|
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال (Re: نهلة عمر)
|
الأخت نهلة،،، لقد رميتى حجراً كبيرا فى بركة التطرف والبعد عن الفهم الصحيح للدين الإسلامى. لقد أوجز سيدنا على إبن أبى طالب عليه السلام معنى الإيمان وأعطانا مقياساً موضوعياً له حين قال عنه أنه " ما وقر فى القلب وصدقه العمل " وأنظرى وتلفتى حولك وتفرسى فيمن يرفعون راية الدين – جماعات وأفرادا بعيدا عن مظهرهم الخارجى- ثم إرجعى البصر كرتين " ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير " فالمظهر الآن غير المخبر ، فكيف ينصلح حالنا ونتعامل مع بعضنا كمسلمين إن لم نفهم ديننا فى المقام الأول ونطبقه على أنفسنا دون جاهلية بعيدا عن دعاوى التمكين والتخندق فالدين الإسلامى يحترم النفس البشرية التى خلقها الله سبحانه وتعالى بيده ثم نفخ فيها من روحه ، وكل ذلك فى اية الخلافة " وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يآدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون * " (الآيات من 30 – 33 البقرة ). من شرح لشيخ إبن عربى فى هذا المعنى أن الله سبحانه وتعالى قال للملائكة إنى لا أساوى بين من خلقته بيدى ونفخت فيه من روحى وبين من قلت له ( كن فيكون) ، أى كان أمره بين الكاف والنون ، هذه هى مكانة الإنسان عند الله سبحانه وتعالى . وأسأل هنا هل تلمستى هذا الفهم الشفيف لإنسانية الإنسان فيمن تربعوا على رؤوسنا منذ 1956 حتى يومنا هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن معرفة الإنسان بنفسه مقدمة علي معرفته بربه ، لأن معرفته بربه نتيجة عن معرفته بنفسه ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام " من عرف نفسه عرف ربه " .
هذا من جانب القدوة الحسنة وتطبيق تعاليم ديننا الحنيف فيما بيننا كمسلمين.
هنالك أيضاً أمر هام تسبب فى عدم معرفتنا الصحيحة لديننا وفى ذات الوقت الفشل فى إبراز رسالة ديننا الحنيف إلى غير المسلمين ألا وهو " أمر الدعاة " لأن من أعظم القربات لله تعالي نشر الدعوة الإسلامية وفيها قال الله تعالي : " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " سورة التوبة- الآية 122 . وقول الرسـول صلي الله عليه وسلم " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " . إن أفضل الدعـاة من يقتدي بالرسول صلي الله عليه وسلم ويدعو بالحكمـة والموعظـة الحسنة " ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك " سـورة آل عمـران من الآية ( 159 ) ويدركون أن الله سبحـانه وتعالي قد أرسل المصطفي صلي الله عليه وسلم للناس كافـة بالحنيفة السمحـاء والشريعة الجامعة التي تكفل للناس في كل زمان ومكان الحياة الكريمـة والتي تصل بهم إلي أعلي درجات الرقي والكمال لغاية رمت إليها رسالـة الإسلام ألا وهي تزكية النفس وتطهـيرها عن طريق المعـرفة بالله وعبادته وتدعيم الأواصر والروابط الإنسانية وإقامتها علي أساس من المحبة والرحمة والإخاء والمسـاواة والعدل وبذلك يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة ، لذا كان أحسن الدعاة من يجمع الناس علي الكتاب والسنة والبعد عن الخلاف بعيداً عن التعصب المذهبي ويتخذ اُسلوباً سلساً مبسطاً وينأى بنفسه عن الصيغ والعبارات الفقهية المعقدة . من لي من الدعاة من يتمثل قول الرسول صلي الله عليه وسلم " أنا رحمـة مهـداة " ويستصحب الأُسلوب السِلس المبسط ليبين لنا التشريع الديني المحض وأحكام العبادات المبلغة عن الرسول صلي الله عليه وسلم ويعرج بنا علي التشريع المتصل بالأمور الحياتية لمحاربة البدع ، بعيداً عن التهويل ، ومن لي بمن يتخطي حد المهـنة ومكســب الرزق والبعد عن المذهبية الضيقـة . يحضرني في ذلك قول الله تعالي في الحديث القدســي الذي يحض علي الصبر عند المصائب " ابن آدم إن صبرت واحتســبت عند الصدمة الأولي ، لم أرض لك ثواباً دون الجنة " وقول الله تعالي " ولنبلونكم بشيْ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين " البقرة الآية ( 155) وقد انبرى لهذا المعني الدقيق وأوضح لنا السـر في عِظم الأجر عند الصـبر من الصدمـة الأولـي شـاعر من أهـل هذا الزمان - نعم شاعـِر – أحسب أنه اللبناني ( جبران خليل جبران ) الذي أوضح الحِكمـة من الصبر عند الصدمـة الأولي فقال : " كل شيْ في هذه الدنيا يولد صغيراً جداً ثم يكبر إلا الحزن فإنه يولـد كبيراً جـداً ثم يصغر ". هذا الفهم لا أشك في صحته لتوافقه مع علم إستنباط الأحكام في التفرقة بين سبب الحكم وعلة الحكم واللذين قد يتطابقان وقد يختلفان وأبسـط مثال لذلك يمكن تقريبه في قول الله تعالي في مشروعية الإفطار في نهار رمضان في سورة البقرة الآية ( 185 ) " شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هديً للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو علي سفر فعدةٌ من أيام أُخر يريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر ولتُكملوا العدة ولتُكبروا الله علي مـا هداكم ولعلكم تشكرون " فقد قيل – والله أعلم – أن سبب الحكم في إفطار الصائم هو المرض أو السفر ، وأن علة الحكم هي المشقة في كلٍ . من لي من الدعـاة من يُبدع في هذا الجانب ويسهم في إيضاح ما خفي علينا من أسباب الأحكام وعللها حتى نعبد الله علي بصيرة من أمـرنا ، والله سبحانه وتعالي يطالبنا بذلك في قوله تعالي " ومثل اللذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقـلون " سورة البقرة الآية (171) ، وفي معني ذلك يقول إبن عباس : حتى لا نكون كالدواب الســارحة التي لا تفقه ما يقال لها بل إذا نعق بها راعيها أي دعاها إلي ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولا تفهمه بل إنما تسمع صوته فقط . والبصيرة هي المستهدفة لذا قال الله تعالي " فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور " سورة الحج (46) .أليس هذا هو حال كثيرين نا اليوم اللذين أدوا قسم الولاء والطاعة العمياء؟؟؟؟؟؟
