الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 12:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2007, 08:52 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي (Re: صلاح الفكي)

    Quote: الجذور التاريخية لظاهرة الهوس الديني (الحلقة الأخيرة)

    د. محمد سعيد القدال
    وفى خضم هذا الصراع المحتدم كانت الحرب الباردة. لقد اتضح جلياً أن حرباً عالمية ثالثة أصبحت أمراً مستحيلاً. فلن يكون فيها منتصر ومنهزم وإنما إبادة شاملة. فاتخذ الصراع بين المعسكرين ثلاثة أشكال: حروب محلية محدودة؛ سباق التسلح، معركة إيديولوجية ضارية. وركز المعسكر الرأسمالي في معركته الإيديولوجية ضد المعسكر الاشتراكي على جانبين. مهاجمة الشمولية وتجاوزاتها وانعدام اللبرالية، ثم الإلحاد باعتبار الماركسية ضد الأديان. فأخذت تدعم الحركات الإسلامية ضد الشيوعية الملحدة. وأدركت ال C.I.A الدور الكبير الذي يلعبه الدين في المجتمعات الإسلامية. فأخذت تدرب كوادر الجماعات الإسلامية في فنون العمل الدعائي، وتمدهم بالمال وبالسلاح، وتنسق علاقاتهم مع الأنظمة التي تسير في ركبها. ويقف الصراع في أفغانستان نموذجاً حياً لهذه السياسة. فقد أدى السلاح الأمريكي والمال النفطي إلى بروز :"العرب الأفغان". وهكذا انتقلت الحركات الإسلامية من المحلية إلى الصراع العالمي، وأصبح لبعضها مراكز في سويسرا وأمريكا وجزر البهاما وحتى الصين. وخلال شهر العسل ذاك، قويت حركات الهوس الديني بنفوذ أمريكا، دون أن تدرك خطوة اللعب بالنار حتى اكتوت بها. وتحدث الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى محطة بي بي سي قبل أيام عن خطورة الإرهاب ودعا إلى إقامة مركز عالمي لمحاربته, وقد تكون هذه خطوة لمحاربته، ولكن الحرب الحقيقية هي دحر تيارات الهوس الديني التي خرجت أول ما خرجت من المملكة السعودية، التي بدأت تدرك الآن خطورة الشر الذي أخرجته من قمقمه.



    وفى عام 1979 انتصرت الثورة الإيرانية. وبرز في قيادتها آيات الله وهم زعماء الشيعة في إيران. والشيعة من أكثر المذاهب الإسلامية تعصباً. وأدى ضربهم المتلاحق عبر التاريخ الإسلامي إلى انكفائهم وإلى المزيد من تعصبهم وإلى انقسامهم إلى عدة فرق. ولم يكن للمذهب الشيعي رواج في البلاد الإسلامية، وانحصر في أطرافها. ولكن انتصار الثورة التي قادها زعماء الشيعة، أعطاها تأييدا اختلط بمشاعر دينية. دون أن يدرك الذين تحمسوا لها أنهم يؤيدون مذهبا دينيا لا يتفقون مع كثير مما يدعو إليه، على الرغم من أن الثورة انفجرت وانتصرت ولم تكن تحمل برنامجاً أو شعارات دينية. وما كان لقادة الثورة الإيرانية من زعماء الشيعة أن يجدوا هذا الرواج، لولا أن الثورة حدثت في وقت كان الهوس الديني أخذ يستشرى في البلاد الإسلامية. فغدت عنصراً مساعداً زاد من ذلك الضرام. وحدثت في وقت كان العداء لأمريكا يتصاعد.
    ما هي الخلاصة التي نخرج بها من هذا العرض؟ أولا، أصبح الخطاب الديني و النشاط الطفيلي متلازمين، وهذا أساس المأساة الحقيقية. فالشباب الذي خرج نافراً ضدّ مآسي الطفيلية والتجأ إلى الدين ليحتمي من ويلاتها، أصبح يعتنق خطابها الديني وغدا ذلك الخطاب الغطاء الأيديولوجي للطفيلية. وازداد عمق أزمة الشباب غوراً. ثانياً، الهوس الديني الخطير ليس هو الشباب الذي يحمل السلاح الناسف أو الملتحي والفتيات المحجبات، وإنما الحكام الذين يحتمون بالدين ليطيلوا من بقائهم في الحكم، ورجال الدين الذين يتربعون على كراسي التلفزيون وميكرفونات الإذاعة وأشرطة الكاسيت ينفثون أفكارهم تحت حماية الدولة ورعايتها ويسممون بها أفكار الشباب.



