نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! (Re: Kabar)
|
دساتير السودان:
آفة السودان ، أنه دولة منتجة للدساتير بصورة تدهش المتابع و المتأمل ، ففي الفترة ما بين 1953 و 2005 كان للسودان دستة دساتير(12 دستور بالعدد)، وو المشكلة الأكبر أن كل هذه الدساتير الكثيرة هي مؤقتة ..و هذا يعكس مدى اختلاف اهل السودان على قضايا مثل قضية طبيعة الدولة ، الهوية الوطنية ، و الدولة و الدين..
تجربة دساتير السودان 1953 ،1956 ،1964 ، لم تكلف نفسها بوضع تصور لطبيعة الدولة السودانية ، و اغلفت الحديث عن قضية الدين و الدولة ، و اعتبرت الهوية الوطنية بانها قضية متفق عليها للدرجة التي لا تحتاج لذكرها في صلب نصوص الدستور..
المشكلة الأكبر بدأت مع مشروع دستور 1968 و يشكل النقطة التي بدا فيها الحديث عن الدين و الدولة بصورة واضحة .. في نصوص ذلك المشروع كان الإتجاه لتعريف السودان بأنه جمهورية ديموقراطية اشتراكية تقوم على هدي الإسلام (المادة1) ، و ان السودان"جزء من الكيان العربي الإسلامي و الأفريقي (مادة5) [د.منصور خالد: النخبة السودانية و ادمان الفشل ،ص 505/506]. و في حديثه عن تلك المادة ، ذكر دكتور منصور خالد أن الحديث هو عن ثلاث كيانات (العربي ، الإسلامي ، الأفريقي)..
هذا الأمر تطور قليلا في دستور السودان 1973 ، و تم حذف (الإسلامي) من المادة 5 من مشروع دستور 1968..فكانت المادة الأولى من دستور 1973 تقرأ " جمهورية السودان الديموقراطية جمهورية اشتراكية موحدة ذات سيادة و هي جزء من الكيانين العربي و الأفريقي"..
و بالرغم من أن دستور 1973 حذف ( الإسلام) من تعريف الدولة السودانية ، الإ انه اكد الوجهة الإسلامية للسودان في مادتين اخريتين.. حيث ذكر في المادة (9) مصادر التشريع " الشريعة الإسلامية و العرف مصدران رئيسيان للتشريع ، و الأحوال الشخصية لغير المسلمين يحكمها القانون الخاص بهم).. و في المادة (16)(أ) : الدين في جمهورية السودان الديموقراطية الدين الإسلام و يهتدي المجتمع بهدي الإسلام دين الغالبية و تسعى الدولة للتعبير عن قيمه.. (ب) و الدين المسيحية في جمهورية السودان الديموقراطية لعدد كبير من المواطنين و يهتدون بهديها و تسعى الدولة للتعبير عن قيمها.. (ج)الأديان السماوية و كريم المعتقدات الروحية للمواطنين لا يجوز الأساءة اليها أو تحقيرها. اضافة لتصور الدولة و الدين ، ذهب دستور 1973 شوطا ابعد ، حيث ورد لأول مرة ذكر اللغة العربية كقضية دستورية ، وورد في نص المادة(10) من ذلك الدستور " اللغة العربية هي اللغة الرسمية لجمهورية السودان الديموقراطية"..
في دستور 1985 ، ورد تعريف السودان في المادة (1): السودان دولة ديموقراطية موحدة ذات سيادة على جميع الأقاليم الواقعة داخل حدودها .. و في قضية الدين و الدولة ، لم يتعرض الدستور لتعددية الأديان في السودان ، و تجاوز ذلك بالإشارة الى الإسلام في مادة مصادر التشريع (المادة 4) حيث تقرأ "الشريعة الإسلامية و العرف مصدران اساسيان للتشريع و الأحوال الشخصية لغير المسلمين يحكمها القانون الخاص بها.. و لم يرد ذكر تفصيلي لموقف الدولة من بقية الأديان الأخرى ، وايضا لم يرد ذكر لموقف الدولة من اللغات في السودان..
في دستور 1998 اخذت قضية الدولة و الدين بعدا اخر ، من حيث امور مثل طبيعة الدولة و السيادة فيها.. في موضوع "طبيعة الدولة" ، تقرأ المادة (1) من دستور 1998 " دولة السودان وطن جامع تأتلف فيه الأعراق و الثقافات و تتسامح الديانات و الإسلام دين غالب السكان ، و للمسيحية و المعتقدات العرفية اتباع معتبرون".. فهنا ، و لأول مرة يتعرض دستور سوداني لمسألة تعدد الأعراق و الثقافات ، و هو اعتبار تنسفه بعض النصوص الأخرى و في نفس الدستور.. عادت قضية اللغة كقضية دستورية ، حيث ورد في المادة (3) من دستور 1998 "اللغة العربية هي اللغة الرسمية في جمهورية السودان ، و تسمح الدولة بتطوير اللغات المحلية و العالمية الأخرى".. و ايضا للمرة الأولى يرد ذكر لغات اخرى غير اللغة العربية في صلب الدستور ، و هو اتجاه لإعتبار مسألة تعدد اللغات في السودان..
و بالرغم أن دستور 1998 حاول الإعتراف بالتنوع الديني و الثقافي في السودان ، اٍلا ان ذلك الحديث تم نسفه تماما في موضوع التعبير عن الحاكمية و السيادة في السودان ، حيث جعلها ذلك الدستور سيادة دينية خالصة و بفهم اسلامي قح..ففي المادة (4) ورد:"الحاكمية في الدولة لله خالق البشر ، و السيادة فيه لشعب السودان المستخلف يمارسها عبادة لله و حملا للأمانة و عمارة الوطن و بسطا للعدل والحرية و الشورى و ينظمها الدستور و القانون"..
اغلفت الدساتير السودانية ما قبل 1998 قضية التنوع الثقافي و الديني و اللغوي و العرقي في السودان و هي مكونات ضرورية لتعريف الهوية الوطنية ، و ايضا كانت تركز على شكل الحكم المركزي في معظمها ، صحيح أن دستور 1973 بدأ الحديث عن لامركزية الحكم (تجربة الحكم الإقليمي) الإ انه لم يذكر أن ذلك ناتج عن التنوع الغني الذي يسود السودان.. قضية الهوية الوطنية ، ايضا يتم الحديث عنهافي تلك الدساتير ، في مستويات ضيقة: الدين ، العروبة و الأفريقانية ، و اللغة..
كبر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:04 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:07 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:20 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:31 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:43 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:46 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:48 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:52 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:54 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:55 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:57 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 08:59 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 09:02 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 09:11 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 10:56 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 10:58 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 11:09 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-08-10, 10:15 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Abdel Aati | 03-09-10, 01:16 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Abdel Aati | 03-09-10, 01:37 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Abdel Aati | 03-09-10, 01:58 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | كمال عباس | 03-09-10, 02:16 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Basheer abusalif | 03-09-10, 08:23 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | البحيراوي | 03-09-10, 08:31 AM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-09-10, 05:39 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-09-10, 05:41 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-09-10, 05:43 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-09-10, 05:44 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Abdel Aati | 03-11-10, 12:39 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-13-10, 05:55 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-13-10, 05:58 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-13-10, 06:04 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-13-10, 06:09 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-13-10, 06:11 PM |
Re: أنا و الآلة الإنتخابية للسودان:الإتفاق مع احزاب لم تكن في الحسبان..!! | Kabar | 03-13-10, 06:16 PM |
|
|
|