من اروع الليالى الرمضانيه بمصر: الشاعرة (سعاده) .. أنس العاقب .. (ناديه عثمان) !!

Quote: من القلب مصر المؤمنة وبركات الشيخ البرعى أسماء الحسيني كُتب في: 2007-01-08 [email protected] لازلت أذكر لقائى به منذ عام وبضعة أشهر فى آخر رحلة علاج له بالقاهرة حينها ذهبت إليه وأنا مشتاقة لرؤية هذا الرجل العظيم الذى يجله كل سودانى ....ذهبت إليه وأنا أشعر أننى مدينة له وكل مصرى بما أرساه فى الوجدان السودانى من حب مصر التى وصفها فى قصيدته الرائعة «مصر المؤمنة» بالأم وجعلها موطنا للصالحين ومكانا للشفاء دونما حاجة إلى أطباء. لقد فعل شيخ السودان الراحل عبد الرحيم البرعى أسكنه الله فسيح جناته بقصيدته هذه لمصر فى الوجدان السودانى مالم تستطع كل أجهزتها ومؤسساتها الرسمية والشعبية أن تفعله على مدى سنوات طوال. بغير مبالغة فقد صنع لمصر عبر القصيدة مكانة خاصة فى قلوب السودانيين وأرسى حبها وتقديرها والاشتياق إليها فى نفوسهم. ورغم حبه الكبير لمصر لم ينل الشيخ البرعى حظه فيها من الذيوع والانتشار على المستوى الإعلامى. وظل فقط معروفا لمن عاش أو اقترب من المصريين من السودان،ربما لأنه لم يسع إلى ذلك أو لأن أحدا لم يتخيل أن شيخا أو متصوفا يقول شعرا عن مصر بمثل هذا الحب والهيام والرقة. ويوم وفاة البرعى كتبت أطالب بتكريمه، وكرّمته مصر فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون، لكن هذا التكريم لم يكن كافياً، فالتكريم الحقيقى لهذا الرجل يكون بالتعريف به ونشر أعماله وتسليط الضوء على أفكاره والإلتحام بوطنه السودان. وقد حدث هذا أخيرا ونهض بهذه المهمة العظيمة المهندس عز الدين إبراهيم، مدير وصاحب «شركة سودانيز ساوند» الذى نظم من قبل العديد من المهرجانات والأنشطة الداعمة للسلام والتآخى والوحدة فى السودان. وحينما اتصل بى المهندس عز الدين إبراهيم قبيل أشهر وأخبرنى بفكرته عن فيديو كليب «مصر المؤمنة» كأول عمل غنائى مشترك بين مصر والسودان، بدت الفكرة لى وقتها حلما يصعب تحقيقه، وقلت فى نفسى الأفكار ملقاة على قارعة الطريق. لكن المهم من ينفذها، وما أصعب تنفيذ مثل هذا العمل الذى يحتاج أفكارا خلاقة ودعما كبيرا. لكن سرعان ما تبددت شكوكى حول هذه العقبات، وأنا أتابع مراحل التنفيذ واحدة تلو أخرى، والتى كانت تتم بدقة شديدة لم نعهدها فى مصر أوالسودان، حتى تم تسجيل الصوت ولم يبق إلا تصوير العمل فى مواقع التصوير بالبلدين. وحينما يكتب الله التوفيق للمراحل المتبقية، فإن هذا العمل سيكون إضافة حقيقية للفن فى البلدين بما يقدمه من مزاوجة بين الفن والفنانين فى السودان والفن والفنانين فى مصر، ومن مزج سلس وتلقائى بين السلمين الخماسى والسباعى وبين اللهجتين المصرية والسودانية، وسيكون هذا العمل فتحا جديدا للغناء السودانى إلى الأذن المصرية والعربية. وعشية وقفة عيد الأضحى المبارك احتفلنا فى جريدة «الأهرام» بانطلاقة هذا العمل بمشاركة من النجوم المشاركين فيه، الفنان الكبير شرحبيل أحمد والفنان المصرى على الحجار ومخرج العمل الدكتور محسن أحمد وفرقة عقد الجلاد. ويبدو أن هذا العمل كان مثل حجر لم يصب فقط بركة راكدة، وإنما أيضا أصاب عصافير كثيرة، ففضلا عن تسليطه الضوء على السودان بطريقة مختلفة وتعريفه بتراثه وشيوخه وفنونه وحضارته وإعادة وصل البلدين بوشائج الحب والمودة وتأكيده على أهمية الأعمال المشتركة بين البلدين فى تعزيز الروابط والصلات، وإطلاقه أيضا لطاقات الإبداع التى تجسدت فى أعلى صورها فيما صاغه الفنانان المبدع شريف شرحبيل أحمد والواعد أمير عبد المجيد من مزاوجة عبقرية بين السلمين الخماسى والسباعى، وكذلك ربما يستطيع هذا العمل إلقاء الضوء على الفنانين السودانيين الذين لا يأخذون حظهم الذى يستحقون من الشهرة والتقدير فى عالمهم العربى رغم عظمة مستواهم الفنى ،وقد وقف الفنانون المصريون مبهورين بالفنان الكبير شرحبيل أحمد وفرقة عقد الجلاد الواعدة ووعدوا بأعمال مشتركة معهم فى مقبل الأيام. وكذلك استطاع العمل أن يجعل من نجومه دعاية متنقلة للسودان وتأكيدا على أهمية العلاقة معه، وهذا هو ما أكده الفنان على الحجار يقول: السياسة تأخذ من الشعوب جزءا من روحها والفن يمكن أن يعيد ما أخذته، ويتساءل:من يصدق أن رجلا سودانيا متصوفا اختار مصر بالذات لكى يحبب السودانيين فيها، ويضيف: أكيد سيصل هذا العمل إلى قلوب المصريين والسودانيين ويوحدهم لأننا صنعناه بحب. أما الفنان الرائع المتواضع شرحبيل أحمد فيقول: كانت بركة شيخنا البرعى تقود خطانا خطوة بخطوة، هذا عمل عجيب لا يسعى للمزج بين لحنين فحسب ،بل بين قطرين. أما مخرج العمل الدكتورمحسن أحمد، فهو ليس مخرجا فقط وإنما يحمل روح المفكر، وقد عاد من السودان بعد رحلة استكشافية لاختيار موقعين للتصوير ،لكنه عاد منها مصرا على التصوير فى 19 موقعا موزعة بين الخرطوم وزريبة الشيخ البرعى، وقد عاد مبهورا بذيوع قصيدة «مصر المؤمنة» التى يعرفها القاصى والدانى فى السودان، مؤمنا بأهمية العمل الذى يقوم به، متطلعا إلى قيام وحدة حقيقية وكسر كل الحواجز بين البلدين، منبهرا بسحر الطبيعة فى السودان، بنيل الخرطوم وملتقى النيلين، مشحونا بالكثير من العواطف والشجن، مؤكدا أنه قد حان الوقت لخروج الفنانين المصريين من ضيق القاهرة إلى رحابة السودان. وبقى أن نجدد الدعوة التى أطلقها فى السابق الأخ والصديق العزيز الأستاذ عثمان ميرغنى حول ضرورة إنتاج مسلسل تليفزيونى حول حياة الشيخ البرعى رحمه الله، وهو عمل يحتاجه السودان اليوم لتخليد رمز عظيم من رموزه كان موضع إجماع، وفيه أيضا تخليد للتراث المجيد الذى جسده الراحل العظيم من قيم الوسطية والتسامح والأخلاق الفاضلة وعمل الخير والتعايش وقبول الآخر والتسامى عن الأحقاد والمرارات والمحبة والاخوة الخالصة،وهذه هى القيم التى تحتاجها شعوبنا اليوم آخر الكلام يقول الشاعر الأردنى عيسى الناعورى: أخى مأساتنا ليست سوى من صنع أيدينا فمن أحقادنا الصماء هدمنا تآخينا فرفقا أخى الإنسان لقد جئنا إلى الدنيا معا لنعيش إخوانا ونسعد بالحياة معا أحباء وأعوانا ولو شئنا جعلنا جنة الفردوس دنيانا فهيا يا أخى الإنسان تعال نقم حضارات معا ولنرفع العمران ونخلق فى الحياة لنا مباهج حلوة الألوان وضع يمناك فى يمناى فى دعة وفى اطمئنان لنسعد ياأخى الإنسان