إن إصــلاح حال الناس لا يكون إلا بفطرهم بالإيمان الصحيح وتعديل طباعهم بالمثل العليا من الأخلاق والقدوة الحسـنة ، ولا يكون ذلك إلا بالنهل من النبع الصــافي والهدى الكريم هدى الكتاب والسـنة المطـهرة لأخذ ديننا السليم منها وتبصــير غيرنا به حتى نهتدي وتهتدي بنا الحياة الدنيا . أنظــر قول الله تعالي في سورة الأحزاب الآية (21) " لقد كان لكم في رسـول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً "
شكراً لك فقد أثرتى موضوعاً حساساً كان يمكن أن نتجتنب به غوائل العنصرية وإفرازاتها لو أدركنا معانى الدين الصحيحة.
أبوبكر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 10:52 AM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 02:11 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | Zoal Wahid | 12-01-07, 02:28 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 04:58 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | حسين يوسف احمد | 12-01-07, 02:37 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 05:04 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | abubakr | 12-01-07, 03:05 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 05:22 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | yaser mostafa | 12-01-07, 03:21 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 05:36 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | yaser mostafa | 12-01-07, 03:43 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | حيدر حسن ميرغني | 12-01-07, 03:46 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 06:35 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 06:31 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | Napta king | 12-01-07, 04:14 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | حيدر حسن ميرغني | 12-01-07, 05:03 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | حسين يوسف احمد | 12-01-07, 05:40 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | حسين يوسف احمد | 12-01-07, 06:41 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 06:51 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 07:11 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 06:39 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | yaser mostafa | 12-01-07, 06:51 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | حسين يوسف احمد | 12-01-07, 07:09 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | حسين يوسف احمد | 12-01-07, 07:20 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 07:49 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-01-07, 07:21 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | Zoal Wahid | 12-02-07, 07:21 AM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-02-07, 07:50 AM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | أبوبكر أبوالقاسم | 12-02-07, 11:09 AM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-02-07, 12:28 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-02-07, 12:33 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | عواطف ادريس اسماعيل | 12-03-07, 11:23 AM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-03-07, 12:14 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | صالح عبده | 12-03-07, 11:39 AM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-03-07, 12:31 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | حسين يوسف احمد | 12-03-07, 01:12 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-03-07, 02:03 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | abubakr | 12-03-07, 01:10 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-03-07, 02:13 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-10-07, 05:37 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-10-07, 05:46 PM |
Re: محبة الرسول بين لسان المقال و لسان الحال | نهلة عمر | 12-10-07, 06:15 PM |
|
|
|