نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! (Re: عبد الله عقيد)
|
من تحرير المرأة للنسوية
لقد ظن البعض أن مصطلح "فيمينزم" هذا مجرد تنويع على مصطلح "ويمنز ليبيرشن موفمنت "Women's Liberation Movement" الذي يُترجم عادةً إلى "حركة تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها"؛ ولذا حل المصطلح الجديد تدريجيًّا محل المصطلح القديم، وكأنهما مترادفان أو متقاربان في المعنى. وكأن المصطلح الجديد لا يختلف عن القديم إلا في أنه أكثر شمولاً أو أكثر راديكالية. ولكننا لو دققنا النظر لوجدنا أن المصطلح الجديد مختلف تمام الاختلاف عن مدلولات حركة تحرير المرأة. كان الإنسان من منظور حركة تحرير المرأة كيانًا حضاريًّا مستقلا عن عالم الطبيعة/ المادة، لا يمكنه أن يوجد إلا داخل المجتمع؛ ولذا لا يمكن تسويته بالظواهر الطبيعية/ المادية. ولذا فهي حركة تهدف إلى تحقيق قدر من العدالة الحقيقية داخل المجتمع (لا تحقيق مساواة مستحيلة خارجه) بحيث تنال المرأة ما يطمح إليه أي إنسان (رجلاً كان أم امرأة) من تحقيق لذاته إلى الحصول على مكافآت عادلة (مادية أو معنوية) لما يقدم من عمل. وعادة ما تطالب حركات تحرير المرأة بأن تحصل على حقوقها كاملة: سياسية كانت (حق المرأة في الانتخابات والمشاركة في السلطة)، أم اجتماعية (حق المرأة في الطلاق وفي حضانة الأطفال)، أم اقتصادية (مساواة المرأة في الأجور مع الرجل). وبرغم أن دعاة حركة تحرير المرأة قد يستخدمون أحيانًا خطابًا تعاقديًّا، وقد ينظرون أحيانًا للمرأة باعتبارها فردًا مستقلاً بذاته عن المجتمع لا باعتبارها أمًّا وعضوًا في أسرة، أو قد ينظرون إليها باعتبارها إنسانًا اقتصاديًّا أو جسمانيًّا (أي إنسانًا طبيعيًّا ماديًّا) لا إنسانًا إنسانًا، إلا أن الإطار المرجعي النهائي هو الرؤية الإنسانية التي تضع حدودًا بين الإنسان والطبيعة، وتفترض وجود مركزية إنسانية ومعيارية إنسانية ومرجعية إنسانية وطبيعة إنسانية مشتركة؛ ولذا تأخذ حركة تحرير المرأة بكثير من المفاهيم الإنسانية المستقرة الخاصة بأدوار المرأة في المجتمع، وأهمها، بطبيعة الحال، دورها كأم؛ ولذا يتحرك برنامج حركة تحرير المرأة داخل إطار من المفاهيم الإنسانية المشتركة، التي صاحبت الإنسان عبر تاريخه الإنساني، مثل مفهوم الأسرة باعتبارها أهم المؤسسات الإنسانية التي يحتمي بها الإنسان ويحقق من خلالها جوهره الإنساني ويكتسب داخل إطارها هويته الحضارية والأخلاقية، ومثل مفهوم المرأة باعتبارها العمود الفقري لهذه المؤسسة، ولا تطرح أفكارًا مستحيلة ولا تنزلق في التجريب اللانهائي المستمر الذي لا يستند إلى نقطة بدء إنسانية مشتركة ولا تحده أية حدود أو قيود إنسانية أو تاريخية أو أخلاقية. هذا هو الإطار الحضاري والمعرفي لحركة تحرير المرأة وهذه هي بعض ثوابتها، وقد كان هذا هو أيضًا الإطار الأساسي لحركات التحرر في الغرب حتى منتصف الستينيات.
ولكن الحضارة الغربية دخلت عليها تطورات غيرت من توجهها وبنيتها، إذ تصاعدت معدلات الترشيد والعلمنة المادية للمجتمع، أي إعادة صياغته وصياغة الإنسان ذاته في ضوء معايير المنفعة المادية والجدوى الاقتصادية. الأمر الذي أدى إلى تزايد هيمنة القيم البرانية المادية مثل: الكفاءة في العمل وفي الحياة العامة مع إهمال الحياة الخاصة - والاهتمام بدور المرأة العاملة (البرانية) مع إهمال دور المرأة الأم (الجوانية) - والاهتمام بالإنتاجية على حساب القيم الأخلاقية والاجتماعية الأساسية (مثل تماسك الأسرة وضرورة توفير الطمأنينة للأطفال) - واقتحام الدولة ووسائل الإعلام وقطاع اللذة لمجال الحياة الخاصة - وإسقاط أهمية الإحساس بالأمن النفسي الداخلي - وإسقاط أهمية فكرة المعنى باعتبارها فكرة ليست كمية أو مادية.
وقد بلغ الترشيد (في الإطار المادي) درجة عالية من الشمول وتغلغل في كل جوانب الحياة العامة والخاصة حتى أصبح العمل الإنساني labour هو العمل الذي يقوم به المرء نظير أجر نقدي محسوب (كم محدد) خاضع لقوانين العرض والطلب، على أن يؤديه في رقعة الحياة العامة أو يصب فيه في نهاية الأمر، وهذا التعريف يستبعد بطبيعة الحال الأمومة وتنشئة الأطفال وغيرها من الأعمال المنزلية، فمثل هذه الأعمال لا يمكن حسابها بدقة، ولا يمكن أن تنال عليها الأنثى أجرًا نقديًّا رغم أنها تستوعب جل حياتها واهتمامها إن أرادت أن تؤديها بأمانة، ولا يمكن لأحد مراقبتها أثناء أدائها؛ فهي تؤديها في رقعة الحياة الخاصة، وكان من تطرف المادية محاولة تقويم هذا العمل والمطالبة له بأجر مادي بدلاً من سحب قيم العطاء والأمومة والرعاية على العام وجعله أكثر إنسانية.
وهكذا تغلغلت المرجعية المادية (بتركيزها على الكمي والبراني) وتراجعت المرجعية الإنسانية (بتركيزها على الكيفي والجواني) وتراجع البُعد الإنساني الاجتماعي الذي يفترض مركزية إنسانية وطبيعة إنسانية متفردة تتمتع بقدر عالٍ من الثبات يميزها عن قوانين الطبيعة المادية المتغيرة، وتم إدراك الإنسان خارج أي سياق اجتماعي إنساني بحيث أصبح الإنسان كائنًا طبيعيًّا ماديًّا كميًّا لا يشغل أية مركزية في الكون، وليس له مكانة خاصة فيه، يسري عليه ما يسري على الأشياء الطبيعية المادية الأخرى، أي أنه تم تفكيك الإنسان تمامًا وتحويله من الإنسان المنفصل عن الطبيعة إلى الإنسان الطبيعي المادي، الذي يتحد بها ويذوب فيها ويستمد معياريته منها، فيفقد الدال "إنسان" مدلوله الحقيقي، ويحل الكم محل الكيف والثمن محل القيمة.
ونحن نذهب إلى أن حركة الفيمينزم (التي نترجمها "بحركة التمركز حول الأنثى") هي تعبير عن هذا التحول ذاته.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-23-06, 04:33 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-23-06, 04:35 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-23-06, 04:37 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-23-06, 04:39 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-23-06, 04:41 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | طلال عفيفي | 03-23-06, 06:07 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | Muna Khugali | 03-23-06, 07:39 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-25-06, 08:27 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-25-06, 07:19 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | نادية عثمان | 03-25-06, 07:25 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-26-06, 08:04 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | bashir adam abdalla | 03-25-06, 09:23 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | معتز تروتسكى | 03-26-06, 03:32 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-26-06, 01:29 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-26-06, 08:56 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | منصوري | 03-26-06, 11:19 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-26-06, 01:51 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-27-06, 08:12 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عثمان عبدالقادر | 03-27-06, 08:45 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-27-06, 11:06 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الحميد البرنس | 03-27-06, 11:09 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-27-06, 02:49 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-28-06, 09:41 AM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 03-29-06, 03:20 PM |
Re: النسوية، أو النسوانية.. التمركز حول الأنثى.. !! | عبد الله عقيد | 05-09-06, 07:46 AM |
|
|
|