اضربوا هذا المغربى الوسخ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 09:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2007, 12:34 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ (Re: M A Muhagir)

    سلوك العنصريين

    ابدأ هنا بنص للكاتب الجزائرى الاصل الطاهر بن جلون. وهو نص رائع جدا و واضح فى اسلوبه

    عند ذهابي للتظاهر برفقة ابنتي يوم 22 شباط (فبراير) 1997، ضد مشروع قانون «دوبريه» بشأن دخول واقامة الاجانب في فرنسا، جاءتني فكرة كتابة هذا النص. لقد طرحت عليّ ابنتي البالغة من العمر عشر سنوات، الكثير من الأسئلة، أرادت ان تعرف لماذا نتظاهر، وما هو معنى بعض الشعارات المعروفة، واذا كان التظاهر والاشتراك في مسيرة احتجاج في الشارع يفيد بشيء الخ... وهكذا وصلنا الى الحديث عن العنصرية. وبتذكري تلك التساؤلات والاستجوابات والتأملات، كتبت هذا النص... للوهلة الأولى قرأنا معاً ـ أنا وابنتي ـ النص. وقمت باعادة كتابته كلياً تقريباً اضطررت الى تغيير بعض المفردات والكلمات المعقدة وتوضيح أو شرح بعض المفاهيم الصعبة. تمت قراءة اخرى للنص بحضور اثنين من صديقاتها. كانت ردود أفعالهن مفيدة ومهمة، وقد أخذتها بعين الاعتبار في الصيغ التي كتبتها لاحقاً.
    لقد أعدت كتابة هذا النص خمس عشرة مرة على الأقل، وذلك للحاجة لوضوح أكبر وللبساطة وللموضوعية.
    كنت أود ان يكون في متسع الجميع ان يفهموه حتى لو كنت أوجهه أولاً للأطفال بين الثامنة والرابعة عشرة من العمر. يمكن لأهاليهم ان يقرأوه أيضاً.
    انطلقت من مبدأ ان مكافحة أو محاربة العنصرية تبدأ بالتعليم، يمكننا ان نعلم الأطفال وليس البالغين، لهذا السبب تم التفكير بهذا النص وصياغته ضمن شاغل بيداجوجي ـ تربوي.
    أود أن أشكر الأصدقاء الذين كان من لطفهم ان قدموا لي ملاحظاتهم، وشكراً لأصدقاء مريم الذين شاركوا في اعداد الأسئلة.
    نص الحوار

    < قل لي يا أبي، ما هي العنصرية؟
    < العنصرية سلوك شائع كثيراً، وهو أمر مشترك في كل المجتمعات، وأصبح للأسف، أمراً عادياً ومبتذلاً في بعض البلدان حيث يمكن ان يحدث ذلك من دون ان ننتبه اليه أو نشعر به. وقوامه الارتياب،
    بل وحتى احتقار أشخاص يمتلكون صفات وميزات جسمانية وفيزيائية وثقافية مختلفة عما نمتلكه نحن.
    < عندما تقول «مشتركة» تعني بذلك عادية؟
    < كلا، فليس السلوك الشائع يعني بالضروري انه عادي أو طبيعي. فبصورة عامة إن الإنسان ميال الى الشك والإرتياب تجاه شخص مختلف عنه، غريب مثلاً، وهذا سلوك قديم قِدَم الكائن البشري
    نفسه، وهو سلوك عالمي، ويمس الجميع.
    < اذا كان هذا ينطبق على الجميع يمكنني ان أكون عنصرية أيضاً؟
    < أولاً، ينبغي القول ان الطبيعة الفطرية أو العفوية للأطفال ليست عنصرية فالطفل لا يولد عنصرياً اذا لم يضع أهله أو أصدقاؤه والقريبون منه، في رأسه أفكاراً عنصرية، فلا يوجد هناك سبب يجعله
    يتحول الى عنصري. فعلى سبيل المثال اذا جعلوك تعتقدين ان من هم ذو بشرة بيضاء متفوقون على من هم ذو بشرة سوداء، واذا أخذت بمحمل الجد هذه المعلومة، يمكن ان يكون لديك سلوك عنصري
    تجاه السود.
    < ماذا يعني ان تكون متفوقاً أو فوقياً ومتعالياً؟
    < هو الاعتقاد مثلاً، اننا اذا كنا ذوي بشرة بيضاء، فنحن أكثر ذكاء ممن لهم بشرة من لون آخر، أسود أو أصفر. بعبارة اخرى ان الملامح الفيزيائية للجسم البشري التي تميزنا الواحد عن الآخر لا
    تنطوي على أية عدم مساواة.
    < هل تعتقد انني يمكن ان أصبح عنصرية؟
    < ان تصبحي، هذا ممكن، يعتمد ذلك على التربية والتعليم الذي تتلقينه من الأفضل ان تعرفي ذلك وتمنعي حدوثه، بعبارة اخرى قبول فكرة ان كل طفل وكل بالغ قادر، في يوم ما، ان يمتلك شعور
    وسلوك الرفض تجاه شخص لم يفعل له شيئاً الا انه مختلف عنه. وهذا يحدث غالباً. فكل واحد منا يمكن ان يبدر منه، يوماً ما، فعل قبيح أو سلوك سيئ. ان نكون منزعجين من كائن غير مألوف لدينا
    ونعتقد اننا أفضل منه، ويتكون لدينا شعور بالفوقية أو الدونية تجاهه، نرفضه كجار، ولا نريده كشقيق، لا لشيء الا لأنه مختلف عنا.
    < مختلف؟
    < الإختلاف هو النقيض للتشابه، النقيض لما هو متطابق، أول اختلاف ظاهر هو الجنس، الرجل يشعر انه مختلف عن المرأة، والعكس صحيح. وعندما يوجد مثل هذا الإختلاف يوجد في نفس الوقت
    انجذاب.
    في حين ان من نسميه «مختلفا» عنا، هو من يوجد عنده لون بشرة يختلف عنا، ويتكلم لغة اخرى، ويطبخ طعامه بطريقة مختلفة عنا، ولديه عادات وتقاليد اخرى، ودين آخر، وطريقة اخرى للحياة، وإقامة الأعياد والإحتفالات بصورة تختلف عنا الخ...هناك اختلاف يبدو لنا، ويعبر عن نفسه عبر المظاهر الجسدية الفيزيائية (القامة، لون البشرة، ملامح الوجه، الخ)، ثم هناك اختلاف في السلوك والعقلية أو الذهنية والمعتقدات الخ...
    < اذن العنصري لا يحب اللغات الأخرى أو المطابخ، أو الألوان التي لا تشبه ما عنده؟
    < كلا، ليس هذا بالضبط يمكن للعنصري ان يحب ويتعلم لغات اخرى لأنه يحتاجها في عمله أو في تمضية أوقات فراغه وتسليته، ولكن يمكن ان يكون حكماً سلبياً وغير عادل أو ظالم على الشعوب التي تتكلم تلك اللغات الأخرى. ويمكن ان يرفض تأجير غرفة لطالب اجنبي، كأن يكون فيتناميا مثلاً، لكنه يحب ان يأكل في المطاعم الآسيوية، فالعنصري هو من يفكر أو يعتقد ان كل ما هو مختلف كثيراً عنه يهدده في سكينته وهدوء حياته.
    < العنصري هو من يشعر بالتهديد؟
    < نعم لأنه يخشى من لا يشبهه. العنصري شخص يعاني من عقدة الدونية أو الفوقية، فالنتيجة هي ذاتها في الحالتين لأن هذا هو سلوكه في هذه الحالة أو تلك ـ أي شعوره بالدونية أو الفوقية ـ سيكون الإحتقار.
    < ويخاف؟
    < الكائن الانساني بحاجة للطمأنينة، وهو لا يحب كثيراً ما يمكن ان يثير ازعاجه ويزعزع يقينه. فهو ميال للشك والإرتياب مما هو جديد. ونحن غالباً نخاف مما لا نعرفه. فنخاف من الظلمة الداكنة لأننا لا نرى ما يمكن ان يحدث لنا عندما تطفئ جميع الأضواء. نشعر أننا بلا دفاع أمام المجهول، ونتخيل أشياءا وهمية، وبلا سبب، وهذا غير منطقي. فأحياناً لا يوجد هناك ما يبرر الخوف، ومع ذلك نخاف، ونحاول ان نبرر ولا نتعقل ونتصرف كما لو ان تهديداً حقيقياً موجوداً يتربص بنا. العنصرية ليست شيئاً صائباً أو معقولاً.
    < بابا، اذا كان العنصري انسانا يخاف فإن رئيس الحزب الذي لا يحب الأجانب يمكن ان يكون خائفاً طول الوقت. والحال انه في كل مرة يظهر فيها على شاشة التلفزيون أشعر أنا بالخوف منه... فهو يصرخ ويهدد الصحافي ويضرب بقبضته على الطاولة.
    < نعم ولكن هذا الشخص الذي تتحدثين عنه هو رجل سياسي معروف بعدوانيته، وعنصريته التي تظهر أو تعبر عن نفسها بصورة عنيفة، ينقل للناس غير المطلعين أو المضللين معلومات خاطئة ومزيفة حتى يخافوا، ويستعمل خوف الناس الذي يكون أحياناً حقيقياً، مثلاً، يقول لهم أن المهاجرين يأتون الى فرنسا ليأخذوا عمل الفرنسيين، ويستلموا المساعدات العائلية التي تمنحها الدولة، ويتطببوا أو يتعالجوا مجاناً في المستشفيات. وهذا ليس صحيحاً، فالمهاجرون يقومون غالباً بأعمال يرفض الفرنسيون القيام بها ويدفعون الضرائب ويساهمون بتمويل صندوق الضمان الاجتماعي من خلال الإستقطاعات من معاشاتهم، وبالتالي عندهم الحق القانوني في العلاج عندما يتعرضون، فاذا طُرد كل العمال المهاجرين غداً من فرنسا، ويا لها من مصيبة، فإن اقتصاد هذا البلد سينهار.
    < فهمت، العنصري يخاف بلا سبب.
    < انه يخاف من الأجنبي، من الذي لا يعرفه، خاصة اذا كان هذا الاجنبي أفقر منه فهو يرتاب من العامل الافريقي أكثر من ارتيابه من الملياردير الأمريكي، أو هناك مثال أوضح عندما يأتي الأمير العربي ليقضي عطلته على الشاطئ اللازوردي Cote d'azur فانه يلقى ترحيباً واستقبالاً كبيرين لأن من يُستقبل في هذه الحالة ليس العربي بل الرجل الثري الذي جاء لينفق الأموال.
    < ما هو الاجنبي؟
    < ان كلمة اجنبي Etranger تأتي من كلمة غريب etrange والتي تعني ليس من هنا، أو من الخارج، الذي لا ينتمي لعائلة أو عصبة أو عشيرة هنا. هو شخص قادم من بلد آخر، سواء أكان قريباً أو بعيداً، وأحياناً يكون قادماً من مدينة اخرى أو من قرية اخرى، وهذا يعطينا مفردة «كره الاجانب Xenophobie» التي تعني معاداة الأجانب ومعاداة من يأتي من الخارج. اما كلمة غريب etrange فصارت تصف اليوم الشيء الخارق للعادة المختلف كثيراً عما تعودنا على رؤيته ولها مرادف في كلمة عجيب أو شاذ أو غريب الأطوار Bizarre.
    < عندما أذهب عند صديقتي في النورماندي هل أنا أجنبية؟
    < بالنسبة لسكان المنطقة، نعم، بلا شك، لأنك قدمت من مكان آخر فأنت غريبة عليهم أنت قادمة من باريس وأنت عربية. هل تتذكرين عندما ذهبنا للسنغال، كنّا أجانب بالنسبة للسنغاليين.
    < ولكن السنغاليين لم يخافوا مني وأنا لم أخف منهم.
    < نعم لأن والدتك وأنا شرحنا لك منذ الصغر ان لا تخافي من الاجانب، سواء أكانوا أغنياء أم فقراء، كباراً أو صغاراً، بيضاً أو سوداً، لا تنسي نحن دائماً أجانب بالنسبة لشخص آخر، أي هناك دائماً من يعتبرنا غرباء ممن ليس من ثقافتنا.
    < قل لي يا أبي، لم أفهم حتى الآن لماذا توجد العنصرية بمقدار معين في كل مكان؟
    < في المجتمعات القديمة جداً، المسماة البدائية، كانت للإنسان تصرفات قريبة من الحيوان، فالقطة تبدأ بتحديد معالم موقعها وأرضها. فإذا دخلت قطة اخرى أو حيوان آخر الى مكانها لسرقة طعامها أو للتعرض الى صغارها فان القطة التي تعتبر نفسها في بيتها تدافع عن نفسها وتحمي صغارها من أي أذى أو اعتداءات يتعرضون لها. والإنسان كذلك، يجب ان يكون له بيته الخاص به، وأرضه، وممتلكاته وأشياؤه ويحارب من اجل الاحتفاظ بها وهذا أمر طبيعي، والانسان العنصري يعتقد ان الاجنبي، أي كان، سيسلبه حاجياته ويأخذ منه أشياءه وممتلكاته. لذلك يخشاه ويرتاب منه من دون ان يفكر، بل يقوم بذلك بصورة غريزية. الحيوان لا يقاتل الا اذا هوجم، ولكن الانسان يهاجم الأجنبي أو الغريب أحياناً من دون ان يكون لدى هذا الأخير النية في ان يخطف منه أي شيء.
