|
|
 Re: تاريخ مظاهرات الأحتجاج في الوطن العربي ضدارتفاع اسعار الخـبز: مـصر وتونـس وألأردن (مثالآ)! (Re: بكري الصايغ)
|
هل هي إنتفاضة خبز مغربية مصغرة ؟!!.
----------------------------------------
Copyright © 2007 Aaram News Publishing Ltd. All rights reserved
Wednesday, September 26, 2007 |
داود البصري´:
ما جرى منذ أيام في مدينة ( صفرو ) المغربية الصغيرة الهادئة و الشهيرة بمهرجانها الفولكلوري ( مهرجان حب الملوك )! من أحداث دموية عاصفة ومواجهات ساخنة بين السلطات المحلية و جموع من الغاضبين على خلفية زيادة أسعار بعض المواد الغذائية و في طليعتها ( الخبز) ، هو أمر جلل يعيد إلى الأذهان ذكريات أحداث ساخنة مشابهة جرت في مدن مغربية أخرى خلال الحقب السابقة تميزت بإيقاعات دموية و حالات توتر سياسي عنيفة طبعت تلك المرحلة و التي كان أهمها ما عرف بإنتفاضة الخبز في الدار البيضاء عام 1984 و قبلها أحداث 1981 و التي سبقتها أيضا أحداث عام 1977 و أحداث ( مولاي بوعزة ) عام 1973 ، و قضية التظاهرات و المواجهات الشعبية الكبرى في الدار البيضاء عام 1965 و التي قمعها وزير الداخلية الأسبق الجنرال ( محمد أوفقير ) بدموية مفرطة كانت عنوانا واضحا للصراع الحكومي ضد قوى اليسار المغربي المعارض وقتها! ، و الواقع أن التاريخ المغربي الحديث حافل بسجل طويل من المواجهات الشوارعية الساخنة التي رسمت خطوطا و أشكالا واضحة لحالات التوتر السياسي في المغرب الحديث ، و أحداث مدينة ( صفرو ) تأتي في نهاية مسلسل سياسي إصلاحي مغربي توج في السابع من شهر سبتمبر 2007 بتنظيم الإنتخابات التشريعية التي شهدت واحدة من أكثر النسب تدنيا على صعيد المشاركة الشعبية في تاريخ المغرب الحديث وحيث لم تتعد نسبة المشاركة في التصويت أكثر من 35% في حدث كانت تعول عليه السلطة كثيرا للخروج من حالة التوتر السياسي المخفية في الكواليس المغربية و في الوقت الذي يحاول الملك محمد السادس في ثاني إنتخابات تشريعية جرت في عهده الممتد منذ رحيل والده الملك الحسن الثاني في تموز/ يوليو 1999 صياغة الحياة السياسية المغربية بطريقة هادئة تضمن مسلسل التطور الديمقراطي و الإصلاحات الدستورية و السياسية من دون أية خلفيات توتر! و التي إنتهت بحصول حزب الإستقلال على الأغلبية البرلمانية على عكس التوقعات السابقة بحصول الإسلاميين المعتدلين ( العدالة و التنمية ) الذين إكتفوا بالمركز الثاني و بما يعني تكليف الأمين العام لحزب الإستقلال السيد عباس الفاسي بتشكيل الحكومة الجديدة التي ستخلف حكومة إدريس جطو ، إلا أن ضغوط الشارع المغربي و بروز العديد من المصاعب و الإشكاليات ، و النمو الهائل في الإستثمارات الذي خلق طبقة إقتصادية مرفهة و فرض بالتالي أنماط من التنافس الإقتصادي على صعيد قولبة الإقتصاد المغربي وفق قوانين السوق بعد سياسة الإنفتاح الإقتصادي و الخوصصة قد أدى في النتيجة لفرض زيادات طفيفة على أسعار بعض المواد الغذائية التي ترتبط أسعارها النهائية بطبيعة العرض و الطلب في السوق الدولية كالقمح و المحروقات وهي زيادات مفاجئة أعلنت في بداية شهر رمضان مما خلق حالة من الدهشة الشعبية خصوصا و أن الإنتخابات قد إنتهت للتو ورسمت متغيرا جديدا!! و كانت البداية عبارة عن إحتجاجات صامتة في العديد من المدن المغربية إستنكارا لإرتفاع أسعار الماء و الكهرباء التي تديرها الشركات الأجنبية ( ليدك ) ، ثم كانت المواجهة في مدينة ( صفرو ) التي كسرت حاجز الصمت و تكررت خلالها صور من أحداث الماضي في تكسير السيارات و تحطيم المحلات و الإشتباكات مع رجال الأمن مما أثار حالة من القلق و التوتر في عموم المغرب خصوصا و أن حالة الإنذار الأمني من إحتمال الأعمال الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لم تزل قائمة رغم تخفيضها إلى الدرجة البرتقالية ، وكان رد السلطات سريعا للغاية بعد التدخل المباشر للملك محمد السادس الذي أمر حكومته بمواجهة الموقف و التخفيف عن كاهل المواطنين وحيث صدرت قرارات حكومية سريعة ألغت الزيادة في أسعار الخبز و أعادت الدعم الحكومي و في إنتظار إصلاحات جديدة من الحكومة الجديدة يستمر التوتر في الشارع و بين قوى و تيارات المجتمع المدني في ظل التحديات و الضغوط الهائلة على الإقتصاد المغربي الذي يعاني من وضعية البطالة الكبيرة للخريجين الشباب و من صعوبات أخرى هي نتاج طبيعي لعقود سابقة من التخبط و سوء الإدارة... إنتفاضة خبز مغربية جديدة لم تعد مجرد تهديد أو ظل من ظلال الماضي.. بل أنها إحدى الخيارات القائمة في مغرب مفتوح على كل التيارات و الإحتمالات....!. فهل تستطيع الحكومة الإستقلالية الجديدة من كسب رهان التحدي و قطع الطريق على أية إحتجاجات شعبية قادمة ؟.. هذا ما سنلمسه قريبا !.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست