|
|
 Re: الميدان 4 ديسمبر 2007 (Re: sultan)
|
من العدد
حوار : الدكتور حسن الجزولى
المحاربون القدامى يتحدثون
الميدان تحاور عضو بالجبهة المعادية للاستعمار وعمره تجاوز التسعين عاما
عبد الرازق القاضى : الشيوعية عرفتنى على الكون والعالم
عشت حياتى ...ولست نادما على شئ
عندما التقيت، العم عبد الرازق لم يكن فى بالى اجراء حوار من هذا النوع معه واعترف انه لم
تكن لدى خلفية حول ميوله السياسية وارتباطه التاريخى بالحزب الشيوعى كأحد المحاربين
القدامى بالجبهة المعادية للاستعمار فقد التقيته فى الواقع لامر يختلف تماما، حيث كنت
احتاجه بخصوص معلومات ليس لها علاقة بمحاور هذا الحوار وقد اقترح على بعض
مواطنى حى العمدة والمسالمة بامدرمان الاتصال به لمعرفتهم بالمامه بمشروع البحث الذى
كنت بصدد انجازه واثناء وجودى معه فرض هذا الحوار الصحفى نفسه والحق اشير الى
ان العم عبد الرازق كان فى غاية التواضع وانا احاوره وكان يقدم لى افاداته حول نشاطه
السياسى والاجتماعى السابق بكل عفوية ودونما حتى احساس بتهافت نحو دوائر الضوء
والتحدث عن الذات من خلال تجاربه وخبراته، ويظل العم عبد الرازق ضمن كوكبة واسعة
من المحاربين القدامى الذين ذادوا عن الوطن وحملوا المشاعل الاولى فى سبيل خدمة
الشعب السودانى وناضلوا قدر حدود استطاعتهم ذودا عما يعتقدون ويؤمنون به اخلاصا
وتفانيا بكل ما جبلوا عليه من تواضع وزهد وطهر ثورى ، ولذا حق لنا ان نفاخر بما قدموا
وان نمنحهم كل ما من شانه ان يعكس تجاربهم وخبراتهم تلك خاصة وان الوقت قد حان
لانصافهم وتكريمهم وتقديمهم للاجيال الجديدة التى ولجت ميادين العمل السياسى ومواقع
النضال من اجل التقدم الاجتماعى والاقتصادى والذود عن حركة الشعب الديمقراطية.
فقد تشرفت بمعرفته شيخا تجاوز الرابعة والتسعين من عمره الفقير الى الله (عبد الرازق
ابراهيم محمد القاضى)، دخل الى سوق امدرمان صبيا معدما بحثا عن لقمة العيش الشريفة
وتقاعد عن مهنته البسيطة المتواضعة معدما كما دخل، وولج لمواقع العمل السياسى منتظما
فى صفوف المناضلين بالجبهة المعادية للاستعمار فتيا لا يملك قوت يومه، وتقاعد بعد ان
هدته السنوات وهو لا يملك سوى جلباب واحد وعمامة يحرص على (شطفهم) بنفسه كل
مساء يوميا حتى يتسني له الخروج بهما نظيفة فى صباح اليوم التالى الى مسجد حى
العمدة المجاور لاداء صلاتى الصبح والظهر حاضرا، ومازال حاضر البديهة وهو يجيب
على اسئلتى.. فالى مضابط الحوار:
عمرك كم سنة يا عم عبد الرازق ؟
< انا اتولدت سنة 1913 م
كنت شغال شنو ؟
< حرفى فى سوق امدرمان
حرفتك كانت شنو ؟
< كنت جلاد فى سوق الجلود بنصنع
المحافض (نوع من المحافظ الجلدية
النسائية عليها سيور طويلة كانت النساء
تعلقها على صدورها تحت او فوق الملابس
وتستعمل لحفظ النقود وكانت تستعمل
حتى منتصف سبعينات القرن الماضى)..
دى كانت مهنتى القمت عليها.. ودونا شفع
السوق عشان نتعلم صنعة.
