نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا (Re: Kabar)
|
الأخ العزيز كبر عاطر التحايا أقتطف إليك هذا الجزء من بوست كتبته بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل البروفيسور عبد الله الطيب، تضمن مقتطفات من كتابه "حقيبة الذكريات". أشرت في هذا الجزء لاهتمامه بالمدن التي عاش فيها والتي عبرها:
وحديثٌ عن الأمكنة
اهتم عبد الله الطيب بوصف الأمكنة التي زارها من لندن إلى كانو، ومن الرياض إلى القاهرة، وبين مدن السودان المختلفة، مهتماً بتاريخها وبالتحولات التي طرأت عليها مع مر السنين. اقتطف هذه الجزء عن بربر (ودعوني أهديه إلى بولا)، وعطبرة وسواكن: "كانت لأهل بربر بالبناء عنايةٌ وحذق. كانوا يحسنون بناء الطوب الأحمر (الآجور) والطوب الأخضر "اللَّبِن" ويرتقون بأصناف ما يبنونه من الجالوص يجعلون لها برنداتٍ وعقوداً وضروباً من الزينة والتحسين. وكانت بربر مدينة قديمة. كانت عاصمة في التركية السابقة وملتقى قوافل تصلها التجارة من شندي ومن دنقلا ومن سواكن. كانت هي من فوق النيل رصيفة سواكن التي فوق البحر الملح ومكملة لها. لكن الآن قد انتقلت أهمية بربر القديمة إلى مدينة أتبرا الجديدة، ملتقى الخطوط الحديدة وعاصمة السكة الحديد. اسم أتبرا القديم الداخلة وهكذا سمعنا أهلنا يسمونها وذلك لأنها داخلة بين النيل والأتبراوي، آخر الفروع التي تصل النيل من هضبة الحبشة. ثم نقل اسم ناحية الأتبراوي (أتبرا) إلى المحطة الحديدية، فسميت به: محطة أتبرا. وكان اسم "أتبرا" لا يُطلق إلا على البلدان الواقعة على الأتبراوي بعيدةٌ عن النيل مثل بلدة "الشوك" وما أشبه. والكلمة بجاوية غير عربية بهمزة فتاء فباء فراء بعدها هاء، إن شئت كتبتها ألفاً كما تنطقها. وإن شئت كتبتها تاء مربوطة (أتبرة). ثم إن المصريين الذين خطوا أسماء محطات السكة الحديدية مع جيش كتشنر الفاتح، فخّموا الهمزة والتاء، فكتبوا عطبرة". فصار بعض الناس يقولون "عطبرة". وربما سمعت ذلك من الإذاعة أحياناً. (...) وكما انتقلت أهمية بربر القديمة إلى أتبرة، كذلك فوق سيف البحر الملح انتقلت أهمية سواكن القديمة ـ القديمة جداً ـ إلى بورسودان (...) وحظ سواكن كان أتعس لأن الخراب قد أسرع إليها كل إسراع، وتداعت صور قصورها ذات اليسار التالد والعلالي والمشربيات البارعة والجمال الأكيد. قالوا وإنما دعا إلى هجر سواكن وإنشاء بورسودان أن صخور المرجان أمامها كثيرة وماء البحر في بورتسودان أعمق ووضع الفرضة أصلح للسفن الكبيرة. والحق أن صخور المرجان إنما انتشرت في بحر سواكن بعد إهمال فرضتها كل الإهمال. وعندي أن السبب الحقيقي الذي دعا إلى إهمال سواكن أنها لم تسقط في يد المهدية فبقيت تابعة للخديوي حتى انتصر كتشنر على الخليفة في حرب "كرري". فكان الإنجليز لما استبدوا بسلطة الحكم الثنائي في السودان، رغبوا أن يكون ميناؤه خالياً كل الخلو من ظلال شرعية سلطة الخديوي ومن عسى أن يخلفه. ولم يكن عسيراً أن يجدوا مكان فرضة مناسبة، وإنما كان العسير أن يجدوه قريباً من موارد الماء العذب. والماء الجوفي وماء الجبال كان من سواكن بعيد. ولما تمّ نقل الماء العذب من عين "أربعات" بالجبال إلى الميناء الجديد الذي أعطي اسماً انجليزياً Port-Sudan بالأنابيب، كان ذلك بداية القضاء المبرم على سواكن. كانت فرضة سواكن أيام عزها جزيرة. وكانت زاوية الشيخ بالقيف "على الشاطيء" المقابل لها. وذلك قوله يمدح سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام: يا صحيح الباطن... هانذا قاطن ... هانذا ساكن في برور سواكن (...) أخبرني الشيخ قمر الدين بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ الطاهر المجذوب رحمهم الله جميعاً أن الشيخ رضي الله عنه لما نظم هذه المدحة، حاكى بها نشيداً بجاوياً هدندوياً من أناشيد صيادي الحوت. ولا زالت زاوية الشيخ ـ إلى زمان قريب ـ بحالة حسنة من عدم التداعي وبعض العناية، وفيها بقية من المكتبة القديمة فيها مخطوطات حسان نفيسات." ص131ـ133
وهذا وصف لكبوشية(ولأهديه للصديق أسامة الخواض):
"كانت إقامتي التي أقمت بكبوشية ممتعة مفيدة. رأيت الآثار بعد ذلك مرات، وعرفت بعض تفاصيل متعلقة بها من القراءة ومن أحاديث الزملاء المختصين. يقول بعض السفهاء من الناس أن الأحاديث الشفهية لا قيمة لها في معايير العلم الحديث (...) وقد جُعل الاهتمام بآثار النوبة يزداد منذ البداية في عمليات إنشاء السد العالي. ثم انساق الاهتمام من النوبة السفلى إلى النوبة العليا التي هي بلادنا. ولم يكن مثقفونا يعيرون هذا الأمر بالا، فأقبلوا على ذلك بآخرة، وبعثت الدول بالعلماء والخبراء وخف من صنف البشر الأكاديمي خلق كثير." ص 166
أكتفي بوصفه لهذه المدن. أما وصفه المطول للخلاوي ونار القرآن في دامر المجذوب، فهو مثالٌ متفرد لعشق الأماكن.
لك ولزوارك خالص الود نجاة .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 10-25-04, 02:19 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | mohammed alfadla | 10-25-04, 02:27 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | فى حافة الغياب | 10-25-04, 10:54 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | tmbis | 10-26-04, 04:02 AM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 10-30-04, 08:15 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 10-30-04, 07:57 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 10-30-04, 08:40 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | elfaki | 10-30-04, 10:57 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Nagat Mohamed Ali | 10-31-04, 00:29 AM |
مدينه العيد | توما | 10-31-04, 07:43 AM |
Re: مدينه العيد | خضر عطا المنان | 10-31-04, 11:54 AM |
Re: مدينه العيد | Sidig Rahama Elnour | 10-31-04, 12:36 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 10-31-04, 07:53 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 10-31-04, 08:04 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 10-31-04, 08:25 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 10-31-04, 08:32 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 10-31-04, 08:46 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Yahya Fadlalla | 11-01-04, 01:14 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | مزن ابوعبيدة النيل | 11-01-04, 06:20 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | elfaki | 11-01-04, 10:36 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | على اسماعيل | 11-02-04, 02:54 AM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 11-02-04, 05:09 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 11-02-04, 05:18 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 11-02-04, 05:31 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 11-02-04, 05:36 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Kabar | 11-02-04, 06:30 PM |
Re: هـــذى الـمـدن : تعـالوا نكتبهــا | Shams eldin Alsanosi | 11-03-04, 03:38 PM |
|
|
|