اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 03:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة امانى عبد الجليل(الجندرية)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2007, 09:20 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20442

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل (Re: altahir_2)



    نموذج من أعمال هيثم النقدية

    التوثيق الشعري في قصيدة قراءة في أوراق الجسد العائد من الموت للدكتور عبد العزيز المقالح
    محمد حسين هيثم
    ربما يوقعنا مصطلح "التوثيق الشعري" في تناقض بين عنصرين متنافرين، العلاقة بينهما ضدية، وقائمة على مبدأ الإلغاء، كل منهما يلغي لآخر، وهناك ارث كبير من الشعر الذي "يوثق " وقائع وأحداثاً ومناسبات، ولكن لا قيمة فنية حقيقية له، ويفيد في معاينته كشاهد أو وثيقة تاريخية أو لغوية (1). غير أننا يجب أن نميز بين النظم الوثائقي، وهو نظم غايته تأطير الوقائع وتوثيقها تاريخيا لا أكثر وبين "التوثيق الشعري"، وهو بنية معرفية عقلية، يجري تأطيرها جماليا ضمن بنية شعرية اشمل، غديتها الإمتاع الفني والجمال وتحقيق مستوى أعلى من "الشعرية ".
    والتوثيق الشعري معطى تجريبي ينشأ عن الحاجة إلى المواءمة بين التاريخي والشعري، فثمة سؤال يطرح نفسه هنا هو: هل يمكن للقصيدة أن تمدنا بمعلومات حول موضوعها دون الإخلال ببنيتها الجمالية الفنية ؟ وهذا السؤال يقود بالضرورة إلى أسئلة أخرى مثل كيف تتموضع علاقة العقلي بالجمال في القصيدة ؟ والى أي حد يمكن أن ندمج بين الشعري والتوثيقي؟
    هذه الأسئلة ليست مطروحة على الصعيد النظري فحسب، ولكنها مستمدة من واقع ازدياد النصوص الشعرية التي تتعامل مع المتغير التاريخي الذاتي أو العام على أساس تجريبي(2) ويكشف هذا الازدياد أن "التوثيق الشعري" يعتبر انجازا حدا ثويا هاما يجري اختباره وترسيخه.
    ولعل من الأهمية بمكان أن نقف أمام نص تجريبي، يتعاطى مع التاريخ والوقائع المعاصرة كبنية توثيقية شعرية، لنستجلي جوانبها وأهميتها في البناء الشعري ككل.
    والنص هو "قراءة في أوراق الجسد العائد من الموت ". (3) للشاعر الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح.
    يتعاطى النص مع حدث مأساوي كبير هو اليمن في أواخر 1982م، هو الزلزال الذي وقع في منطقة ذمار، واحدث خسائر مروعة آنذاك وامتد تأثيره إلى مناطق بعيدة.
    يعي الشاعر هنا خطورة المهمة الناهض بعبئها ويدرك أنها مليئة بمنزلقات وعثرات قد تودي بنصه إذا لم يتبصر موطىء قدمه، ولكنه انطلاقا من حدس شعري سليم ومن تجربة شعرية عريضة. يفتح نصه على مغامرة شعرية محسوبة يحتمها السياق، وتعتمد "التوثيق الشعري" للمواءمة بين الشعري والتاريخي، بهدف احتواء الحدث الكبير والحيلولة دون أن يحتويه الحدث.

    إستراتيجية العنوان
    منذ العنوان يلعب الشاعر لعبة "التوثيق " فهو يطرح منذ البداية أن ما يقوم به هو "قراءة " وهذه اللفظة تقود إلى عدد من الإحالات:-
    1- أنها تفترض "قارئا يقوم بالـ "قراءة " و"مقروءا" تكون الـ"قراءة " فيه.
    2- "القارئ". خارج "المقروء"، وثمة مسافة زمنية أو مكانية أو نفسية بينهما.
    3-" القارئ" موضوعي ومستقل بإرادته ووعيه.
    4- "المقروء" شي ء ناجز ومكتمل بذاته.

