تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: 19- مواقف العراق العدائية لثورة مايو قبل 19 يوليو:- كان لصدور قرارات 16 نوفمبر بإبعاد أعضاء مجلس قيادة الثورة الثلاث، صدى واسع في اجهزة إعلام حزب البعث في بغداد و في بيروت، و بصورة عدائية لثورة مايو. و قد كان هناك غمز كثير في الثورة و تشكيك فيها، الأمر الذي دعى سفير السودان بالعراق لكتابة كثير من التقارير لوزارة الخارجية بالسودان حيث أعد لها ملف - ص 56 – بعنوان "نشاط حزب البعث المضاد للثورة" وكانوا ينشرون في بيروت، خاصة في صحيفة الكفاح، و بيروت و الدنيا الجديدة، ما لا يودون نشره بالعراق. و قد أشتدت حملتهم عند قدوم السيد الرئيس جعفر نميري إلى الأردن في مهمته التاريخية لحقن الدماء. كما حدث عند زيارة وفد روسي كبير برئاسة نائب رئيس الوزراء لبغداد، أن هاجم السودان رئيس الجانب العراقي في محادثات الوفدين، و هو السيد "غنام" عضو القيادة القومية السعودي الجنسية. فقد طالب رئيس الوفد العراقي من الوفد السوفيتي إدانه ثورة مايو في السودان، بحجة الانحراف، و بأنها لم تعد ثورة تقدمية. و قد رفض الجانب السوفيتي الإدانة، و كان المتكلم هو "السيد رومانسيف" عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي، و المسؤول عن الشؤون العربية، و أكد لهم إعتقاده بأن النظام في السودان نظام تقدمي [الشاهد 14 ص 5 – 6]. و كان العراق قد قام بسياسة انفتاح على العالم العربي، فأرسلوا وفوداً إلى كافة البلاد العربية و من بينها السودان. فإختاروا لهذه المهمة وزير دولة الأكراد، وهو السيد صالح اليوسفي، حيث كان لإعجاب الأكراد بالسيد الرئيس نميري أثر في ذلك الإختيار، إذ لم تشترك صحفهم في الهجوم على السودان، كما كان الرئيس نميري أول من أرسل برقية بالتهنئة على حل المشكلة الكردية. فإقترح سفير السودان أن تثار من الجانب العراقي، عند حضوره للسودان، مسألة الحملة الإعلامية الجائرة، بالإضافة إلى الموقف الذي بدر من السيد غنام عند زيارة الوفد السوفيتي للعراق. وحينما عاد السيد صالح اليوسفي إلى العراق قبيل احداث 19 يوليو، أعلن قبول الرئيس نميري لزيارة العراق و ترحيب الحكومة العراقية به.