تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: 18- الوفود السودانية للعراق:- زار بغداد العديد من أعضاء النقابات العمالية و المزارعين و الطلبة بعد قيام ثورة مايو. و كانت سفارة السودان بالعراق لا تعلم شيئاً عن تلك الوفود إلا بعد وصولها و بعد أن تقرأ أنباءها في الصحف [الشاهد 14 ص 14] و قد وجهت العراق دعوة لوفد من مزارعي جبال النوبة، لحضور مؤتمر الفلاحين المنعقد بين 28 مايو و 7 يونيه 1970 و كان إنعقاد ذلك المؤتمر بمناسبة صدور قانون الإصلاح الزراعي في العراق، الذي يهدف إلى تقليل الحد الأعلى للملكية الزراعية. و قد جاءت ظروف زيارة ذلك الوفد للعراق غريبة، إذ أنه وصل دون إخطار للسفارة السودانية. و كان الملاحظ أن الوفد لا يـ### حرية الإتصال [الشاهد 15 ص 6] وقد أهديت لذلك الوفد عربة لاندروفر، كما لوحظ أن رئيس ذلك الوفد، والذي أطلقوا عليه رئيس اتحاد مزارعي جبال النوبة، قد عومل معاملة الملوك و الرؤساء [أنظر قصاصات الصحف العراقية التي تحوي صور الوفد أثناء زيارته، مستندات 7 أ، ب، جـ، د، هـ، و، ز، حـ. للشاهد 15]. و قيل أن السر وراء ذلك الإهتمام، هو سعي حزب البعث إلى إقامة قاعدة له في جبال النوبة لمواجهة الإتجاه الموالي لمصر [الشاهد 14 ص 14- 15]. كما وجهت القيادة القومية لحزب البعث الدعوة للسيد فاروق عثمان حمدالله، حينما كان وزيراً للداخلية، لزيارة العراق في أعياد تمـوز "يوليو" 1970 وهي مناسبة ذكرى الاطاحة بالحكم الملكي في 14 تموز، وذكرى استيلاء حزب البعث على الحكم في 17 تموز وقد تم توجيه الدعوة له عن طريق السفارة العراقية بالخرطوم كما كانت الدعـوة لشخصه والوفد المرافق له والذي ضم عدداً من البعثيين بالسودان. ويبدوا أن الإهتمام بشخص السيد فاروق، سببه، هو أنه كان من أقرب الشخصيات في السلطة إليهم فقد كان من اوائل طلبة جامعة القاهرة فرع الخرطوم الذين قاموا بزيارة للعراق 1956، زيادة على أهمية وزارة الداخلية لمتابعة النشاط السياسي في البلاد [الشاهد 14 ص7]. ولم يصل لسفير السودان بالعراق أي إخطار بهذه الزيارة حيث قرأ أنباءها في الصحف. - ص 55 - وقد أخطر فقط بوصول الوفد بواسطة قسم المراسم بوزارة الخارجية العراقية. و كان السيد فاروق حمدالله يلقى إهتماماً خاصاً متميزاً به من بعض أعضاء الوفود التي حضرت الإحتفالات. كما كان السيد محمد سليمان الخليفة، عضو القيادة القومية لحزب البعث على صلة وثيقة به طوال مدة الزيارة. فهو الذي حدد موعد مقابلة السيد فاروق حمدالله لرئيس جمهورية العراق السيد أحمد حسن البكر، فلم تحدد تلك المقابلة بواسطة قسم المراسم بوزارة الخارجية كما جرى العرف. وحينما حان وقت المقابلة أخطر السيد فاروق، السفير، أمام السيد محمد سليمان في الفندق، بأن المقابلة خاصة. وقد اعترض السفير بأنه لم يحدث أن قابل مسئول كبير في درجة السيد فاروق، رئيس جمهورية العراق دون حضور السفير المعتمد. وقد تدخل حينذاك السيد محمد سليمان مؤكداً بأن الزيارة خاصة، وأنها لو كانت رسمية لحدثت بواسطة قسم المراسم. ونتيجة لذلك ### السفير وجهة نظره، بأن هذا الموقف حينما ينشر في الصحف، سيؤدي إلى التقليل من شأنه، باعتباره غير موثوق فيه. فأقترح السيد فاروق حمدالله كعلاج للموقف، ان يحضر السفير بداية المقابلة، حيث تؤخذ الصور التي تنشر في الصحف ثم ينسحب السفير، فلاقى هذا الحل قبولاً بعد أن أضاف اليه السفير اقتراحه بحضور الملحق العسكري أيضاً. وعند وصولهم للقصر لاحظ السفير وجود عدد من أعضاء حزب البعث، مع الرئيس البكر، وعلى رأسهم السيد صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي. وقد إنسحب السفير والملحق إلى غرفة الإنتظار، عند بداية المقابلة، حيث كانت المباحثات تدور مع السيد فاروق حمدالله، والذي خرج متهللاً عند نهايتها وهو يقول: "طـلعنا بطيارة هليكوبتر ومستوصف للبوليس". وظل موضوع تلك الطائرة بعد ذلك، محل أخـذ ورد مع وزارة الداخلية في السودان إلا أن تم إرسالها بعد تبادل المكاتبات حول تحديد النوع المناسب. ومن الوفـود التي دعيت بعد ذلك إلى العراق، وفـد عسكري برئاسة السيد عـوض خلف الله لحضور إحتفالات الجيش العراقي [الشاهـد 14 ص 2-5].