    وهذه الإحالات تنكىء عن المعرفي التوثيقي، وفعل الـ "قراءة" هو اقامة علاقة ما بين القارئ والمقروء، فالأول يسعى إلى امتلاك الثاني والاكتناز به، والثاني يعمل على "ابتلاع " الأول وإدماجه ضمن إحداثياته، وهي علاقة جدلية بالمعنى الفلسفي ترتكز على قانون "نفي النفي"، فالقارئ بعد القراءة غيره قبلها، والمقروء بعد القراءة غيره قبلها، فقد انضاف المقروء إلى القارئ، وانضاف القارئ إلى المقروء.

    إذن من هو القارئ وما هو المقروء في هذا النص ؟

    في العنوان نرى لفظة "قراءة " غير معرفة بـ"ال" أو بالإضافة وغير موصوفة بأي نعت، مما يجعلها قابلة للتشكل وفق طبيعة القارئ الذي يقوم بها، كما يجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات وغير مقيدة بزمان او مكان او بقارئ محدد، بمعنى أنها "قراءة" القارئ، أي قارئ، في لحظة اتصاله بالمقروء.
    أما المقروء فقد تضمنه العنوان "قراءة في أوراق..." لفظة "أوراق " هنا تؤكد على السياق المعرفي -التوثيقي للنص لتوصله الى حد الهيمنة، بل وتكاد تفسد إيحاء لفظة "قراءة "المتضمنة فلفظة أوراق، فالقراءة لا تكون إلا في أوراق أو ما شابه، والشاعر يدرك مدى ما يمكن أن تحدثه اللفظة من فساد في السياق فيلحقها بلفظة "الجسد" ليصبح المقروء "أوراق الجسد" محدثة بذلك "فجوة / مسافة توتر"(4). فلفظة الجسد "نقلت السياق إلى الشعري/ الجمالي مباشرة لتكسر النسق المعرفي - التوثيقي، ومكتنزة به في الآن نفسه، لتكسب لفظة "قراءة " طاقات إيمائية اكبر ودلالات أعمق لأن الـ"قراءة في أوراق الجسد" غير أية قراءة أخرى فهي قراءة استثنائية لأوراق استثنائية تنفتح على البايلوجي والانثروبولوجي والايديولوجي، على الطقسي والمقدس والتابو، على الجمالي والمعرفي، على الحسي والمجرد، على التاريخي والسياسي والاجتماعي والحضاري، على السري والمنتهك، على الحياة والموت، على الآني والأزل، وبين كل هذه الاحتمالات وغيرها، اختارت "القراءة " أن تتخذ وجهة ما لمسعاها لكي تتسق عنوانا لما سيأتي، ومن هنا جاء ترصيف الجسد بـ"العائد"، فيكون السياق "قراءة في أوراق الجسد العائد". و" العودة " لها إحالاتها وتداعياتها، وهي حركة في الزمان والمكان، تتضمن نقيضها الذي تنفيه، فكل "عودة " يسبقها "نزوح " أو "خروج " أو "اقتلاع" - قسري أو اختياري-.
    عملية الترصيف وتوجيه الدلالة هنا جزء من التناغم بين التوثيقي والشعري، حيث يناغم السياقان في سياق واحد منذ حدوث «الفجوة / مسافة التوتر» في تعبير أوراق الجسد ويستمر معنا حتى النهاية.
    وحتى لا تحيلنا لفظة "العائد" على احتمالاتها المتعددة،وحتى يكتمل السياق التوثيقي الشعري، فان كينونة " العودة " تتحدد بأنها عودة من الموت، هنا يكتمل السياق وتتحدد المسارات الأساسية للنص، وهنا أيضا تحدث هزة أو توتر بالتقابل بين لفظتي (الموت ) و(الجسد) الذي يصبح هنا مرادفا للحياة فتتسع دلالاته، ويكتسب بعدا أسطوريا يحيلنا على الميثولوجيا الاغريقية، هرقل واوروفيوس (5).
    إن قراءة للجسد في لحظة الـ" أسطرة "، في لحظة اكمال معاينة تجربة الموت، في لحظة العودة، ذلك ما يجسده استخدام اسم الفاعل "العائد" مما يعطي الـ"قراءة " طابع الاستمرارية، ويبين أهمية توثيقها شعريا، فالجسد تجاوز الموت هنا، ليتاح للقراءة أن تحيط بالتجربة من لحظة وقوعها حتى لحظة العودة منها، وفي لحظة العودة مازالت علائم النزوح المأساوي بادية على تضاريس الجسد وفي تلافيفه لتصل إلى أعماقه.
    كان يمكن للشاعر أن يستغني عن لفظة "أوراق " في العنوان، لأنها تبدو نافلة للوهلة الأول، ولكن بالترابط بين العنوان والنص نتبين أهميتها في السياق، حيث جاء النص - الجسد بشكل مقاطع، يمكن إن يمثل كل مقطع ورقة، وهي أوراق متناثرة متداخلة تجسد عنف التجربة وهولها، حيث يبدو الشاعر، أو يوهمنا بذلك، وكأنه يعتني بتدوين كل خلجة من خلجات الجسد، ويعني بتقديمها للقارئ باجتها وحرارتها، أكثر من اعتنائه بـ"تنسيق " و" تبويب "أوراقه، ولكننا نتبين انه يعتني بالاثنين معا بنفس الدرجة.
    هكذا يتسق شكل النص مع عنوانه مع التجربة المعنية.

    طبوغرافية النص

    اختار الشاعر بحنكة موقف "القراءة " ليقف خارج "الحدث " من اجل الإحاطة به والنظر إليه بشمولية، فتتسع إلى أقصى حد ممكن حريته وإمكانيته في اختيار زاوية أو زوايا تعاطيه مع "الحدث " وفي تحديد طبوغرافية النص.
    ولان الشاعر غير المؤرخ الذي يقوم بتسجيل كل المعلومات والمعطيات المتاحة، فانه بعد عملية مراكمة المعلومات والملاحظات وهي لا تحصى حول حدث كبير مثل الزلزال، يقوم بعملية غربلة وفرز وانتقاء وتوزيع لها، وهنا تبرز ذاتية الشاعر بما يخدم رؤيته أو غرضه الجمالي.
    يتكون النص من مقطع استهلالي، وستة مقاطع مرقمة، وبعبارة أخرى من ورقة استهلالية وست أوراق مرقمة من 1-6من "أوراق الجسد" بحسب العنوان، وعلينا أن نلاحظ هنا إننا أمام سبعة مقاطع أو سبع أوراق.
    ويتكون النص أيضا من مقاطع موزونة ومقاطع منثورة، وثمة فواصل بينها حيث تأتي الأخيرة مؤطرة داخل أقواس، وهنا يتساوى عدد المقاطع الموزونة والمقاطع المنثورة، سبعة مقاطع لكل منهما، هذا التأكيد على الرقم سبعة يحيلنا إلى طقسيته، إلى قصة الخلق، الأيام السبعة، كما تضمنتها الكتب السماوية، والتي يأتي الزلزال، كيوم الهول، نفيا لها، هكذا يبني شاعرنا نصا ميثولوجيا يرتفع بالزلزال إلى مستوى القيامة.
    والشاعر لا يطرح العلاقة مع الرقم سبعة بهذا الوضوح، سوى مرة واحدة عندما يشير إلى قوة الزلزال (سبع درجات بمقياس ريختر). بل يلجأ إلى حيلة فنية بارعة، يلجأ إلى التمويه، تاركا لنا متعة البحث والاكتشاف عن بقية مواقع الرقم "7"، ودلالاتها.
    فالنص، طبوغرافيا، ينقسم إلى ورقة استهلالية وست أوراق مرقمة من 1-6كما أسلفت الورقة الاستهلالية نثرية، بينما تتوزع كل ورقة من الأوراق المرقمة من 1-5الى قسمين، الأول موزون والثاني نثري، أما الورقة السادسة فان المقطع النثري يتوسط مقطعين موزونين، والعلاقة بين المقاطع النثرية والمقاطع الموزونة علاقة تواز، أو تعاقب مقطع نثري يوازيه أو يليه مقطع موزون.
    وتتضمن المقاطع النثرية معطيات توثيقية مثل الأرقام فى التواريخ والتواقيت وتحديد الأمكنة والمواقع والسرد والوقائع والأخبار والريبورتاج والتسجيل والمعلومات وغير ذلك.
    أما المقاطع الموزونة فتعتمد بحر المتدارك، وهو من البخور الصافية، والتفعيلة فيه تتراوح بين "فعلن " و" فاعلن ".
    غير أن الشاعر يبدأ نصا الموزون من المتقارب في السطر الأول لينتقل مباشرة إلى المتدارك ابتداء من السطر الثاني، وهذه حالة خاصة لا تتكرر في القصيدة، حيث

    يقول:

    " إذا زلت...
    وبكى جسد الأرض
    - أيتها النخلة اليمنية - امرأة البن
    كيف يباغتك الأصفر - الموت
    والأسود - الحزن(6)

    ويمكن للشاعر أن يتخلص من التداخل بين البحرين بإضافة حرف "واو" قبل الاقتباس القرآني الآنف الذكر، ولكن خبرة الشاعر تتدخل لإضفاء مزيد من الشعرية على المقطع، فالإضافة المذكورة، تفقد الاقتباس عنصر المفاجأة وتجعله معطوفا على كلام سابق، وملحقا به.
    كما أن الشاعر من ناحية أخرى يحافظ على مصداقية "الاقتباس / التضمين " بإيراده، كما هو دون تدخل أو إضافة لأنه عنصر توثيقي هام، وهو يحيلنا إلى صورة قرآنية (7) جليلة لأقصي درجات الهول، وهذا ما سنشير إليه لاحقا.

    عناصر التوثيق الشعري في النص

    لا يكتفي الشاعر باستخدام عناصر توثيقية في النص مثل التوثيق الزماني والمكاني، والتسجيلي، والتضمين، والقصدية، والسردي والرقمي...الخ، ولكنه يعمد الى استحداث بنى توثيقية كاملة في النص قائمة بذاتها، ومستقلة عن البنى الموزونة، كما مر بنا.
    وإذا استبعدت البنى التوثيقية، انتظمت البنى الموزونة المختلفة في بنية شعرية واحدة متصلة دون انقطاع، رتيبة إيقاعيا، رثائية، غنائية، أحادية البعد.
    غير أن إدخال البنى التوثيقية، يحطم النسق الرثائي الرتيب، ويلبس النص حلة زلزالية تقوم بخلخلة الذائقة الفنية السائدة، او تربكها على الأقل، لتعيد تنظيم نفسها وفق معطيات جمالية مغايرة، ولتتماهى مع أو تنفي الزلزال الواقعي لتفرض زلزالها الجمالي الأكثر شمولية وتجاوزا.
    وفي الحقيقة ليس هناك تقسيم أو تحديد مسبق للعناصر التوثيقية يمكن الاتكاء عليها ربما لان هذه الدراسة هي الأولى في هذا المضمار، وبالتالي فهي تؤسس لاستنباط بعض العناصر على ضوء النص، بل لعل لكل نص يتعاطى مع التوثيق الشعري عناصره التوثيقية الخاصة به، إذن ما هي العناصر التوثيقية المستنبطة من نصنا هذا؟

    أولاً: التوثيق الزماني والمكاني:

    في الورقة الاستهلالية تصدم أعيننا منذ البداية جهامة التوثيق في أكثر صوره جفافا:
    (صنعاء: الشارع الدائري
    الزمن: 13 ديسمبر 1982م
    الوقت: الثانية عشرة و13دقيقة ظهرا..)

