علاء الدين يوســـف .. يكتب من الخرطوم .. ( شاهد عيان )

Quote: أنا في طريقي صباح اليوم للخرطوم كانت كل واجهات المحال على الأرض و كل المظلات على الأرض ، ركشة محروقة تماماً و تساوت بالأرض تساءلت في دواخلي من التعيس صاحبها و كم فماً كانت تطعم في ظل هذه الظروف الإقتصادية المنهكة التي جعلت من العزيز ذليلا ؟؟ حافلة ركاب روزا محترقة تماماً في منتصف شارع رئيسي قالوا أنهم كسروا زجاجها و قائدهافيها ثم ركبوها وضربوه ضرباً مبرحاً و لم تتأكد أنباء نجاته من بين براثنهم ، ثم أشعلوا فيها النيران. مستوصف في شارع رئيسي لعلاج المرضى و المنكوبين و المبتلين أضرموا فيه نيران لم يتبقي فيه من شيء يذكر. صاحب بقالة إسمها أبو الهول في شارع رئيسي مكتظة بثلاجات العرض لم يبقوا فيها إلا على زجاجات مياه فارغةمتساوية بالأرض و يقال أن صاحبها قد أصابه الجنون بعد ذهاب ماله و هي كانت من أكبر البقالات في الشارع. تضاربت أنباء كثيرةعن محاولة اغتصاب فتيات و قتل أخريات و لم تتأكد الأنباء بعد. الشرطة و القوات التابعةللجيش دخلت الأحياء ليلاً فصرفهم الشباب و قالوا لهم إحرسوا الشوارع الرئيسية أما أحياءنا فنحن أولى بها و أقدر على حمايتها خرجت مساءاً بعد أن تعطلت شبكةموبيتل من كثرة الاتصالات المتلهفة من الأهل للإطمئنان على بعضهم أبحث عن هاتف عمومي فلم أجد إلا محلاً واحداً وداخل حي يفتح شقة واحدة من بابه و جدت بنتين تبكيان و هما تجريان اتصالات مع أهل زميلة لهم خرجت من الجامعة و لم يعرف لها مستقر حتى ذات الساعة المتأخرة من الليل.