كنت مهتم بالسياسة ؟
< بالحيل
اتجاهك الساسيى كان شنو ؟
< كنت عضو فى الجبهة المعادية
للاستعمار
كنت شيوعى ؟
< والجبهة شنو... ماياها الحزب
الشيوعى
؟........ -
< اذا نعتونى بالشيوعي... ده مصدر فخر
بالنسبة لى
وهل تركت الحزب والشيوعية ؟
< واخليها ليه ؟ الشيوعية يا ابنى ثقافة..
والدليل على كده كل دوائر الخريجين
اكتسحوها الشيوعيين.
منو العرفك على الجبهة... الجندك
منو ؟
(صمت طويلا ثم اجاب):
< كان عندى راكوبة هنا فى البيت ده..
كنت اشتغل فيها المحافض وشغل الجلود..
كانوا بجو يتونسو معاى ومعاهم الجرائد
ويتناقشوا فى احوال البلد.. ده كان زمن
الاستعمار.
مقاطعا:
منو الناس ديل ؟
< اعضاء الجبهة فى الحى
زى منو ؟
< حسن سلامة، الامين حيمور والبلولة
وحسن وحسين اولاد محمد عثمان سعيد،
عبد الباسط كان اخوهم الاصغر، حسن
توفى فى الاتحاد السوفيتى.
وتانى ؟
< برضو كان معنا عبد الله دينق جنوبى
مسلم والده كان سلطان كبير درس فى
الازهر.
طيب واصل.. الحصل شنو فى
الراكوبة؟؟
< الراكوبة سموها (الجمهورية) ماشين
الجمهورية وجايين من الجمهورية!
اتعرفت على الجبهة من خلال مناقشاتهم،
فصادقتهم وابتديت اتعرف على اشياء ما
كنت بعرفها وانضميت لهم.
؟ ......... -
< اتذكر اننا فى الراكوبة دى جمعنا من
الجرائد كل قصائد التيجانى يوسف بشير
وساعدنا اسرته على طباعته ... اسرته
اهدتنى نسخة اكرامية من الديوان.
مازلت تحتفظ بيها ؟
< ابدا والله.. راحت
طيب الجندك من فى الناس ديل ؟
< بقادى اخو احمد وكانوا اعضاء فى
الجبهة.
طبعا كان عندك اسم حركى يا عم عبد
الرازق ؟
< طبعاً.
؟ ........ -
(قال بعد فترة صمت طالت، احسست
فيها انه لن يضيف شئياً):
< غاندى ... ايوه غاندى
(نطق بالاسم ونظره يرنو الى اعلى،
وكأنى به يستعيد ذكريات قديمة
تداعت له فى تلك اللحظات )
تتذكر اسماء الزملاء المعاصرين
ليكم فى الجبهة فى الفترة ديك ؟
< اسماء كتيرة.. حسن سلامة، مكى احمد
اسماعيل، حسن الطاهر زروق، احمد
العقاد فى حى الرباطاب، عوض الجزولى
الممرض، النور جابر واذكر احمد محمد
خير وادم ابوسنينة ومحمد عمر بشير وعز
الدين على عامر وعبد الوهاب زين العابدين
وحسن ابوجبل، عاصرت برضو التيجانى
الطيب والشفيع وعبد الخالق... ناس كتار.
كيف استقبلت استشهاد الشفيع
وعبد الخالق ؟
(قال بعد صمت):
< نحسد الناس ديل فى الطريقة الماتو
بيها (صمت طويلا ثم واصل):
حزنت شديد.. اتذكرت سنواتنا مع بعض...
ايوه حزنت شديد... خسارة كبيرة.
اديت صوتك لمنو فى الانتخابات
الاخيرة سنة
< كنت بصوت للحزب.. لكين رقدت
مريض.
طيب حدثنا عن طريقة العمل
التنظيمى فى زمنكم.. يعنى هل كنتم
تعملون بنظام مجالات السكن والعمل
وكده ؟
< كنا موزعين على فروع حسب الاحياء..
ونظام فروع العمل ما كانت موجودة
بالنسبة للاعضاء البشتغلو فى السوق زينا
كده.. ده كان للموظفين (ويصمت طويلاً ثم
يواصل): انشطة الفروع كانت فى بانت
والبوسته وابروف والعمدة عندنا هنا وبيت
المال.. تعرف بيت المال دى كانوا بقولوا
عليها (حى موسكو).. انشط فرع كان فى
بانت، لانو فيهو الشفيع واحمد حميده بتاع
نقابة التاكسى ... هو حى ولا مات ؟
منو ؟
< أحمد حميدة !
مات زمان... وابوجبل برضو اتوفى
<ايوه سمعت بيهو
يا عم عبد الرازق كنتو بتحسو بى عداء
من ناس الحى كونكم شيوعيين؟
< مرات ..! فى مرة الفيوز ضربت فى
امدرمان والكهرباء قطعت.. واحد من
جيرانى قال ديل الشيوعيين..! لكين كنا
بنجد تشجيع وتأييد من الناس والجماهير..
فى حلتنا هنا اول واحد ادخل الكهرباء هو
حسن عبد الواحد ساعد كل ناس الحى
وأمدهم بالكهرباء بدون مقابل.. مرة عملنا
ندوة للجبهة فى حوش بيتى وحسن قام
دخل الكهرباء فى يوم الندوة.. ما كان عضو
معانا لكين متعاطف.
والمتحدث فى الندوة منو ؟
< حسن الطاهر زروق وعبد الرحمن
الوسيلة.. الشباب المتحدثين فى ندوات
الجبهة كانوا الشفيع والوسيلة وحسن
الطاهر زروق وسلام.
كيف كنتو بتتعاملو مع المنشورات..
كنتو بتوزعوها كيف..ابوى قال لينا
عن طريق اصحاب عربات الباسطة..!
الكلام ده صحيح ؟
< صحيح.. كنا نجد الجماعة ديل..
وكانوا بلفوا الحلاوة بالمنشور
ويبيعونه لجمهور السينما! (ضاحكاً):
يعنى زى ما تقول ما كنا بنوزع
منشوراتنا بالمجان (ضاحكاً)
حدثنا عن تنظيمكم للمظاهرات
فى الفترة ديك ؟
< الطبقة الواعية هى التى تنضم
للجبهة.. الموظفين وعمال المصالح
الحكومية والمدرسين وخلافه.. ديل
الكانوا ينظموا ويقودوا المظاهرات..
كان فى تنسيق بين الشيوعيين
والختمية.
البوليس السرى.. كان كيف
بيتعامل معكم ؟
< البوليس كان سودانى مية المية فى
زمن الانجليز.. كانوا اولاد ناس، مهذبين
وصادقيين فى وطنيتهم.. كانوا زينا تماما
فقط كانوا يقومون بواجبهم.. اتذكر منهم
بوليس ابشنب وميرغنى وبرضو البوليس
السرى الكتيابى فى زمن عبود.. ده برضو
ما كان بطال فى تعامله معنا.
هل حصل اعتقلت يا عم عبد الرازق ؟
< ابداً .. كنت حريف
حريف كيف وانت بتعقد الندوات فى
بيتك يتحدث فيها الوسيلة وحسن
الطاهر زروق ؟
< لا لا دى كانت ندوات للاعضاء والموثوق
فيهم.. كانت تثقيفية بحته.. مش اى حد
بيحضرها
هل كان البوليس يشك فيك مثلا ؟
< فى مرة البوليس جا البيت وطلب يفتشه
عشان شنو ؟
< ما بعرف .. اظنهم كانوا شكوا فى وجود
مطبوعات
وكانت فعلا موجودة ؟
< موجودة فعلا.. كان معاى بالصدفة حسن
الطاهر زروق وكت داهمو البيت.. زروق
اعترض طريقهم وطلب تفتيش البوليس قبل
الدخول للبيت.. لانو ممكن يكون معاهم
مطبوعات يرمونا بقضية بيها.. حسن كان
زميل حريف، فكر يأخر شويه من دخول
البيت.. فى الفترة دى نجحنا فى تهريب
المنشورات عن طريق طاقات ونفاجات
الجيران.. فتشوا ما وجدوا حاجة.. زهجوا
ورجعوا.. كانوا يداهمونا كتير.