    ما هو المخرج من هذه المأساة؟ المعركة طويلة النفس و بعيدة المدى، وليست مجرد إجراءات إدارية وقمع بقوات الطوارئ. العدو الحقيقي هو الطفيلية وخطابها الديني. إن القضاء على الطفيلية ليس بالأمر اليسير وهي تحتمي بأموال البترول. ولكن حركة الشعوب لن تتوقف من البحث عن عرقوب أخيل لتطعنها فيه. أما الخطاب الديني فله جانبان. يتمثل الجانب الأول في الأفكار السوداء التي تعشش في الفكر الديني وأصبحت تستمد قوتها من حكم العادة. والثاني الخطاب الديني الذي خرج منها متخذاً زياً جديداً. والصراع ضده يحتاج إلى معركة فكرية بدأت بشائرها تطل في الحياة الفكرية بخطو ثابت. وحتى ينجلي مثار النقع من هذه المعركة سيبقى ذلك النفر من جيل الشباب مطحونا بالهوس الديني.
    ويرتبط مع المعركتين معركة ثالثة، لابد أن نخوضها بأي ثمن. يجب أن يتم فصل تام بين الدين والسياسة. لا نسمح لنظام حاكم أن يدعى أنه يحكم باسم الله، بل يجب أن نضعه في حجمه الحقيقي بأنه يحكم باسم بشر ولا علاقة بما يفعل بالقدرة السماوية، ولا يحق لأي بشر كائن ما كان أن يدعي أنه ظل الله في الأرض. لقد خاضت أوربا مثل تلك المعركة وسقط فيها ضحايا كثر وسالت دماء واندلعت حروب استمر بعضها لحقب متتالية، وخرج من ذلك الحطام الفكر المستنير وانفصل الدين عن السياسة وارتفعت رايات العلمانية واللبرالية خفاقة.
    محاولة للرد على مقال: هذا هو الهوس فمن هو المهووس يا دكتور؟
    نشر الأستاذ مكي يوسف البر مقالاً بالعنوان أعلاه في جريدة السوداني عدد 3 أكتوبر معلقاً على مقالاتي عن الهوس الديني. ولم ينتظر حتى تنتهي المقالات بل هجم عليها في بدايتها وكأنه في عجلة من أمره. ولم العجلة: يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها. ويبدو أن مشكلتنا مع الهوس الديني تزداد اتساعاً، لأنهم يمتلكون قدرات مالية وإعلامية تعطيهم صوتاً جهيراً، ويمكنهم أن ينشروا أي كلام في غالبية الصحف. وسيقول لي وأنت أيضا تنشر. وهذا صحيح. ولكن هامش الحرية الذي حصلنا عليه أخيراً بشق الأنفس ليس هبة أو تفضل، وإنما تم انتزاعه من أنياب النظام بعد أن فل حده وانهدت قوى صيقله. ونسعى لتوسيع مداه ليصبح بحق مناخاً حراً وليس ديكوراً.
    وهجم مرة أخرى على تعبير mania بعد أن عثر عليه في موقع الكتروني. واندفع يشرحه دون تروٍ. والهوس الذي شرحه مرض نفسي يعالج في مستشفى الأمراض النفسية. أما الهوس الذي أتحدث عنه fanaticism فهو مرض اجتماعي عرفته بعض المجتمعات وله تجليات دينية وتجليات قومية مثل الحركة النازية في ألمانيا. وهذا يعالج بالنضال الصبور طويل النفس. ويفضل البعض تعبير تعصب، ولكني أفضل تعبير هوس لأنه يمثل المرحلة المنفلتة من التعصب. فما كان أغناه عن الشرح المطول الذي لا طائل تحته لو استوثق من معلوماته. وقد أكون مهووسا بالمعنى الذي شرحه، ولكني قطعاً لست مهووساً بالمعني الذي أتحدث عنه.
