|
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد (Re: خالد العبيد)
|
1/ج
العلمانية و موت المؤلِّف
كيف تقع هذه الورقة في فخ الاحتراز الثقافي هذا، و حزبها نفسه يناضل لأجل الديمقراطية لا الشورى، يدعو إلى الاشتراكية لا التكافل الاجتماعي و يعلن تمسّكه بالماركسية لا نهج السلف، إن هذه الانتباهة من جانب الورقة "و ورقات أخريات" لدور اللغة و الثقافة و الخصوصيات ضمن الصرعة الجديدة في الكتابات الحزبية، تتجه إجمالا إلى المجال الخطأ، بسبب من تقاعس الجماعة الناشرة في الحزب عن مخاطبة التغييرات المطلوبة، و اكتفائها بالتنازلات غير المطلوبة للثقافة العربسلامية المتفشية و غير المنقّحة، فالمجال الصحيح و الشجاع لو أرادت الورقة بذل جهد في هذا الجانب -المباحث اللغوية- هو البحث في مجال النظريات النقدية الحديثة، التي افترعت مسألة اللغة كأساس للتحليل الاجتماعي و التاريخي، من لدن والد البنيوية فرناندو سوسير مُؤسّس التعامل مع اللغة كنظام وظيفي Functional system لا كألاغيز فردية، النظريات النقدية الحديثة التي تحفر بصبر لإعادة رؤية العالم عبر منظار نقدي ثقافي مجتاز للتحليل الاقتصادي الماركسي، تلك هي ثورة المباحث اللغوية الجديدة التي تعافها ورقات الحزب لأنها تفكك الرطانة الشيوعية و اليسار التقليدي و وجهات نظر الحتمية و العامل التحتي
يكفينا في حيّز مفهوم اللغة الذي تخصخصه ورقة الدولة المدنية، بحجة عدم استساغة المجتمع الاسلاموعروبي لكبد مفردة العلمانية، و تجاوب ورقة الدولة المدنية مع هذا الاتجاه، يكفينا استدعاء إسهامات قديمة، لتوضيح الصلة بين مقاربات بعض المدارس النقدية و بين دفاعنا عن "مصطلح" العلمانية، منها مقولة فيكتور شكلوفسكي صاحب الـ De-familiarization : حول اكتساب المعاني
Meaning is dialogic in nature, that is, a series of encounters between individuals
و نزيده بكلمة من عندنا and societies
و استكمال ميخائيل باختين للمُراد في مقولته:
There is no fixed meaning to any narrative, therefore, and it is always open to multiple interpretations
يعني: إننا في الواقع –على خلاف ما ذهبت اليه الورقة- معنيون بالدفاع عن العلمانية، عن تجلّيها في الواقع و أمثليتها للمجتمعات المتحضرة و للخليط البشري، ليس كدفاع الورقة الخجول عن بعض إشراقات المدنية الغربية، بل دفاعا اصيلا و مستميتا، عن أن العلمانية هي النظام الوحيد، الذي يبرهن و يضمن إمكانية الاختلاط البشري ضمن أي رقعة من الأرض، و إذا كان السيد ابراهيم نقد، في سرده لأسباب تحالف الحزب الشيوعي مع الحركة الشعبية، قد أكّد أن حجر أساس التحالف، هو تأكيد الحركة على وحدويتها، فإن علينا أن نعلم، أن العلمانية هي تميمة الوحدة، و سرها المكنون و بالتخلي عنها، عبر فلسفة المضامين، المبتسرة هذه، أو تحيّزاً لفئة، تصبح توجهاتنا الوحدوية، زعما لا يسنده دفع من تنظير سياسي مكين
و نعني: إننا معنيون أكثر بالتمسّك بمصطلح العلمانية، و بخوض الصراع لجعله جزءا من عائلة خطاباتنا المحلية، لكونها تمثّل نظاما أفضل لحل مشكلات العلاقة بين الدين و الدولة، و استغرب الا تشير مصادر و وثائق الحزب عن العلمانية، خصوصا بعد موضة التأصيل اللغوي هذه، إلى أن تاريخ مصطلح العلمانية secularism العملي يبدأ مع معاهدة صلح وستفاليا التي وضعت حدا لحرب الثلاثين عاما الدينية، بين البروتستانت و الكاثوليك أساسا، و بين كيانات سياسية أوروبية إجمالا، كانت كلمة السر في إنهائها و في رسم بنودها، هي العلمانية، كمفهوم ساعد في فض الاشتباك الديني الدموي، لا العكس، و لا كما يُشاع عن أول ظهور العلمانية كمصارع للدين، بل كحل للصراع الديني، و استغرب أيضا، من ورقة تبحث معجمة مصطلح العلمانية ألا تستصحب اجتهاد جون هوليوك الذي في نهاية جدال مترام حول مجال العلمانية، ميّز في النهاية ما بين العلمانية كإطار للنظام القضائي و القانوني و معاملات الدولة التي بطبيعتها لا تحتاج للدين، و بين ضرب آخر من العلمانية المطلقة التي تعني موقفا من الوجود و ظاهراته، لينحصر الجدل بعده، ليس حول وجهة العلمانية، بل حول أشكالها و تصريفاتها
و مفهوم الصراع لإسكان العلمانية، يعني أننا معنيون بتوضيح و شرح معنى و مضمون العلمانية لجماهير شعبنا، بالتمييز بين النماذج السيئة و تلك الحسنة، تأكيد ربط العلمانية بالديمقراطية –كما فعلنا للدولة المدنية ملاطفةً-، و حصرها في حيز الدولة و تشريعاتها و نظامها القضائي، اغناؤها بالإشارة إلى الحياة المدينية في الدول الاوروبية، التي يفيئ المسلمون إلى حمايتها، حتى الأصوليون منهم و الاكثر تشددا، حين تضيق بهم دول الثيوقراطية الاسلامية، أو تطردهم الخلافات المذهبية، لهم مساجدهم هناك في الغرب، و جمعياتهم و منظماتهم، و إذا كان لابد من الإشارة إلى علمانية تركيا الاستبداية، فلابد من الاستقامة و المصداقية، و تأكيد أن نموذجها مرفوض من جاراتها العلمانيات في اوروبا قبل أي كيان آخر، و أنهم يعطلون انضمامها للاتحاد الاوروبي لأسباب على رأسها موضوعة الحريات في تركيا، في حين أنها، أي تركيا، عضو مؤسّس في منظمة المؤتمر الإسلامي، كان ينبغي قول هذا كله، بدل هذه المناولة المضللة، للحالة الاتاتوركية
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد حسبو | خالد العبيد | 11-01-06, 05:38 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:40 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:42 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:43 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:45 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:46 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:48 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:50 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:51 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:53 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:58 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 05:59 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 06:00 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 06:02 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 06:03 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 06:05 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 06:06 PM |
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية،و من الديمقراطية إلى الشورى تحليل الانحدار والارتباط..محمد | خالد العبيد | 11-01-06, 06:08 PM |
|
|
|