أصبحت من مدمني عمودك (بالسوداني) وعمود الطاهر ساتي (بالصحافة) وكنت أتمنى أن لو تطرحا ما تكتبانه في المنبر بشكل يومي إثراء للنقاش، ولاستقطاب المزيد من الأفكار.
اليوم أراك تطرقت لأمر هام كثيرون يحسونه ويتوقعون حدوثه، ولكنهم يستعينون بالكتمان، خشية أن يفتح التصريح مجرى للمياه التي لا تزال ساكنة، وإن كانت تتدافع وراء السد الترابي الضعيف. مآلات الوضع في دارفور ستكون أمرا آخر لا يتصوره أحد لو تداعت قيم التماسك الاجتماعي (المفترى عليها) ولو تحول الأمر إلى ما يتحدثون عنه منذ زمن. كنت قد أشرتُ إلى ذلك في بوست سابق تحدثت فيه عن مخاطر دخول قوات دولية إلى دارفور، بخلفية أن الجنجويد هم العرب وأنهم يشنون الحرب على غير العرب.. هذه المعلومة التي راجت وتعاظمت دون أي محاولة لتصحيحها من قبل الذين أشاعوها لغرض في أنفسهم واستمرأوا تداولها لما تدره لهم من دعم وتعاطف عالمي.. عاقبتها ستكون وخيمة.. فإذا صلحت هذه الفرية لاستدرار العطف والتعاون في وقت الحرب.. فإن استحقاقاتهاستتضح في أوان السلم.. ومع ذلك، لو اقتصر الأمر على أبناء المنطقة وحدهم فإن المتعارف بينهم سيسهم في تطييب الخواطر وتصفية النفوس ولكن، دخول الغرباء المشحونين حقدا بسبب هذه الفرية سيعطيهم الدافع لمعاقبة غير المذنب، بجريرة لم يرتكبها. وحينها سيتغير الوضع، وقد تعيش دارفور ما لم تشهده من قبل حربا تدعو من اعتزلها وترفع عنها إلى خوض غمارها مضطرا ومستميتا وتداركها حينئذ سيكون صعبا. لذا يجب أن يشيع ما نوهت إليه الآن من ضرورة السعي لماداواة الجراح وما دعوتَ إليه من تعقل وسعي لإفشاء السلام والتفاهم والتراضي.. ونسأل الله أن يكف الفتنة وأن يجنب أهلنا شرورها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة