|
|
 الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي
|
تنبيه مهــم:
أنجز عبد العزيز بركة ســـاكن " ثلاثية البلاد الكبيرة" .. و نشر الجزء الاول منها .. و هو موضوع هذه العجالة.. وبالتالي قد يكون الكلام عن التجربة بكاملها هو عبارة عن كلام منقوص .. و مشكلة هذا النقصان قد تربك قليلا .. خصوصا عدم القدرة على قول يحتوي على نتائج و محصلات نهائية تفيد في اضــاءة التجربة بصــورة أوضــح.. لا يمنع ذلك من تســجيل لحظة التواصـــل العادي هنا.. و ذلك من خلال قراءتي للجزء الأول .. " الطواحين"..
· أول مرة سمعت باسم عبد العزيز بركة ســاكن .. في صيف 2003 و كنت وقتها في زيارة لأبكر أدم في مدينة Calgary .. و أبكر هذا له حس عميق بطفولة المدن .. فهمها كانت هاتيك المدن غارقة في مظاهر تقدمها و متباهية بشــوارعها النظيفة .. فهو يرى أن في كل مدينة ملامح قرية علينا البحث عنها و احســاسها .. و حتما سنجدها.. و هكذا كنا نتجول مشيا في الطرقات الصغيرة الأنيقة ..التي هجرتها زحمة رأس المال المتسارعة.. , أختار هو الدروب المملوءة بلوحات و تماثيل تحتشد غناءا في تمجيد روح نقية لن تطالها تفاهة حضــارة الاســتهلاك.. تجولنا في ضــفاف نهر ألبو Elbow ( هل لهذا الاسم علاقة بنهير ألبو الســوداني؟) .. ثم الكباري .. حتى ..حينما صعدنا برج المدينة العالي .. كنا نتأمل الفضــاءات الواسعة .. المسكونة بالأشجار المخضــرة .. " هل أحس أحدكم بغربة الأشجار في قلب المدائن الزاهية؟ " .. و للعجب كانت الأشجار أطول جمالا من البنايات المطاولة شموخا أعوجا زائف.. المهم .. كنا في بص 72 الدائري .. و ســاعتين أبكر ادم يتحدث عن شخصين: عبد العزيز بركة ســاكن و محمد حسين بهنس.. يحكي لي عن قلق اللغة حينما تحاول .. و بصــورة متعثرة .. قــول الجمال .. ذلك لأن الجمال طاقة تحتاج كثيرا من القواميس الاضــافية (موسيقي +رسم) لقولها..و عدت من تلك الرحلة و في رأسي طواحين تأز بأزيمها الخاص.. و أسئلة تتشابك و أشــواق جانبة لقراءة عبد العزيز ســاكن .. و محمد بهنس.. و عاطف عبداللـه .. و غيرهم ..و في هذا الصيف.. صيف 2004 .. عثرت على عبد العزيز بركة ســاكن و عاطف عبد اللــه في معية صديقة ســودانية .. ربما لم تقصد أن تقرأني الطواحين .. الجزء الأول من ثلاثية البلاد الكبيرة .. أو حتى البقع الســوداء.. و لكني أثقلت دمي و أخذتهما.. و بدأت بقراءة الطواحين.. قرأتها ثلاثة مرات في ليلة واحدة .. و كنت في حالة جــذب عجيبة .. لم أتمكن من توصــيفها .. الا بكونها حالة توهان في بؤرة جمال مزعج للغاية..
· معروف .. أنه و في تكويننا الثقافي و اللغوي .. أن الازعاج حالة سلبية .. تعني في محصلتها كل شعور يهلكنا بالضيق و النرفزة .. و أن يقرن ذلك بالجمال .. فهي قطع شك محاولة لجمع النقيضين.. كأنما احســاسنا بالجمال .. بالضرورة .. هي حالة تقتضي الطمأنينة و الهدوء .. و لكن ما بالك .. لو كانت تلك الحالة مقرونة بقدرتها الفائقة على اثارة اسئلة و أحاسيس يصعب الهروب منها ..و في نفس الوقت لها القدرة على اجبارك على احتسائها باستغراق حتى الثمالة.. و "الطـــواحين" .. هي حالة كتابة أنيقة لها القدرة على فعل ذلك..بمفارقاتها الجمة.. بلغتها الشــائكة..سخريتها..بغضبها.. و أسئلتها الوجودية الكبرى.. خصــوصا لو كانت تلك الأسئلة عن مفهوم مجرد كبير ..اسمه الحــرية..ببســاطة ..محاولة الطواحين للاحتفــاؤ بالنقاء و الحرية ..في زمن غير نقي و غير حــر .. هي بلا شك محاولة لتأسيس بؤرة الجمال المزعج اياه..
