اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 01:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر عبد المنعم سيد احمد محمد الحسن(moniem2002 & عبد المنعم سيد احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-08-2012, 04:17 PM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير (Re: عبد المنعم سيد احمد)

    Quote: إن المنهج الذي اعتمده بيكاسو في هذه اللوحة هو الخلط بين الواقع والأسطورة, فبأسلوبه الساحر ينتقل بنا من الواقع ـ الفجيعة إلى رواق الأسطورة, ليستطيع التعبير ببلاغة عن هول المأساة التي هي في النهاية مأساة الإنسانية جمعاء أمام الحروب. وما دمنا قد دخلنا في تحليل الجدارية فلنقترب أكثر من فلسفة بنائها وعناصرها, وأول ما يثير انتباهنا ثنائية اللون, ابيض على اسود. وهو اختيار وقف عنده الدارسون كثيرا وأشبعوه تأويلا, لكن الأبرز والأقرب إلى الصواب هو الاتجاه القائل انه رمز لصراع قوتي الخير والشر, ودعوة المشاهد إلى الاختيار مع أي طرف يقف؛ فإما أن ندين الظلم وننحاز إلى الحق والحرية وإما أن نساعد الظلام ضد النور. واذكر أن احد أساتذتي أيام الدراسة ـ وهو يتحدث عن هذه الثنائية قد قال إن الفنان أراد أن يكون صادقا أكثر, فهو لم يطلع على الحدث إلا من خلال ما سمع وما رأى من جرائد تصف وتصور المأساة؛ لذلك اعتمد ثنائية اللون كتلك الموجودة في الجرائد, مزكيا زعمه بتلك النقط المتراصة في الجدارية والتي تشبه الكتابة في صفحات الجرائد! أما العنصر الهام في الجدارية الذي هو الضوء فيمكننا تحديد ثلاثة مصادر للإضاءة. مصدر كبير قادم من فجوة ربما أحدثها القصف في الجدار, وهو ضوء رغم ضخامته إلا انه غير طبيعي, وبدل أن يشعرنا بسكينة النور نحس أن الموت برفقته, لأنه لا يأتي من باب طبيعية.. المصدر الثاني للضوء هو هذا المصباح الزيتي الذي قد يشير إلى مدى التخلف والتراجع والانحطاط الذي أصاب هذا الإنسان المفتخر بتقدمه وحضارته المزيفة التي يرمز إليها المصدر الثالث للنور وهو هذا المصباح الكهربائي الذي ضاع نوره المزيف في ظلام القتل واليأس..أما المرأة حاملة القنديل فهي رمز للبراءة والفطرة الإنسانية التي أذهلها هول آلة التخريب والدمار والقتل التي هي من إنتاج الحضارة المعاصرة؛ فهي تمثل إدانة لهذه الحضارة. وهي كذلك رمز للضمير العالمي الذي يلقي الضوء على الفاجعة ليكشف لنا بشاعتها.. إن الحيرة التي تمثلها المرأة المندفعة بجسدها وتعابير وجهها تجسد حيرة الإنسانية جمعاء أمام الحروب, فلا تكاد تتيقن من الا تجاه الذي تسلكه هذه المرأة, هل هي هاربة من الجحيم أم مهرولة لانقاد ما يمكن اتقاده؛ أتراها تصرخ من الألم أم تصرخ مدينة لليل الفاشي!؟ أمام هذا الرمز الغزير الدلالة الذي هو المرأة المحترقة التي تستغيث وتسقط من الأعلى إلى الأسفل نجد أنفسنا أمام أكثر العناصر تأثيرا. ولعل الفنان قصد بسقوطها من الأعلى إلى الأسفل مشتعلة الإيحاء لنا بالجحيم النازل من السماء؛ فالطيران أداة القتل! وفي أقصى يسار اللوحة يفاجئنا ا لفنان برمز درامي آخر, انه الطائر الذي يذبح بضه بعضه! وكأنه إشارة إلى الحروب الأهلية التي لا طائل منها إلا قتل الجسد لنفسه, انه تناقض صارخ عندما يتحول السلام إلى الضحية والجلاد في نفس الوقت.
    في وسط اللوحة يلفت انتباهنا ذلك الرمز الكثيف والبليغ الغني بحيويته وحركته وطاقته, انه الحصان ـ الشعب الصابر وهو اللسان الصارخ من الألم, رغم الجرح البليغ ورغم الكبوة يحاول النهوض ! لقد قال عنه مرة بيكاسو نفسه صراحة انه يمثل الشعب. وككل العناصر التي تطورت طرأت على الحصان تغييرات جوهرية؛ فبينما يبدو في التخطيطات الأولى خائر القوى مستسلما مطوي العنق, يصبح في شكله النهائي جامحا ناهضا رغم الألم..وبالقرب من الحصان يطالعنا رمز آخر لا يقل بلاغة وتعبيرا, انه الشهيد الحي هذا الرمز القوي للمحارب الشجاع الذي قاتل حتى تقطعت أوصاله أشلاء, ومع ذلك لازال قابضا على سيفه الذي انكسر؛ وقد تعمد الفنان إظهاره على شكل تمثال ليشير إلى خلوده ومجده! وقد اجمع الدارسون على أن رمز الشهيد اقتبسه بيكاسو من صورة مشهورة غزت الجرائد سنة 1936 كان قد التقطها المصور الأمريكي روبرت كايا لمقاتل اسباني في الوقت الذي أصيب فيه, حيث يظهر في الصورة الفوتوغرافية يسقط وهو قابض على سلاحه؛ فيبدو أن بيكاسو بعبقريته الفذة قد وظف تلك الصورة في جداريته أحسن توظيف. إذ ابتعد به شيئا فشيئا عن الواقعية, وأضاف إليه بالمقابل أبعاد رمزية ودلالات بطولية مؤثرة…
    وكدعوة للأمل وسط هذا الموت المرعب واليأس القاتل والحطام المتراكم تبرز تلك الأقحوانة التي تجسد إرادة الحياة وربما التبشير بمستقبل أفضل رغم الظلام المخيم على الأجواء. وفي هذه الجولة القصيرة في أرجاء الجرنيكا لا يمكننا أن نتجاهل هذا الرمز القابع في يسار اللوحة, ذلك الثور الذي تتجه إليه كل عناصر الجدارية وهو واقف بشموخ, وكأنه لا يبالي بما يحدث؛ فقد تضاربت حوله الآراء والتفسيرات, بعضهم رآه رمزا صريحا للوحشية ولفرانكو بالذات؛ وما اتجاه العناصر الأخرى إليه إلا تعبيرا عن إدانة الجميع له. بينما حسبه البعض دلالة على القوة المخلصة التي تنتظر منها باقي العناصر الدعم والنصرة, وتلومها في نفس الوقت على الوقوف السلبي. غير أن القول الفصل يبقى للفنان نفسه الذي قال عن هذا العنصر في إحدى تصريحاته الصحفية: ( الثور ليس الفاشية انه يمثل الوحشية والظلام. ) غير أن كثيرا من النقاد اعتادوا على تفسيره كرمز لفرانكو, لأننا إذا ما رجعنا إلى التخطيطات الأولية للجدارية نجد الفنان قد أجرى على هذا العنصر عدة تعديلات ذات مغزى, فقد أخرجه من بؤرة اللوحة إلى النظر بعيدا عما يجري بعدما كان ينظر إلى داخلها ليبدو غير عابئ بالدمار والخراب والقتل الذي أحدثه..
    لقد كتب الكثير وقيل الكثير عن رائعة بيكاسو هذه الجرنيكا التي أصبحت صرخة للإنسانية جمعاء في وجه صناع الموت, وإدانة مستمرة لكل الحروب في كل زمان ومكان. فقد نظم فيها الشعراء أجمل القصائد, وألف عنها الكتاب اشهر الكتب, بل حتى السينما أدلت بدلوها في محاولة لكشف أسرار هذا الصرح الإنساني الدرامي. وقد ساعد على ذلك توفر كميات هامة من المعلومات الموثقة بالكلمة و الصورة التي تتبعت ولادة ونشأة هذه اللوحة العملاقة, وهو ما لم يتوفر قبل لأية لوحة أخرى غيرها؛ الشئ الذي اعتبر في حد ذاته إنجازا هاما ليس في دراسة الجرنيكا فقط بل في دراسة العملية الإبداعية ككل, والمسار الذي تسلكه. ومن أهم ما استنتجه بعض الدارسين من ذلك هوان الملامح الأولى لأي عمل فني تظهر في التخطيط الأول ولا تتغير جذريا!
    وفي هذا العصر الذي تزايدت فيه الحروب الطاحنة والاعتداءات الوحشية, وشهد صورا لأبشع نماذج الظلم والعدوان..ما أحوجنا إلى الإصغاء للجرنيكا وهي تنادي بأعلى صوت, مستنكرة كل ظلم واعتداء, محاورة جدارية الحرية في ساحة التحرير ببغداد وفي غيرها من ميادين الصراع بين الشر والخير في أنحاء المعمور, أينما وجد الظلم والقهر؛ داعية إلى نصرة الحق وإزهاق الباطل. وهكذا تضل الجرنيكا عبر الأزمنة تضرب لنا أروع الأمثلة للفن الرفيع, والفنان الجاد, وما يمكن أن يقوم به ويقدمه للبشرية عندما يتحمل مسؤوليته ويقوم بدوره كاملا.

    بقلم : محمد الزبيري

                  

العنوان الكاتب Date
اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 03:44 PM
  Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 03:55 PM
    Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:00 PM
      Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:02 PM
        Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:08 PM
          Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:13 PM
            Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:17 PM
              Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:26 PM
                Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:28 PM
                  Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:30 PM
                    Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:51 PM
                    Re: اسحاق احمد فضل الله ..يفدى الاخرين.. بصلاح قوش ..كلام خطير عبد المنعم سيد احمد12-08-12, 04:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de