|
Re: كلام يا بنازير بوتو !!! (Re: الطاهر عثمان)
|
Quote: * هل تسقط عصا الجنرال·· هذه المرة!
أما الجنرال فهو برويز مشرف، الذي ظل ''شاطراً'' طيلة السنوات الماضية في إدارة دفة الأمور حتى ارتكب غلطة ''السادات ''1980 حين زج ''الجميع'' في السجون، من اليمين إلى الوسط، ومن اليسار إلى رموز المعارضة الدينية· لم يترك مشرف الملعب لخصومه يتعاركون فيما بينهم، آثر أن ينازلهم بنفسه، فرادى واحداً تلو الآخر، ثم واجههم زرافات ''جماعة'' هذه المرة· لم يكن الجنرال ثمرة الغرس الديمقراطي والتعددية السياسية في باكستان، لقد كان ثمرة المؤسسة العسكرية، وثلثا الرجل لخاله ''التركي'' الذي يفضل القبضة الحديدية واللكمة القاضية في كل نزال· كانت له مشاكله مع الحركات الإسلامية من أحزاب معارضة تقليدية إلى القوى المتطرفة التي حاولت غير مرة اغتياله وتصفيته جسدياً· وكانت له تحالفات دولية على هامش الحرب الغربية المعلنة على الإرهاب، فاستفاد من هذه التحالفات للتصدي لتلك المشكلات، وكان له من الخصمين اللدودين: نواز شريف وبي نظير بوتو تحديات، وعندما أحس باهتزاز موقفه حاول أن يضرب شريف من خلال بوتو، والمعارضة الإسلامية من خلال امتصاص أزمته مع رئيس القضاء· لكنه ''تلعثم'' في الأداء ولم يطق تقمص دور ''المؤثر'' فيتخلى عن إحدى ''الحسنيين'' الرئاسة أو قيادة الجيش، فزهد بالأخرى في سبيل الأولى، ليكتشف أن لا واحدة منهما مضمونة له، حتى فوزه من خلال الجمعية الوطنية ''البرلمان'' حوصر بالتفسيرات الجديدة المطلوبة لاعتماد النصر الانتخابي الذي بات في مهب الريح! عندها قرر - وعلى طريقة العسكر - أن يقلب ظهر المجن للجميع: القضاة، والقوى المعارضة، ومحطات التلفزة الخاصة، وظن أن حلفاءه الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ستبارك كل خطواته تحت وطأة الحاجة إلى التحالف الاستراتيجي معه لمواجهة الإرهاب، لكن وزيرة الخارجية الأميركية رايس لم تنتظر العودة إلى واشنطن، وأكدت موقف إدارتها وهي في القدس: بأنها ستعيد النظر في المساعدات لباكستان، وهو مصطلح أميركي يعني رفع اليد والدعم المعنوي والمادي أو بشكل أدق المباركة الأميركية، وذلك تعبيراً عن خيبة الأمل من جراء فرض مشرف لحالة الطوارئ في باكستان خشية أن تطعن المحكمة العليا في شرعية إعادة انتخابه· أما حليفته الجديدة أو المحتملة بي نظير بوتو، فقد أكدت أن إجراءات مشرف تصب في خدمة المتطرفين!! وأما ''الجماعة'' فقد أعدت العدة للنزول إلى الشوارع ومحاولة إسقاط نظام مشرف· ولأن التاريخ يعيد نفسه، ويذكرنا بما فعله الرئيس المؤمن، لأن الذكرى تنفع المؤمنين، فقد قام السادات حينها بسجن ''الجميع'' من مسؤولين، وكتّاب، وصحفيين، ومعارضين، وأشباه معارضين، وقوى يسارية، ويمينية، وراء القضبان، ظناً منه أن الساحة ستخلو له، فإذا بها تخلو لخصوم انشقت عنهم الأرض، وأهدروا دمه بعد أسابيع قليلة من غلطة الشاطر! لا نريد لمشرف نهاية مماثلة، ولا نتمنى لباكستان سوى الاستقرار والأمان، فهو بلد غني بكل شيء، لكن تنقصه الديمقراطية، وفيه مزيد من الفساد يكاد لا ينتهي عند حد· رؤساء باكستان في العادة كانوا كمن يحمل بطيختي الرئاسة وقيادة الجيش، لكن دون أن يدركوا أن أي عثرة ستطيح بهما، وإن كانت العثرة أخطر فسوف تطيح بالثلاثة: البطيختان وصاحبهما، مهما تكن السكين على الخاصرة لامعة وماضية وقابلة لتجربة دم الآخرين·· |
* مقال للكاتب ناصر الظاهري في جريدة الإتحاد الإماراتية
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|