    < وتعتبر ذلك أمراً مشتركاً في كل المجتمعات؟
    < مشترك، شائع أو منتشر، نعم ولكنه ليس طبيعياً. فمنذ زمن بعيد والانسان يتصرف بهذه الصورة هناك الطبيعة أولاً ثم الثقافة. بعبارة أخرى هناك السلوك الغريزي، بلا روية ولا تفكير، وبلا تعقل، وهناك التصرف الموزون والمدروس، وهو الذي نكتسبه عن طريق التربية والتعليم، والمدرسة، والتفكير العقلي السليم، وهو ما نسميه الثقافة مقابل تعبير «الطبيعة»، فمع الثقافة نتعلم ان نعيش معاً ونتعلم بالذات اننا لسنا وحيدين في العالم، وانه توجد شعوب اخرى ذات تقاليد اخرى، وطرق أخرى في العيش تستحق هي الأخرى تقديرنا ومقبولة مثلما هي طرق حياتنا.
    < اذا كنت تعني بكلمة ثقافة التربية والتعليم، فإن العنصرية يمكن ان تأتي مما نتعلم.
    < لا يولد المرء عنصرياً بل يصبح عنصرياً، وذلك يعتمد على الذي يربيه ويعلمه سواء أكانت المدرسة أو البيت.
    < اذن الحيوان الذي لا يتلقى أي تعليم هو أفضل من الحيوان؟
    < لنقل انه ليس لدى الحيوان مشاعر مسبقة أو مقررة مسبقاً، اما الإنسان، فعلى العكس، لديه ما يسمى الأحكام المسبقة، يحكم على الآخرين قبل ان يعرفهم، يعتقد انه يعرف مقدماً من هم وما هي قيمتهم. وغالباً ما يخطئ، وخوفه ينبع من هنا، ولكي يحارب خوفه ينجر الانسان أحياناً الى خوض الحرب، أتعلمين انني عندما أقول انه يخاف، فلا تعتقدي انه يرتجف فزعاً بل على العكس فإن خوفه يشحذ ويحفز عدوانيته، يشعر انه مهدد فيهاجم. العنصري عدواني بطبعه.
    < اذن بسبب العنصرية توجد الحروب؟
    < بعضها، نعم... بالأساس هناك ارادة بسلب وأخذ ممتلكات وأشياء الآخرين، تستخدم العنصرية والدين لدفع الناس الى الحقد والكراهية وان يكره بعضهم البعض في حين انهم لا يعرفون بعضهم البعض الآخر. هناك خوف من الأجنبي، خوف ان يحتل منزلي، ويأخذ عملي ويخطف زوجتي، الجهل هو الذي يغذي هذا الخوف، لا أعرف من هو هذا الاجنبي وهو كذلك لا يعرف من أنا. أنظري ممثلاً لجيراننا في البناية كانوا يرتابون منا لفترة طويلة حتى اليوم الذي دعوناهم فيه لتناول وجبة (الكسكس) الشعبية المغربية معنا. حينها فقط انتبهوا الى اننا نعيش مثلهم، وانتهينا في نظرهم كوننا نبدو خطرين في أعينهم بالرغم من أصلنا ينحدر من بلد آخر ، وبدعوتنا لهم طردنا من أذهانهم شكوكهم نحونا، تحدثنا مع بعضنا وتعارفنا أكثر فيما بيننا وضحكنا معاً، هذا يعني اننا كنا مرتاحين ومسرورين فيما بيننا في حين كنا قبل ذلك، أي عندما نلتقي على سلالم المبنى، لا نعرف بعضنا، وبالكاد يحيي بعضنا البعض بسلام مقتضب وبارد.
    < اذن حتى نحارب العنصرية يجب ان يدعو بعضنا لزيارة البعض الاخر.
    < هذه فكرة جيدة، نتعلم كيف نتعارف، ونتكلم مع بعضنا البعض ونضحك معاً ونتقاسم أفراحنا وكذلك أحزاننا ونظهر ان لدينا غالباً نفس المشاغل والهموم ونفس المشاكل، هذا ما يساعد على انحسار وتراجع العنصرية، السفر يمكن ان يكون وسيلة ناجعة وجيدة ليتعرف بعضنا على البعض بصورة أفضل. فيما سبق كان مونتين Montaigne يحث مواطنيه على السفر ومراقبة الاختلافات. فالسفر كان بالنسبة له أفضل وسيلة «لتنظيف وشحذ أدمغتنا تجاه الآخر» إعرف الآخرين لكي تعرف نفسك بشكل أفضل.
    < هل العنصرية كانت دائماً موجودة؟
    < نعم، منذ ان وجد الانسان، بأشكال مختلفة، حسب العصور، أصلاً في عصر قديم جداً، عصر ما قبل التاريخ، وهو العصر الذي سماه أحد الروائيين عصر «حرب النار»، كان البشر يهاجمون بعضهم البعض بأسلحة بدائية، مجرد هراوات بسيطة، من اجل قطعة أرض أو منطقة نفوذ، أو كوخ، أو امرأة، أو مخزون من الأغذية، الخ... لذا صاروا يعززون حدودهم ويشحذون أسلحتهم، خوفاً من تعرضهم للغزو، الانسان مسكون بهاجس أمنه، مما يدفعه أحياناً الى الخشية من جاره، الاجنبي.
    < العنصرية هي الحرب؟
    < يمكن ان تكون للحروب أسباب مختلفة وغالباً ما تكون اقتصادية، لكن علاوة على ذلك تشن بعض الحروب باسم ادعاء التفوق لمجموعة على مجموعة اخرى. يمكننا تجاوز هذا الجانب الغريزي أو الفطري بالتفكير والتربية والتعليم، وبغية تحقيق ذلك، ينبغي ان نقرر بأن لا نخاف من الجار، ومن الاجنبي، ومن الغريب.
    < اذن ماذا يمكننا ان نفعل؟
    < ان نتعلم، وان نُعلم انفسنا ونربيها، ان نتأمل ونفكر، ان نحاول ادراك وفهم كل شيء، وان نظهر فضولاً بكل ما يتعلق ويمس الانسان والسيطرة على الغرائز الأولية والبدائية والغرائز الجنسية والانفعالات والاندفاع الغريزي.
    < ماذا تعني بالاندفاع الغريزي (Pulson)؟
    < هو فعل الدفع، النزوع الى تحقيق هدف بلا روية ولا تفكير. وهذه المفردة أعطت مفردة اخرى (repulsion) وتعني عدة معان مثل التنافر والنفور والاشمئزاز والتقزز والدفاع، الى جانب معناها الأولي أي «الفعل الملموس لدفع ورد العدو، وطرد شخص من مكان باتجاه مكان آخر»، فهي اذن تعبر عن شعور سلبي جداً.
    < العنصري هو الذي يدفع الاجنبي الى خارج البلد أو يطرده لأنه يتقزز منه ويشمئز؟
    < نعم يطرده حتى لو لم يكن مهدداً من قبله، وذلك ببساطة لأنه لا يعجبه. ولتبرير هذا الفعل العنيف، يختلق حججا واعذارا ومبررات تناسبه. أحياناً يتسلح بالعلم ويستند اليه، لكن العلم لم يبرر أبداً العنصرية. الا ان العنصري يجعل العلم يقول أي كلام بلا معنى، لأنه يعتقد ان العلم يوفر له الدلائل الصلدة والبراهين الراسخة والمتينة والقاطعة التي يتعذر الطعن بها أو معارضتها. ولكن ليس لدى العنصرية أية قاعدة علمية، حتى لو حاول بعض الناس استغلال العلم وتطويعه لتبرير أفكارهم في التمييز والتفرقة العنصرية.
    < ماذا تعني هذه الكلمة «التفرقة العنصرية» Descriminatio؟
    < انها تعبر عن فصل مجموعة اجتماعية أو اثنية ـ عرقية ـ عن الباقي ومعاملتها معاملة سيئة، كما لو قررت الإدارة في احدى المدارس، على سبيل المثال، ان تجمع في صف واحد كل التلاميذ السود لأنها تعتبر ان هؤلاء التلاميذ أقل ذكاء من الآخرين. لحسن الحظ لا توجد مثل هذه التفرقة العنصرية ولا يوجد مثل هذا التمييز العرقي والعنصري في المدارس الفرنسية. وقد كانت هذه الممارسة موجودة في أمريكا وجنوب افريقيا عندما نرغم أو نجبر مجموعة عرقية أو دينية أن تتجمع لتعيش منعزلة عن بقية السكان، فإننا نخلق ما يسمى بالجيتوهات ـ أي الأماكن والمواقع العازلة أي المعازل أو المحاجر والمنابذ.
    < انه السجن؟
    < كلمة «جيتو» هي اسم لجزيرة صغيرة تقع مقابل فينيسيا (البندقية) في ايطاليا، وفي عام 1516، أرسل يهود فينيسيا الى تلك الجزيرة، لفصلهم أو عزلهم عن باقي الجماعات الإنسانية، فالجيتو هو شكل من أشكال السجن وفي كل الأحوال إنه عمل شائن وتمييز عنصري مقيت وتفرقة عنصرية.
    < ما هي الأدلة العلمية للعنصري؟
    < لا توجد أية أدلة علمية لكن الإنسان العنصري يعتقد أو يوهم الآخرين بالاعتقاد بأن الاجنبي ينتمي الى عنصر أو جنس آخر، جنس يعتبره دونيا أو أدنى منه، لكنه مخطئ تماماً. يوجد فقط جنس واحد لنسمه بالجنس البشري أو النوع الانساني مقابل النوع الحيواني، الاختلافات عند الحيوانات كبيرة من نوع لآخر، هناك نوع ذات الأنياب أو المفترسة التي تأكل اللحوم ومنها الكلبية، ونوع البقريات أو المجترات التي تأكل الحشيش والخضروات أي النباتية، وفي النوع الأول أي الكلبية توجد اختلافات مهمة هناك البرجيه الألماني ـ الكلب ـ الذئبي، ونوع «التكيل» أي الزتني الألماني القصير القوائم، لدرجة يصبح من الممكن تصنيف أنواع وأجناس مختلفة فيما بينها وهذا أمر مستحيل بالنسبة للنوع البشري، لأن الانسان يساوي انسان.
    < ولكن يا أبي كثيراً ما يُقال هذا شخص من الجنس الأبيض وهذا شخص من الجنس الأسود، أو الأصفر، وكثيراً ما قال لنا ذلك المدرس والمعلمة قالت لنا ذات مرة ان عبده الذي جاء من مالي من افريقيا هو من الجنس الأسود.
    < اذا كانت معلمتك قالت لكم ذلك فعلاً فهي مخطئة، أنا آسف لأن أقول لك ذلك وأنا أعرف انك تحبينها لكنها ارتكبت خطأ واعتقد انها لا تعرف ذلك هي نفسها، استمعي الي جيداً يا ابنتي: الأجناس البشرية غير موجودة، يوجد جنس انساني واحد فيه رجال ونساء وأشخاص ذوو ألوان مختلفة وقامات مختلفة، وقدرات أو قابليات واستعدادات مختلفة ومتنوعة، وهناك عدة اجناس حيوانية، ان كلمة «جنس Race» لا يجب ان تُستخدم للقول بوجود تنوع انساني أو بشري، لا وجود لأي قاعدة علمية لكلمة «جنس» فقد استخدمت لتضخيم تبعات الاختلافات الظاهرة، أي المظاهر الجسمانية أو الفيزيائية ـ لون البشرة، القامة، ملامح الوجه ـ لتقسيم البشرية بطريقة مراتبية أي اعتبار بعض البشر أرقى وأعلى من بقية البشر الآخرين الذين يوضعون في مراتب أدنى. بعبارة اخرى ليس من حقنا الاعتقاد، بأننا، لكوننا نمتلك بشرة بيضاء، توجد لدينا ميزات وصفات عالية متفوقة واضافية بالنسبة لشخص ذوي بشرة من لون آخر لذا اقترح عليك عدم استخدام كلمة «جنس» أو «عرق»، فكثيراً ما استخدمها اناس سيئو النوايا وعدوانيون، فمن الأفضل استبدالها بعبارة «النوع الانساني أو البشري»، وعليه فإن النوع الانساني مكون من مجموعات مختلفة ومتنوعة ولكن كل الرجال وكل النساء في هذا الكوكب لديهم دم من نفس اللون في الشرايين والأوردة، سواء أكانوا من ذوي البشرة الوردية أو السوداء أو البنية أو الصفراء أو غيرها.
    < لماذا تكون بشرة الافريقيين سوداء وبشرة الأوروبيين بيضاء؟
    < الميلانين، وهو بمثابة مادة ملونة Colorant.
    < اذن يصنع مادة الميلانين أكثر مني، وأعرف أيضاً ان لدينا جميعاً دما أحمر، ولكن عندما احتاجت أمي لدم قال لها الطبيب ان فصيلة دمها مختلفة.
    < نعم توجد عدة فصائل من الدم وعددها أربع وهي أ، ب، و، أب، A, B, O. AB. الفصيلة «و O» مانحة شاملة أي تعطي لجميع فصائل الدم الأخرى والفصيلة أ ب AB متلقية شاملة تأخذ من جميع
    فصائل الدم الأخرى اما الفصيلتان الباقيتان فكل فصيلة تأخذ من مثيلتها وتعطيها فقط. ولكن ليس لذلك علاقة بالفوقية والدونية، الاختلافات تكمن في الثقافة (اللغة، العادات والتقاليد، الطقوس والشعائر، المطبخ والأكلات أو الوجبات الغذائية الخ...) تذكري ان تام Tam الصديق الفيتنامي لوالدتك هو الذي أعطاها الدم في حين ان والدتك مغربية، لديهما نفس زمرة الدم، علماً انهما ينتميان لثقافتين مختلفتين وليس لديهما نفس لون البشرة.
    < اذن اذا احتاج زميلي المالي عبدو لدم يمكنني ان أعطيه من دمي؟
    < اذا انتميتما الى نفس فصيلة الدم نعم يمكنك ذلك.
    < من هو العنصري؟
    < العنصري هو من يعتقد، بحجة أو بذريعة عدم امتلاكه لنفس لون البشرة، ولا نفس اللغة، ولا نفس طريقة الاحتفال بالأعياد، انه أفضل من غيره، أو متفوق عليه وأرقى ممن هو مختلف عنه. وهو مصمم على الاعتقاد بوجود عدة اجناس أو أعراق ويقول ان جنسي جميل ونبيل بينما الآخرون قبيحون وحيوانيون أو بدائيون متدنون.
    < لا يوجد عرق أفضل أو أرقى؟
    < كلا، حاول مؤرخون في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ان يثبتوا ويبينوا وجود عرق أو جنس أبيض يكون أفضل من الناحية الجسدية والفيزيائية والعقلية، ممن افترضوا انه جنس أسود، في تلك الفترة كان هناك اعتقاد سائد بأن البشرية مقسمة الى عدة اجناس، أحد المؤرخين واسمه ارنست رينان (1823 ـ 1892) عَلمَ وميز ورتب الجماعات البشرية التي تنتمي لـ «الجنس الأدنى» على النحو التالي: «السود الافريقيون، السكان الأصليون في استراليا، الهنود الحمر في أمريكا». فبالنسبة له الأسود هو مثل الحمار بالنسبة للحصان «أي انسان يفتقد الذكاء والجمال» ولكن وكما يقول دكتور في الطب متخصص بالدم «ان الاجناس الصافية أو النقية في الحلبة الحيوانية لا يمكن ان توجد الا في الحالة التجريبية، في المختبر، كما هو الحال مع نوع من الفئران مثلاً». ويضيف قائلاً:
    «انه توجد اختلافات اجتماعية ـ ثقافية بين صيني ومالي وفرنسي أكثر مما توجد اختلافات جينية Genetquees بينهم.
    < ماذا تعني بالاختلافات الاجتماعية ـ الثقافية Socioculturelles.
    < ان الاختلافات الاجتماعية ـ الثقافية هي تلك التي تميز مجموعة بشرية عن اخرى من خلال السبيل أو الطريقة التي ينظم البشر انفسهم بواسطتها على شكل مجتمع (لا تنسي ان لكل جماعة بشرية تقاليدها وعاداتها)، وما يخلقونه من انتاجات ثقافية (الموسيقى الافريقية تختلف عن موسيقى الجماعات البشرية الأخرى) نفس الشيء فيما يتعلق بالطريقة التي يتزوجون فيها أو يقيمون الاحتفالات.
    < وما هي الجينات (الجينات الوراثية)؟
    < ان تعبير Genetique أي وراثي أو خاصة بعلم الوراثة، يشير الى الجينات أي العناصر المسؤولة عن العامل الوراثي في جسمنا وفي داخلنا العضوي. فالجينة هي وحدة وراثية أو ناقلة للصفات الوراثية، هل تعرفين ما المقصود بالوراثية؟ هو كل ما ينقله الأهل للأبناء: الصفات الجسمانية والنفسية مثلاً، التشابه الجسدي الفيزيائي وبعض الملامح العامة لدى الأهل التي نعثر عليها لدى الأبناء والبنات تفسر بالعوامل الوراثية التي تنقلها الجينات.
    < اذن نحن مختلفون بتربيتنا أكثر مما نحن مختلفون بفعل الجينات؟
    < على أية حال نحن كلنا مختلفون الواحد عن الآخر، ولكن وبكل بساطة لدى البعض منا ملامح وصفات مشتركة وراثية، وبصورة عامة، نرى انهم يتجمعون حول بعضهم البعض ويشكلون شريحة من السكان تتميز عن شريحة أخرى أو مجموعة أخرى من السكان بطريقة معيشتها. توجد عدة جماعات بشرية تختلف عن بعضها البعض بلون البشرة، أو بنظام الشعر، بملامح الوجه، وكذلك بالثقافة. وعندما يختلطون بعضهم ببعض عبر نظام الزواج المختلط ينتجون أطفالاً نسميهم «Metis الهجيني» أو «الخلاسي» وبصفة عامة فان الخلاسيين أو الهجينيين جميلين، لأنهم نتاج اختلاط الجمال، والهجينية البشرية أفضل درع ضد العنصرية.
    < اذا كنا جميعاً مختلفين فالتشابه اذن غير موجود؟
    < كل كائن بشري هو حالة فريدة ووحيدة من نوعها، لا يوجد في العالم كائنين انسانين متطابقين تماماً خصوصية الانسان انه يحمل هوية لا تحدد سوى ذاته هو، فهو فريد أي يتعذر استبداله بواحد مثله، بالتأكيد يمكننا ان نستبدل موظف بآخر لكن اعادة انتاج الشخص ذاته مئة بالمئة وبالضبط أمر مستحيل، فبوسع كل واحد منا ان يقول «لست كالآخرين» وهو محق بذلك وعلى صواب «القول بأني فريد» لا يعني اني الأفضل، وهو وببساطة تشخيص ان كل كائن انساني هو فريد، بعبارة اخرى كل وجه هو بحد ذاته معجزة فريدة لا يمكن تقليدها.
    < وأنا أيضاً؟
    < بالتأكيد أنت فريدة لا يوجد على الأرض بصمات متشابهة تماماً، فلكل أصبع بصماته الخاصة به، ولهذا نرى في الأفلام البوليسية انهم يبدأون بأخذ البصمات من على الأشياء لمعرفة وتشخيص الأشخاص الذين كانوا متواجدين على مسرح الجريمة.
    < ولكن يا أبي عرضوا علينا في أحد الأيام على التلفزيون نعجة صغيرة صنعت في المختبر بنسختين (النعجة دولي).
    < انت تتحدثين عن ما يسمى بالاستنساخ Clonage، ان حقيقة القدرة على صنع أو انتاج واعادة انتاج شيء بعدد النسخ التي نريدها، أمر ممكن مع الأشياء فهي مصنوعة بالآلات، تصنع وتعيد صناعة نفس الشيء بصورة متشابهة ومتطابقة ولكن لا يجب ان نفعل ذلك مع الحيوانات وبالذات أو يحرم تطبيقها على البشر.
    < أنت على حق لا أحب ان أرى نسختين من سيلين في صفي، واحدة تكفي.
    < هل تتصورين ماذا يعني اننا يمكن ان ننتج البشر مثل «الفوتوكوبي» سنسيطر بذلك على العالم ونقرر ان نضاعف عدد البعض ونصفي أو نبيد أو نستأصل البعض الآخر انه لأمر فظيع.
    < هذا يخيفني... حتى أفضل صديقاتي لا أحب أن أراها بنسختين.
    < واذا رخصنا أو سمحنا بعملية استنساخ البشر يمكن لأناس أشرار وخطرين ان يستغلوها لمآربهم وغاياتهم الشخصية مثل أخذ السلطة وسحق الضعفاء. لحسن الحظ ان الكائن الانساني فريد من نوعه ولا يمكن اعادة انتاجه بالضبط وبالدقة المتناهية، لأني لا أشبه تماماً جاري ولا أخي التوأم لأننا جميعاً مختلفون بعضنا عن البعض الآخر ويمكننا القول ان الثراء يكمن في الاختلاف.
    < اذا كنت قد فهمت حقاً، فان العنصري يخاف من الاجنبي لأنه يجهله ويعتقد بوجود عدد من الأعراق والاجناس ويعتبر جنسه هو الأفضل.
    < نعم يا ابنتي، ولكن ليس هذا هو كل شيء نسيت العنف وارادة السيطرة على الآخرين.
    < العنصري شخص مخطئ.
    < العنصريون واثقون ان الجماعة التي ينتمون اليها ـ التي يمكن ان تعرف أو تتحدد بالدين أو البلد أو اللغة أو كلها معاً ـ متفوقة وأرقى من الجماعات الأخرى المواجهة.
    < كيف يفعلون ذلك ليشعروا انهم متفوقين؟
    < وذلك عن طريق اعتقادهم وإشاعة الإعتقاد انه بوجود لامساواة طبيعية ذات طابع فيزيائي (أي بوجود مظاهر جسدية مختلفة)، أو ذات طابع ثقافي، ما يمنحهم شعوراً بالتفوق والفوقية بالنسبة للاخرين وكذا يلجأ البعض للدين لتبرير سلوكهم أو مشاعرهم، ينبغي القول ان كل دين يعتقد انه هو الأفضل للجميع وينزع لأن يعلن ان من لا يتبعوه يضلون الطريق.
    < كلا، ليست الأديان هي العنصرية، بل ما يصنعه بها البشر أحياناً، الذين يتغذون بالمشاعر العنصرية ويتشربون بها في العام 1095 دعا البابا، ابتداءاً من مدينة كليرمونت فيرو، لشن حرب ضد المسلمين الذين اعتبروا كفاراً وقد غادر آلاف ا لمسيحيين باتجاه بلدان الشرق لذبح العرب والأتراك، وقد جرت تلك الحرب باسم الله واتخذت اسم «الحروب الصليبية» (الصليب رمز المسيحيين، ضد الهلال رمز المسلمين).
    وبين القرن التاسع والقرن الخامس عشر طرد مسيحيو اسبانيا المسلمين ومن ثم اليهود متعللين بالأسباب والدواعي الدينية.وهكذا يستند البعض الى الكتب المقدسة لايجاد الذريعة ومن اجل ان يبرروا ميلهم بالقول انهم متفوقون على الآخرين وبذلك كانت الحروب الدينية معتادة، متكررة.
    < لكنك قلت يوماً ان القرآن ضد العنصرية؟
    < نعم، القرآن مثله بذلك مثل التوراة والانجيل وكل الكتب المقدسة هي ضد العنصرية، القرآن يقول ان البشر متساوون أمام الله وهم يختلفون او يتميزون بدرجة الايمان (لا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى) وكتب في التوراة: اذا جاء غريب وأقام معك لا تتكدر أو تنزعج اذ يجب ان يكون بالنسبة لك كأحد مواطنيك وتحبه كما تحب نفسك. اما الانجيل فيشدد على احترام الآخر أي الكائن البشري الآخر سواء أكان جارك أو أخاك أو أحد الغرباء، وقيل في كتاب العهد الجديد: «ان ما أمركم به هو ان تحبوا بعضكم البعض، وان تحب الآخر كما تحب نفسك» وكل الأديان تنادي بالسلام بين البشر.
    < واذا كنا لا نؤمن بالله؟ أقول ذلك لأني أتساءل أحياناً حول ما اذا كانت الجنة والنار أو الجحيم موجودتين حقاً؟!
    < اذا لم يكن لدينا إيمان فان المتدينين لا ينظرون الينا بعين الرضا والاحترام. وبالنسبة للمتزمتين منهم والأكثر تشدداً وتعصباً من بينهم، نصبح أعداءاً لهم.
    < في ذلك اليوم الذي عرض فيه التلفزيون أخبار التفجيرات اتهم أحد الصحافيين الاسلام فهل كان هذا الصحافي عنصري برأيك؟
    < كلا ليس عنصرياً بل جاهلاً وغير كفوء فهذا الصحافي يخلط بين الاسلام والسياسة، هناك رجال سياسيون يستخدمون الإسلام في صراعاتهم نسميهم المتطرفين والأصوليين أو المتزمتين.
