تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: و كان يقوم بتمثيل البعثيين السوانيين في القيادة القومية لحزب البعث ببغداد السيد محمد سليمان الخليفة، و هو سوداني ينتمي إلى عائلة الخليفة عبدالله، كان له نشاط بعثي كبير في وسط الطلاب حينما كان يتلقى تعليمه في سوريا. و لما حدث الصراع المعروف بحركة "شباط" بين القيادة القومية للحزب، و هي التي تنظم شؤونه في كل البلاد العربية، و بين قيادته في سوريا، إنضم إلى الفريق المنشق بزعامة ميشيل عفلق و أحمد حسن البكر و أمين الحافظ حيث فر إلى بيروت في عام [1965؟]. و واصل العمل مع ذلك الفريق، و أختير بعد ذلك عضواً في القيادة القومية ببغداد و أسند إليه منصب العلاقات الخارجية لحزب البعث و هو منصب يقابل وزير خارجية البعث في العالم العربي. و كان السيد محمد سليمان شخصاً مقرباً و ذا كلمة نافذة في العراق حيث يترأس عدداً من الوفود العراقية - ص 50 – إلى الدول الأخرى حيث تضم عدد من الوزراء، فكان أعلى رتبة من أي وزير في الحكومة العراقية [الشاهد 14 ص 3] و قد حضر إلى السودان في أواخر عام 1970، و كانت أهداف زيارته كما يلي وفقاً لتقرير [المستند رقم 10 للشاهد 122] تلقاه جهاز الأمن القومي في هذا الشأن: "أ- أشير لبرقيتكم بالشفرة التي وصلتني خاصة بالموضوع أعلاه، أكد مصدر موثوق به أن زيارة السيد محمد سليمان للخرطوم تهدف للأغراض التالية: الاتصال بالتنظيم البعثي بالخرطوم ليشرح له موقف القيادة القومية من الاتحاد الرباعي على أنه في وجهة نظر حزب البعث ما زاد عن أنه اتحاد بين حكام لا بين جماهير – وأن اتحاداً مثل هذا تهدف سياسته لخلق محاور في الوطن العربي وعليه يجب تقويضه. ب - استمرار الحوار مع الحزب الشيوعي السوداني "جناح عبدالخالق" للتوصل إلى نقاط محددة تمكن من التعاون بين تنظيم البعث بالسودان و الحزب الشيوعي "جناح عبدالخالق". جـ - التضامن مع الحزب الشيوعي وغيره من التنظيمات الماوئة لإقامة ما يسمى بجبهة تقدمية واحدة في محاولة لإسقاط الحكم. د - عناصر الحزب على حضور المؤتمر العام للحزب مع وقوفها كتلة واحدة وراءه مساندين وجهة نظر ميشيل عفلق. هـ - تنوير عناصر الحزب في السودان عن الخلافات التي أشرت إليها في تقرير آخر. وتقوية جناح ميشيل عفلق – ذلك الجناح الذي ينتمي إليه محمد سليمان و الأخوة السودانيين بوقوفهم جانبه- بالرسائل أو بحضور المؤتمر العام الذي سيعقد قريباً ببيروت أو ببغداد". كما تلقى جهاز الأمن القومي ### مفادها أن هناك عدد من السودانيين يتدربون على أعمال الصاعقة في معسكر جبهة التحرير العربية التابعة لمنظمة حزب البعث الفدائية. و قد تساءل [المستند رقم 11 للشاهد 122] جهاز الأمن القومي – عما إذا كانت هذه التدريبات لمواجهة تحرير الأراضي العربية أم أن المقصود بها نشاط داخلي في السودان، و أجاب على نفسه بترجيح الاحتمال الأخير. و من النشاطات التي كانت تباشرها حكومة العراق في السودان هو إكتشاف وجود جهاز لا سلكي [المستند رقم 12 للشاهد 122] أدخل إلى السودان بطريقة غير مشروعة و كان يعمل بدون ترخيص و كان الجهاز يخص وكالة الأنباء العراقية، الأمر الذي أدى إلى لفت نظر السفارة العراقية فأسفر عن إعتذارها. كما يبذل حزب البعث مساعي كبيرة لإقامة نشاط له وسط المزارعين في جبال النوبة. و قد كشف عن ذلك النشاط بصورة واضحة منشور أصدرته منظمة الاشتراكيين العرب – السودانيين بمنطقة جبال النوبة، تتضمن شرح التنظيمات الداخلية لهم و الوسائل التي تقودهم إلى تكوين كوادر إشتراكية قادرة على قيادة الجماهير، و قد نص المنشور أيضاً على أن ذلك التنظيم هو أركان الحرب القادر على المعركة و تكييف ظروفها حسب الجو الملائم كما يفيد بوجود تنظيم سياسي يسمى بالسلطة العليا، حيث تخضع له كافة الهيئات الدنيا – ص 51 – وتصدر عنه القرارات. كما نص المنشور على وجوب خضوع التنظيم للامان الكامل والسرية التامة في تلك الفترة [الشاهد 15 ص 5-6]. و قد كانت للاشتراكيين العرب بالسودان علاقة وثيقة بالسيد فاروق حمدالله وان لم يوجد ما يثبت أنه كان عضواً ملتزماً بتنظيمهم، كما كانوا يلجأون إليه في كل الصعوبات التي تواجههم حينما كان وزيراً للداخلية و قد تبنوا المذكرة [المستند رقم 26 للشاهد الأول] التي رفعها لمجلس قيادة الثورة بعد إبعاده، كما إدعى بعضهم أن حزبهم شارك في إعدادها [الشاهد 15 ص 9].