تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: الباب الثاني هل هناك أطراف أجنبية في مؤامرة 19 يوليو؟ الفصل الأول دور سلطة حزب البعث العراقي 15- تطور نشاط حزب البعث في السودان:- نشأت الاتجاهات البعثية في السودان من فكرة قيام اتحاد طلاب العالم العربي عام 1956، والتي كان يتبناها حزب البعث ابان الاتحاد بين مصر وسوريا. وكان مركز هذا النشاط جامعة القاهرة فرع الخرطوم، كما كانت تسير هذه الدعوة على هدي من مباديء حزب البعث السوري الذي كان ينادي بالاتحاد بين البلاد العربية و في عام 1961 عقب الانفصال بين سوريا و مصر ظهر في جامعة القاهرة فرع الخرطوم ما يسمى بالجبهة الاشتراكية العربية كمنهج فكري و سياسي يدين الانفصال و يبشر بالاشتراكية العربية. و عند تخرج الفئة التي أسست التنظيم العربي بجامعة القاهرة الفرع، انضم قادتها إلى الحزب الوطني الاتحادي و حزب الشعب الديمقراطي لكي يعكسوا أفكارهم داخل هذين الحزبين و يكسبوا جماهير فيها. ثم انسحبوا من الحزب الموحد بعد اندماج الحزبين، و لم يكونوا لنفسهم تنظيماً مستقلاً إلا أنهم كانوا يعملون كأفراد في بعض المنظمات، كهيئة الدفاع عن الوطن العربي و مؤتمر الدفاع عن الديمقراطية، كما أنهم عرفوا كممثلين للاتجاهات العربية، ثم كسبوا أنصار وسط المحامين حيث أدى هذا النشاط إلى ظهور الجماعة التي كانت تعمل وفقاً لمباديء حزب البعث العربي الاشتراكي. ثم برزت منظمة الاشتراكيين العرب و التي تضم الجماعة التي تأخذ بإتجاهات حزب البعث و غيرهم من المتعاطفين مع مصر من ذوي الاتجاهات العربية. و قد أصدرت الجبهة الاشتراكية العربية ميثاق في عام 1962، و عرف عن قادة تلك الحركة ترددهم على ### و بغداد، مما يستنتج معه وجود صلات بينهم و بين حزب البعث الحاكم في العراق [الشاهد 15 ص 1-2] وحزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب الذي أسسه ميشيل عفلق بالتعاون – ص 47 – مع أكرم الحوراني ليكون حزباً لكل الوطن ### و هو يدعو لوحدة الأمة العربية، و لامكانة للدين فيه، فمؤسسه مسيحي الديانة إلا أنه يكني نفسه أبا محمد دلالة على التسامح الديني. و لحزب البعث العربي عداء مستحكم مع أنصار قومية طيب الذكر عبدالناصر، فيرون أنها قد حرّفت شعاراتهم، إذ طرحوا شعارهم الذي يبدأ بالوحدة فالحرية فالاشتراكية فأتت القومية العربية بمفهومها الناصري فغيرت ذلك الشعار "الحرية، الاشتراكية، الوحدة" [الشاهد 14 ص 1] ويشير منهج حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أقر في تشرين الأول "أكتوبر 1963" إلى تلك الوجهة من النظر حيث يقول "أ. لقد أكد الحزب في المرحلة الأولى من نضاله أولوية الوحدة و أعطاها تقدماً و رجحاناً معنوياً على الاشتراكية والحرية". [مستند رقم 13 للشاهد 15 ص 27]. كما أن لو### حزب البعث العربي الاشتراكي أهداف إقتصادية أوضحها في منهجه المشار إليه كما يلي "ان الوحدة ستتيح الفرصة الجدية لإنطلاق الإقتصاد العربي إنطلاقاً سريعاً، فالـحدود الإقليمية كانت عاملاً أساسياً في لجم انطلاق عـ### بإعتبار ان التسويق هو الوجه الآخر للتصنيع وضيق الأسواق القطرية عامل هام يعرقل التطور الاقتصادي العربي و يمنعه من أن يأخذ كل مداه في إنطلاقه وتكاد أن تتحول هذه الحدود إلى سبب لإختناق إقتصادي في الأقطار العربية الصغيرة. فالجانب الإقتصادي للوحدة العربية يهيء الظروف الموضوعية لقيام إقتصاد الأبعاد الكبيرة ولإنشاء صناعات متطورة و ضخمة و عصرية تستطيع أن تقف بجدارة و إقتدار في وجه المزاحمة الأجنبية، بعيدة عن أسوار الحماية الجمركية لصناعات مختلفة وصغيرة وغير إقتصادية [مستند رقم 13 للشاهد 15 ص 37-38] و قد بدأ الصراع بين حزب البعث العربي الاشتراكي و بين القوميين العرب منذ أن كان حزب البعث يحكم العراق بعد الإطاحة بحكم عبدالكريم قاسم، ويرى فلاسفة حزب البعث أن السودان أفضل مكان لمنازلة مصر، فهناك قول مأثور في كراسة الحزب لمشيل عفلق بأن البعث لن يكون عربياً بغير مصر، وإذا تعذر علينا صار حتماً محاصرة مصر من السودان و من ليبيا [الشاهد 14 ص 1]. ورغماً عن إعتناق الاشتراكيين العرب لمباديء حزب البعث، إلا أنهم يحجمون عن تسمية أنفسهم بعثيين، بدعوى أنهم يمثلون الخصائص السودانية و أن سياستهم تقوم على أساس مستقل يأخذ في الإعتبار الظروف الخاصة بالسودان. كما أنهم لا ينكرون علاقتهم مع قيادة البعث في العراق و يشجبون إنقسام البعث على أساس أنه أضعاف للمخطط العربي العام و ضرب له، و الجدير بالذكر أنه ظهرت مجموعة صغيرة باسم البعث السوري في السودان بقيادة - ص 48 – أعضاء الاشتراكيين العرب سابقاً [الشاهد ###] كما أن من الملاحظ أن الاشتراكيين العرب قد كسبوا أنصار بين المحامين إذ أن نسبة المحامين تشكل أغلبية كبيرة [الشاهد 16 ص 3] و تصور الـ### التالية المرسلة من سفارة العراق بالخرطوم إلى ### بالرمز الصراع بين تلك الاتجاهات في السودان، فقد تحصلت عليها حهاز الأمن و قامت بحل رموزها حيث تقرأ كالآتي: "التاريخ 8/3/1970 – المرسل – عراقية، الخرطوم القيادة القومية – بغداد، المسؤول المدني و العسكري لمنطقة الحزب في السودان يطلبان إبلاغ السادة صدام حسين – محمد سليمان – عبدالخالق السامرائي – الياس فرح – طارق عزيز. و خمسة اخرين تختارهم القيادة للحضور إلى الخرطوم للمشاركة في ندوة العربي يحث يسعى السوريون لتشويه سمعة الحزب الحاكم و الحكم الثوري في العراق داخل الندوة مما قد يؤثر على مخططات الحزب و أهدافه في السودان. طارق – صورة إلى القيادة القومية – للتفضل بالعلم – ختم وزارة الخارجية جمهورية العراق [مستند رقم 3 للشاهد 5ا] كما توضح برقية مماثلة مدى تحركات حزب البعث العراقي في السودان والتي أرسلت من سفارة العراق بالخرطوم إلى بغداد ابان حوادث ود نوباوي، في 29/3/1970 وتقرأ كما يلي، بعد حل رمزها "المرسل عراقية الخرطوم – القيادة بغداد، تطلب منظمة الحزب بالسودان سرعة موافاتها بالمبالغ و المهمات السابق الاتفاق عليها. حيث يحتمل حدوث تطورات جديدة تستدعي سرعة التحرك طارق – صورة إلى القيادة القومية للتفضل بالعلم – ختم وزارة الخارجية الجمهورية العراقية [مستند رقم 4 للشاهد 15]. وقد تلقى جهاز الأمن القومي في 18/8/1970 [مستند رقم 3 للشاهد 122] من أحد مصادرنا بالخارج يكشف عن مدى الخطورة التي تطور إليها ### البعثي في السودان و مفاد ذلك التقرير هو أن الحاكم العسكري للقيادة القومية لحزب البعث العراقي شرع في القيام بشاط يستهدف الوضع في السودان وذلك عن طريق تهيئة بعض العناصر اللازمة من الرعايا السودانيين الموجودين في بيروت من طلبة و عمال بما فيهم العناصر الموجودة في السودان ببعض أعمال الشغب ### السياسية. و كذلك لايجاد بعض العملاء للاتصال ### العسكريين في صفوف القوات المسلحة السودانية لخلق الأجواء المناسبة للإنقضاض على مجلس قيادة الثورة في السودان و توصيل الحزب إلى الحكم. كما تحصل جهاز الأمن القومي على وثيقة [المستند رقم 5 للشاهد 122] هذا النشاط صادر من القيادة القومية للتنظيم الـ### لبغداد و تحوي عدداً من الأسماء لمواطنين سودانيين و تتعلق بتثبيت عضويتهم في الحزب. كما حصل جهاز الأمن القومي أيضاً على وثيقة أخرى [المستند رقم 6 للشاهد 122] أشد خطورة صادرة من نفس المصدر كالآتي "حزب البعث العربي الاشتراكي – القيادة – مكتب الاتصال الخارجي – رقم 43/ص – تاريخ 18/5### أمة عربية واحدة – ذات رسالة خالدة – الرفيق طه البصري المحترم – بيروت تحية عربية وبعد، بما أن ظروف النضال أصبحت شاقة على رفاقنا في القطر السوداني و بناء على إقتراحك السابق – ص 49 – لهذا يتوجب عليه – تهيئة عناصر جديدة، كما هو وارد في التقرير المقدم لتكون أداة تمويه لرفاقنا المناضلين. وذلك يقتضي عليك التعاون مع المقدم عبدالرازق محمود لإيجاد هذه العناصر وتهيئتها لتعمل على إثارة المد الثوري في وجه الحكم الفردي – في القطر السوداني تمهيداً لتمكين الرفاق من القيام بعملهم على اكمل وجه في تبديل وجه الحكم و ربط القيادة الحزبية ببعضها البعض لتسهيل مهمة النضال السلبي الذي تمر به جماهير حزبنا العربية – المجد والخلود لأمتنا – مكتب الاتصال الخارجي – الرفيق عبدالخالق السامرائي [هناك توقيع غير مقرؤ فوق الاسم]. و حصل جهاز الأمن القومي أيضاً على وثيقة [مستند رقم ### للشاهد 122] مماثلة نصها كالآتي "تقرير من الرفيق طه البصري حول النشاطات و التوعية الجماهيرية إلى القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي – مكتب الاتصال الخارجي بغداد – من خلال النشاطات الجماهيرية التي بدأناها بناء على تعميمكم السابق فقد استطعنا تأمين بعض العناصر من القطر السوداني و هم من الطلبة و العمال الموجودين في القطر اللبناني وقد كان البعض منهم يرغب في التعاون معنا – و البعض الآخر له صلة عسكرية و قد التزمهم المقدم الركن عبدالرازق محمود – وهو يؤهلهم للعمل تحت الظروف القائمة في القطر السوداني و لدي دراستي النفسية لهم وجدت بأنه من الممكن التأثير عليهم لإيجاد الظروف المناسبة لرفاقنا المناضلين للـ### بالحركات المطلوبة للقضاء على الفردية و التسلط في القطر السوداني، كما وجدت من البعض الرغبة في الحصول على المال وحب النفع و هؤلاء من الممكن الإستفادة منهم أقصى ### لتنفيذ جميع المهمات الشاقة و الخطيرة التي تستلزمها ### النضال و التي يمكن أن يمر بها مناضلين – كما وجدت لدي البعض نوع من التردد وهؤلاء سيتم التخلي عنهم دون إحداث ضجة. أبلغكم تحياتي و المجد و الخلود لرفاقنا الـ### 18/7/70 – الرفيق طه البصري [هناك توقيع غير مقرؤ فوق الاسم].

(عدل بواسطة عدلان أحمد عبدالعزيز on 05-22-2012, 02:52 AM)