    < انهم عنصريون أيضاً؟
    < المتطرفون متعصبون، فالمتعصب هو ذاك الشخص الذي يعتقد انه الوحيد الذي يملك الحقيقة وغالباً ما يسير التعصب والتزمت مع الدين. المتعصبون والمتشددون موجودون في أغلب الأديان، ويعتقدون انهم ملهمون بروح سماوية ومدفوعون بايحاء رباني، إنهم عميان ومتحمسين وانفعاليين ويريدون فرض قناعاتهم وارائهم ومعتقداتهم على الباقين، وهم خطرون لأنهم لا يعطون قيمة لحياة الآخرين، وباسم معتقداتهم هم مستعدون لأن يقتلوا بل ومستعدين لأن يموتوا، الكثيرين منهم مخدوعون يتلاعب بهم زعيم، وهم بالطبع عنصريون.
    < كيف هم هؤلاء الناس الذين يصوتون لصالح جون ماري لوبن؟
    < يقود لوبن حزباً سياسياً مبنياً على العنصرية أي كره الاجنبي والمهاجر والحقد عليه، كره المسلمين واليهود الخ...
    < إنه حزب الحقد والكراهية.
    < نعم، ولكن ليس كل من يصوت لصالح لوبن يمكن ان يكون عنصرياً أتساءل أنا نفسي حول ذلك، والا سيكون هناك أكثر من أربع ملايين عنصري في فرنسا وهذا عدد كبير فإما هم مخدوعين، أو لا يريدون رؤية الواقع فبتصويت البعض لصالح لوبن فإنهم يريدون بذلك التعبير عن حالة الحيرة والإضطراب التي يعيشون فيها لكنهم يخطئون في وسيلة التعبير.
    < قل لي يا أبي ماذا نفعل حتى لا يكون الناس عنصريون؟
    < كما قال الجنرال ديغول «انه لبرنامج واسع» فالحقد أسهل في ترسيخه في الأنفس من الحب، من الأسهل ان نشك ونرتاب، ومن الأسهل ان لا نحب من ان نحب أحداً لا نعرفه، دائماً هذا الميل الغريزي، أي كره الاجنبي الغريزي الذي تحدثنا عنه قبل قليل الذي يعبر عن نفسه بالرفض والانكار.
    < ما هو الرفض والانكار؟
    < هو ان يغلق المرء الباب والنوافذ تجاه الآخرين، اذا دق الغريب الباب لا يًفتح له، واذا أصر يُفتح له ولكن لا يُسمح له بالدخول، ويُفهم ان من الأفضل له ان يذهب الى مكان آخر، أي يطرد ويعطى
    شعورا بأنه غير مرغوب فيه.
    < وهذا يولد الحقد؟
    < هذا هو الشك أو الإرتياب الطبيعي الذي يوجد لدى البعض تجاه البعض الآخر، الحقد أو الكراهية شعور أخطر وأعمق لأنه ينطوي على نقيضه، أي الحب ويفترض وجوده.
    < لا أفهم عن أي حب تتحدث؟
    < حب الذات.
    < هل يوجد أناس لا يحبون انفسهم؟
    < اذا لم نحب ذواتنا لا نحب أحداً آخر وهذا مثل المرض انه شيء بائس. في الغالب يحب العنصري نفسه كثيراً الى درجة مبالغ بها بحيث لم يعد هناك مكان للآخرين من هنا منشأ انانيته.
    < اذن العنصري هو الذي لا يحب أحد وهو أناني، انه اذن حزين، لأن هذا شيء لا يحتمل انه الجحيم.
    < نعم انه الجحيم.
    < في المرة الماضية كنت تتحدث مع عمي وقلت: «الجحيم هو الآخرون» ماذا تقصد بذلك وما معناه؟
    < لا علاقة لهذا بالعنصرية انه تعبير نستخدمه عندما نكون مرغمين أو مجبرين على تحمل أناس لا نغرب ان نعيش معهم.
    < انه مثل العنصرية.
    < لا ليس بالضبط، لأنه ليس المطلوب أو المقصود ان نحب الناس جميعاً، اذا قام أحد، لنفترض انه ابن عمك الصاخب والمشاغب احتل غرفتك ومزق دفاترك ومنعك من اللعب وحدك بعلبك، فأنت لن تكوني عنصرية اذا طردتيه من غرفتك، وبالمقابل اذا جاء رفيق في صفك الدارسي ولنفترض انه المالي عبدو الى غرفتك وتصرف بكل أدب ولياقة ومع ذلك تطرديه من غرفتك لسبب واحد انه أسود البشرة هنا تكونين عنصرية في سلوكك هل فهمت؟
    < نعم ولكن عبارة «الجحيم هو الآخرون» لم أفهمها جيداً.
    < هذه جملة مأخوذة من مسرحية لجان بول سارتر تسمى «جلسة سرية» ثلاث شخصيات تتواجد في غرفة جميلة بعد موتها ولأجل غير مسمى أي الى ما لانهاية. عليهم ان يعيشوا معاً، محكوم عليهم بالعيش سوية الى الأبد ولا توجد لديهم أي وسيلة للهرب من هذا الوضع، هذا هو الجحيم ومن هنا جاء تعبير «الجحيم هم الآخرون».
    < هذا ليس عنصرية فمن حقي ان لا أحب كل الناس، ولكن كيف تعرف بأن ما نفعله ليس عنصرية؟
    < لا يمكن للانسان ان يحب الناس جميعاً واذا كان مرغماً على العيش مع أناس لم يخترهم سيعيش الجحيم ويجد عندهم كافة الأخطاء والمساوئ مما سيقربه من العنصرية، ولتبرير اشمئزازه وتقززه يتحجج العنصري ويستند الى طباع وصفات فيزيائية ويقول: لا أحتمل هذا الشخص من الناس لأنه أنفه أفطس أو مقوس أو منحني أو مدبب أو لأن شعره أجعد أو لأن عينيه غائرتين أو مغوليتين الخ... هذا ما يفكر به العنصري في أعماقه: «مهما يكن من أمر معرفتي بالنواقص والمساوئ أو المزايا والخصائص الفردية لشخص ما، يكفيني ان أعرف انه ينتمي لمجموعة معينة حتى أرفضه وأنكره» .
    ويستند العنصري الى خواص وصفات وملامح فيزيائية ونفسية أو سيكولوجية لتبرير رفضه لهذا الشخص.
