقوم على أساسها النظام القانوني والبناء الاجتماعي للجماعة الإسلامية التي يوضحها قوله تعالى ) وتؤمنون بالله ) وقوله تعالى في سورة الأنبياء ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون ) ( ) . أما الركيزة الثانية: فهي تطبيق الشريعة الإسلامية في هذه الجماعة، ويتجلى ذلك في قوله عز وجل ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وفي قوله عز وجل : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ( ).
    أما غير المسلمين فيكونون الأجانب في الدولة الإسلامية ، ويتنوع هؤلاء الأجانب إلى نوعين : غير المسلمين المقيمين إقامة دائمة في دار الإسلام بمقتضى عقد الذمة الذي يقضي بأن يكون لهم من الحقوق ما للمسلمين ، وعليهم من الواجبات ما على المسلمين ، ولا يصدر عقد الذمة إلا من الإمام الذي يتولى بنفسه تنفيذ ما يفرضه العقد من واجبات ورعاية ما ينص عليه من حقوق . وعقد الذمة عقد دائم بطبيعته إذ يطبق على أشخاص مقيمين بصفة دائمة في إقليم الدولة الإسلامية ويخضعون لولايتها ( ). ويترتب على هذا العقد التزام القادرين من أهل الذمة بدفع التكاليف المالية اللازمة للمساهمة في بناء الدولة الإسلامية ، كما يلتزم أهل الذمة بأحكام الإسلام في المعاملات ، وفي العلاقات الاجتماعية ، في حين يترك لهم الحق في اتباع تعاليم دينهم فيما يتعلق بشئون حياتهم الخاصة أي الأحوال الشخصية ( ) ، أما النوع الثاني من الأجانب ، فهم المستأمنون الذين يقيمون في دار الإسلام إقامة مؤقتة بمقتضى عقد الأمان الذي يستطيع أن يبذله كل مسلم ( ) . ولا يختلف مركز المستأمن القانوني عن مركز الذمي، إلا في أنه لا يدفع الجزية ، فإن طالت أقامته تحول إلى ذمي، وبذلك يتمتع المستأمن بذات الحقوق التي يتمتع بها المسلم ، ويقع عليه نفس الواجبات التي يؤديها ( ).



    مفهوم إقليم الدولة الإسلامية

    قسم النظام الإسلامي المعمورة إلى دارين دار الإسلام ودار المخالفين أو دار الحرب، ويقصد بدار الإسلام ، الإقليم الذي يخضع إلى ولاية المسلمين وتطبق عليه الشريعة الإسلامية . وقد أوضح الفقه الإسلامي القديم أن دار الإسلام هي اسم للموضع الذي يكون تحت يد المسلمين ( ).
    ويتضح من ذلك أن عنصر الإقليم هو العنصر المميز لدار الإسلام فالإقليم الذي تسود فيه الشريعة الإسلامية هو دار الإسلام ( ). وبذلك يظهر عنصر الإقليم واضحا جليا في النظام الإسلامي منذ البداية متمثلا في دار الإسلام ، في حين انه لم يصبح عنصرا من عناصر تكوين الدولة في أوربا إلا في أواخر العصور الوسطى .
    تعريف الفقه الإسلامي لإقليم الدولة الإسلامية أو دار الإسلام بأنه الموضع الذي يكون تحت يد المسلمين ، المقصود به هي الحيازة العامة ، وليست الملكية الخاصة للحاكم ، وبالتالي ليس للحاكم حق التصرف في ملكية أي جزء منه إلا في حدود التصرف في الملكية العامة ( ). وذلك لان ملكية الأرض هي لله سبحانه و تعالى، كما جاء في كتابه العزيز : ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يؤرثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) ( ).
    كما يتضح من ناحية أخرى أن إقليم الدولة الإسلامية أو دار الإسلام يتحدد بالنطاق الذي تطبق فيه الشريعة الإسلامية ، وليست مجرد الدار التي يكون فيها المسلمون أغلبية السكان .ويرجع ذلك إلى أن طبيعة الإقليم في الشريعة الإسلامية مرتبطة بوظيفته القانونية، أو بالاختصاص الإقليمي القانوني، أي بتكوينه لوحده قانونية كلية.ولهذا، يرى جانب من الفقه الحديث انه يحسن التفريق بين دار الإسلام بالمعنى السابق ، ودار العهد ، وهى الدار التي تربط شعوبها بدار الإسلام ، بواسطة معاهدات الصلح فيما بينها ( ) .
    وذلك على أساس التفرقة التي يقيمها الفقه الإسلامي بين الإقليم (المفتوحة صلحا) عن طريق معاهدات الصلح بين المسلمين وحكامها ، والأقاليم التي تفتح بالقوة ويطلق عليها الأقاليم (المفتوحة عنوة). وقد اعتبرت شعوب النوع الأول شعوبا محررة ، تحتفظ بحريتها ونظمها الخاصة ، وتنظم العلاقات بينها و بين الدول الإسلامية معاهدات الصلح المبرمة بينها ، في حين تعتبر شعوب النوع الثاني شعوبا تقع تحت الحماية الإسلامية ( ) ، وسيتم تناول الأسس التي تصنف على ضوئها الدولة بأنها إسلامية في المبحث القادم عند تناول الدولة الإسلامية المعاصرة . .
    اتسعت الدولة الإسلامية اتساعا كبيرا ، حيث بلغت ذروة اتساعها في العهد العباسي ، عندما امتدت حدودها من السند والبنجاب شرقا إلى المغرب الأقصى والأندلس غربا ، ومن تركستان وآسيا الصغرى شمالا ، إلى المحيط الهندي والصحراء الكبرى جنوبا . ومع ذلك، فان حدود الإقليم بالمعنى المصطلح عليه في العصر الحديث لم يكن معروفا لدى علماء المسلمين في ذلك الوقت ( ) ، لان الحدود السياسية لم تعرف في فقه القانون الدولي إلا بعد ذلك بسنوات طويلة، وبالتحديد في بداية عصر النهضة عندما بدا ظهور الدولة في أوربا . ولكن هذا لم يمنع تقسيم الدولة الإسلامية من الناحية الإدارية إلى ولايات تبعا لطبيعتها الجغرافية .
    أما بالنسبة للبحر ، فقد بدا اهتمام المسلمين به في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان ، عندما أذن لمعاوية في ركوب البحر ، فوصل إلى قبرص سنة 28هـ ، وعقد الصلح مع أهلها .وتزايدت أهمية البحر بعد ذلك عند المسلمين وامتلكوا أسطولاً بحريا عظيما سيطروا به على شواطئ البحر الأبيض المتوسط .غير أن فقها السلف المسلمين لم يجتهدوا في استنباط الأحكام المتعلقة بالبحر _ كعنصر من عناصر الإقليم_ من المباديء العامة والأصول الكلية للإسلام ، كما حدث بعد ذلك من جانب الفقهاء في أوربا . ويرى فقهاء القانون الدولي المسلمون المعاصرون أن القواعد القانونية التي تحكم البحر الإقليمي في الوقت الحاضر طبقا للمعاهدات الدولية المبرمة حديثا ، وأهمها معاهده جنيف المبرمة في سنتي 1958و1960، لا تخالف مضمون الشريعة الإسلامية ومبادئها في مجموعها ( ).
    إما الإقليم الجوي فانه لم يلقى عناية تذكر من جانب الفقها المسلمين القدامى . ويرجع ذلك إلى أن أهمية الإقليم الجوى لم تبرز إلى في القرن العشرين عندما اصبح الفضاء مجالا لوسائل الاتصالات و الانتقال المختلفة 0 وحقلا للتجارب المتنوعة إلى ارتياده ، والوصول إلى الكواكب الأخرى واكتشافها ( ).
    وفي الوقت الحاضر نجد أن العالم الإسلامي يحتل رقعة واسعة من مساحة الكرة الأرضية ، تمتد من جزر إندونيسيا في المحيط الهادي شرقا ، إلى المغرب العربي المطل على المحيط الأطلنطي غربا 0 وذلك ما بين خط طول 130شرقا ، وخط طول 20 غربا ، لمسافة تصل إلى 15,000كيلومتر من الشرق إلى الغرب ، كما يمتد بين خط عرض 50 شمالا ،و5 جنوبا .ويشتمل العالم الإسلامي على خمس وثلاثون دولة ، يزيد عدد السكان المسلمين فيها على 50% من مجموع سكانها ، ويزيد إجمالي عدد السكان المسلمين في العالم عن تسعمائة مليون مسلم ، من بين عدد سكان العالم المقدر بأربعة آلاف وخمسمائة مليون نسمة ، أي أن عدد المسلمين يبلغ خمس سكان العالم تقريبا ( ).

    مفهوم السلطة السياسية في الدولة الإسلامية

    وجود السلطة السياسية المنظمة كركن أساسي لقيام أية دولة أمر ضروري ومنطقي ، فمن الطبيعي إذن ، أن يكون هذا الركن ضرورياً كذلك لقيام الدولة الإسلامية ، هذا من ناحية .ومن ناحية أخرى ، لا تقوم السلطة السياسية في الدولة الإسلامية إلاَّ عن طريق الرضا الاقتناع ، وذلك باختيار الخليفة أو رئيس الدولة الإسلامية هن طريق البيعة الصحيحة القائمة على الرضا لكي يمارس السلطة بصفة مؤقتة نيابة عن الأمّة من أجل حراسة الدين وسياسة الدنيا . ومن ناحية ثالثة ، يمكن القول أن المبادئ والخصائص المتعلِّقة بالسلطة السياسية كركن من أركان الدولة كما ذكرها الفقه الدستوري الحديث ، لا يخالف معظمها جوهر الإسلام ومبادئه.
    بالنظر إلى التاريخ الإسلامي بعد الهجرة ، يتبين أن هجرة الرسول(صلى الله عليه وسلم ) ومن معه من مكة إلى المدينة تمثِّل بداية تأسيس الدولة الإسلامية . إذ توافرت للدولة الناشئة الأركان اللازمة لقيامها ، حيث كون المهاجرين والأنصار بعد أن آخى بينهم الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) شعب هذه الدولة . وتمثل إقليم الدولة في المدينة وما حولها وبرزت السلطة السياسية في قيادة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) الحكيمة لهذه الدولة الفتية . ولقد أخذت أركان هذه الدولة في البروز والوضوح بمرور الوقت حيث تضاعف عدد المسلمين ودخل الناس في دين الله أفواجاً ـ واتسعت رقعة الدولة بعد فتح مكة ثم دخلت الجزيرة العربية كلها تقريباً في الإسلام في نهاية عهد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) . وفي عصر الخلفاء الراشدين تعاظمت قوة الدولة الإسلام وتضاعف عدد المسلمين عدة مرَّات ، وامتدَّت حدود الدولة شرقاً إلى بلاد فارس ، وغرباً حتى مصر وجنوباً إلى اليمن والمحيط الهندي وشمالاً إلى الشام . وظهرت حكمة وحنكة السلطة السياسية المتمثلة أساساً في الخلفاء الراشدين في إدارة الشئون السياسية والحربية والاقتصادية للدولة الإسلامية . وكان من أبرز ما واجهته هذه السلطة في بداية عهد أوَّل الخلفاء الراشدين أبى بكر الصديق امتناع جانب من المسلمين عن دفع الزكاة وارتداد جانب آخر منهم عن الإسلام وبروزهم كقوة مناهضة للدولة الإسلامية فما كان من أبي بكر إلاَّ أن حاربهم بعد أن أدرك خطورة الموقف وكان انتصاره عليهم هو بداية الانطلاق بالدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية لنشر روح الإسلام ومبادئه في مشارق الأرض ومغاربها.
    وهكذا يتضح أن السلطة السياسية قد وجدت مع بداية تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة وتطورت ونمت مع نمو هذه الدولة وتطورها وتحملت المسئولية التاريخية بنجاح عظيم . كما يتضح أن هذه السلطة تتمتع بعدد من الخصائص التي حددها الفقه الحديث للسلطة السياسية في الدولة فهي سلطة عامة تهيمن على كل أرجاء الدولة وأنها سلطة دائمة وليست مؤقتة وهي سلطة مستقلة ، كما أنها تحتكر القوة العسكرية في الدولة مما لا يسمح بوجود قوة أخرى بجوارها .
    السلطة السياسية في الدولة الإسلامية لا تنفرد بسلطة التشريع ووضع القوانين. إذ أن المشرّع الأول في الدولة الإسلامية هو الله سبحانه وتعالى . ويمثل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التشريع الأساسي في الإسلام الذي يجب على السلطة السياسية اتباعه والنزول على أحكامه والتقيد بقواعده وتنفيذها بدقة وأمانة ( ) .
    ولكن ذلك لا يمنع قيام الفقهاء وأهل الاجتهاد ببيان الأحكام التي تقتضيها الشريعة القائمة وما يصدر في هذا النطاق لا يخرج عن كونه إفتاء أو اجتهاداً وليس تشريعاً في مرتبة القرآن والسنة ، اللهم إلاَّ إذا كان هذا البيان للحكم الشرعي قد حدث إجماع عليه من المجتهدين فيأخذ هذا الإجماع المرتبة الثالثة بين مصادر التشريع بعد القرآن والسنة . كما أنّ ذلك لا يحول دون قيام المسلمين بسن القوانين والتشريعات التفصيلية أو الوقتية في حدود الأحكام الأساسية التي تضمنها القرآن الكريم وبينتها السنة النبوية الشريفة ( ).

    (عدل بواسطة محمد الواثق on 04-01-2009, 01:15 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 07:09 AM
  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-01-09, 07:43 AM
    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. خليل عيسى خليل04-01-09, 02:47 PM
  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Kabar04-01-09, 07:54 AM
  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 08:12 AM
    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-01-09, 08:33 AM
      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Kabar04-01-09, 09:05 AM
        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مها عبد الله04-01-09, 09:51 AM
          Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-01-09, 10:37 AM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مها عبد الله04-01-09, 12:27 PM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-01-09, 01:54 PM
                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مها عبد الله04-01-09, 05:15 PM
        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 10:34 AM
    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 08:56 AM
      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. doma04-01-09, 10:18 AM
      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 10:27 AM
        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 10:42 AM
          Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 10:54 AM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 11:10 AM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 11:17 AM
                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 11:37 AM
                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. محمد عبدالقادر سبيل04-01-09, 01:04 PM
                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 01:21 PM
          Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. أبو عبيدة البصاص04-01-09, 12:57 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 01:34 PM
      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-01-09, 11:21 AM
        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-01-09, 11:57 AM
          Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Sabri Elshareef04-01-09, 12:17 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 01:03 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. محمد الواثق04-01-09, 01:13 PM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 01:43 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-01-09, 01:14 PM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-01-09, 01:59 PM
          Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-01-09, 12:44 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-01-09, 01:24 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. خليل عيسى خليل04-01-09, 01:37 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. محمد عبدالقادر سبيل04-01-09, 01:39 PM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-01-09, 01:57 PM
                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. محمد عبدالقادر سبيل04-01-09, 02:39 PM
                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. محمد الواثق04-01-09, 03:42 PM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-01-09, 02:40 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-01-09, 02:25 PM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Mohamed Foto7li 04-01-09, 02:39 PM
                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Sabri Elshareef04-01-09, 03:14 PM
                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Sabri Elshareef04-01-09, 03:29 PM
                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. خليل عيسى خليل04-01-09, 03:41 PM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-01-09, 03:58 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. كمال حسن04-01-09, 03:48 PM
      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Zakaria Joseph04-01-09, 04:09 PM
        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-01-09, 04:24 PM
          Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. محمد الواثق04-01-09, 05:40 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. محمد الواثق04-01-09, 06:00 PM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. نوفل عبد الرحيم حسن04-01-09, 06:08 PM
          Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. AnwarKing04-01-09, 06:37 PM
            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. وليد محمد المبارك04-01-09, 06:46 PM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Biraima M Adam04-01-09, 07:32 PM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. عوض محمد احمد04-01-09, 07:47 PM
                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مها عبد الله04-01-09, 08:10 PM
                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Kabar04-01-09, 09:42 PM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Kabar04-01-09, 09:49 PM
                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Kabar04-01-09, 10:24 PM
                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مها عبد الله04-02-09, 00:24 AM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. عوض محمد احمد04-01-09, 10:04 PM
                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-01-09, 10:26 PM
                        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-01-09, 11:05 PM
                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Hawari Nimir04-01-09, 10:29 PM
                        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Kabar04-01-09, 10:59 PM
                          Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-02-09, 00:31 AM
                            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. الشامي الحبر عبدالوهاب04-02-09, 01:03 AM
                            Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-02-09, 01:12 AM
                              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-02-09, 01:19 AM
                                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-02-09, 02:29 AM
                                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 03:12 AM
                                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 05:23 AM
                                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-02-09, 06:58 AM
                                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 05:47 AM
                                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 06:50 AM
                                        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-02-09, 07:13 AM
                                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. أبو عبيدة البصاص04-02-09, 07:23 AM
              Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-02-09, 06:32 AM
                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 07:02 AM
                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-02-09, 07:15 AM
                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 07:30 AM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 07:38 AM
                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-02-09, 07:52 AM
                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. كمال حسن04-02-09, 09:07 AM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. وليد محمد المبارك04-04-09, 11:00 AM
                Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Kabar04-02-09, 07:44 AM
                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Kabar04-02-09, 08:15 AM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-02-09, 08:24 AM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. محمد عبدالقادر سبيل04-02-09, 09:36 AM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 10:00 AM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. أبو عبيدة البصاص04-02-09, 10:37 AM
                  Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 08:26 AM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-02-09, 08:53 AM
                    Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 08:55 AM
                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. Amany Elamin04-02-09, 09:19 AM
                        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-02-09, 09:52 AM
                        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. emad altaib04-02-09, 10:38 AM
                      Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. هشام آدم04-02-09, 09:26 AM
                        Re: العلمانيه مقابل الشريعه الاسلاميه.. كلاكيت تاني مره .. مجاهد عبدالله04-02-09, 09:58 AM


1 صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de