نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
الحركة نائمة.. لعن الله من أيقظها / د زهيـــر الســـراج
|
الشريك الغائب
زهير السراج
ورقة الاستاذ عبد الرحيم حمدي التي قدمها أمام القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني في الشهر الماضي، لا تقتصر على الافكار الانتهازية والعنصرية فقط، مثل النصح بتركيز الخدمات في المرحلة القادمة في المناطق ذات البعد التاريخي الإسلامي العربي، التي يسهل العمل فيها لاستقطاب اصواتها الانتخابية لصالح المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة، وهى المناطق التي أسماها حمدي «محور دنقلا- سنار+ كردفان» أو «السودان المحوري»، وعدم الاهتمام بالمناطق الأخرى مثل دارفور والجنوب والشرق المرشحة للانفصال، أو لوجود أوضاع سياسية فيها تجعل استقطاب أصوات ناخبيها من الصعوبة بمكان.. وبالتالي ليس من الحكمة تبديد الجهود والأموال لتطوير الخدمات فيها. * ولكن تحتوى على مقترحات في غاية الخطورة مثل تجاوز حكومة الوحدة الوطنية التي أسماها حمدي بالحكومة الانتقالية، لوضع الافكار التي جاءت في الورقة موضع التنفيذ. * ويقول حمدي بالنص في ورقته.. «إن أية سياسة واسعة وكبيرة مطلوب تنفيذها بفعالية، تحتاج الى أن توكل الى طاقم من المؤمنين بها للنفاذ بها الى الواقع. وإن الاقتناع بإصدار توصيات سياسية «في الإطار التنظيمي» ثم التمنى بأن تجد هذه التوصيات طريقها الى الجانب التنفيذي هو من باب الأمنيات الساذجة، فاذا أردنا الصدق في العمل، علينا أن نحدث التغييرات الهيكلية والانسانية والقانونية والمالية المطلوبة لها. ولا نعتبر أن ما حدث من تكوين للحكومة الانتقالية الحالية هو آخر المطاف». * أي أن حمدي ينصح ويقترح في تهكم واستفزاز وسخرية، تجاوز الحكومة الانتقالية، والشركاء الذين يقتسمون مع المؤتمر الوطني الحكم، وعلى رأسهم الحركة الشعبية لتحرير السودان، لتطبيق السياسات والافكار التي تحتاج الى أشخاص مؤمنين بها لتنفيذها، والى احداث الكثير من التغييرات بعيداً عن الحكومة الانتقالية التي لا يجب أن تكون آخر المطاف!! * وبعبارات أكثر وضوحاً.. فإن السيد حمدي يطالب بإيجاد حكومة موازية لحكومة الوحدة الوطنية، تتكون من عناصر المؤتمر الوطني المخلصة والمؤمنة بالأفكار والسياسات التي جاءت في ورقته، لتنفيذ هذه الافكار والسياسات. ولتذهب حكومة الوحدة الوطنية وأهدافها وبرامجها واتفاقية السلام والدستور الانتقالي، والقوانين المستمدة منهما الى الجحيم من أوسع أبوابه!! * وفي حقيقة الأمر، فإن المقترح الذي جاء في ورقة السيد عبد الرحيم حمدي، بتكوين حكومة موازية لحكومة الوحدة الوطنية، أو للحكومة الانتقالية، لتنفيذ الافكار والسياسات المطروحة، قد وجد طريقه الى التنفيذ قبل وقت طويل من تكوين حكومة الوحدة الوطنية، وظهوره كمقترح في ورقة حمدي. وهو ليس الا ترجمة لواقع موجود بالفعل. * ولو تذكرون، فإنني ظللت أكتب منذ توقيع اتفاقية السلام عن سياسة «خم الرماد» التي تنتهجها الحكومة، وأحد مكوناتها الأساسية وضع العناصر الأكثر ولاءً وإخلاصاً للانقاذ في المواقع المفصلية للدولة، تحسباً لمستلزمات الاتفاقية التي ستأتي بشريك للحكومة يقاسمها السلطة والثروة والمناصب المهمة، وبالتالي فإن الانقاذ يجب أن تضمن وجود أكثر العناصر إخلاصاً لها على المواقع المهمة في الدولة، لتنفيذ أفكارها وسياساتها بدقة شديدة. وهذه العناصر هى التي تدير شؤون الدولة بالفعل الآن، وتطبق سياسات الانقاذ والمؤتمر الوطني وهي التي أشار اليها حمدي في ورقته!! * ولو أمعنا النظر الى ما حولنا.. لاكتشفنا وجود حكومتين، حكومة معلنة، هى حكومة الوحدة الوطنية، التي لا حول لها ولا قوة.. وحكومة سرية تمسك بيديها القويتين كل شئ. وتفعل ما تشاء وقتما تشاء. * كل هذا والحركة الشعبية نائمة نوم العوافي، تسهر في المناسبات الاجتماعية طول الليل وتنام طول النهار، ويتندر عليها أهل الانقاذ بالقول «الحركة نائمة.. لعن الله من أيقظها» كدلالة على عجز الحركة وفشلها والغيبوبة التي تعيشها..!! وغداً بإذن الله يتصل الحديث. انتظروني..
|
|
|
|
|
|
|
|
|