    < أعطني أمثلة على ذلك؟
    < يشاع ان السود ذوي بنية متينة ولكنهم كسالى، نهمين وقذرين أو غير نظيفين، ويشاع ان الصينيين «صغار وأنانيين وقساة» ويشاع ان العرب «مخادعين وماكرين ومنافقين وعدوانيين وخونة» وتتردد أمثال من نوع «هذا عمل عرب» لوصف عمل غير مكتمل ومرتج أو ناقص، ويقال على الأتراك انهم أقوياء وقساة ويُلبس اليهود أسوء الصفات والنواقص الفيزيائية والأخلاقية في محاولة لتبرير مضايقتهم ومعاملتهم معاملة سيئة... الأمثلة كثيرة جداً السود يقولون عن البيض ان لديهم روائح غريبة والعكس صحيح، والآسيويين يقولون ان السود بدائيين أو متوحشين الخ يجب استبعاد هذه المفردات الجاهزة من تعابيرك من أميال «رأس تركي» للدلالة على العند والجمود أو «عمل عربي» للدلالة على النقص وعدم الجودة والجدية، «ضحكة صفراء» للدلالة على اللؤم والضغينة، «يكد كالزنجي» الخ انها سخافات يجب محاربتها ومكافحتها.
    < أولاً تعلم الاحترام، فالاحترام أمر أساسي، حتى ان الناس لا يطالبون ان نحبهم بل يريدون ان نحترمهم في حدود كرامتهم ككائنات بشرية. الاحترام هو ان يكون لديك تقدير واعتبار للآخر. ومعرفة الاستماع. الاجنبي لا يطالب بالحب والصداقة، بل بالاحترام. الحب والصداقة يمكن ان يولدا فيما بعد عندما نعرف بعضنا البعض بشكل أفضل ونقدر بعضنا البعض بشكل أفضل، ولكن في البداية لا ينبغي ان نكون حكماً مقرراً بصورة مسبقة بعبارة اخرى لا يجب ان تكون لدينا أحكام مسبقة. والحال ان العنصرية تنمو وتتطور بفضل أفكار جاهزة عن الشعوب وثقافاتها، أعطيك أمثلة أخرى من هذه التعميمات الحمقاء: الاسكوتلنديين بخلاء، البلجيكيين ليسوا أذكياء، الغجر لصوص، الآسيويينت مراءين ماكرين وذو وجهين... الخ، فكل تعميم غبي ومصدر للخطأ والضلال. لذلك لا يجب ان نقول أبداً «ان العرب هم كذا وكذا» العنصري هو الذي يعمم انطلاقاً من حالة خاصة. فاذا تعرض للسرقة على يد أحد العرب يستنتج من ذلك ان كل العرب لصوص، فاحترام الآخر هو الاهتمام بالعدالة.
    < ولكن يمكن ان نسرد نكات بليجيكية دون ان نكون عنصريين؟
    < اذا أردت الاستهزاء بالآخرين فعليك أولاً ان تضحكي على نفسك وتستهزئي بها والا فلن نكون من أصحاب المزاح، فالمزاح قوة.
    < ما هو المزاح هل هو الضحك؟
    < ان يكون لدى المرء حس بالمزاح هو ان يعرف كيف يمزح وان لا يأخذ الأمور دائماً بجدية، وان يستخرج من أي شيء جانبه الذي يقود الى الضحك والابتسامة، قال أحد الشعراء «ان المزاح هو أدب اليأس».
    < هل لدى العنصريين حس بالدعابة أو المزاج humeur، أقصد بالمزاح humour؟
    < انها هفوة أو زلة لسان ظريفة، كلا ليس لدى العنصريين حس بالمزاحا اما مزاجهم فهو غالباً ما يكون شرير، فهم لا يعرفون الا بصورة بذيئة وشريرة على الآخرين. وذلك باظهار نواقصهم ومساوئهم كما لو انهم خالين من الهفوات والنواقص والمساوئ. عندما يضحك العنصري فذلك من اجل ان يظهر تفوقه المزعوم، ولكن ما يظهره في الحقيقة،، هو جهله ومستواه المتدني ودرجة حماقته أو رغبته في الايذاء والاضرار، ولذكر الآخرين والاشارة اليهم يستخدم مفاهيم وعبارات ومصطلحات بشعة وقبيحة وشنيعة أو شائنة ومهينة .
                  

العنوان الكاتب Date
اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-07-07, 10:18 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-07-07, 10:24 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-08-07, 04:07 PM
      Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-10-07, 03:18 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-10-07, 03:22 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-10-07, 03:24 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-11-07, 10:14 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ شهاب الفاتح عثمان09-12-07, 04:57 AM
      Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ محمد فرح09-12-07, 07:38 AM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Tragie Mustafa09-12-07, 03:04 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Amiral09-12-07, 09:24 AM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-12-07, 01:20 PM
      Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-12-07, 01:29 PM
        Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-12-07, 01:49 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ ragaa makkawi09-12-07, 02:36 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-12-07, 04:19 PM
      Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-12-07, 04:56 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-13-07, 01:42 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-13-07, 09:01 PM
      Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-14-07, 03:14 PM
        Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-17-07, 05:30 PM
          Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-18-07, 01:29 PM
          Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ ابوبكر يوسف إبراهيم09-18-07, 01:31 PM
            Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-19-07, 03:59 PM
        Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Munir09-18-07, 05:54 PM
          Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Sadig Sati09-20-07, 09:37 AM
            Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Munir09-21-07, 00:14 AM
          Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-20-07, 02:01 PM
            Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Munir09-20-07, 11:37 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-20-07, 04:03 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Munir09-20-07, 11:41 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-24-07, 08:33 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Sadig Sati09-22-07, 09:34 AM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-24-07, 09:32 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-24-07, 10:39 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-25-07, 12:47 PM
      Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Munir09-27-07, 03:27 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Sadig Sati09-26-07, 02:31 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Deng09-26-07, 03:22 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-27-07, 05:26 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد09-27-07, 12:49 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-27-07, 05:30 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ معتز جعفر الحسن09-27-07, 02:46 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-27-07, 05:43 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-27-07, 04:14 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ Munir09-27-07, 04:45 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir09-27-07, 05:19 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-01-07, 12:34 PM
      Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-01-07, 08:52 PM
        Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-05-07, 08:46 PM
          Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-05-07, 10:11 PM
            Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-07-07, 12:12 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-08-07, 10:37 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-09-07, 05:27 PM
      Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-09-07, 10:40 PM
        Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-13-07, 03:15 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-19-07, 06:42 PM
    Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-28-07, 12:53 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir10-28-07, 01:42 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir11-10-07, 02:12 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir11-21-07, 09:10 PM
  Re: اضربوا هذا المغربى الوسخ M A Muhagir11-27-07, 09:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de