    هل نحن هنا إزاء مذكرات أم محضر ما أم رسالة أم....؟ أية وثيقة تنتظرنا بعد هذا التحديد الصارم ؟. إن الشاعر يطرحنا أمام ثلاثة معطيات توثيقية أولها التحديد المكاني (صنعاء: الشارع الدائري) وثانيها التزمين بشقيه التأريخ (13 ديسمبر 1982م ) والتوقيت: (الثانية عشرة...الخ ) وثالثها الكتابة الرقمية (13، 1982م، 13).
    وهذه المعطيات تربك النص الشعري عادة، وتفقده شعريته، غير أنها هنا تعمق اللحظة الشعرية وتعكس المدى الذي حفر فيه الحدث (الزلزال ) وعي الشاعر ليغرس نفسه، إن اللحظة توثق نفسها بقوة الزلزال وفجائيته، فالشاعر لم يبدأ من مركز الزلزال (ضوران ) وإنما بدأ من صدمته هو، من الصدمة الزلزالية التي ضربت محيطه، وهذا بداية تلقائية.
    إننا نلتقي هذا العنصر في مطالع المقاطع النثرية الثلاثة اللاحقة وبالذات معطى التحديد المكاني على النحو التالي:-
    - في المقطع النثري الثاني "جيبوتي: محطة الأرصاد الأولى "(9)
    - في المقطع النثري الثالث: "ضوران: الجامع الكبير"(10)
    - في المقطع النثري الرابع: "ضوران: المدرسة الابتدائية "(11)
    في التحديدين المكانيين الأولين (صنعاء، جيبوتي) نقف على امتدادات الزلزال وانعكاساته، وفي التحديدين الثالث والرابع نقف في مركز الزلزال وتأثيراته المهولة.
    لاحظنا أن الشاعر اكتفى بالتزمين في المقطع الأول فقط، ولم يقم بذلك في بقية المقاطع، فالنص يؤبد لحظة تاريخية معينة، وهي (الساعة الثانية عشرة و13دقيقة ظهرا) من تاريخ (3اديسمبر 1982م ) وأنها اللحظة التي ينبني فيها النص ويهدم "الجسد" وعلى أساسها تقوم القراءة. وهذه اللحظة تشد لحمة النص، بعضه إلى بعض، وتتيح للقارئ/ الشاعر أن يلعب لعبة "التزامن " بين التحديدات المكانية الأربعة المذكورة على النحو التالي:-







    غير أن الشاعر قام بعملية "مونتاج " حتى يحقق "التزامن " حيث قام بعلمية قطع وتركيب كل تحديد مكاني على حدة، بحيث شكل كل مقطع نثري من المقاطع الأربعة الأولى بداية جديدة للنص نقطة انطلاقها الساعة "الثانية عشرة و13دقيقة ظهرا"، وكل بداية إضافة أخرى إلى ما قبلها بحيث ينمو النص حلزونيا وليس دائريا او بشكل حلقة مفرغة، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا الترابط بين "التزامن " و" المونتاج ".
    لقد لعب معطيا "التحديد المكاني" و" التزمين " دورا أساسيا في بناء النص حلزونيا، فما الأهمية التي يشكلها المعطى الثالث لعنصر التوثيق المكاني والزماني ونعني به "الكتابة الرقمية " الذي اشرنا إليه آنفا.
    في الورقة الاستهلالية لاحظنا أن الشاعر استخدم الأرقام عند كتابة التاريخ والتوقيت على النحو التالي "13ديسمبر 1982- الثانية عشرة و13 دقيقة ظهرا".
    إننا هنا أمام معطيات رقمية هي 13- 1982م - 13، ألا يحمل تكرار الرقم 13 دلالة ما مع ما يحمله هذا الرقم من دلالة تشاؤمية.
    وإذا وقفنا في الأرقام المكتوبة بالحروف وبالأرقام نجد إننا إزاء معطيين: الأول: أن الرقم 12 مكتوب بالحروف مرة ديسمبر ومرة الثانية عشرة ".

