|
|
 Re: وزير الدفاع بجنوب افريقيا: على افريقيا ان تقول لا للقيادة الامريكية لأفريقيا (Re: Frankly)
|
دول المغرب العربي ترفض استضافة مقر قيادة أفريكوم الأمريكية طباعة ارسال لصديق
أشرف العشري
يومية الأهرام المصرية، تصفح 09/08/2007
في سباق مع الزمن, تتسارع الخطي والتحركات الأمريكية للبدء في تنفيذ مشروع إنشاء مقر قيادة الأركان العسكرية الأمريكية في منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا, علي أن يكون ذلك قبل نهاية اكتوبر المقبل, بعد أن تراجعت واشنطن في الأيام الماضية عن فكرة إنشاء واقامة قاعدة عسكرية كبري في تلك المنطقة, في ضوء تصاعد حدة الرفض والتحفظ نهائيا من قبل دول المنطقة لإنشاء هذه القاعدة أو حتي القبول تحت أي ضغط بمشروع مقر قيادة الأركان الأمريكية.
وهذا ما أبلغته صراحة دول المغرب العربي الخمس مجتمعة( الجزائر ـ المغرب ـ تونس ـ موريتانيا ـ ليبيا) للجانب الأمريكي, بلغة ونبرة خطاب وردود موحدة أنه لا يوجد بين دولنا من يقبل بوجود مقر قيادة الأركان العسكرية علي أرضه.وبالتالي فالجميع يتحفظون ولا يريدون أن تدخل دولهم ضمن حزام التطويق الأمريكي لعديد مناطق الشرق الأوسط مهما كانت الأسباب والدوافع وأبرزها التصدي لقاعدة بن لادن في تلك المنطقة, عبر وكيلها القاعدة ببلاد المغرب العربي.الولايات المتحدة ترفض وتقول إن القرار قد اتخذ بالفعل ولا رجعة عنه, وأن الحضور الأمريكي سيبدأ في التحضير والإعداد له ابتداء من اكتوبر المقبل سواء داخل دول المغرب العربي أو بامتداد دول الساحل الإفريقي, بعد أن صنفت كل دول تلك المناطق بخطر إرهاب القاعدة, وبالتالي لابد من التدخل والوجود الأمريكي لحفظ الأمن والاستقرار من الآن فصاعدا, فضلا عن المهمة الرئيسية درء المخاطر عن المصالح الأمريكية في القارة والمنطقة تحديدا عن طريق تشديد الخناق وملاحقة وضرب الخلايا النائمة لفلول قاعدة بلاد المغرب العربي, وتحالفات تنظيمات الارهاب السلفية في جبال الجزائر ودول المغرب حاليا بعد أن استفح
ل خطرها وقويت شوكتها في الأشهر الماضية. بداية التحرك الأمريكي برز بقوة مع بداية هذا العام وبشكل ملح, مع بدء التحالف الإرهابي بين القاعدة الأم برئاسة أسامة بن لادن وتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ـ كبري تنظيمات الارهاب في الجزائر ـ وحصول الجماعة السلفية علي صك الوكيل الحصري باسم القاعدة ببلاد المغرب بقيادة أبومصعب عبدالودود, فتعالت وتسارعت منذ ذلك الوقت وتيرة تهديداته بنقل معارك تورا بورا الي صحراء المغرب العربي وخلال فواصل زمنية قليلة, ففطنت واشنطن في الحال الي ميدان الرماية الجديد للقاعدة. ناهيك عن أن تلك المنطقة هي الوحيدة دون سائر مناطق العالم التي لا يوجد بها حضور أمريكي علي الاطلاق, فقررت هذه المرة الحضور واتخاذ خطوات متقدمة عن الموقف الأوروبي, بل أرادت مزاحمة وإضعاف الدور والحضور الأوروبي نفسه في منطقة المغرب العربي والساحل الإفريقي, ووجدت الفرصة سانحة تحت لافتة مكافحة الإرهاب, فسعت للبحث عن حلفاء وشركاء جدد في تلك المنطقة لإيجاد موضع قدم وتوفير أرضية لتمدد أمريكي فاعل, خاصة أنها وجدت فرنسا الحليف الأول لدول المغرب العربي لم تعد متحركة كما كانت في السابق, وبالتالي لابد من شغل
هذا الفراغ والنيل من تنظيم القاعدة, هنا أيضا قبل أن تفاجأ به واشنطن يضرب مصالحها في المغرب العربي ودول الجوار الأوروبي, كما فعلت القاعدة الأم بزعامة بن لادن في أحداث سبتمبر.
وبدا لافتا أن الإدارة الأمريكية لم تتأخر طويلا في ترجمة أقولاها وخططها الي أفعال, فعقدت عدة مؤتمرات أمريكية ودولية في الجزائر وبعض دول المنطقة في الأشهر الماضية, ثم وسعت الخطي بعد ذلك لتقاطر وزراء ومسئولين عسكريين ووكالة المخابرات المركزية في زيارات مكوكية لدول المنطقة في الفترة الأخيرة, وفي كل مرة كانت ترفض دول المنطقة نوعية المشاريع الأمريكية, فإن واشنطن لم يصبها الكلل أو الملل, بل كانت تعود وتفاجأ دول المنطقة بأفكار وحضور أمريكي جديد من نوعه, حتي كان القرار الأمريكي الفصل الذي حمله الوفد الأمريكي العسكري والاستخباراتي الرفيع برئاسة راين هنري المساعد الأول لوزير الدفاع الأمريكي خلال زيارته الموسعة لكل دول المنطقة ودول الساحل الإفريقي ومقر منظمة الاتحاد الإفريقي لابلاغ الجميع الرسالة الأمريكية, بقرار إنشاء مقر قيادة الأركان العسكرية الأمريكية في المنطقة.
أهداف المشروع الأمريكي
وبدأ الوفد الأمريكي بالجزائر حيث عقد سلسلة اجتماعات متواصلة جماعية مع وزراء الخارجية وشئون المغرب العربي ووزير الدفاع المنتدب لدي الرئيس بوتفليقة, ليردد علي مسامعهم مضمون الرسالة الأمريكية التي اعترف صراحة رئيسه راين هنري بأنه أبلغها حرفيا وفي كل اجتماع وكل دولة في المنطقة هبط إليها, وتنص علي أن واشنطن قررت التراجع عن فكرة إنشاء قواعد عسكرية في الجزائر ودول المغرب العربي, وقررت الاستعاضة بإنشاء مقر قيادة أركان موسعة تضم بجانب أمريكا ممثلي دول المغرب العربي وشمال إفريقيا والساحل, وستسمي تلك القيادة الجديدة باسم أفريكوم وتهدف صراحة علي التالي: تسيير وتنشيط العملية الأمنية برمتها في تلك المناطق, فضلا عن تقديم المساعدات التقنية لهذه الدول سواء من خلال الدعم العسكري أو اللوجيستي المباشر, وتحديث جيوش عدد من الدول الإفريقية لمواجهة خطر التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها بالطبع قاعدة بلاد المغرب, وبالتالي فإن هذا الأمر يستلزم وجودا وحرفية عسكرية لا تقدر عليها غير القوات الأمريكية التي ستتولي في المقابل تدريب الضباط والجيوش الإفريقية التي تواجه هذه المشكلات الأمنية سواء داخل حدودها أو عبر حدود دول الجوار
, وخصت البعثة الأمريكية الجزائر بالاهتمام لتذكير الجانب الجزائري علي مدار يومين من المباحثات بالخطر والتدهور الأمني الذي يمكن أن تتعرض له الجزائر أو يلحق بها في أي وقت بسبب مقر قاعدة ارهاب بلاد المغرب الاسلامي بأراضيها.
وتزامنت زيارة الوفد الأمريكي العسكري ـ الاستخباراتي لدول المنطقة مع اطلالة سياسية ـ إعلامية متعمدة لكوندوليزا رايس في نفس يوم زيارة الوفد تمهد من خلالها لقادة دول المنطقة بضرورة التعاطي بقوة مع مطالب الجانب الأمريكي, وتبلغ الجميع مضمون الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة, والتي تتمحور بقوة حول مكافحة الارهاب عبر إنشاء مقر قيادة الأركان العسكرية الجديد التي ستدخل مع نهاية هذا العام ضمن رقعة توسيع قياداتها وقواعدها العسكرية المنتشرة في معظم دول العالم, خاصة في المناطق الساخنة. ولم تنس رايس أن تبلغ الجميع في المغرب العربي أن استراتيجية قيادة الأركان ومكافحة الإرهاب ستتوسع لتشمل كل قنوات التنسيق الأمني وتبادل المعلومات ومواجهة مشتركة مع المسلحين المطلوبين علي المستوي الإقليمي والدولي, وبالتالي شددت علي ضرورة أن يسارع الجميع في المنطقة بالاصطفاف مع الجانب الأمريكي, وألا يتأخر أحد باعتبار أن المشروع الأمريكي قد تخطي حاجز الاعداد والتحضير, وسيدخل طور التنفيذ في القريب العاجل.
رفض مغاربي
وفي ضوء تزايد حمي الرسائل والضغوط الأمريكية فإن دول المغرب العربي يبدو أنه فاض بها الكيل, وقررت أن تبلغ واشنطن ووفدها هذه المرة رسالة علنية يعلم بها القاصي والداني في المنطقة, طالما أن الجانب الأمريكي لايريد أن يستوعب أو يقبل مضمون وجوهر الرفض المغاربي داخل غرف الاجتماعات المغلقة في الفترة الأخيرة, وعبر أكثر من مسئول أمريكي زار المنطقة في الأشهر والأسابيع الماضية وكانت الجزائر أول الدول التي قررت أن تجاهر بتحفظها ورفضها للمشروع الأمريكي, وفي توقيت متزامن كسرت المسبحة المغاربية وأعلنت بقية الدول التحفظ ورفض التعاطي مع المشروع الأمريكي, وكانت حجة كل من الجزائر وليبيا وموريتانيا الذين قالوا انهم استندوا إليها في ابلاغ ردودهم للوفد الأمريكي, انهم يفضلون أن يضطلع الافارقة بالقضايا الأمنية والدفاعية بما فيها محاربة الارهاب بأنفسهم وفي اطار هياكل الاتحاد الافريقي وحده. وأعلنت الجزائر صراحة أن تعاطي الجانب الجزائري بهذا الشكل مع قضية القيادة المركزية الأمريكية في إفريقيا يندرج في اطار ثوابت الجزائر الخارجية.وكانت المفاجأة التي تحدث عنها راين هنري قائد الفريق الأمريكي أنهم وجدوا الجانب الجزائري بدلا من
أن يتناقش معهم حول فرص وجوهر وأهداف قيادة الأركان الأمريكية راح يعددهم لهم طيلة الوقت مجمل الجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي من أجل تثمين طاقات الأمن الجماعي علي مستوي القارة طبقا للعقد التأسيسي والعقد المتعلق بمنع العدوان والدفاع المشترك, بما يعني أن افريقيا تملك آليات التدخل لحفظ السلم أو لدرء أي تهديد ارهابي في حال ما اذا واجهت مخاطر. وعادت الجزائر لتكشف عن موقفها صراحة ودون مواربة والوفد الأمريكي في طريقه للمغرب, أنها تفضل التسويات والتعاون بين الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة عبر التدابير القانونية والمؤسساتية لمكافحة الارهاب, التي تدعمت بها افريقيا أخيرا للمساهمة بفعالية في تعاون شامل لمكافحة الارهاب. وكان المثير أن الموقف نفسه ولكن عبر طرق مختلفة عبرت عنه المغرب, ولكن عبر تكريس موقف رفض أحادي الجانب طالما أنها تعلق أشكال التعاون قاطبة مع الاتحاد الإفريقي في هذا الوقت ومنذ فترة بسبب خلافات قضية الصحراء, ونفت ووضعت المغرب حدا للتسريبات الأمريكية والأوروبية وحتي المغاربية بأنها ستكون مقرا لقيادة الافريكوم, بأنها لن تشارك أو تقبل أو تستضيف أي وجود أو تعاون في هذا الشأن, ولن تسمح بأي وجود
عسكري أمريكي تحت أي شكل من الأشكال علي أراضيها. ومع تكاثر التساؤلات والاستفسارات الصادرة من الولايات المتحدة لعديد دول المغرب العربي في الأيام الماضية, عن سبب هذا الرفض وتجاهل التعاون, واعتماد استراتيجية التحفظ بشدة, خرج الرئيس الجزائري بوتفليقة ليهدئ من روع الأمريكان ويبلغهم خلاصة الموقف الجزائري بأن بلاده ترفض مثل هذا الطلب الأمريكي وعاد ليقول لهم اننا في الجزائر لسنا مخولين لابداء موقفنا اذا ما تعلق الأمر باقامة هذا المقر في إفريقيا. إلا أن راين هنري مساعد وزير الدفاع الأمريكي, عاد ليبلغ الجميع في المغرب العربي ودول الساحل, أن قرار إنشاء مقر القيادة سيصدر في اكتوبر وسنبلغ الجميع بالمكان وعدد القوات في حينه.
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست