مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور)

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 05:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-03-2007, 03:06 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) (Re: shaheen shaheen)

    ورقة الكاتبة الصحفية الاستاذة/ رشا عوض عبدالله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    العلاقة بين الدين والدولة وصراع الهوية في السودان

    مقدمة:
    لا سبيل لحفظ كيان السودان من التمزق والتشرذم والصراعات العرقية والدينية إلا بتوطين
    الدولة الوطنية الحديثة، فهذه الدولة (بمحتواها الوظيفي والمفاهيمي) ـ وإلى حين إشعار آخر ـ هي أفضل وسيلة لتنظيم الاجتماع البشري وإدارة تنوعه واختلافاته بصورة سلمية وعادلة، هذا التوطين يحتاج إلى حزمة من التطورات تشمل الفكر والثقافة والسياسة والاقتصاد في كل متناسق ومترابط عضويا، ولا بد أن تكون هذه التطورات شاملة وعميقة بالقدر الذي يجعل انتقال السودان إلي مرحلة (ما بعد اتفاقية السلام) انتقالا تاريخيا يشكل أساسا قويا لبناء تجربة وطنية ناجحة في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق تطلعات شعبه، لا انتقالا ظرفيا قابلا للنكسة والردة، وهذا الانتقال التاريخي من أهم مطلوباته جملة من المراجعات النقدية الصارمة للأفكار التي تشكل الوعي السياسي والاجتماعي وأركز في هذه الورقة على الفكر الإسلامي ليس زعما بأنه الوحيد الذي يحتاج إلى المراجعة النقدية ولكن لأسباب موضوعية وعملية على رأسها أن رفض المفاهيم والمبادئ المرتبطة بالدولة الحديثة في السودان ينطلق من مبررات إسلامية، وبما أن الإسلام له الأثر الأكبر والأعمق في تشكيل الوجدان والوعي لأكثرية الشعب السوداني وباستصحاب الحقائق التاريخية حول الإسلام ومحورية دوره في حياة معتنقيه وتأثيره المباشر في توجهاتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية لا يمكن تجاوز أو تجاهل الإسلام في أي تناول جاد ومسئول لقضية النهضة الشاملة لمجتمع أكثريته من المسلمين.
    إطار نظري:
    تتناول هذه الورقة إشكالية العلاقة بين الدين والدولة وصراع الهوية في السودان في إطار الفرضيات التالية:
    • الفرضية الأولى:إن الذي يجعل من الإسلام عامل صراع وانقسام بين المواطنين المسلمين والمواطنين غير المسلمين في السودان هو التوظيف الآيدولوجي للدين في السياسة، ذلك التوظيف الذي ينطلق من اعتقاد أن للهوية الدينية(الإسلامية) الحق في الوصاية على الآخرين عبر الهيمنة على فضاء الحياة العامة، وهو اعتقاد يجد سنده القوي في الفقه التقليدي والتفاسير السلفية، وهنا يشتعل الصراع بين الهوية الإسلامية والهويات الدينية الأخرى ليس اعتراضا مبدئيا على وجود الإسلام كعقيدة وشعائر ووجود المسلمين ككيان له هويته المستقلة، وإنما اعتراضا على الامتيازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يطالب بها المسلمون على مستوى الدولة، لأن هذا التمييز على أساس الدين يتعارض مع مبدأ المساواة في المواطنة في الدولة المدنية الحديثة وهو تمييز تضرر منه كثيرا المجموعات غير المسلمة في ظل دولة تفتقر أساسا للتوازن التنموي والعدالة في توزيع السلطة والثروة والديمقراطية السياسية والثقافية.
    • الفرضية الثانية: إن بداية الحل لمشكلة استغلال الدين في صراع الهوية هي إقامة الدولة المدنية الحديثة المحايدة تجاه الأديان وتأمين الحماية الدستورية والقانونية لحقوق المواطنة وحقوق الإنسان، كما سيرد بالتفصيل لاحقا، ولكن هذه البداية لن تكون مجدية ما لم تكن مسبوقة أو على الأقل مصحوبة بالتنوير الديني والفكري والثقافي الذي يعمق مفاهيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان في الوعي والوجدان.
    • الفرضية الثالثة: تتبنى الورقة الدعوة للاستنارة الدينية(تجاوز منهج اجترار أفكار ومفاهيم ونظم بعينها من التراث الإسلامي معزولة عن سياقها التاريخي واستخدامها في حل الإشكالات الحضارية للواقع المعاصر، و إخضاع مجمل التراث الإسلامي لدراسة تحليلية نقدية محيطة تشمل علم الكلام والفقه والفلسفة والتاريخ السياسي والاجتماعي بهدف معرفة الكيفية أو بالأحرى الكيفيات التي تفاعل بها المسلمون مع القرآن الكريم والسنة النبوية ذلك التفاعل الذي نشأت وتطورت عبره الحضارة الإسلامية وهو تفاعل اختلفت وتعددت صوره وأشكاله ونتائجه باختلاف العقول والأزمنة والأمكنة والمعطيات التاريخية الواقعية لكل عهد من عهود الحضارة الإسلامية سواء في حالات مدها أو جزرها ومن ثم بلورة رؤية شاملة لنهضة المجتمع المسلم على ضوء معطيات الحضارة المعاصرة التي يجب التعامل معها بعقلانية وموضوعية (تتجاوز الأبلسة كما تتجاوز التأليه) وتفتح الطريق أمام الاستفادة القصوى منها)، وهذه الدعوة للاستنارة الدينية ليست لمجرد فك الاشتباك الإسلامي العلماني واحتواء صراع الهوية المترتب على الاستعلاء الديني ومن ثم تحقيق الاستقرار السياسي وازدهار الدولة المدنية، ولا لمجرد إزالة العقبات التي تحول دون الحداثة والتحديث في المجتمع ـ رغم مشروعية هذه الأهداف ووجاهتهاـ بل تهدف هذه الدعوة في الأساس لاستنهاض دور الدين في المجتمع المعاصر إيمانا بأهميته لتوازن الحياة الإنسانية وإثرائها بالقيم الروحية والخلقية، واعتقادا بأنه قوة دافعة للخير والفضيلة والعدل والرحمة والاستقامة.
    مأزق الحركة الإسلامية الحديثة:
    إذا تتبعنا التصورات النظرية لهذه الحركة بشأن الدولة وجدناها تعرف الدولة بهوية إسلامية وبشكل قاطع، ولذلك يحق لكل من اطلع على هذه التصورات وشهد بعضا من تطبيقاتها العملية في عهد الإنقاذ وهو غير مسلم أن يشعر بغربة تامة عن هذه الدولة ويشعر بالتهميش، وفيما يلي عرض لنماذج من مقولات الإسلاميين في هذا الصدد:
    الدولة تعبر عن المجتمع في وظيفة القيادة وهي الأداة لحراسة الدين وسياسة الدنيا كما عبر عنها فقهاء الأحكام السلطانية، مقصودها كما قال ابن تيمية هو: (إصلاح دين الخلق وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دنياهم) ولذلك فإن جميع ولاياتها كالقضاء والحسبة والحرب في (الأصل ولاية شرعية ومنصب ديني) ولإقامة الدولة الإسلامية في العصر الحديث يحتاج المسلمون إلى الاقتباس من نظم الحكم ولإدارة الحديثة دونما حرج لان ذلك لا يتعارض مع الإسلام
    مشروع إقامة الدولة الإسلامية يبدأ بـ (الإصلاح السياسي التوحيدي وهو مشروع شامل في التزكية الإيمانية والخلقية وفي التشريع السياسي فمن أول يوم استقبلت فيه أقدامنا قبلة الإسلام ووضعت على طريقه يجد، سيستدعي الأمر مرحلة انتقال حتى نبلغ الواجبات الأساسية ثم نمضي قدما إنشاء الله في كمالات توحيد السياسية والدين ) .
    وانطلاقا من هذه الفكرة فإن الخطاب الإسلامي الحركي الذي تسوقه جماعات الإسلام السياسي في سعيها للهيمنة على السلطة السياسية يستند إلي فرضية أن النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والتعليمية القائمة في دول المسلمين نظم مو######## من الاستعمار وتمثل ثقافة المستعمر وفلسفته العلمانية المناهضة للدين وأن مشروع التأصيل الحضاري الإسلامي يبدأ بتقويض هذه النظم وإقامة بدائل إسلامية على أنقاضها، والبديل الإسلامي هو الدولة الإسلامية و (تطبيق الشريعة الإسلامية) وكل جماعات الإسلام السياسي تستبطن مشاريع وصاية على المجتمع والدولة بحجة أنها تريد إقامة شرع الله وأي تمرد على وصايتها تلك هو تمرد على شرع الله وعداء للإسلام، وفي حالة الحركة الإسلامية الحديثة فإن الخطاب الفكري الذي تطرحه عبارة عن مزيج غير متجانس من مفاهيم وأفكار سلفية لها سلطانها على وجدان الجماهير وهذه تستغل لحشد التأييد الشعبي ومفاهيم وأفكار تجديدية أملتها الضرورة السياسية وهذا الخطاب يفتقر إلي المنهجية والأساس النظري الواضح وهذا أعطى الإسلامويين المقدرة على أن يكونوا الشيء ونقيضه حسب مقتضيات المصلحة السياسية وبمبررات دينية، فإذا اقتضت مصلحتهم العمل في نظام ديمقراطي حشدوا آيات الشورى، وإذا أرادوا الانقضاض على السلطة انقلابيا حشدوا آيات التمكين وقالوا أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، إذا أرادوا الحرب في الجنوب حشدوا آيات السيف والجهاد وإذا أرادوا السلام حشدوا آيات التسامح والدعوة بالتي هي أحسن، إذا أرادوا معاداة الغرب استندوا إلي قوله تعالي "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وإذا أرادوا تحسين العلاقة معه استندوا إلي قوله تعالي "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ويخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم" والشواهد على هذا الاحتيال والعبث بالدين لا حصر لها مما يجعل المأزق مزدوجا! أي مأزق مع الآخر المتمثل في المواطن غير المسلم الذي من حقه أن يرفض الإخضاع القسري لمرجعية دين لايدين به، ومأزق مع الذات المسلمة بسبب هذه الفوضى التي تفصح عن حقيقة واحدة هي أن الفكر الإسلامي بمختلف مدارسه إلي الآن لا يمتلك بدائل فكرية وبرامجية ومؤسسية جاهزة لتحل محل البرامج والأفكار والمؤسسات التي يدعو لتقويضها بسبب علمانيتها، فهو لا يمتلك سوى شعارات فضفاضة وعبارات مطاطية وتعميمات مبهمة لا تصلح لأن تكون أساسا لمواجهة تعقيدات الحياة المعاصرة.
    ورغم كل المزايدات العاطفية والمكابرات الآيدولوجية نجد في أدبيات الحركة الإسلامية اعترافات صريحة بعدم وجود بديل إسلامي جاهز ليحل محل النظم السياسية والاقتصادية والإدارية القائمة:
     إن الكاتب طالع شيئا من أصول الإسلام ومن تراثه الفقهي في شئون السياسة والحكم واطلع على شئ من تجارب أهل الغرب في هذا المجال، وجرب العمل في سبيل سياسة وحكم إسلامي دهرا من الزمن فانتهى إلى أن المسائل أشكل من علمنا وحكمتنا وأن الداء أعضل من طبنا) .
     (إننا في أزمة علم وعمل وإن المرء ليخشى على هذه الطاقات التي فجرتها الصحوة الإسلامية ألا يواتيها الوعي والفقه الإسلامي الكامل الذي يستوعبها فيصوبها إلى كمال صورة تنزل القيم على الواقع)

    مأزق العلمانيين:
    القوى التي تصدت للتحديث والعلمنة في السودان ممثلة في اليسار بفروعه المختلفة تفادت مواجهة الفكر السلفي على المستوى الفلسفي والمعرفي بل تفادت حتى التصريح بالعلمانية إذ تنصل الشيوعيون عن مفهوم الدولة العلمانية مروجين (للدولة المدنية) كبديل للدولة الدينية
    وسبب ذلك الانشغال بالحسابات والتكتيكات السياسية العاجلة التي تقتضي أحيانا مهادنة الفكر السلفي . صحيح أنه في عام 1967م وفي أعقاب حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان كون الحزب لجنة للدراسات الإسلامية (ولكنها انغمست في الصراع ضد الأخوان المسلمين ولم ترتاد آفاق النظر المستقل إلى الإسلام باعتباره معينا ثرا للتراث الشعبي).
    ولكن السبب الأساسي في إعراض القوى العلمانية عن عملية استكشاف العوامل المكونة لثقافة المجتمع والموجهة لسلوكه والمحددة لخياراته ومن ثم التأثير فيها باتجاه عقلنة المجتمع وتحديثه وتفكيك بنية التخلف فيه هو الخلل في تكوين المثقف السوداني الذي لم يرتق إلى مستوى المثقف العضوي(المثقف الحقيقي)، لأن المثقف السوداني نشأ في ظل المدرسة الإنجليزية التقليدية التي تمثل أكثر العقليات الأوروبية برودا على مستوى الإبداع الفكري والممارسة العملية في مقابل أهم عقليتين تقليديتين في أوروبا: العقلية الألمانية ذات البعد الفلسفي المؤدلج والعقلية الفرنسية ذات النزعة الثقافية القائمة في جوهرها على روح الإبداع والمعاناة .
    المدرسة الإنجليزية يمكن أن تنتج إداريا ناجحا أو اقتصاديا دقيقا أو سياسيا بارعا ولكنها لاتنتج مثقفا حقيقيا يكمن داخل كل هؤلاء ويقود وعيهم إلى ما هو أعمق في جدلية التكوين والاتجاه، نعم خطط التطور والنمو تحتاج إلى الإداري والاقتصادي والسياسي ولكن ليس بمقدور هؤلاء إعطاء مجهوداتهم قيمتها الحقيقية في التطور الكلي للمجتمع دون النفاذ إلى شخصية المجتمع واستكشاف الحوافز الكامنة فيه لمصلحة التطور أو المعاكسة للتطور .والسبب الثاني: هو مؤثرات المرحلة الانتقالية المعقدة التي تعانيها القيادات الفكرية في العالم المتخلف مابين الحداثة الأروبية، والأصالة التقليدية السلفية الجامدة.
    فعبارة حداثة وحدها لا تكفي لتفسير وعي المثقف المطلوب إلا بالمدى الذي تتصل به هذه الحداثة بآخر ما أعطته على مستوى الحضارة العالمية المعاصرة أي(العقلية العلمية النقدية التحليلية) القادرة على التركيب والتوليد، واستخدام هذه العقلية الجدلية في فهم ونقد وتحليل الواقع، وفي هذا الصدد يعاني المثقف السوداني من(هامشية مزدوجة) أي هامشية التلقي عن الآخرين وهامشية التلقي عن الواقع.
    ونتيجة هذا الخلل في طرائق تفكير المثقفين اختزلت قضايا العلمنة وتوطين الديمقراطية وحقوق الإنسان في بروتوكولات سياسية وأشكال إجرائية معلقة في الهواء ومهددة بالانهيار في أية لحظة وغير قادرة على الفاعلية والتأثير المحسوس الملموس في الحياة العامة إذ أن هذه الفاعلية أصبحت من نصيب القوى السلفية صاحبة أكبر سلطة خطاب في المجتمع!
    والآن بعد أن هزم المشروع الحضاري للإنقاذ سياسيا وأخلاقيا لم يصب هذا التراجع في مصلحة التيارات العلمانية أو في مصلحة قوى إسلامية أكثر اعتدالا واستنارة من الحركة الإسلامية الإنقاذية، بل صب هذا التراجع في مصلحة قوى أكثر جمودا وتعصبا وعداوة للتحديث السياسي والاجتماعي،
    وفيما يلي نماذج من أطروحات هذه الجماعات في موضوع الورقة(الدين والدولة):
    • لا تجوز المساواة بين المسلمين وغير المسلمين في الأمور السياسية وغيرها لقوله تعالى: "وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" وقوله أيضا: "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا" وقوله تعالى: " لا تتخذوا بطانة من دونكم" لا ينبغي لغير المسلم أن يتقلد منصبا في الدولة الإسلامية حتى لا يطلع على أسرار المسلمين ولم يحدث في تاريخ المسلمين أن قلدوا كافرا منصبا أو وظيفة من الوظائف. أما المرأة فلها وضعها الخاص في الإسلام فلا تقلد منصبا رئاسيا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "ما أفلح قوما ولوا أمرهم امرأة" وهذا ليس تحقيرا لها وإنما احتراما لها ولمكانها فلها حقوقها وواجباتها ووظيفتها كأم وربة منزل ولذا لا تؤم الناس في الصلاة ولا تؤذن للصلاة فهي أم وأخت وزوجة وبنت فلها مكانتها في النفوس.
    • لا يجوز لغير المسلمين أن يبشروا بباطلهم فالإسلام هو الدين المعترف به عند الله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام فمن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" كما أنه لا يجوز أن يتقلدوا منصبا رئاسيا أو وزاريا كما عزل عمر كاتبا لأحد الولاة وكان نصرانيا- فتح عمر فلسطين وصالح النصارى واليهود على ألا يبنوا كنيسة ويصلحوا ما خرب منها ولا يضربوا جرسا وأخذ الجزية ولا نبدأهم بالسلام ولا يعلموا أولادهم القرآن ولا يمنعوا أحدا إذا دخل الإسلام ، فرض عليم توفير المسلمين إذا حضر المسلم قام النصراني ولا يحملون سلاحا أمام المسلمين ولا يبيعوا الخمر وألا يظهروا الصليب وألا يرفعوا أصواتهم في كنائسهم. لقد كانت هذه الشروط مطبقة عليهم برضاهم مما يدل على عظمة الإسلام أرجو الله أن يعيد للأمة مجدها الغابر!!
    • السودان بلد كما نعلم فيه الأحزاب المختلفة والطوائف المتعددة والطرق وكلها تخالف المنهج الرباني وفيه العقائد الباطلة والبدع والخرافة والفساد الخلقي وارتكاب المحرمات والناس في بلادنا بحاجة إلى تربية ولا بد من إيجاد المناخ الصالح وإعداد الناس وتهيئة الأجواء حتى لا يرغموا على أمر لا يريدونه والأمم لا تبنى من فوق وإنما تبنى من القواعد والأسس ولذلك حتى هذه اللحظة لم تنجح حكومة في إخراج السودان من دوامة الفوضى إلى الحياة الكريمة لأنها لم تسلك السبل الصحيحة في بناء المجتمع فجماعة أنصار السنة يرون أنه لا بد من عمل جاد مثمر في القواعد وإيجاد الأرضية الصالحة والمجتمع المعافى من الأمراض الاجتماعية ومن هذا المجتمع الصالح يخرج الحاكم الصالح الذي يقود البلاد إلى بر السلامة كما لهم الأسوة في رسول الأمة الذي بدأ أولا بإصلاح العقيدة وما قامت شريعة وما نزلت أحكامها إلا في المدينة المنورة نزلت الأحكام في مجتمع أعد وهيئ فأنصار السنة لهم نظرتهم الخاصة في هذا الأمر لذلك كان جهادهم في القواعد لإصلاح المجتمع وفي النهاية الوصول إلى تحكيم شرع الله فتربية الفرد وإيجاد المسلم وبناء الأسر المسلمة وإصلاح البيئة ومحاربة العادات والتقاليد البالية أفضل بكثير من الجري وراء السراب
    • من واجبات الدولة الإسلامية:
    1. حفظ الدين على ما استقر عليه العمل وأجمع سلف الآلة على أصوله المستقرة: أجمع أهل العلم على أنه كل نبي بعث وكل شريعة شرعت من أجل الحفاظ على الكليات الخمسة: الدين والنفس والعقل والمال والعوض وان الدين أهمها جميعا فهو مقدم على النفس والمال يحفظ بتعليم الناس العقيدة وتعليم الناس الحلال والحرام والأحكام وبناء المساجد وتفريغ الأئمة. كان عمر بن الخطاب يطوف السوق ويسأل التجار عن أحكام البيع والشراء، من وجده لا يعرفها أخرجه من السوق وكذلك مالك بن أنس يقول: من لم ينفقه لا يجلس في سوقنا، ويحفظ الدين بمنع أهل البدع الشعوذة والخرافة ومن يتكلمون في الدين بما لا يعلمون ويهرفون بما يعرفون، فهؤلاء يجب أن يقيم الإمام عليهم المحتسبين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا وجد إنسان في المسجد يتكلم بدون علم أو يكتب بدون علم بمنع ويحاسب، وقد كان ابن تميمة إذا وجد إنسانا يغني بدون فقه ينكر عليه حتى قيل له. اجعلت محتسبا على الفتوى فقال سبحانه الله يجعل على الخبازين محتسب وعلى الطيب محتسب وعلى أهل الصنائع محتسبون ولا يجعل على دين الله محتسبون.
    2. تحصين الثغور بالعدة المناعة والقوة الدافعة حتى لا ينتهك عدو م أعداء الله بثغرة ينتهك فيها محرقة أو يسفك دما. فلابد للإمام المسلم أن يقوم على أمر الجهاد يرغب الناس فيه يبين لهم أحكام ثم يدفعهم إليه ترغيبا وترهيبا ويقوم بالجهاد على ما شرع الله وسن رسول الله في الآداب والأحكام جميعها، وأول ما يفعل أن يزيل الشبهات التي علقت بأذهان المسلمين في زماننا هذا، المسلون لا يغذون عقولهم بالعلم النافع بل يعتمدون على وسائل الإعلام التي تشرف عليها الصهيونية وتصور الجهاد على أنه تطرف وتنطع وان عهده قد ولى علينا أن نبين أن الجهاد شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لا يبطله عدل عادل ولا جور جائر وهو ماض إلى يوم القيامة إما جهاد دفع: ندفع المتعدي، وإما جهاد طلب وهو أن تطلب العدو في مكانه لتنشر دين الله وتكون كلمة الله هي العليا (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)
    3. القيام على شعائر الدين من صلاة وصيام وزكاة وحج: يشرف على الآذان ان يكون في مواقيته فلا يكون آلام فوضى ويشرف على تعين الأئمة الصالحين الذين يعلمون الناس ما ينفعهم، ويشرف على الناس كي يقيموا الصلاة فلا يترك الأمر فوضى من شاء صلى ومن لم يشأ يجمل الناس على ذلك حملا لأن هذا مقتضى التمكين: "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة. وعيه أن يسهل الحج ويرغب الناس فيه، وعلى الإمام المسلم أن يتصدى للذين يروجون لأن الدين صلة بين العبد وربه ولا شأن للحاكم به فهؤلاء كذابون أو جاهلون ضالون في دين الله، مطلوب من الحاكم أن يحمل الناس على الدين فإذا رأي الحاكم امرأة متبرجة لا يتركها لتفتن المسلمين رجالا ونساء، فلابد أن يحرس الدين .

    الإصلاح الديني والخروج من المأزقين(الإسلاموي والعلماني):
    أزمة الفكر الإسلامي في الراهن المعاصر يمكن تلخيصها في الآتي:
    1. فشل المجتمعات المسلمة في استيعاب المنجزات الفكرية والسياسية الاقتصادية والعلمية ـ التي أنتجها مشروع الحداثة الغربي، وأقلمة هذه المنجزات في التربة الثقافية الإسلامية.
    2. فشل الفكر الإسلامي في إنتاج بديل حضاري مختلف عن مشروع الحداثة الغربي في مرجعياته الفكرية ويتفوق عليه أو يوازيه أو حتى يقاربه في منجزاته الحضارية وهذا الفشل يعود إلي أن مشاريع التحديث في العالم الإسلامي في الغالب مشاريع سطحية اقتصرت على نقل التكنولوجيا واقتباس النظم الإدارية والاقتصادية والأشكال الإجرائية والهيكلية للممارسة السياسية وحتى هذه لم تصب فيها نجاحا يعتد به، ولكن هذه المشاريع لم تكن مصحوبة بالتنوير العقلاني الذي يحول العقل الإسلامي إلى عقل حديث قادر على التفكير النقدي والتفكير الإبداعي ومن ثم قادر على التأسيس المعرفي والفلسفي لمشروع نهضة شاملة في المجتمع المسلم تجعله يفيق من غيبوبته الحضارية ويساهم في مسيرة التقدم الإنساني.
    ولكن بالرغم من واقع البؤس والتخلف الذي يعانيه المسلمون يبقى لهم الحق المشروع في أن يشقوا طريقهم الخاص نحو النهضة وفي أن تكون تصوراتهم لمسيرة تقدمهم مرتبطة بالإسلام الذي يمثل أهم منابع ذاتيتهم وفي أن يتطلعوا لأن يكونوا في نادي الحضارة الإنسانية عضوا مساهما لا ضيفا متفرجا، ولكن هذه الطموحات لا يمكن تحقيقها بصخب الهتافات والخطب الحماسية والتجييش العاطفي بالادعاءات الكاذبة بأن هناك برنامجا إسلاميا جاهزا تحل مشاكل المسلمين فور تطبيقه، إن نقطة الانطلاق للعقل الإسلامي نحو آفاق الاستنارة والتجديد ينبغي أن تكون الإدراك العميق لحقيقة أن معوقات نهضة المسلمين في الغالب معوقات ذاتية أهم أسبابها إخفاقهم في التعامل المنهجي المستنير مع تراثهم وعدم وعيهم بطبيعة التحديات الحضارية التي تواجههم ومن أقوى الشواهد على ذلك المتاجرة السياسية بشعاري(إقامة الدولة الإسلامية) و (تطبيق الشريعة الإسلامية) والتناول السطحي والغوغائي لهذين الأمرين في الساحة الإسلامية.
    الدولة الإسلامية:
    لتجاوز فكرة الدولة الإسلامية لابد من مشروع مراجعة نقدية للفكر الإسلامي تنطلق من بلورة رؤية جديدة للكيفية التي يمارس بها الإسلام دوره في فضاء الحياة العامة، هذه الرؤية وتلك لا ينبغي أن تكون اجترارا وتكرارا لأفكار سابقة أثبتت عدم جدواها كفكرة (الدولة الإسلامية) و(الدستور الإسلامي) بل يجب أن تكون متجاوزة لهذه الأفكار تجاوزاً منهجيا وفي إطار نظري متماسك منطقيا وعلى ضوء قراءة واعية ومتأنية لتجربة المسلمين التاريخية في أبعادها المختلفة بوجه عام، وقراءة مماثلة للواقع السوداني وتحدياته الراهنة بوجه خاص، وكلا القراءتين يجب أن يتسم بعمق الحس التاريخي والنقدي، وليس تجاوزا اضطراريا تفرضه الضغوط الظرفية، إذا كانت الفكرة المحورية الأساسية للخطاب الحركي الإسلامي هي أن المسلمين بحكم عقيدتهم مكلفون بإقامة دولة إسلامية وظيفتها الأولى تطبيق الشريعة الإسلامية وهذه الدولة يجب أن تحتكم للإسلام في سياستها واقتصادها وقوانينها وكل شئونها، (وبداهة الإسلام المتحاكم إليه هنا هو مجرد اجتهادات بشرية في فهم الإسلام ولا تمثل الدين في تجريده وقدسيته المطلقة وهذا سنأتي لتفصيله لا حقا)، فهذه الفكرة بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل تم تجاوزها تماما، إذ أن الفكرة الأساسية في بروتوكول مشاكوس هي إقامة دولة سودانية على أساس عقد اجتماعي يحدد الحقوق والواجبات على أساس المواطنة وهذه الدولة يحكمها دستور مستوعب للتنوع السوداني الديني والاثني والثقافي ومحقق للمساواة التامة بين المواطنين ومستبعد لأي شكل من أشكال التمييز على أسس دينية أو اثنية أو نوعية أو ثقافية. فلا مجال لتعريف الدولة أو الدستور بهوية إسلامية أو أي هوية دينية، وبقراءة موضوعية لنصوص البروتوكول فيما يتعلق بموضوع الدين والدولة نجده ساوى بين الأديان المختلفة (كقوة روحية ملهمة للشعب السوداني) في كفالة حرية العبادة والدعوة بالحسنى وفي مشروعية التأثير في المجتمع وفق الضوابط القانونية والدستورية أما الشريعة الإسلامية فقد اعترف بها كمصدر للقوانين والتشريعات في الولايات ذات الأغلبية المسلمة في الشمال في إطار التعددية القانونية التي يكفلها نظام الحكم اللامركزي أما دستور السودان فهو (دستور قومي) وهو القانون الأعلى في البلاد الذي يجب أن تتوافق معه كل القوانين (كما نص على ذلك البروتوكول الذي وقعته الحكومة وأصبح من النصوص الملزمة لها) ومن هنا يتضح جليا أن تحقيق تطلعات المسلمين المشروعة في