    الثاني: إننا إذا قرأنا رقم "الثانية عشرة و13دقيقة " نجد أننا ندخل في رقم 13 حسب الترتيب الكرونولوجي التتابعي لتتشكل قراءة جديدة تحمل بعدا سحريا سوداويا لدلالة الكارثة -الزلزال إذ انه "في الدقيقة 13من الساعة 13في اليوم 13" من ديسمبر
    1982م وقع الزلزال. هذا التكرار الثلاثي للرقم 13 يعمق البعد السحري المذكور.
    هكذا تتكرر سحرية الرقم 3بعد أن اكتشفناها في علاقة سابقة مع الرقم ا(القصيدة من 7مقاطع تتضمن 7 مقاطع موزونة و7 مقاطع نثرية، كما مر بنا آنفا).
    ونحب أن نؤكد هنا انه لإدلالة للرقم 13في الوجدان الشعبي وتكراره على النحو المذكور يعكس علاقة "تثاقف " قائمة في وعي الشاعر على أساس ثقافة إنسانية واسعة.

    ثانيا: العنصر السردي التسجيلي:

    وسمة هذا التوثيق إخبارية وصفية يقوم فيها الشاعر برصد عياني لمتغيرات العالم المحيط به، وأهميته انه يضعنا في صورة ما حدث فعلا ويرتبط بالعنصر السابق ارتباطا وثيقا في هذا النص إذ سيأتي استتباعا له وتوصيفا لماهيته. ويتبع الشاعر ثلاثة أساليب في نصه للتوثيق السردي التسجيلي هي:

    1- الأسلوب التسجيلي كما في المقطع الاستهلالي (الأول ).
    2- الأسلوب الخبري كما في المقطع النثري الثاني والمقطع النثري السادس.
    3- الأسلوب الحكائي كما في بقية المقاطع النثرية.

    الأسلوب التسجيلي:

    في المقطع الاستهلالي (الأول )(12) يستفيد الشاعر تماما من تقنية السينما التسجيلية، حيث يقوم برصد تسجيلي يشبه حركة كاميرا تلاحق المتغيرات المتسارعة، فهو لا يخبرنا بما يحدث ولكنه يطابق بين أعيننا وعينيه لنرصد ما يحدث لحظة بلحظة، في محاولة للامساك باللحظة المروعة في اجتها، لتأبيد تلك اللحظة مستعينا في ذلك ومستعيضا عن عين الكاميرا بالاستخدام الكثيف والمتلاحق للأفعال المضارعة، لأكثرها حركية واضطرابا (تتمايل، يترنح، يتسع يضيق، يصعد، يهبط، تمسك، تتأوه، تستنجد، ترتعش، تنطلق ). وربما كان الفعل ( يخرجون ) غير منسجم مع سياق مضطرب وحركي كهذا، فالناس يخرجون عادة إلى الشوارع، بما يوحيه ألك الخروج من ألفة واعتياد ولعل الفعل المبني للمجهول (يقذفون ) أو المضارع (يهرعون ) أو الاستغناء عن الفعل نهائيا، انسب للمقام.
    هكذا نحس مع الشاعر بنبض الأشياء، ونسمع تأوهها، ونور دوائر الكلمات المكسورة وهي تنطلق من الشفة، لنخرج بوثيقة حية للحظة انطمرت تحت الزلزال.
    وفي هذا كله لسنا في مركز الزلزال، إننا في التخوم القريبة، في دائرة من الدوائر المحيطة به.
    إن استخدام السياق التسجيلي وبقية السياقات في مواقعها« يكشف عن خبرة الشاعر ومهارته العالية في استخدام التقنية المناسبة في الموضع المناسب، فالشاعر هنا في قلب الحدث وهو شاهد عيان عليه، ومن الطبيعي أن يستفيد من تقنية السينما التسجيلية لنقل ما يحدث، وكل ذلك حدث في لحظة خاطفة، غير أنها تبدو وكأنها دهر من الأهوال.

