لجميع طلبة وخريجي الهند .. فيديو حفل الإستقلال المركزي Bangalore 2000 كاملاً ..

Quote: وقد يتعجب القارئ الكريم إذا قلت له إننا سنعود مرة أخرى لأحداث شرائط حفل الاستقلال المركزي ، إذ أصبحت تلك الشرائط هي القضية الأساسية للجنة التسييرية التي تشكلت بعد حل اللجنة التنفيذية التي أرأسها .. إذ ذات مساء ممطر بينما أنا في منزل عز الدين الذي أنزل به ، طرق طارق الباب ولما فتحته وجدت القادم هو ــــــــ ، الذي لم يمض على تقلده رئاسة اللجنة التسييرية يومان فقط ، وبدأ الحديث معي بقوله دون مواربة أنه أتى فقط لاستلام شرائط الحفل المركزي ، فأبديت له دهشتي واستغرابي من طلبه ذاك !! ، ثم أخبرته أنه حسب علمي المتواضع فإن الدستور نص على أن مهمة اللجان التسييرية تنحصر فقط في التحضير للجمعيات العمومية ولا شيء آخر !! ، إلا أنه أصر على رأيه ، فما كان مني إلا أن طلبت منه مراجعة العهدة ليرى إذا ما كان هنالك شرائط تخص الإتحاد بحوزتي ... وبعد أن تيقن إنني لن أعطيه جملة مفيدة ، كاد أن يبكي وهو يترجاني أن أعطيه نسخاً فقط منها إذا كنت مصراً على عدم تسليم الأصلية .. وتنقل في حديثه معي ما بين التهديد والترغيب و الاستجداء والوعود .. ولما وجدته على هذه الحالة من عدم الدبلوماسية في الحديث وافتقاره إلى حسن اختياره للألفاظ ، طلبت منه الحضور غداً مساءً حتى أفكر بالأمر .. وعندما حضر في الموعد رفضت طلبه أيضاً معللاً بأن ليس من صلاحياته مطالبتي بأي شيء وعلى اللجنة التي يرأسها مراجعة العهدة إن أرادت ، فإذا ما وجدت إنني مدين لها بأي شئ ، فأنا على استعداد لتسليمه فوراً ... وطبعاً كانت تلك هي العبارات التي اندسوا وراءها إبان مطالبتي ــــــــ بتلك الشرائط عندما كنت رئيساً للجنة التنفيذية ، وها قد دارت الأيام وهاهو ــــــــ يحاول إقناعي بالشيء الذي رفض هو الاقتناع به سابقاً !!... المهم انه اشتاط غضباً وهاج وماج ، وفي أثناء خروجه من المنزل التفت لي قائلاً انه ساعدني ووقف إلى جانبي أبان صراعي مع ــــــــ الذي هو عضو فيه ، وأنا لم أقدر ذلك الآن .. ولم أراه بعدها حتى انتهاء مدة تكليفه ، حيث جاءت بعدها اللجنة غير الشرعية وغير الدستورية التي ترأستها ــــــــ ، وكان على رأس أجندتها استعادة الشرائط مني مهما كان الثمن ، وكان واضحاً أن جرحهم القديم الذي أحدثه استعادتي الشرائط من ــــــــ لم يندمل بعد ، بل إذداد تقيحاً وصديداً، ولن يهدأ لهم بال إلا بعد تخليصها مني بأي وسيلة كانت ... وكانت اللجنة التي ترأستها هشة وضعيفة ، تتكون من أفراد من الطلبة الجدد ، والذين لم يعاصروا الصراعات وأسبابها الأولية ، فما كان من ــــــــ إلا وكلفت أحدهم وأسمه ــــــــ بإستعادة الشرائط ، فكان يأتيني في المنزل بينما كنت أجهز نفسي للسفر النهائي ، ويحاول الحديث معي في هذا الأمر .. وأذكر أنني كنت أخبره انه لا زال جديداً في المدينة وغير ملم بخوافي الأحداث وبداياتها وتشعباتها ، وأن من الأفضل له الاعتذار للجنته عن الحديث معي في هذا الأمر ، وليرسلوا لي شخصاً له دراية بالموضوع .. إلا انه أصر على الحضور للمنزل يومياً ، ولم يكن يتحدث معي بصفته الاعتبارية ، بل كان يقول لي (الرئيسة ترى كذا وكذا ...) ... وتأزمت الأمور بيني وبين اللجنة بصورة شديدة عندما لم يتبق لي إلا أقل من عشرة أيام على مغادرة الهند للأبد .. وفي إحدى الأيام جاءني ــــــــ ذاك يحمل تهديداً بأنهم بصدد فتح بلاغ ضدي إذا لم أسلمهم الشرائط !.. فنظرت له ساخراً وقلت له : افعلوا ذلك بأسرع ما يمكن لأنني مغادر (Bangalore) بعد يومين فقط .. ومرة جاءني ــــــــ السكرتير العام للجنة ملمحاً أنهم قد يلجأون لإيقاع عقوبة التجميد بشخصي إن لم أسلمهم ما يطلبونه ! .. فقلت له متهكماً :هل تلك العقوبة تقتضي أيضاً مصادرة جواز سفري وحظري من المغادرة خارج الهند ؟! ... وحقيقة بُهت القوم ولم يدروا كيف يتصرفوا في هذا الخصوص !! ، وقد كنت أنا أيضاً محتاراً في هذا الأمر ، إذ ليس من الصحيح بأي حال من الأحوال ، أن أغادر الهند وأنا احمل معي تلك الشرائط الوثائقية الهامة ، والتي تهم جميع طلاب الهند لكونها مادة أرشيفية قيمة ، ولم أدر حقيقة ماذا أفعل ومواعيد سفري تقترب بسرعة شديدة !! ... وفي تلك الظروف جاء إلى بنقلور مشرف الفرع واسمه ــــــــ ، وبعد عدة جلسات ساخنة بيني وبينه ، وصلنا لإتفاق بشأن الشرائط ، رغم إن الدستور واللوائح ترفضان جلوسه معي ، بإعتبار إن تعامله فقط عبر اللجنة التنفيذية ، وليس عبر أفراد أو أعضاء في الإتحاد ، ولكنني وافقت على التباحث معه لإنهاء الأزمة ... وكان الاتفاق بيني وبينه يقضي بأن تعطيني اللجنة التنفيذية خطاباً رسمياً ــ أضع صيغته بنفسي ــ ، تطلب مني إعطائها نسخاً من الشرائط خاصة ذلك الحفل لأن النسخ التي بحوزتها مفقودة (أي اعتراف صريح من اللجنة بأنها لا تملك مطالبتي بأي شرائط وأن الأمر كذلك أستطيع تلبية ذلك الطلب أو رفضه) .. وقد تخوف مشرف الفرع من أن استلم الخطاب ثم لا أسلمه الشرائط بعد ذلك ، ولكنني طمأنته أنني على وشك مغادرة الهند وأريد الانتهاء من هذا الأمر ، وأن بإمكانهم استلام الشرائط في ذات اللحظة التي أستلم فيها الخطاب ... ولما لم يكن هنالك حل آخر ، فقد جاءوني بالخطاب الذي وضعت صيغته بنفسي ، وبعد أن قرأته ، سلمتهم الشرائط الثلاثة ، منهياً بذلك أزمة استمرت طويلاً .. اختلطت فيها الحسابات الشخصية بالتنظيمية ، والمنطقية بـ اللا منطقية ، وسببت الكثير من الإشكاليات والحساسيات والصراعات بسبب التدخل المباشر وغير المباشر لعدد من التنظيمات في تلك المسألة التي لا معنى لها أصلاً ... ولم تنقضي القليل من الأيام بعد ذلك ، حتى كنت قد غادرت الهند نهائياً ، غير نادم على شيء فعلته بها ، بل كانت مكسباً كبيراً لي .. كون إنني قد صُقلت بعدد هائل من التجارب والأزمات ، والتي تعلمت جيداً كيفية التعامل معها إذا ما واجهتني أشياء كتلك مستقبلاً في حياتي العملية ، ولا شك إن الحياة لن تكون خالية من المتاعب والأزمات التي تحتاج لخبرة وإحتكاك للتعامل معها ...