    ثم تناول موضوع الحجاب. وهو موضوع انتقل به دعاة الهوس الديني إلى ممارسة القتل. فقد اغتال أحد المهووسين فتاة في الجزائر لأن لبسها حسب زعمه القاصر غير إسلامي. وأهدر أحد المهووسين دم الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حلوان لأنها قالت إن الحجاب ليس فريضة. كما قال إمام أحد المساجد من المهووسين إنه لو وجد الدكتورة لقتلها. إن القتل وإهدار الدم لا يكون في اختلاف الرأي وإنما عند إنكار وجود الله. ولكن الهوس الديني انتقل باختلاف الرأي إلى القتل. وكأنهم لم يسمعوا بما قاله رفاعة الطهطاوي والإمام محمد عبده قبل قرن من الزمان حول موضوع الحجاب. والآن يأتي الأستاذ يوسف ليتناول الموضوع من نفس منطلق الهوس الديني ولكن بشيء من التريث، ولعل مناخ كردفان "الغرة أم خيرا بره" حال بينه وبين الانفلات.
    ثم يأتي بعد ذلك إلى الموضوع الذي يعشقه جماعة الهوس الديني وهو إطلاق الأحكام على الآخرين لأنهم يحتلون مكاناً سامقاً يمنحهم حق إطلاق تلك الأحكام. فيقول إني متمكن من مادتي. وأقول له ليس في الحياة الأكاديمية تمكين، وإنما مساهمات تضاف إلى مساهمات الآخرين ويبقى تيار البحث العلمي متدفقا. أما التمكين فتسعى إليه أنظمة البطش. ويصفني بأني شيوعي نشط. ولا أدري هل هذه تهمة أم مدح. أم يريد أن يبرزني لأكون هدفا للضربة القادمة إذا ما انتكس هامش الديموقراطية الهش، فنعود مرة أخرى إلى السجن والفصل التعسفي والاغتراب القسري. ولم نأس عليها فتلك ضريبة الوطن الذي ننعم تحت أفيائه. إن مثل هذه الصفات التي أطلقتها المخابرات الأمريكية أصبحت ممجوجة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. لنحاول مناقشة الأفكار المطروحة ونترك مثل هذه الأحكام. أم ترى أن الأستاذ خبير في النشاط الشيوعي؟ ثم يوجه لي بعض النصائح الغالية لكي أتريث فيما أقول، فشكرا له.
    وبنتقل إلى موضوع أثير لدى المهووسين، وهو تفسخ الحضارة الغربية. وأذكر هنا ما قاله الإمام محمد عبده بعد زيارته لفرنسا قال: لم أجد في فرنسا إسلاما ووجدت مسلمين, وعدت إلى مصر فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين. وختاما له مني التحية إلى أن نلتقي مرة أخرى.

                  

العنوان الكاتب Date
الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي عدلان أحمد عبدالعزيز09-25-07, 08:12 PM
  Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي خضر حسين خليل09-26-07, 01:27 AM
    Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي HAYDER GASIM09-26-07, 04:46 AM
  Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي عدلان أحمد عبدالعزيز09-26-07, 10:34 PM
  الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني (2) عدلان أحمد عبدالعزيز09-30-07, 07:15 PM
    Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني (2) elsharief10-07-07, 10:50 PM
  الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي؛ الحلقة الرابعة عدلان أحمد عبدالعزيز10-25-07, 02:36 AM
    Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي؛ الحلقة الرابعة صلاح شعيب10-25-07, 05:14 AM
      Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي؛ الحلقة الرابعة elsharief10-28-07, 07:54 PM
  Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي elnawrani margan10-28-07, 08:52 PM
  Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي صلاح الفكي10-28-07, 11:18 PM
    Re: الجذور التاريخية لانتشار ظاهرة الهوس الديني في العالم الإسلامي elsharief11-04-07, 08:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de