|
قصة سيدنا يوسف ... وأمرأة العزيز ... دعوة للتأمل ، دعوة للاستفادة ، دعوة للاعتبار
|
(...ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننَّ وليكوناً من الصاغرين)
هذه الآية تنقل لنا تهديد امرأة العزيز ليوسف عليه السلام إن لم يستجب لهواها بأنها ستسجنه وسيكون من الصاغرين
ولكن الملاحظ في حديث امرأة العزيز أنها استعملت نون التوكيد الثقيلة وهي تتحدث عن السجن "ليسجننَّ" في حين استعملت النون المخففة وهي تتحدث عن جعله من الصاغرين"وليكوناً " وسر ذلك أنها واثقة من قدرتها على القيام بالفعل الاول وهو سجنه لأنه لا يحتاج أكثر من القوة المادية التي تملكها فاستخدم القرآن لوصف حالتها النون الثقيلة التي تحمل درجة كبيرة من الثقة والتأكيد. لكن الأمر لم يكن كذلك مع الفعل الثاني فامرأة العزيز ليست على نفس الدرجة من الثقة في مقدرتها على إذلال يوسف وجعله من الصاغرين لأن القوة المادية التي تملك أن تسجن إنساناً لا تملك أن تكسر عزته ما دام قلبه عامر بالإيمان،ولأنها تشك في مقدرتها على هذا الفعل استخدم القرآن لوصف حالتها الفعل مرتبطاً بنون التوكيد الخفيفة
وحال امرأة العزيز في حديثها السابق كحال أي إنسان عندما يتحدث في شأن واثق منه نجده يعلي صوته ويستخدم أدوات تأكيد أكثر ،أما عندما لا تكون ثقته كبيرة بما يقول فإنه يميل لخفض صوته ويستخدم مؤكدات أقل
(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لكان فيه اختلافاً كثيراً)
===============
|
|
|
|
|
|