التأصيل وإبراز الخصوصية الثقافية والحضارية لم يعد ممكنا عبر الهيمنة على الدولة واحتكار السلطة السياسية وفرض الوصاية على المجتمع بل ينبغي أن يكون عبر التأثير الديمقراطي في توجهات المجتمع ضمن إطار دولة مدنية حديثة وفقا لشروط التنافس الحر بين الأُطروحات الفكرية والبرامج المستمدة من الإسلام أو المتأثرة به أوالمستصحبة لقيمه الخلقية والروحية والأطروحات والبرامج المستمدة من منطلقات دينية مغايرة أو فلسفات علمانية بمعني أن المرجعية الإسلامية تتساوى مع غيرها من المرجعيات في حق التأثير في حياة المجتمع، فالمناخ الديمقراطي يتيح لكل جماعة دينية أو ثقافية التعبير عن هويتها والانحياز للخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعبر عن قناعاتها الدينية أو الفكرية ما دامت تلتزم نهجا ديمقراطيا لا إكراه فيه ولا تعصب ولا انتقاص لحقوق الآخرين وما دامت لا تفترض لأطروحتها وبرامجها قدسية تجعلها فوق النقد والمساءلة وبالتالي فإن تعامل المسلمين مع الدولة ليس تعامل يد عليا وعلاقتهم بها ليست علاقة هيمنة ووصاية بل هي علاقة محكومة بضوابط المواطنة وشروط العقد الاجتماعي وفي هذا السياق يمكن أن تضع الثقافة الإسلامية بصماتها بوضوح في الفكر والسياسة والقانون والإعلام والسلوك الاجتماعي كانعكاس طبيعي ومباشر لوجود المسلمين في الدولة ذات الطبيعة الديمقراطية التعددية ولكن التأثير الإسلامي يجب أن يضع في اعتباره حقيقة أن الدولة مستقلة عن الدين بمعني أنها لا تمنح أي امتيازات سلطوية سياسية أو اقتصادية للمسلمين بحكم إسلامهم ولا تصادر أي حق سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي من غير المسلمين بحكم عدم إسلامهم، وغير المسلمين هؤلاء لا تنحصر حقوقهم في السماح لهم يشرب الخمر والتفضل عليهم بالخدمات الصحية والتعليمية بل هي باختصار حقوق الإنسان كما هي معرفة ومفصلة في المواثيق الدولية وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يكفل للمواطن غير المسلم حقوقه ابتداء من حق الحياة وصولا إلي الحق في تولي السلطة العليا في الدولة ، وإذا رجعنا إلي الأدبيات السياسية السودانية في حقبة الإنقاذ ابتداء من المرسوم الدستوري الرابع عشر مرورا باتفاقية الخرطوم للسلام وصولا إلي دستور 1998م، ثم اتفاقية السلام الشامل نجد أن النهاية المنطقية للالتزام بهذه المواثيق والتطبيق العملي لها هي حياد الدولة تجاه الدين على النحو المذكور أعلاه والتزامها بحقوق الإنسان والديمقراطية ولكن توقيع الاتفاقيات والمواثيق لا يجدي ما لم تكن مضامينها حاضرة في الوعي والثقافة والسلوك العملي، وحتى تكون مضامين العقد الاجتماعي الجديد في السودان جزءا من الوعي والثقافة الإسلامية ويتقبلها الوجدان المسلم دون حرج أو ارتياب نحتاج إلي نقلات نوعية في الفكر الإسلامي بالمراجعة النظرية العميقة، وبالفحص الدقيق لمفردات الخطاب الفكري الإسلامي على ضوء تجارب المسلمين المعاصرة في الحكم والمعارضة وما أسفرت عنه من نتائج عملية وعلى ضوء التحديات الحضارية التي تواجه المسلمين في عالم اليوم في إطار السعي لبلورة فكر إسلامي جديد ينقذ العقل والوجدان المسلم من حالة التيه والتخبط في مواقفه من الحضارة المعاصرة، وحالة الانفصام التي يعانيها نتيجة للمتناقضات التي تتجاذبه، وهذا السعي للتجديد الديني قد بدأ في العالم الإسلامي منذ أكثر من قرن مستهدفا إحياء دور الإسلام الحضاري وهذا المشروع لا يزال مستمرا ويجب أن يستمر لأن استمراره ضرورة حضارية ونهضوية، وحتى يكون هذا المشروع ناجحا هناك جملة من الحقائق علينا أن نعترف بها بجرأة وشجاعة:
    1. فكرة الدولة الإسلامية ليست جزءا من العقيدة الإسلامية، فحوجة المسلمين لإقامة دولة نابعة من كونهم بشر يحتاجون إلي مؤسسات تدير اجتماعهم البشري وتنظم مصالحهم المعاشية، وليست نابعة من كونهم مسلمين، فالدولة تجسيد لإرادة بشرية وإنجازاتها المختلفة نتاج للمعرفة والخبرة البشرية.
    2. هناك شعارات ارتبطت بفكرة الدولة الإسلامية كشعار الحاكمية لله، هذا الشعار عندما يقحم في ساحة العمل السياسي يكون الهدف منه إضفاء قدسية دينية على برامج سياسية أنتجها عقل بشري، مفهوم الحاكمية لله مفهوم عقدي فلسفي معناه أن كل ما يحدث في هذا الوجود خاضع لإرادة الله ومشمول بعلمه المحيط وتدبيره المحكم، أما في الحقل السياسي فإن الحكم يمارسه بشر لا يحق لهم بأي حال ادعاء العصمة لممارستهم البشرية بزعم أنها تمثل حكم الله، ومثل هذه الشعارات غالبا ما تستخدم لحشد الولاء والتأييد على أسس عاطفية وإقصاء الرأي الآخر، مثل هذه الشعارات يجب أن تنسحب من ساحة العمل الإسلامي لأنها شكل من أشكال استغلال العاطفة الدينية في الكسب السياسي.
    3. الفهم التقليدي للشريعة الإسلامية المتمثل في الأحكام التي أجمع عليها جمهور فقهاء أهل السنة لا يصلح للتطبيق في الظروف المعاصرة، وتجاوز هذا الفهم لا يتم بمساجلات فقهية في إطار المسلمات المو######## من الفقه التقليدي نفسه، فالتجاوز يحتاج إلى طرائق تفكير جديدة ومناهج جديدة في فهم النصوص المؤسسة للشريعة الإسلامية (القرآن الكريم والسنة النبوية)
    الشريعة الإسلامية:
    الإسلام كما هو معلوم عقيدة أساسها توحيد الله، وشريعة تفصل الأحكام فيما يتعلق بعلاقة الفرد بربه (العبادات) وعلاقة الفرد بمجتمعه (المعاملات) كما تشمل تعاليم خلقية وسلوكية وكل هذه الأحكام والتعاليم تتجه نحو تحقيق مقاصد كلية هي الغاية النهائية للتشريع، هذه المقاصد هي العدل والرحمة والتسامح والإخاء وحفظ مصالح الفرد والمجتمع وكل ما فيه خير الإنسان. ومعلوم أن جانب المعاملات يشمل السياسة والاجتماع والاقتصاد وهو جانب متحرك بطبيعته ومتروك في الغالب للاجتهاد البشري وهنا يبدأ الاختلاف بين دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية المو######## أي (مجموعة الأحكام التي استنبطها جمهور الفقهاء من الكتاب والسنة وفق أصول وقواعد معينة) ودعاة تطوير الشريعة الإسلامية استجابة للمتغيرات والتطورات ومحور هذا الاختلاف هو ضوابط الاجتهاد في أحكام المعاملات وهل هو محصور فيما لم يرد فيه نص أم أن هناك اجتهاد مع النص وغير ذلك من التساؤلات التي على أساسها تعددت المذاهب والمدارس، والمسلمون اليوم أحوج ما يكونوا لإدارة حوار عقلاني منظم ومسئول عن الشريعة الإسلامية بعيدا عن غلواء الهوس والانتهازية السياسية وبعيدا عن هستريا الانفعال العاطفي بلا وعي والحماس بلا بصيرة، فالخطاب الحركي الإسلامي في السودان وغيره ينادي بالتحاكم إلي الشريعة في شأن المجتمع والدولة أي أنه يطرحها كبديل للنظم السياسية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية القائمة التي ينسبها للفكر العلماني الوضعي، وهذه النظم بصرف النظر عن الاختلاف أو الاتفاق معها هي نظم ذات أفكار واضحة ومؤسسات محددة الشكل والوظيفة وبرامج وآليات عمل مجربة في أرض الواقع في كل ما يتعلق بإدارة مصالح الناس وتأمين معاشهم بشروط اللحظة التاريخية الراهنة، فهل الشريعة الإسلامية تمتلك بدائل لهذه النظم تساويها أو تفوقها كفاءة ودقة ووضوحا؟ إنني على يقين أن مجرد طرح هذا السؤال يكفي لاتهام المرء في دينه عند أكثرية المسلمين إن لم يكن عن غالبيتهم لأن ذهنية التساؤل والجدل والنقد غابت عن حضارتنا الإسلامية منذ القرن الحادي عشر الميلادي وسادت ذهنية الاتباع والتقليد والركون إلي المسلمات، لكي نؤسس لمشروعية طرح السؤال السابق لا بد من التحديد الدقيق لمفهوم تطبيق الشريعة الإسلامية فعندما يطرح هذا المفهوم كبرنامج سياسي تتبناه جماعة ساعية للسلطة فإنه يعني تطبيق ذلك الجانب من الشريعة الخاص بشئون الحكم أو ما يعرف في العصر الحديث بالجانب الدستوري، والجانب القانوني بتفريعاته المختلفة (جنائي، تجاري، إداري) وجانب العلاقات الدولية أي كل ما يتعلق بالشأن العام وهذا الجانب من الشريعة في شكله المقنن في الفقه الإسلامي ليس وحيا إلهيا مباشرا، حيث لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية قواعد تفصيلية لنظام سياسي أو اقتصادي أو قانوني ملزم للمسلمين بل وردت مبادئ وموجهات عامة ولكن جماعات الإسلام السياسي عندما تطرح هذا الجانب من الشريعة كبرنامج سياسي تدعي أنها تطرح شرعا إلهيا من خالفه خرج عن الإسلام بينما الحقيقة أن ما اصطلح على تسميته بالشريعة الإسلامية هو مجموعة أحكام مستنبطة أو مستنتجة من القرآن والسنة بعقول بشرية محكومة بظروف بيئتها التاريخية فهي في غالبية أحكامها قانون وضعي وميزتها عن غيرها من القوانين الوضعية أنها مستنبطة من مصادر الإسلام الأساسية (القرآن والسنة) وبالتالي مستصحبة لقيم ومقاصد الإسلام ولكن هذا الاستنباط والاستصحاب جهد بشرى لا يحق له إدعاء الإحاطة الشاملة بالمقصود الإلهي وبالتالي فإن باب تطوير الشريعة استجابة للتطورات الإنسانية لا بد أن يظل مفتوحا ولا بد أن يوصد الباب محكما في وجه أي تحكم كهنوتي باسم تطبيق الشريعة الإسلامية، فالشريعة التي يدعو لتطبيقها السلفيون هي الشريعة التي أجمع عليها جمهور الفقهاء وهذا التطبيق يؤدي إلى تقويض أسس ومبادئ الدولة الحديثة والمجتمع الحديث، فالشريعة التقليدية المو######## لا تعرف مبدأ المواطنة أو حقوق الإنسان وفقا للمفاهيم المعاصرة وهذا ليس قصورا أو عيبا في الشريعة فهذه المفاهيم ناتجة عن تطور التجربة الإنسانية ومرتبطة بسياق تاريخي محدد يختلف عن السياق التاريخي الذي وجدت فيه الشريعة وعالجت قضاياه وأجابت على تساؤلاته، فالشريعة مثلا عندما تمنح غير المسلم حرية إقامة شعائره التعبدية وتمنحه الحق في العيش بسلام وطمأنينة في كنف المجتمع المسلم وتسمح له بالعمل في بعض الوظائف وتحميه من الظلم والاستغلال تكون حققت قمة العدل بمعيار ما كان سائدا في تلك الحقبة من التاريخ الإنساني أما بالمعايير السائدة في عالم اليوم فهذه حقوق منقوصة ولا ترقى لحقوق المواطنة المتساوية التي تكفلها النظم الدستورية الحديثة وهنا يقفز السؤال حول مصداقية القول بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، هذه الصلاحية تعتمد على قدرة الفكر الإسلامي على الحركة والتجديد والتقدم المستمر باتجاه المحتوى القيمي والخلقي للإسلام وباتجاه المقاصد والمعاني والكلية التي تشكل الغاية النهائية لأحكامه وتشريعاته، فلن يكون الإسلام صالحا لكل زمان ومكان إذا كان من مقتضياته التسليم المطلق بأن الدنيا دار سلم هي دار الإسلام ودار حرب هي دار الكفر. وأن نظام الرق نظام اجتماعي مستمر وأن المرأة نصف الرجل وأن لا مجال لحرية الضمير فالمرتد يقتل فهذه بعض الأحكام التي تضمنتها الشريعة التقليدية وهذه الأحكام تضعنا في مأزق حضاري حقيقي، والخروج من هذا المأزق يتطلب بلورة منهج جديد في التعامل مع النص القرآني ومع السنة النبوية لأن هذه الأحكام مستنبطة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة (حسب المعايير المتفق عليها في تصحيح الأحاديث) وبالتالي فإننا يجب أن ندرك حقيقة أن نصوص القرآن والسنة في جانب المعاملات نصوص مراعية لظروف الزمان والمكان حال نزول الرسالة، فالقرآن الكريم لم ينزل في فراغ بل نزل في سياق تاريخي له معطياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ولا يمكن فهم التشريع القرآني في معزل عن هذا السياق وكذلك التشريع السني (نسبة إلي السنة النبوية).
    إذن السبيل الوحيد لخروج الإسلامويين من مأزقهم هو التصدي لعملية الإصلاح الديني بحزم وجدية وانضباط منهجي.
    أما القوى العلمانية فعليها أن تدرك أهمية جبهة الإصلاح الديني ومحورية دورها في نجاح أي مشروع تحديثي ديمقراطي، وعلى الجميع أن يدركوا أن حركة الإصلاح الديني لا ينبغي أن تقتصر على الاجتهادات والمبادرات الفكرية المستنيرة بل يجب أن تشمل تطوير مؤسسات التعليم الديني بإدخال العلوم الحديثة إليها ولا سيما العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة.

    (عدل بواسطة shaheen shaheen on 10-03-2007, 03:13 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen09-29-07, 07:51 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen09-29-07, 08:12 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen09-30-07, 07:05 AM
    Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen09-30-07, 10:13 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen09-30-07, 01:29 PM
    Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) عوض حمزة09-30-07, 09:44 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-02-07, 01:31 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-02-07, 01:53 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-02-07, 02:24 AM
    Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) عبدالعزيز حسن على10-02-07, 03:09 AM
      Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) HAYDER GASIM10-03-07, 01:19 AM
        Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) صلاح شعيب10-03-07, 01:35 AM
          Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) طلال عفيفي10-03-07, 02:01 AM
            Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) عبدالغفار محمد سعيد10-03-07, 02:20 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) omar ali10-03-07, 03:41 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-03-07, 03:06 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) بهاء بكري10-03-07, 04:41 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-04-07, 10:11 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-04-07, 10:30 AM
    Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) nadus200010-04-07, 12:28 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-04-07, 02:35 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-04-07, 02:46 PM
    Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) Raja10-04-07, 05:16 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-07-07, 09:03 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-07-07, 09:12 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-07-07, 09:27 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-07-07, 10:11 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-07-07, 10:44 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-07-07, 11:00 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) omar ali10-08-07, 04:10 PM
    Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) yumna guta10-08-07, 05:07 PM
      Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) Tragie Mustafa10-08-07, 06:12 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-10-07, 10:20 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-10-07, 10:49 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-10-07, 11:46 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-12-07, 12:57 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-12-07, 03:40 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-13-07, 07:48 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) دينا خالد10-13-07, 03:58 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-13-07, 05:17 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-13-07, 11:36 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-15-07, 04:15 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-15-07, 04:20 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-15-07, 04:24 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-19-07, 11:05 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-22-07, 01:35 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-22-07, 01:44 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen10-28-07, 11:14 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) omar ali10-28-07, 04:11 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen11-01-07, 07:14 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen11-04-07, 01:50 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen11-05-07, 08:18 AM
    Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) Rawia11-05-07, 09:34 AM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) shaheen shaheen11-10-07, 09:57 PM
  Re: مركز الخاتم عدلان للاستنارة :- مؤتمر الهوية والحرب الاهلية فى السودان (الاوراق + الصور) Nasr11-11-07, 01:36 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de