رفع سعر الرغيفة إلى 15 قرشاً

Quote: حديث المدينة غضبك جميل.. زي بسمتك..!! عثمان ميرغني كُتب في: 2007-10-01 [email protected] ارتاع الناس من الزيادة في أسعار الخبز.. ومن رهبة الزيادة القادمة أيضاً.. التي يتوقع أن ترفعه للضعف.. ولكن ربما لن تكون المصيبة في الخبز وحده.. هناك عدة زيادات أخرى في مرحلة (الإحماء) ستنزل الى الميدان قريباً.. هل يعني ذلك صدق ما توقعته هنا قبل أسابيع عدة.. عندما قلت لكم لا تفرطوا في الفرح بالانتصارات الرياضية.. حتى لا تشعر الحكومة بأن (زيادة) الفرح.. لا توزنها إلا (زيادة) الأسعار.. حتى لا يصاب الشعب بتخمة الأفراح.. (جاكم كلامي) عندما قلت لكم إن الأذكياء العباقرة سيقرأون في مظاهر الفرح.. اشارة الانطلاق نحو زيادات جديدة.. تمتصها فورة السعادة الرياضية.. صحيح وراء كل زيادة – سابقة أو لاحقة – عذر.. قد يكون ارتفاع الأسعار العالمية وقد يكون انخفاضها ايضاً.. فالواقع أن أسعار السلع عندنا في السودان ترتفع اذا ارتفعت اسعارها عالمياً.. وترتفع أيضاً اذا انخفضت اسعارها عالمياً.. وتلك خاصية مدهشة حبا الله بها السودان.. لكن المشكلة دائماً ليس في المبرر والحجة التي تأتي من بابها الزيادة.. المشكلة في أن قرار الزيادة لا يحتاج حتى الى بيان.. فالشعب من فرط هوان خاطره ما عاد ينتظر تبريراً أو عذراً.. الشعب الذي (فوق الدَبَر.. ما بميل..). ولو كانت على رأس الحكم أى حكومة غير هذه الحكومة لما فعلت غير ما فعلته هذه الحكومة.. طالما أن الشعب يرفع شعار (من صفعك في خدك الأيسر أدر له خدك الأيمن).. طالما البكاء بلا أنين.. ومكتوم في الصدور.. حسناً.. استطيع – أنا الحكومة – أن أدرك ان الشعب فرح سعيد بانتصارات كرة القدم. لأنهم يخرجون الى الشوارع يملأون الآفق يزمرون بسياراتهم ويرفعون الأعلام الزرقاء أو الحمراء.. ويرقصون في الشوارع حتى الصباح.. لكن كيف أعرف – أنا الحكومة - أن الشعب غاضب.. طالما ليس في الشارع لافتة قماش واحدة فيها صوت اعتراض.. أو كلمة عتاب للحكومة!! وطالما لا أحد يزمر بسيارته احتجاجاً على زيادة الأسعار.. كيف أعرف – أنا الحكومة – يا شعب أنكم غير راضين عن الزيادة.؟؟ الحكومة مظلومة.. ظلم الحسن والحسين.. بالله عليكم.. كيف تعرف الحكومة أن الشعب غير سعيد بزيادة الأسعار أو بأى قرار آخر.. طالما هو شعب خفيض الصوت.. يضرب الحياء على عينيه فلا يستطيع حتى مجرد ممارسة (تحميرة عين) ليقول إنه (راغب وقادر) على الاعتراض والرفض. نحن أغنى شعب.. من حر مال مواردنا الوفيرة.. لكن مالنا في حرز أمين محفوظ لدى قلة عالية مستعلية.. تنفق علينا على قدر همة الصدقة.. حتى ندرك كم نحن محظوظين بالعيش في ظل كرم المنفقين.. على كل حال.. هذا مجرد تنبيه قبل الزيادة القادمة في عدة سلع وخدمات أخرى.. وأنا موقن بأنها لا تستحق أكثر من بعض همهمات غضب في مجالس البكاء أو بيوت الأفراح.. ثم ينتهي كل شيء.. لماذا لا ترفع أسرة في باب البيت لافتة قماش تعلن فيها غضبها من زيادة الأسعار.. لافتة صغيرة تسأل (أين أموالنا؟؟).. فقط على باب البيت من الخارج حتى إذا ما مر مسؤول حكومي بجانبه يخبر الحكومة أنه ضبط أسرة غاضبة من زيادة الأسعار.. يا شعب.. أين أنتم؟؟