·
الثــــــــيمات الأســـاسية:
تحاول " الطـــواحين" اثارة ســـؤال ملح.. و هو هل بالامكان تأسيس نقاؤنا .. و بالتالي ..جمالنا الخاص في زمن قبيــــح؟
و للاجابة على ذلك ..تجئ ثيماتها الأســـاسية كالتالي:
- التمــــرد
- الحــــرية
- النقاء الانســــاني + الصـــداقة
و هي تتقاطع .. بالأحـــرى تتالى زمانا ووجودا.. و بالتالي يكون التمرد .. بمعنى الخروج عن المألوف و مفارقة نواميسه بتحــــدي صـــارخ.. هو مدخل للانعتاق و تأســـيس الحرية.. و هي مرحلة الاحســـاس بها و تقريرها و محاولة انجازها كواقع.. يشكل العتبة الأولى في رحلة النقاء..
المفـــــــارقات:
تحتـــوي " الطواحين" مفارقات عديدة .. لها منطقها الخاص في تأسيس جمالية المخالفة .. على الأقل في تقاليد انجاز الرواية الســودانية ماضيا و حاضرا.. و في رأي البسيط أهم مقارقتين تجري كالتالي :
أولا: أن الرواية تحكى على لســـان امرأة من أرض البلاد الكبيرة "الســــودان" .. يعني زولة ســـودانية تماما .. تحاول التحقق من ذاتها عبر تأسيس تمردها الخاص .. و منها ابتداع فضـــاءات تصــــالحها.. و بالطبع لا يحبذ فعلها ذلك.. و لكنها تصـــر عليه ..رغما عن ذلك .. و تستمر في تأسيس نقائها .. و بالتالي اختباره على أرض المعيش اليومي.. كخبرة انســانية قابلة للتحقق..
ثانيا: تجربة مايا زوكوروف .. الروسي.. الذي حاول أن يؤسس جماله الخاص عن طريق تمرده و مفارقة واقعه كحالة مجتمع .. و بالتالي البحث عن أرض أخرى.. مجتمع اخر ..أصدقاء جدد..بالتحديد تأسيس فضـــاء انســاني و اجتماعي يسمح له باختبار نموذج الحرية و السعي في تحقيق النقاء الانساني.. و قد تهيأ له ذلك في أرض البلاد الكبيرة..
النـــاس :
"الطواحين" هي كتابة عن حياة الناس .. و ان كان تصدت لقول تفاصيل حياة شــريحة معينة من ناس السودان "شريحة المثقفين".. لها خصــوصيتها و تصوراتها عن الكون و الحياة والعلاقات الانسانية..و أيضا هي قول للموقف الانساني من قضــايا بعينها .. و أيضا بها احتفالية عالية بالمكان و الزمان .. و لن نتكلم عن ذلك هنا .. و ربما نعالجه في وقت لاحق..
و لكن لابد من اضاءة بعض من ناسها .. حتى يدرك القارئ عن ماذا نتحدث..
القــــديســــة:
و أسمها سهير حســان .. و هي راوي الأحداث .. أو ربما تكون الأحداث هي اضــاءة لتجربتها في الحياة قولا وفعلا .. هي امرأة مجروحة في حبها الأول ..كعلامة فارقة لتأسيس النقاء و الحلم .. متزوجة من نور الدين .. كتعميق للمعضلة الاجتماعية الراسخة في أرض اليلاد الكبيرة.. و مسألة حق المرأة السودانية في تقرير مصـــيرها ..
لم تكن القديسة سعيدة بزواجها .. و ظلت حبيسة لحقيقة " لن نجرؤ على تسميتها وهما .. لأن القديسة تؤمن بها هكذا " أن حبيبها محمد ادم .. تــم اغتياله بواسطة أبوها و زوجها والمجتمع .. و ذلك في مؤامرة اجتماعية متجذرة .. تحاول أن تكبح جماح المرأة كانسان .. بدعوى التمسك بقوانين المجتمع و منظومة الأخلاق التي ترى في اختبار المرأة للحب هي نوع من قلة الأدب .. و هو توصيف يصب في محصلته النهائية في خانة القهـــر و الاقصــاء .. خصوصا في ظل ثقافة بطرياركية .. ترى أن مجرد السماح بمثل هذه الاختبارات ..هو نوع من التهتك والعمل على هدم النسيج القيمي .. او قد يكون في ذلك تهديد مباشر لهذا النظام ..
لم ترضي القديسة بذلك .. و عملت على تأسيس فضــاءاتها و علاقاتها .. و بالتالي تغيير شكل حياتها .. و التي أنتهت في معية رجل اخر ( غير حبيبها أو زوجها ) .. بعيد عنها شكلا و موضوعا ..
| Quote: أسعد يوم في حياتي .. يوم أن حملت حقائيبي من الداخلية ووضعتها هنا في قطــيتي .. حقيقة كنت أبحث عن مثل هذه الحياة .. هذا المكان.. حياة مع رجل ليس هو زوجي.. رجل لا يفارشني .. رجل صــديق.. حياة تحسين بأنها ضــد .. و انها حياة مع .. و أنها حياة لأجل .. بيني و بينه اشتياق دائم .. بيني و بينه ســر لا فك لطلسمه |
ص 102
أو
| Quote: أتعلم أســــرار النيرفانا والنقاء الانســـاني من المحتار |
ص 20
المختــــــار:
في ظل زواجها .. انتهت القديسة الي حالة نفسية مرضية .. اقتضت عرضها على طبيب نفســاني .. و هو محمد المختار .. و قد تأهل المختار تأهيلا جيدا بمعايير الواقع اليومي.. و لكن ..يبدو .. أن الدراسة و التأهيل و العمل .. كخبرات انسانية .. فشلت في حسم و اجابة اسئلته الخاصة و غابات قلقه المتشابكة .. فأختار تمرده الخاص في رحلة شــاقة في البحث عن الوجود المثالي و النقاء و الحرية في التصــوف ..
يجتمع المختار مع القديسة في صفة محاولة انجاز التمرد و الخروج عن النواميس الضيقة التي لا تستوعب أشــواق الروح الانسانية في سعيها الدؤوب لتأسيس جمالها الخاص .. جمالها الحر .. جمالها النقي .. مع قناعتهما التامة بامكانية انجاز ذلك .. حتى لو كان في وسط مجتمع البلاد الكبيرة ..
و في ممارسة البحث عن ذلك الأنموذج .. اتخذ المختار سبيل العزلة و الزراعة و التماذج مع عناصر الطبيعة من أطيار و أشجار و أنهر و أزهار .. و رعايتها .. و في ذلك النشاط الهدف لتحقيق غايتين:
1. محاولة التوصل لحافة النموذج الأوفق الخاص
2. الســيطرة على طاقات الجســـد و تنقيته ليكون الوعاء الأنسب لاحتمال الاحساس بالحرية و النقاء و الجمال.. و هي حالة تصـــوف بينة ..
مايا زوكوروف فلاديمير :
| Quote: أنا مايا زوكوروف فلاديمير .. روسي ..سوري.. أو نحات ورسام |
و يشترك مع القديسة و المختار في استراتيجية التمرد و محاولة تأسيس النموذج الأوفق.. وهو الهارب من روسيا الى مجاهل أفريقيا .. بحثا عن أبعد موقع عن بؤرة الضجيج و الملل..
يؤسس مايا هذا زمنه الخاص .. و احساسه الخاص بالفرح و الحرية .. و في فعل ذلك يساعد كثير من ابناء البلاد الكبيرة في بناء وعي جمالي بقيمة بلادهم و ما فيها من مظاهر غوايات عديدة تصعب مقاومتها .. و هو كما تقول نوار :
| Quote: أستطاع أن يخلق لنا في بلادنا واقعا .. عجزنا نحن أبناء التراب عن ابتكاره |
نـــــــوار ســــعد :
و في نفس استرايجية ابداع التمرد تلك .. تشترك مع القديسة والمختار و مايا .. نوار ســـعد..أستاذة الفنون و المحاضرة في النحت الفرعوني و النوبي القديم .. و خبيرة ترميم الأثار..
حاولت نوار أن تؤسس دروب تمردها الخاص .. بالهجرة الى بريطانيا ..ثم أسبانية .. واكتشاف الألق المنقوص..لتعود لمحاولة اكماله في البلاد الكبيرة .. و في معية جوقة المتمردين اولئك ..
نـــوار.. نموذجها في البحث عن الحرية و النقاء الانساني .. و بالتالي تأسيس مشروع تمردها .. يتمحور حول ايمانها بقدرة الجسد في البلوغ لتلك الغاية .. و بالتالي عكسا لنموذج الروح الكامل المتبع بواسطة القديسة و المختار .. فهي تتبع النقيض .. و هو نموذج الجسد الصــرف .. كمدخل لتحقيق التمرد و الاكتفاء .. و بالتالي الوصول لحافة النقاء و الحرية ..كغاية قصــوى من الوجود الانساني.. و ان كانت احيانا .. و من باب التبرير.. تعترف بمسألة الجسد و الروح ..
تقول نـــوار :
| Quote: العالم ليس الروح وحدها.. و لكن الروح و الجسد .. فالروح وحدها تجريد عبثي و غير منطقي و بالتالي غير ممتع .. و الجسد وحده أيضا تجريد زائل. |
ص 96
تنتهي الطـــواحين .. بموت المختار و مايا .. بينما تظل القديسة و نــوار على قيد الحياة ..
مســألة اخيرة .. لغة " الطواحين " .. لغة متشابكة .. و تفيض شـــعرية نضــاحة .. و لكن تظل بعيدة جدا عن الانسان العادي .. فالرواية كما ذكرنا .. تحكي تفاصيل طبقة معينة من الناس في ارض البلاد الكبيرة .. قد يمكن وصفها بالصــفوة ( طلبة جامعات + أستاذة جامعة ) .. فهي من هذه الناحية بعيدة عن أسئلة المعيش اليومي.. و لا ينقص ذلك من قدرها في شــئ ..
مشكلة أخرى تتعلق بالطباعة .. و لقد أهملت الشركة الناشر .. و هي مكتبة الشريف الاكاديمية .. توضيح سنة النشر و رقم الطبعة .. و هي مشكلة تعاني منها بعض دور النشر .. و بالتالي تصعب مسألة المراجعة ..الطبعة .. سنة النشر.. عنوان الناشر .. الخ
محمـــد النـــور كـــبر
ايلول 2004
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-02-04, 02:57 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | أبنوسة | 10-02-04, 03:39 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | yasiko | 10-02-04, 06:36 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-02-04, 09:02 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-02-04, 09:07 PM |
 Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | tmbis | 10-02-04, 09:54 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-02-04, 10:49 PM |
 Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | salwa elsaeed | 10-03-04, 05:48 AM |
 Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | tmbis | 10-04-04, 01:06 AM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-09-04, 03:57 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | اسامة الخاتم | 10-03-04, 09:58 AM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | soma | 10-03-04, 10:57 AM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | مريم بنت الحسين | 10-03-04, 12:44 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-03-04, 06:58 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Abdel Aati | 10-03-04, 07:03 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-03-04, 07:02 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-03-04, 07:04 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-03-04, 07:06 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Agab Alfaya | 10-03-04, 07:13 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-03-04, 07:14 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-03-04, 07:27 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | على اسماعيل | 10-03-04, 11:48 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | ملكة سبأ | 10-09-04, 07:29 AM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-09-04, 04:00 PM |
| Re: الطــــواحين : الاحتفـــــاء بالنقــاء في زمن غير نقـــي | Kabar | 10-11-04, 07:36 PM |
|
| |
Kabar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست