.. فى أمسية من أمسيات نهاية الأسبوع كان هناك عدد من طلابنا الذين يدرسون فى جامعات مختلفة خارج الوطن ، إلتقوا دون سابق ميعاد أو مناسبة فى ذلك النادى الإجتماعى العريق الذى إشتهر بجانب فعالياته ونشاطاته العديدة تفرده فى إعداد الفول بالطريقة السودانية المعروفة ، فكان لهذا الجمع من الطلاب سامرهم الذى يختتمونه بصحن الفول ( المدنكل ) بكل ما يجعله ينافس بوفيهات المنطقة ومطاعمها المنتشرة حوله .. قبل أن تحين ساعة التفافهم حول صحن الفول ( الدولى ) الذى يأمرون به النادل ، جلست بقربهم أحتسى كوبا من الشاى ، وأنا على عجالة من أمرى ، فقد تعودت أن أكون لبضع ساعات فى هذا المبنى العتيق فى نهاية كل أسبوع إن كان وقتى يسمح بذلك .. فرأيت أحد هؤلاء الطلاب يحمل ( لاب توب ) وهو يشيرالى موقع سودانيز أو لاين ، وما كتب حول الإتهامات التى أثيرت حول هذا الموقع فأستمعت الى بعضهم يتحدثون بحماس وإيجابية بأهمية هذا الموقع وقوته لديهم وما يثيره من قضايا تهم الوطن والمواطن على السواء فأكتفيت بالمتابعة لمعرفة ما يبدوه هؤلاء الطلاب ، وقد كان من بينهم من هما على خلاف معهم وكانا على إطلاع بالمنبر ومتابعته ، وبالرغم من ما كان لهما من رأى ومدافعة حول ما يعتقدون ... إلا أن غالبيتهم كانوا يؤكدون لبعضهم أن هذا الموقع أحد المنابر التى أصبحت السلطات فى الخرطوم توليها عناية ومتابعة وخاصة فى الفترة الأخيرة ولم يتأتى هذا إلا لما يثيره من قضايا هامة من حين لآخر تهمنا نحن كطلاب وتفيدنا ، ثم قال أحدهم ويبدو أنه مهتما بالإعلام والصحافة ، حيث قال ( هذا المنبر بمثابة صحف حائطية جامعية قوية للطلاب جميعا على مختلف توجهاتهم وأفكارهم ، تكتب وتجدد كما لو كنا فى جامعاتنا ، ثم أردف ، إنى شديد التعلق بهذا الموقع وأرجو له دوام التوفيق وعلى القائمين بأمره .. تداخل أحدهم مقاطعا : (هذا المنبر يذكرنى بمراكز التسوق الحديثة ، تتجول فيه لتختار ما يعجبك من ما يطرح فيه من مواضيع ، فحتما ستجد فيه ما تتحدث عنه الآن دون حجب لرأى ، أو إيقاف لكاتب .. وهذا ما نحتاجه اليوم فى صحفنا السودانية ... قال أكبرهم سنا ويبدو أنه تخرج منذ سنوات : ( ما يعيب هذا المنبر هو جانب الإنفلات لبعض كتابه ، قاطعه أصغرهم ولم يتركه يكمل حديثه ) ( أوليس هذا هو شيىء من حرية الرأى وديمقراطية الممارسة التى تنشدونها .. ؟؟؟ ) أكمل حديثه إننى أقول إنفلات وليس معارضةرأى فهناك فرق بين الإنفلات اللفظى ومعارضة الرأى بأدب الحوار .. قاطعه ثانية ، وقال لا تطلب أن يكون ما تحدثت عنهم ملائكة فإنهم بشر يرون الخطا فينفعلون ، وهنا تحول الجميع بأنظارهم للنادل ، وهو يطلب منهم أن يفسحوا ليجد محبوبهم الشهى (الفول المدنكل) مكانا بينهم وحوله أقراص رغيف من الحجم المتوسط تزينه حبيبات السمسم ، فقطع حبل حوارهم وأنساهم مناقشة حمى وطيسها ، لولا خواء بطونهم ، فلحظتها لا تستقيم مناقشة العقول مع خواء البطون .. ... إنتبهت الى كأس الشاى الذى أمامى فلم أجد بد من أن أطلـب غيـره ..!!! تلكم أحبتى هى ساحة طلابية مصغرة نقلتها على عجل لعدد من طلابنا يطلعون على سودانيز أون لاين فيحتكمون ويحكمون أو هكذا يكون الموقع بينهم منارة ... ولكم تحيتى ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة