يا (( عامر الجّوهري )) تسلم عينيك ياخي

Quote: غشيتني سحابة .. حملتني إلى القاهرة .. وغنيت للحبايب!.. (ليس هناك ما يمكن أن تسميه سوى (القدر)، هذا أول مانطق به الفنان عامر الجوهري، يقول (كنت أسير في الطريق بشكل عادي، شعرت فجأة أن هناك (مشكلة ما) في عيني الشمال، لأكون في صباح اليوم التالي في القاهرة باحثاً عن العلاج).. تلك كانت رواية الجوهري، الذي تعرضت عينيه لانفصال في الشبكية بعد ارتفاع الضغط في عينيه ، جلسنا إليه بمنزله بالكلاكلة القلعة عقب عودته معافى من القاهرة، طمأن كل أحبابه وأصدقائه وجمهوره وقد أصابه بعض القلق من سحابة سريعة غشيت عينيه، التقينا به على صفحات (الأخبار). أستاذ الجوهري كيف وجدت مصر ؟ وضع الفنانين في مصر مختلف جداً عن السودان، ذهبت إلى مدينة تسمى (الرحاب)، وهي بعيدة قليلاً عن القاهرة، وهي خاصة بالفنانين، هناك يتعاطي الفنانون والموسيقيون الفن باحترافية، حتى الفنان المغمور تجده ملتزماً بمواعيده، ومنضبطاً جداً، ليست لديه مشكلات عصييه على الحل، لكن في السودان منابر الفن محدودة جداً، والفن (مابيأكل عيش)، المجاملة تسيطر على علاقات الفنانين. في مصر تقوم الشركات بالدفع إنابة عن الفنانين في كل شيء لأنها قطعاً ستستفيد منهم، في مصر تصدر الكتب والمجلات بالآلاف، الصحيفة الواحدة من بين مئات المطبوعات تجد فيها أربعين صفحة هذا بخلاف الملاحق، حين أقف أمام مكتبة ما (أضع يدي فوق رأسي) تماماً، وأتساءل متى كتب المصريون كل هذا؟ هناك نشاط متجدد، لكن الذين يقرأون في مصر هم الأجانب يقرءون أكثر من أهل البلد. كيف حالك الآن بعد العودة من رحلة الاستشفاء ؟ بدأ المرض يوم 12/ 2/ 2008م، شعرت بسحابة أو نزيف في العين الشمال، ذهبت لطبيب صديق في الثانية ظهراً فقال لي إن هناك انفصالاً في الشبكية وإن ضغط العين مرتفع، وهو من أخطر الأمراض، والغريب أنني كنت جاهزاً للمغادرة لمصر لإنجاز بعض المهام، فكنت فيها في صباح اليوم التالي في مصر. الأهل والأصدقاء لم يكونوا على علم بسفرك؟ لم يكن أحد يعرف بذلك. ، فقط انتظر دعوات الطيبين من أهلنا بالسودان. وصلت القاهرة في الثامنة مساء، ومن هناك ذهبت صباح الأربعاء للطبيب، وأجريت مقابلة استشكافية، فحددت العملية فوراً، وهي عملية للشبكية، وقد نجحت العملية تماماً، وكان لا بد من الجلوس للمتابعة، وفي الأثناء ارتفع ضغط العين، فاضطررت لعمل عملية (جلكوما في العين)، وأستمرت العمليات حتى بلغت ست عمليات. كيف تسرب الخبر، فقد لاحظنا لهفة الناس عليك بسبب سفرك المفاجئ؟ تسرب عن طريق أحد الأصدقاء في لندن، عرف بالخبر وإتصل بي، ثم أنزل الخبر بموقع( سودانيز أون لاين). الشافي هو الله، كثير من الأحباب الذين اتصلوا بالإنترنيت، وبالهاتف الجوال ، تواصلهم معي منحني الأمل والصبر ، فلم أشعر بتأزم، وهذا كله بحب الناس. مجموعة كانت تتصل علىّ من هولندا، سلمى الشيخ سلامة، آسيا ربيع ، وأحمد عبد الوهاب، والأستاذ الموصلي، ومجموعة من الأصدقاء من جميع أنحاء العالم ويعملون غرفة، ويتصلوا بي على مدى أربع، أو خمس ساعات، وكنت أغني لهم أحياناً بالتلفون، وكذا خطاب حسن أحمد، والمذيع الجميل حسن دوكة من اليابان، هي مجموعة كبيرة، أعتذر لمن فاتني ذكر اسمه.. و(الونسة) كانت عبارة عن إعادة ذكريات الزمن الجميل الذي قضيناه معاً في السودان. هل هؤلاء "أولاد دفعه"؟ كنت أدرس بالفرع وأمشي معهد الموسيقى، عرفت لاحقاً العميري وجمال حسن سعيد، وكانت علاقتي بالمسرحيين وطيدة أكثر من علاقتي بالفنانين . ماذا كنتم تغنون " في ذلك الزمان الجميل"؟ غنيت ليهم كل الغناء القديم ، غناء الحقيبة وأبو داود، لكنهم كانوا يطلبون الغناء الجديد، ذات (الشلة) .. أسمعت خطاب عبر الهاتف أغنيته (فتحت ليك الدم سبحتي في عرض الوريد)، وكان شعوراً ممتعاً ، وأعادته الأغنية لأيام قديمة، بدأ يحكي لي القصص الجميلة، حين كان يأتي إلينا في القلعة، ونغني جوار النيل.كان أصدقائي يتصلون في الثانية ظهراً، وتستمر الونسة والحوار إلى الرابعة، وكأننا معاً في غرفة واحدة، كانوا كل واحد في من بلد، موزعين على أقطار الدنيا، ويستمعون إلى بعضهم. لم أكن أجد الوقت من كثرة اتصالات الأحباب، وإن كان من وقت أقوم فيه بالدندنة بأغنية يذكرني بها قدامى الأصدقاء. ولهذا لم أنزعج للمرض شعرت أن الناس يعتقدون أنني بحاجة للمال، وبالذات في الغربة، ولم تكن مسألة المال تقف حجر عثرة أمامي، والحمد لله الوضع المادي كويس، وأشكر كل من بادر للاتصال والسؤال عن صحتي، وممتن لكل الأصدقاء والصديقات (ممتن للجميع)، لكن يجب أن يكون هناك صندوق لدعم الفنانين. حدثنا عن الإحساس بالوطن وأنت في الغربة ؟ حين ركبت الطائرة إلى الخرطوم شممت ريحة الدعاش والطين أو ريحة مطرة في حيطة طين، كأنني شممت هذه الرائحة من زجاجة عطر في يدي. في دار السودان أقيم يوم للأم المثالية، دعوني للغناء فيه، وقابلت مجموعة من السودانيين، وقمت بعمل حوار مع أبوبكر الهادي في إذاعة وادي النيل، وقابلت مجموعة من المؤلفين المصريين والموزعين، لأنني أعتقد أن المصريين يتجهون إلى تطور منقطع النظير خاصة في التوزيع، ومنحتهم بعض الأغنيات لتوزيعها وتنفيذها هناك، مثل (عامل إيه الشوق معاك) كلمات صلاح حاج سعيد، من ألحان حسن بابكر، (عمود النور) لأمين صديق ومن ألحاني)، وأغنية (طينة) عثمان بشرى وألحان أحمودي. هل من عودة للقاهرة؟ سأعود للقاهرة بعد ستة أشهر لمراجعة الطبيب.