الكج !

Quote: العدد رقم: 297 2006-09-02 من وحي الأخبار عـــــدو نفســــه! محمد حامد جمعة * هذه الحكومة لها قدرة غريبة على إطلاق النيران تحت قدميها! * مقالة تنطبق بالطول والعرض على بعض قرارات الحكومة التي تصدرها ولترمي بها وجه الشعب ومعاناته دون أن يرجف طرف مسؤول فيها. * ولا أعلم أي مبرر ومنطقاً في الدفع بزيادات على الوقود وقبله السكر في هذا الظرف العصيب الذي تواجهه البلاد على أكثر من صعيد تبدأ بمحنة المواطنين في وسط أوحال الخريف ولا تنتهي بالمواجهة الحتمية مع القوات الدولية وما يعنيه ذلك من حرابة أو حصار اقتصادي على أفضل الاحتمالات وبالتالي فإن قرارات مثل هذه تجعل الحكومة معزولة تماماً من أي سند شعبي غض النظر عن نزاهة البشير وأمانة طه. * ثمة حقيقة يجب أن تقال وأن تمر إلى الرئيس (ونائبيه) مؤداها أن الحكومة اليوم تطرح نفسها كأكبر عدو للشعب وظروفه وأحواله وحالة البؤس التي لا يأبه بها بعض الوزراء والمستشارين ممن يصدرون القرارات ولا يدرون ما عواقب ما يصنعون. * إصدار قرارات حكومية (حساسة) مسألة يجب أن تراعي عدة جوانب واعتبارات تجعل القرار وموضوعه مسألة قتلت بحثاً وإيضاحاً تمتد لكل الاحتمالات بحيث يكون القرار (سين) آخر رصاصة في مشط غدارة المسؤول والحاكم. * وعليه يحق لي التساؤل هل حدث هذا مع قرار إزالة منطقة سكنية بولاية الجزيرة لصالح مستثمر (مصري) وهل حدث هذا وموظف بالدرجة (الرابعة عشرة) يمنع مواطنين سودانيين و(مواطنات) من العمل الشريف في الأسواق بأم درمان وهل.. وهل.. وهل..! * أعلن أن الزبير احمد الحسن وزير المالية واحد من أعف وأتقى و(أشطر) الوزراء في مجلس اكتظ بالوزراء والعمال لكن ذلك لا يعفيه من المسؤولية فإن كان ثمة نصيحة فهي لمن يرأس (الزبير) أطلقها وسجن سجن غرامة غرامة. * إن الحكومة التي تفرض على الشعب (الضيق والعسر) عليها أن تكون أمينة وعادلة بإقامة حدود الاقتصاد على نفسها لأنها - أي الحكومة - هي التي دفعت ملايين الدينارات لاستقبال كل عائد لتمنح مساعديه الهبات والعطايا وحين يقع العجز يكون مطلوباً من (كوكو) و(حميدان) و(حاج البلة) التكفل بسداد العجز! * إن الشعب السوداني - بما في ذلك أنصار الإنقاذ - يرفضون هذه الزيادات ويرفضون بالجملة كل ما يترتب عليها وعلى الحكومة الاعتذار عنها والتراجع وعدها (خطأ غير مقصود) والنظر بعمق أكثر لآلية إصدار القرارات ومقاصدها وآثارها وعلى المجلس الوطني أن يقول قولته بالرفض المعلن أو فليذهب أعضاؤه إلى حيث ألقت الريح إن فشلوا في تصويب الحكومة وردها عن هذا الخطأ الجسيم