|
Re: تطابق د.البوني و بشاشا اليوم وربما غدا ! (Re: Abubaker Ahmed)
|
حاطب ليـــــــل
عبد اللطيف البوني
بس شيلوا الصبر بالأمس اتفقنا مع الاستاذ باقان بأن العلاقات العنصرية في السودان في حالة تغيير مستمر وإنها متجهة نحو التداخل والتدامج لأن التمايز كان قائماً على أسس واهية والدليل على ذلك أن كل السودانيين من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال عندما يخرجون من السودان إلى العالم العربي او أوروبا كلهم سودانيون، ولو اخذنا العاصمة القومية يمكن أن نجدها مرآة صادقة ينعكس فيها ذلك التدامج والتداخل، فعندما دخلناها في السبعينات من القرن الماضي كانت
سحن الناس فيها مختلفة عما هي عليه الآن وعندما دخلنا استادات كرة القدم وجدناها تعج بالكلمات العنصرية، اما الآن وبسبب التطورات السلبية منها والإيجابية فان الاوضاع قد تغيرت فالمجاعات والحروب الأهلية والجفاف والتصحر جعلت كل هوامش السودان تتجه نحو العاصمة فاكسبت مجتمعها لوناً جديداً وسحنة جديدة ورفعت وتيرة التدامج، فاحياء العاصمة الراقية يتجاور فيها كل أهل السودان، فالتعليم والإغتراب والسياسة وسعت قاعدة الصفوة، أما الاحياء الطرفية فالتزاوج بين أهل السودان من جميع الجهات اصبح امراً عادياً.
يمكننا أن نتخيل العاصمة الحالية بعد نصف قرن من الآن او بعد قرن سنجدها قد أصبحت عاصمة سودانية حقيقية انتهت من كل مظاهر العنصرية وأصبحت عاصمة أفريقية ولكن ليست مثل داكار أو كانو وأصبحت عربية ولكن ليست مثل القاهرة أو دمشق ستكون عاصمة أفريقية عربية في مكوناتها، وسوداناوية في صفاتها، وبعد ذلك سوف تنداح -حلوة اندياح دى- روح العاصمة في كل ارياف السودان وسوف تنتهي إلى الأبد كل مظاهر العنصرية التى هي اصلاً ليست متجذرة في المجتمع السوداني.
المشكلة التى تواجهنا الآن هي التدخلات السياسية التى تسعى إلى التغيير الثوري بدلاً من الاصلاح التلقائي، فالاستاذ باقان يدعو إلى تحطيم دولة الجلابة، والسيد إدوارد لينو يتحدث عن الحزام الاسود حول العاصمة، والامريكان يقسمون السودان إلى مناطق «معينة» عبارة عن هلال ونجمة وكانت حدوة حصان أدخلوا فيها الشرق والآن أخرجوه، هل لان الحركة الشعبية خرجت منه؟ إن هذا يدل على اعتباطية الأمر عندهم، وآخر يتحدث عن تحالف دارفوري
جنوبي، كل هذه الدعاوي تتمثل خطورتها في انها قد تخلق نوعاً من الاستقطاب وهذا الاستقطاب سوف يلقي آثاراً سلبية على التدامج والتدخل العفوي، ولكن هذا لا يمنعنا من المناداة بالتدخل السياسي الإيجابي وذلك بالاسراع التنموي في مناطق السودان الطرفية وانتهاج السياسة التنموية المتوازنة بدلاً من سياسة التركيز التنموي، ونذهب إلى أكثر من ذلك ونطالب بمساواة السودانيين في الفقر إن لم يتساووا في الغني حتى نصنع الأمة السودانية المنشودة فعلى السادة الامريكان والسادة الثوريين ان يصبروا فالمجتمع السوداني متغير متغير ومظاهر العنصرية الحالية حدها قريب جداً وعمرها اقصر مما تتصورون بس شيلوا الصبر ولا تعرقلوا المسيرة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|