تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: الفصل الثالث دور الحزب الشيوعي في مؤامرة يوليو 1971 12- التنظيمات السرية في القوات المسلحة:- لما كان تنفيذ مؤامرة 19 يوليو للاستيلاء على السلطة قد تم بواسطة فئات من القوات المسلحة، فقد عمدت اللجنة إلى تقصي التنظيمات السرية في قوات الشعب المسلحة والتحري عن علاقتها بالإنقلاب الذي حدث في 19 يوليو، وعن مدى صلة الحزب الشيوعي السوداني بها. و ان كنا قد عممنا الحديث عن قوات الشعب المسلحة في تقصي تلك التنظيمات إلا أن مجالها الأصلي هو سلاح المدرعات بإعتباره العمود الفقري في أي إنقلاب. أولاً: أحرار مايو:- اتضح للجنة بشهادة عدد من الشهود [الشاهد 151 ص 2، واستجوابه بواسطة الاستخبارات العسكرية الذي يقر به في شهادته ص 12، والموجود بملف الشـاهد 102، الشاهد 108 ص10] وجود تنظيم سري يسمى أحرار مايو كان يرعاه اللواء السابق السيد أحمد عبدالحليم و السيد العميد سعد بحر، كما ذكر أحد الشهود [الشاهد 108 ص 6]، أن السيد خالد حسن عباس كان على علم بهذا التنظيم، كما كان يقوم بتشجيعه. وهدف هذا التنظيم هو حماية ثورة مايو، وكان يحتضن كثيراً من العناصر المترقية من الصفوف والذين أسهموا في التحركات الأولى من خور عمر صباح 25 ما يو 1969. وقد أدى وجود ذلك التنظيم شبه الرسمي إلى إنتشار جو من عدم الثقة والوقيعة بين الضباط، كما ترتب عليه تمييز في معاملة القادة لبعض الضباط ترتبط بعلاقتهم بالتنظيم، الأمر الذي أدى إلى تهيئة أذهان بعض الضباط لتقبل النقد الموجه للسلطة بسبب علاقة بعض القادة المسؤولين بهذا التنظيم. كما أدى إلى حل الضبط والربط في بعض وحدات القوات المسلحة بسبب ما كان يقوم به بعض ضباطه العظام من زيارات مفاجئة لبعض الوحدات دون أن يستطيع الموجودون في تلك الوحدات تبين صفتهم الرسمية [الشاهد 120 ص 2] ثانياً: تنظيم حزب الأمة:- مما يهدف له هذا التنظيم معارضة التقارب مع مصر. وعند استعراض اللجنة –ص 39- للمنشورات التي كانت توزع في قوات الشعب المسلحة والتي أمدها بها الاستخبارات العسكرية وجدنا منشوراً [مستند قوات الشعب المسلحة دفعة 16 رقم 2] يتفق مع ذلك الهدف، وقد يكون صادراً من ذلك التنظيم أو آخر يتفق معه في تلك الوجهة من النظر. و مما جاء فيه "أصبحت البعثات العسكرية ترسل إلى القاهرة لتأخذ تدريبها على جيش لم يعرف النصر طيلة حياته فهو قد إنهزم عام 1948 وعام 1956 و في الستينات في اليمن أمام قوات الامام البدر وعاد وإنهزم عام 1967 في فلسطين، فماذا ستتعلمون من جيش سمته الهزيمة والجري وراه العدو مهما كانت قوته وعتاده" واختتم المنشور بما يلي: "هل نسيتم دماء جنودكم التي سالت في كرري من أجل الدفاع عن الاستقلال، هل نسيتم دماء شيكان من أجل تحرير بلادنا العزيزة من الحكم التركي المصري" وقد وقع المنشور كما يلي: "الجبهة العسكرية لحماية الاستقلال" كما كان من بين تلك المنشورات آخران، أحدهما بتوقيع الضباط والجنود الوطنيين [مستندات قوات الشعب المسلحة دفعة 16 رقم 1] وآخر بتوقيع جبهة الضباط الأحرار [مستندات قوات الشعب المسلحة دفعة 16 رقم ###] ورد به هجوم على الشيوعيين، كما أتفقا في الهجوم على الشيوعيين وعلى مصر.