- وما بلقوا حاجة ؟
(وهو يجذب بطرف اصبعيه مقدمة
سنه الامامية):
< ولا دى
معقولة بس يا (زميل) ما يلقوا اى
حاجة ؟
< دى كان عندنا هنا فى المسالمة وحى
العمدة.. فى اماكن تانية كانوا يتحصلون
على ادوات طباعة ومطبوعات قيمة جدا..
البوليس السرى برضو قدارته كانت
كويسة.
(ويصمت طويلا كانه يحادث نفسه)
؟.......... -
< البوليس السرى كان يداهمنا كتير
فى الفترة ديك يا عم عبد الرازق ياتو
انشطة سياسية كنتم تركزون عليها ؟
(يعود الى صمته الطويل وانا مشفق
على شريط الكاسيت الوحيد الذى
كنت استعمله.. واخيرا يجاوب)
< المحاضرات التثقيفية والندوات
السياسية، مرة رتبنا ندوة سياسية فى ميدان
(البيان) فى حى السيد مكى بامدرمان.. وانا
فكرت فى طريقة جديدة نجيب بيها الناس..
اتصلت بصديق كهربجى ساعدنا فى انارة
الميدان الفترة ديك كانت الانارة بالرتاين
(يدخل فى فترة صمته الطويلة مرة
اخرى! ثم يواصل): اتذكر انو صديقى
طلب منى ما اجيب سيرتو فى الانارة.
المتحدث كان منو فى الندوة دى؟
< حسن الطاهر زروق.
؟.............. -
< برضو اتذكر ندوة تانية حلوة جدا فى
ميدان الاهلية اتحدث فيها جوزيف قرنق..
وخاطب فيها اسماعيل الازهرى باعتبار
انو بيتو كان قريب من الميدان.. قال ليهو
التمرد ما فى الجنوب.. التمرد هنا فى
العاصمة..تمرد على سياسات الاحزاب
الرجعية.. دى كانت برضو من احسن
الندوات الحضرناها.. الندوة دى القيت
فيها شعر.. بالمناسبة ندوات الجبهة احيانا
كنا بنفتتحها بأشعار.
الشعر القريتو كان بتاع منو ؟
< شعرى انا.. زمان كنت بكتب
وحسع ؟
< مافى حاجة (ضاحكا) كبرنا يا حسن
يا ولدى
اشعارك دى كنت بتنشرها ؟
< عفان احمد عمر كان مستقل وعندو
جريدة اسمها (الشباب) كنت بنشر فيها..
مرة قال لى طريقة كتابتكم دى ما بتنفع
مفروض تكتبوا بطريقة ثورية.. قولوا للاعور
اعور فى عينو.. واتذكر القيت قصيدة كتبتها
بعد كلام عفان ده بعنوان (ثورة) والقيتها
فى ندوة فى حى الركابية.
ممكن تسمعنا ليها ؟
< حافظ منها ابيات شوية... موجود كلها
عند سلامة محتفظ بيها.. قلت فيها.. اللهم
صلى وسلم على النبى.. ايوه.. قال:
نعوا ونعوا ناعينا
من ذوى الامجاد
ابى الشباب ان يرى
هذه البلاد ضحية
وهبوا للجهاد
بنو الاحرار صونوا بلادكم
لا ثورة الضوضاء فوق الوادى
لا تسمعوا للطوائف ندوة
ولا للاسياد
من مات فى حق البلاد مجاهد
لا شك فى الفردوس يوما ينادى
يعنى اهتميتو بالشعر كمان ؟
< كنا شباب وكنا نهتم بالقراية
والاضطلاع.. كنا برضو بنحب المسرح
والتمثيليات.. رواية (المك نمر) مثلناها فى
الكاملين ونادى الخريجين وسينما برمبل
مجانا.. انا كنت بامثل فيها.. كان معنا
برضو عبد المجيد اسماعيل من حى السيد
مكى، وكان يمثل دور طه.. انا دورى فى
الرواية كان شخصية حسن.
عمرك كان كم فى الفترة ديك يا عم
عبد الرازق ؟
< كنا لسع شباب.. مش زى حسع..
كنت لاعب كورة ممتاز.. لعبت فى البداية
للهلال بعدين اولاد الحى اتصلوا بى
وعاتبونى وقالوا لى انا ابن الحى ولازم
انضم لنادى الحى ، فأنضميت للمريخ.
فى ياتو خانة كنت بتلعب ؟
< كنت (هافباك) انا ومحمد ادم من
اولاد حى البوسته فى امدرمان
الكلام ده كان سنة كم ؟
< بدرى.. فى بداية الاربعينات.. كنا
بندفع اشتراك شهرى للنادى لعيبة
ومشجعين
زاملت منو من لعيبة الفترة ديك ؟
< القون كان محمد ابارو، والباك كان
عبد الرحيم مبروك، ولعبت مع ناس بابكر
زولا، وناس صديق رحمة، وصدقى الحبشى
وطه دكيم وعبد الله رابح سكرتير نادى
الهلال وفتح الله بشارة (قبطى) ومحمد
حسين شرفى، ديل كانوا فى الهلال.
وفى المريخ ؟
(يعود لحالة الصمت الطويلة وانا
انظر للكاسيت.. ثم يتابع)
< كثيرين.. عبد العزيز (قجموم) .. وناس
متولى عوض الله وعبد الماجد وشاخور
وشرفى ومحمود احمد المصطفى (سحابة)
والزين وهبة وبشير محمد عباس، وناس
ونجت شقيق جورج مشرقى.. ديل كلهم
كانوا من حى المسالمة والعمدة.
يعنى كنت لاعب مشهور يا عم عبد
الرازق ؟
< كيفن ما مشهور.. ما سمعت بلاعب
اسمو (جالوتا).. ده كان لقبى فى الكورة
(يضحك)
معناتو شنو اللقب ده ؟
< ما بعرفو لكين قمت بيهو من صغرى...
سمانى الفكى الماحى فى الخلوة.. ومرة
الاسم ده عمل لينا مشكلة مع فوراوى.
كيف ؟
< عندو جريدة رياضية كتب فيها: شوته
من عبد الرازق (جالوتا) الى ابراهيم
المحرجم يقصد ابراهيم سعيد.. ناس
النادى حرشونا قالوا لينا فوراوى كتب
عنكم كده لانو هلالابى.. شلنا بساطين
ومشينا ليهو فى (الكلوب) لقينا هو قاعد
هناك.. سالناه عن السبب وكيف يكتب عنا
كده.. طيب خواطرنا وطلب لينا اكواب تمر
هندى واتصافينا معاهو.
هل يوجد حاليا اتصال بينك وبين
الحزب..او اصدقائك الزاملتهم زمان
فى الجبهة ؟
< ابدا.. ما فى زول اتصل بى.. الا زيارتك
دى.. قلت لى انت من وين ؟
انا من جريدة الميدان يا عم عبد
الرازق.
< صمت قليلاً وواصل تعرف صورة
على عبد اللطيف.. شلناها انحنا ووديناها
للميدان وكانت من اوائل الجرائد النشرت
صورتو.
كيف ؟ .. احكى لينا ؟
< مشيت انا وابراهيم جلال للعازة زوجة
على عبد اللطيف فى الموردة.. وكانت
المنطقة ديك خلا ساكت..
(قاطعته مستفسراً):
إبراهيم جلال ده منو ؟
< صديق وزميل معانا فى الجبهة (ثم
واصل قائلاً): سلمنا عليها واكرمتنا
وعرفتنا على ابنتها (سجون) سموها الاسم
ده بعد اعتقال على عبد اللطيف فى سجن
كوبر.. طلبنا منها صورة لعلى ونشرناها
فى الميدان.
؟..............-
< دى كانت أول صورة تنشر للشهيد على
علداللطيف تقريبا
الكلام ده كان متين ؟
< بدرى خالص.. ما بتذكر
(ثم عاوده صمته الطويل، قال بعده):
عشنا حياتنا بطولها وعرضها وما نادم
على اى شئ.. الجبهة والحزب فتحوا وعينا
وعرفونا على العالم.. كنا بنتابع اوضاع
العالم السياسية، وتعرفنا على الدول
والشعوب ومشاكلها وما يحصل فيها..
كانوا يقدمون لينا المحاضرات والدروس
التثقيفية ودى عرفتنا على مشاكل السودان
واحوال البلد.. انا غير نادم على اى شئ يا
ابنى.. وبرضو فخور بالحكاية دى.
(خنقتني عبرة ومسكت دمعة كادت
تطفر من عيونى.. ثم صمت)
؟.............. -
< والله قصة غريبة (يصمت طويلا
كما عودنى وانا اتابعه صامتا
ونظراتى تتجول فى انحاء المنزل
وغرفة المتهالكة.. ثم يضيف قائلاً):
كونو الميدان تطلع لحدى دولوقت فانا ما
صدق الحكاية دى، ودا شئ كويس خالص
وعظيم
ما مصدق ليه يا عم عبد الرازق ؟
اجيب ليك عدد منها ؟
< (ضاحكاً) بس مفاجأة... ما تتعب
نفسك.. حأطلبها من سلامة.
سلامة منو ؟
< حسن سلامة.. حسن محمد ابراهيم
سلامة.. صديقى وكان من قيادات الجبهة.
الجبهة ياتا ؟
< الجبهة المعادية للاستعمار.. واستمر
فيها واصبح نائب السكرتير
يعنى كان نائب عبد الرحمن الوسيلة
< ايوه بالضبط
وساكن وين حسع ؟
< ساكن هنا .. جارى فى الحى
؟...........-
< ممكن اوديك ليهو لو عايز.. ما بعيد من
هنا
عايز
< سمح.. اول حاجة نأكل لينا لقمة وبعدين
نمشى ليهو
(ثم أكلت معه لقمة كانت عبارة عن
صحن فول وسلطة... ومشيت معاهو
لعم سلامة)
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 الميدان 4 ديسمبر 2007 | sultan | 12-06-07, 01:22 AM |
| Re: الميدان 4 ديسمبر 2007 | kamalabas | 12-06-07, 01:37 AM |
| Re: الميدان 4 ديسمبر 2007 | elsharief | 12-06-07, 05:56 AM |
| Re: الميدان 4 ديسمبر 2007 | Atif Makkawi | 12-06-07, 05:46 PM |
| Re: الميدان 4 ديسمبر 2007 | sultan | 12-07-07, 03:01 AM |
| كلمة الميدان: أزمة دارفور والطريق نحو الحل | sultan | 12-07-07, 03:11 AM |
| التمثيل النسبي هو الخيار الأفضل لتمثيل النساء///آمال جبرالله سيد أحمد | sultan | 12-07-07, 03:31 AM |
| هل الجنجويد قوى نظامية في دارفور؟!///التوم إبراهيم النتيفة | sultan | 12-08-07, 02:10 AM |
| بمناسبة اليوم العالمي للأيدز | sultan | 12-10-07, 04:30 AM |
| الأيدز (سياسة العمى والصم)//مجدي الجزولي | sultan | 12-10-07, 04:49 AM |
| Re: الميدان 4 ديسمبر 2007 | عمر ادريس محمد | 12-10-07, 05:24 AM |
| Re: الميدان 4 ديسمبر 2007 | sultan | 12-10-07, 11:44 PM |
| نتيجة امتحان شهادة الأساس 2007 م... دراسة تحليلية//إعداد رابطة المعلمين الاشتراكيين | sultan | 12-11-07, 00:03 AM |
| فيما تصاعدت وتيرة المظاهرات بالمعسكرات...النازحون يؤكدون رفضهم لمشاركة القوات الصينية في دارفور | sultan | 12-11-07, 04:12 AM |
|
| |
عمر ادريس محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست