كارثه بجنوب كردفان 79 وفاه واصابة 229

Quote: تقرير: أخباري تضارب في أرقام الإصابات حوله وفشل حكومي في مواجهته وباء الحمى النزفية بجنوب كردفان يكشف عورة نيفاشا!! الخرطوم: إسماعيل حسابو كادوقلي: قرشي عوض برغم التدافع الكثيف من الاجهزة الرسمية والتنفيذية والمنظمات الدولية والحركة الدؤوبة التي انتظمت غرف الطوارئ بالمركز وولاية جنوب كردفان والتصريحات «المسكنة» التي يطلقها المسؤولون صباح، مساء، ظل الوضع الصحي بولاية جنوب كردفان، جراء الحمى النزفية والتي تسمى بالضنك أو حمى دينج، غير محدد، وغير معروفة، لتضارب الإحصاءات التي توردها الاجهزة الولائية والاتحادية وتلك التي تطلقها المنظمات الدولية. تضارب ... الإحصاءات!! وكالات الأمم المتحدة، أعلنت أمس ان «117» مواطنا توفوا بولاية جنوب كردفان جراء الحمى النزفية المتفشية بالمنطقة منذ الشهر الماضي، في حين تعمل سلطات الولاية على تقديم المساعدات العلاجية لـ«404» مصاب ، بنسبة وفيات بلغت 39% ، في وقت رأى فيه وزير الدولة بوزارة الصحة الدكتور الفاتح محمد سعيد، ان جملة الحالات حتى الثاني عشر من نوفمبر الجاري بلغت «349» حالة بينها «58» حالة وفاة، مبينا ان وزارة الصحة تلقت اول بلاغ من إدارة الوبائيات بولاية جنوب كردفان في يوم السبت 22/10/2005م حيث كان عدد الحالات المبلغ عنها «23» حالة منها «7» حالات وفاة. لكن الدكتو الفاتح عبد الرحمن صديق، مدير عام وزارة الصحة بجنوب كردفان، ابلغ «الصحافة» أمس ان الحالات المبلغ عنها حتى أمس الاول بمركز الولاية بلغت «394» حالة فيما بلغ عدد الوفيات «104» حالة. وتوقع الدكتور احمد الجنايني مسؤول الاستجابة بمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي امس، ازدياد حالات المصابين الى 3،3 مليون شخص، وهو ما أشار إليه الدكتور بدوي الهادي اختصاصي طب المجتمع ومدير عام الرعاية الصحية الاولية لمدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان السابقة ، حين أبلغ «الصحافة» بوصول بلاغات عن حالات اصابة في منطقة دميك المجاورة لمدينة لقاوة «بما يؤكد انتشار العدوى الى انحاء اخرى من البلاد نسبة للحركة الدؤوبة من وإلى تلك المناطق الموبوءة ، لكن د. البدوي اكد عدم تسجيل أية حالة بولاية غرب كردفان «السابقة» حتى أمس. دعومات... عاجلة كبير منسقي برنامج اليونسيف بالسودان، لاما شاندران قال في مؤتمر صحفي امس بمقر بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام، ان مناطق شرق كردفان والدلنج ورشاد تعد اكثر المناطق تأثراً بالمرض، واعلن في ذات الوقت ان وكالات الامم المتحدة ذات الصلة اطلقت حملة لجمع 4.4 مليون دولار عاجلة لتطعيم مليون و800 الف مواطن بجنوب كردفان، اضافة الى تعزيز المتابعة وتدريب الكوادر، وقال ان اليونسيف طلبت امس توفير اكثر من «200» الف جرعة مصل لتغطية المناطق المتأثرة. واعتبر الدكتور الجنايني الـ4،4 مليون دولارمرحلة اولى من الدعومات والتي ستخصص لولاية جنوب كردفان المنكوبة، وقال في المؤتمر الصحفي: ربما نحتاج الى توسيع دائرة تدخلنا لمواجهة الزيادة في اعداد المصابين المتوقع ان تصل لـ3،3 مليون شخص. وذكر وزير الدولة بالصحة د. الفاتح ان رئيس الجمهورية صدق بمبلغ مليار جنيه من صندوق دعم الولايات، لتباشر اللجنة العليا لمكافحة المرض اعمالها، اضافة الى توفير ادوية مساعدة على دفعتين بقيمة .200.2000 دينار من الامكانات الذاتية للوزارة. لكن مدير عام وزارة الصحة بجنوب كردفان الدكتور الفاتح عبد الرحمن قال لـ«الصحافة» : كان يمكن السيطرة على المرض في مراحله الاولى لكن المشكلة تكمن في عدم الوفاء حتى الان بالالتزامات المالية والدعومات ، مبيناً ان جهود وزارته تنصب فقط على معالجة الاعراض المصاحبة للمرض ومكافحة الوسيط الناقل. وذكر ان هناك 3 طائرات للرش وصلت كادوقلي وستباشر الوزارة حملات رش تبدأها بالمدن الرئيسية، كادوقلي، الدلنج، ابوجبيهة . وقال الفاتح :ان الوزارة تحتاج الى ميزانية تقدر بـ«11» مليار جنيه حتى يكون المرض تحت السيطرة، في حين وفرت الحكومة الاتحادية مليار جنيه فقط، فيما وفرت الولاية «60» مليون جنيه حتى الآن، واضاف الفاتح ان وزارة الصحة الاتحادية لاتزال تعمل بـ4% من طاقتها البشرية. دم.... طازج وذكر مدير عام الصحة بجنوب كردفان ان بنوك الدم الموجودة بالولاية تنقصها الثلاجات لحفظ الدم، مما يجعلهم يستخدمون الدم الطازج مباشرة في عمليات نقل الدم، ولكنه توقع وصول ثلاجات دم من الخرطوم خلال الايام القادمة، واشار الى ان المعامل المؤهلة بالولاية توجد في 4 مستشفيات من اصل «11» مستشفى . ورأى وزير الدولة بوزارة الصحة الاتحادية ان الوزارة الاتحادية اولت اهتماماً بالأمر وبعثت وفدا في اليوم التالي لتلقيها البلاغ الاول في اكتوبر الماضي، وقال ان الجهود التي بذلت ادت الى انحسار المرض ، وذكر ان التدابير الاولى للوزارة انحصرت في زيادة حساسية برنامج الترصد والتقصي، عمل «مسح حشري» عن الباعوض الناقل «ايدس المصري» بجانب انشاء غرفة للطوارئ على المستويين الولائي والاتحادي، وارسال فريق لتدريب الكوادر الطبية. واشار الى تشكيل لجنة عليا برئاسة وكيل الوزارة لوضع خطة متكاملة اشتملت على ستة محاور هي مكافحة البعوض الناقل، معالجة الحالات، التثقيف الصحي، التقصي المرضي والترصد إضافة الى التغطية التحصينية والاشراف. واعتبر الوزير ان التحوطات والتدابير التي وضعت كفيلة باحتواء المرض ويمكن ان تشكل ضمانا كافيا للحد من انتشاره وانتقاله الى مناطق اخرى. وطمأن الوزير اعضاء مجلس الولايات بأن وزارته تجرى الآن مسوحات حول ولاية الخرطوم والمناطق الوسطى وتعمل على ضرب حزام حول ولاية جنوب كردفان للحيلولة دون انتقال المرض لأي منطقة اخرى. واشار الى ان المرض انتشر بدءاً من مناطق كانت تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية حيث لا توجد مكافحة للمرض . وكشف ان وزارة الصحة طلبت من منظمة الصحة العالمية توفير «5» ملايين جرعة من الامصال، للشروع في حملة تطعيم ضد مرضى الحمى الصفراء تستهدف «5» ملايين مواطن بجنوب كردفان . وقال ان هذه الامصال ستصل خلال «10» ايام ، لكن الوزير نفى وجود اية حالة لمرض الحمى الصفراء بالبلاد ، ووصف الخطوة بالتحوطية لاعتبار العلاقة بين الحمى الصفراء والنزفية، التي قال مدير عام وزارة الصحة بجنوب كردفان ان لا علاقة لها بالضنك كما انها غير مرتبطة بالفقر والحالة الغذائية وتعرف أيضاً بحمى دينج، حيث ان العلاقة في الوسيط الناقل مشتركة بينهما. على أية حال فان وباء الحمي النزفية كشف عورة الحكم الاتحادي في ظل اتفاقية السلام خاصة وان ولاية جنوب كردفان تتمتع باتفاق خاص هي والنيل الأزرق ، وفي حال فشلت الحكومة في التصدي له فإن ذلك يعني لسوء الناس ان نيفاشا لم تضف الى بؤسهم سوى شقاءً جديداً.