اول ما لفت انتباهي حكاية الإسم ، قصدي رهيد البردي ..وحاولت التفكير المباشر..يعني البحث عن معاني المفردات.. فالرهيد هي تصغير كلمة الرهد..وهي تعني بقعة مياه ثابتة غير جارية .زيها وزي فكرة البحيرة..ومناطق كثيرة تحمل نفس الأسم ، مثل مدينة الرهد اب دكنة في شمال كردفان ، ومنطقة الرهد في شرق السودان ، اما (البردي)..وهناك تنطق بكسر الباء والراء معا..ففيها قولان..لأن المتبادر للذهن انها من فكرة (الورود) اي الذهاب الى محل الموية..وفي اعتقادي..ده تصور اعتباطي.. فمعروف ان الإنسان يرد الى محل المياه أينما كانت ..فهل تخصيص لجة مياه معينة مفيد؟..لآ اظن ، والإ اننا سنجد كل بقعة مياه في امسودان سوف تضاف اليها مفردة (البردي/الذي يرد الماء)..!
القول الثاني ، ان البردي هي جاية من نبات البردي المعروف في الحضارات السودانية القديمة ، وهو النبات الذي تجلت فيها عظمة انسان تلك الحضارات بان صنع منه اوراق خاصة للكتابة..وهو ما نراه اليوم في مصر ..حيث اصبحت البرديات لوحات جمالية تباع لمن يرغب في اقتنائها كأشياء جميلة.. ونبات البردي.. Cyperus Papyrus هو نبات مائي ، اي ينمو في المياه ، واصل موطنه افريقيا..وقد طوره الإنسان لإستخدامات عديدة..وبالتالي يمكن أن تكون تسمية تلك البلدة ، جاية من نبات البردي..
لاحظت ايضا اسم قرية في غرب كردفان (تقع بين مدينة لقاوة شرقا ومدينة الفولة غربا) واسمها البردية..وهي الأخرى تقع بالقرب من جبل الزنقور الذي كان حقل حفريات قديمة لتبيان مواقع اثرية ، منها اكتشاف ما يشبه المدينة في تلك الحفريات..وهذا غير مستغرب ، لأن حدود حضارة كوش القديمة لم يحدد احد بعد امتداداتها الجغرافية..وانا اتفق مع اهلنا ناس جامايكا ممن يذهبون ان كوش عندهم تعني كل الحزام الممتد من البحر الأحمر شرقا الى المحيط الأطلسي غربا ..!
المفارقة أن مريدي السمحة ، هي الأخرى مدينة تحفها كثير من مصادر المياه سواءا كانت رهود أو بحيرات.. وفي الوكيبديا حينما تحدثوا عن نبات البردي ، ذكروا ان بعض اهل الجنوب يستخدم النبات في صناعة المراكب الصغيرة..وحينما نقارن ذلك بواقع رهيد البردي ، ان اهلها يستخدمون مراكب صغيرة ويسمونها (الطرور)..!!
فهل يا ترى الطرور حقنا ده ياهو نبات البردي؟..وهل ممكن نصنع من الطرور صحائف اشبه بالورق وتعيش على مر السنين؟..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة