تشييع الشيخ محمد هاشم الهدية (صور)

Quote: و الله ما رايت قلبا رقيقا مثل قلبه ! و لا رايت عقلا كبيرا مثل عقله .. و لا لسانا عفيفا مثل لسانه ، و لا تعمقا في دقائق و تفاصيل و دورات و شئون مجتمع السودان كما تعمقه و معرفته ، و والله ما رايت تسامحا و ترفعا عن الصغائر و هفوات الاحفاد و الابناء و اصدقائهم كما ترفعه و تسامحه ! وحتى في الدعوة و إنفاذ المشروع فقد كان ايضا مترفعا و مستكفيا بما هو عند الله ! ذلك انه كان يقوم الي الصلاة في تبسط وهدوء و خشوع ، و سيان عنده ان صلينا خلفه او تركناه لوحده ! هو من قلائل رجال العمل العام في السودان ممن جافوا المال و الحظوة و تطاول البنيان !! فصار بحد ذاته هو نفسه الضامن الشخصى لطهارة و نقاء و رحمة وعدالة المشروع المحمدى في سودان تحكمه اليوم و باسم الاسلام عصابة من شذاذ الآفاق يسومون البلاد و العباد نهبا و قمعا و سوء كيل ! .. في سيرة الشيخ الجليل محمد هاشم الهدية .. في اصلِه و فصلِه و قصة حياته كموظف بريد عُصامى يمتطى دراجة تحركها الة البخار منذ الاربعينات ، وفى مسيرته كداعية بين الجماهير سمح في قوله و بيعه و شرائه ، وكرجل دين متفقه على خط السُنة المحمدية ، و في مواقفه المشهودة كرمز وطنى ذى نفوذ لم يحجب رحمته و عنايته عن كافة ابناء السودان صرف النظر عن انتماءاتهم السياسية ، في كل تلك وهذه و ما عداها ، بل و ما خفى من كريم الافعال اعظم ، في كل ذلك نجد فكرة السودان كاملة ! بل نجد غرابة و فرادة ما عرف بالتركيبة السياسية لامة السودان ! و في ذلك ايضا نستشف احتمالات و خصائص و قسمات مشروع الرحمة و العقل والعدالة الاجتماعية في سودان ما بعد الانقاذ و ويلات الانقاذ ! طوبى للشيخ الجليل وهو يرقد الان بمقابر البكرى ... صادق عزائنا لاحمد الهدية و عبد القادر و اخوانهم ... جعل الله سيرته و سجاياه السمحة في ابنائك يا ( نعمة ) ، كنتى ابنته الوحيدة و سط سبعة من الاولاد ، فكان مستجيرا بعطفُك و مودتِك ، وكان هو في نخاعه و دواخله متمدنا و رفيعا وعارفا بمكانة المرأة و فضل المرأة يوم ان قال لي : مبروك عليك البنت بتنفعك في الكِبر و البت ما فى زيها !! وداعا ايها الشيخ الجليل .. اشهد انك لم تكن تروم سوى سعادة و خير كادحى و فقراء السودان .. ... لكم شكرنا وحار عزاؤنا اخى الواثق