يقتلع عين زوجته لأنها أعدت له شوربة عدس على الافطار !!

Quote: من أجل عين امرأة تكرم عيون النساء «سعودي يقتلع عين زوجته لأنها أعدت له حساء عدس».. استفزني هذا العنوان الذي طالعتنا به إحدى الصحف خلال شهر رمضان، والخبر يعكس جانبا من الدكتاتورية الذكورية التي تمارسها شريحة من الرجال على النساء.. وتشير تفاصيل الخبر إلى أن الزوج المتسلط اعتاد أن يكتب لزوجته متطلبات معدته يوميا، وما يحب أن يلتهمه في وجبة الإفطار خلال شهر رمضان، وقد أخطأت الزوجة قراءة الطلب فأعدت له شوربة عدس بدلا من شوربة الحريرة «المغربية»، فكان الجزاء أن سكب الشوربة الحارة على وجهها أمام أطفالها، وهو في حالة هياج، ولم يكتف بذلك بل غرس أصبعه في عينها اليسرى، فأتلف الشبكية، والقرنية، والغشاء، ولن تتمكن تلك الزوجة ـ والأم لأطفال ثلاثة ـ مجددا من الرؤية.. ولوضع المزيد من علامات التحسر والتعجب علينا أن نعرف أن الزوج العدواني علل تصرفه الأحمق بنقص النيكوتين، لعدم التدخين بسبب الصيام! أجمل ما في الخبر أن الزوجة تؤكد عدم تنازلها عن حقها، وأن أهلها رفضوا كل المغريات ومحاولات الصلح من قبل الزوج وأهله، فلعل عقوبة رادعة من أجل عين امرأة تنقذ النساء من رعونة هذه الشريحة من الأزواج، الذين حولوا الزواج من سكن ومودة ورحمة إلى إذلال وتسلط وعدوانية، وليت الفحص الطبي الذي يفرض على الزوجين قبل الزواج يتضمن أيضا فحصا على عقولهم، فجنون العظمة الذكوري لا يقل خطرا عن الأمراض العضوية التي تستوجب المنع من الزواج. كم أتمنى على صحافتنا المحلية ألا تقف عند تخوم خبر الاعتداء، وأن تواصل متابعتها للقضية وما يصدر حولها من حكم رادع يجعل أصابع أولئك الأزواج تصاب بالشلل قبل أن تمتد في صلف وهمجية وبربرية إلى عيون الزوجات، فيظل أولئك الأزواج على الدوام مستحضرين أن «العين بالعين»، وأن من أجل عين امرأة قد تكرَم عيون كل النساء. وحينما ألقيت بالصحيفة جانبا حلمت قبل أن أنام أن قصاصا عادلا قد صدر في حق رجل أهدر عين امرأة من أجل شوربة «حريرة»، وأن عين تلك المرأة تحولت إلى قبضة راحت تصفع في غضب وجوه بعض الرجال.