    الأسلوب الخبري:

    في المقطع النثري الثاني(13) ينتقل الشاعر إلى دائرة ابعد، إلى أقصى محيط رصد للزلزال، إلى جيبوتي، ولذا يعتمد في مهارة التقنية الخبرية المذاعة (سجلت مراصدنا...الخ ) ويكتفي بالتعليق الشعري على الخبر:

    بعد الولادة
    يغفو الزمن في أحضان الموت)

    مؤكدا في ذلك جدلية العلاقة بين الحياة والموت، ونفيد من السياق الخبري معطيات ومعلومات هامة عن امتدادات الزلزال ومركزه وقوته وزمن وقوعه ولعلها المرة الأولى التي يغامر فيها شاعر باستخدام تقنية إعلامية خبرية في نص شعري وهذه تحسب له.
    بينما في المقطع النثري السادس (14) يؤالف الشاعر بين التسجيلي والخبري مع ميل أكثر للثاني، ويخبرنا عن مرحلة ما بعد الزلزال والمساعدات التي كانت تصل الى مطار صنعاء، وفيها تعميق لكارثية الزلزال، من خلال الحديث عن الطائرة (الترابية ) التي تهبط (في خوف ) وعن الطائرات التي تهبط (في حذر) حاملة أطنانا من (الأكفان ) وكميات كبيرة من (الأحزمة ) المختلفة المقاييس والأحجام، حيث يضعنا الشاعر أمام مفارقة زلزالية، انه تصوير مروع لفداحة الكارثة، وسخرية مريرة من ضالة المساعدات ونوعيتها وسخرية اكثر مرارة من الإعلام، حيث يصبح الزلزال كارثة (للفرجة )، (بعد قليل نزل منها - أي الطائرة - عدد كبير من الصحفيين والمصورين ) تلك أول طائرة للمساعدات نزلت المطار تلتها طائرات الأكفان والأحزمة حسب تصوير ورؤية الشاعر.
    هكذا يعيد الشاعر بناء الخبر ليصور المدى الذي وصلت إليه كارثة الزلزال، معتمدا بنية المفارقة الشعرية في الصياغة الخبرية.

    - الأسلوب الحكائي - السردي:

    يرتبط الأسلوب الحكائي بالتحديد المكاني لمركز الزلزال (ضوران: الجامع الكبير) ( ضوران: المدرسة الابتدائية ) وأيضا بالحقل مرة أثناء الزلزال ومرة بعده، هنا نقع على أربع حكايات ثلاث منها مرتبطة بالزلزال مباشرة، و الرابعة من آثار الزلزال.
    في الأولى (15) حكاية الجامع والإمام والمصلين يسجدون ولا يقومون من سجدتهم وتذهب المدينة معهم في صلاة الموت. وفي الثانية (16) حكاية الثعبان الأسود الذي يخرج من جدران المدرسة ويزحف على الكراريس فيركض التلاميذ / الأطفال خلفه ويلتفتون فلا يجدون أثرا لمدرستهم ولا لكراريسهم ولا لمن تبقى من زملائهم. وفي الثالثة (17) حكاية المرأة التي تعود من الحقل ببرسيم لناقتها، لترى البيت فجأة يختفي وتختفي فاقتها ولا يبقى منها سوى رأسها بين الأنقاض. وثمة إحالة جزئية على (جورنيكا) بابلوبيكاسو ورأس حصانه الصاهل بألم وحرقة.
    أما الرابعة (18) فهي حكاية الرجل الخمسيني المجنون بفعل الزلزال والشارد بين الحقول المكلم نفسه والذي فقد زوجته وأطفاله في لحظة زلزالية مروعة، انه يعاتب اطباءه الذين يحاولون إبراء جروحه، انه يطالبهم بإبقائها لأنها (الخيط الذي يربط بيني وبين القبر، يصلني برائحة الأحباب ).
    يعتمد الشاعر في الحكايات على عنصر المفارقة الشعرية، ويقيم معادلات موضوعية فثمة سورة القارعة وتجلياتها الزلزالية، وثمة الثعبان الأسود الذي تنعكس دلالته فيصبح رديفا للحياة وثمة البرسيم الأخضر في صورته المجسدة للشوق والحنين والحلم فيصير الشوق لعابا.. والحلم نعشا) وهذا الأب الكهل الذي يشعر بعبئية الحياة وسخرية القدر فيصير الجنون وسيلته للتوازن والجرح خيطا يربطه بالقبر.
    إن تفاصيل الحكايات تكون في مجموعها لوحة (جورنيكا) يمنية هائلة حيث الزلال هو القوة القدرية الغاشمة التي تفجر أجزاء اللوحة وتبعثر أشلاءها.
    وفي الحكايات يحافظ الشاعر على ديمومة اللحظة الزلزالية ويؤبدها في سلسلة متصلة من الأفعال المضارعة التي تنتظم سلك الحكايات الأربع، وهي تقنية لطالما اعتمدها الشاعر في بناء نصه الزلزالي هذا.

    ثالثا: عنصر التضمين أو الاقتباس:

    مر بنا لجوء الشاعر إلى إقامة صلة بين نصه وبين الزلزال من خلال استحضار آيات القرآن الكريم وسوره الجليلة التي تصور مظاهر القيامة وخاصة ما جاء في سورتي "الزلزلة " و" القارعة ".
    انه يرتفع بالزلزال إلى مستوى يوم الهول المقدس مما يكسب نصه بعدا ميثولوجيا كما أسلفنا.
    وقد مر بنا كيفية استحضاره لسورة "الزلزلة " في المقطع الموزون، حيث استحضر مطلعها "إذا زلزلت." وترك لنا استحضار بقية السورة. بينما في المقطع النثري الثالث يحدث نوع من الاتساق بين الجامع وتلاوة الإمام لسورة القارعة. وهنا نقع على السورة كاملة وبين وقوع الزلزال لحظتها، فتصبح التلاوة نوعا من الاستحضار للزلزال او معادلا موضوعيا له.
    كما تحضر آية الكرسي في لحظة اختفائها عند وقوع الزلزال، إن هذه الآية الكريمة هي تعويذة المؤمنين وحرزهم في مواجهة ما يحيق بهم من مكاره ومصائب، إذ نحن في مواجهة أكثر من مجرد كارثة طبيعية.
    انه الوعي الجمعي في ضعفه وعجزه وعزلته في مواجهة لحظة من لحظات التغير الكوني المروع.

    رابعا: عنصر القصدية:

    القصدية عنصر توثيقي شعري هام وهو يعكس وعي الشاعر بالعملية الشعرية وتوجيها لها الوجهة التي تخدم غرضه الفني والجمالي، وترتفع قيمة النص جماليا كلما نجح الشاعر في إخفاء تصديته بل وأوهمنا بعكسها، وقد مر بنا بعض الإشارات التي تكشف لنا أن الشاعر كان مسيطرا على نصه وموجها له، ومن هذه الإشارات:

    1- اتخاذ الشاعر موقف "القراءة " ليتق خارج النص من اجل الاحاطة به والسيطرة عليه.
    2- التقسيم المتساوي للنصوص النثرية والموزونة، رغم انه يوهمنا بعكس ذلك.
    3- الانطلاق من موقعه صنعاء ثم الاتجاه إلى أقصى محيط الزلزال جيبوتي ثم العودة والتركيز على مركز الزلزال (ضوران ) وهو تتابع منطقي، فالإنسان يشعر بالحدث ثم يسمع عنه ثم يبحث عن تفاصيله.
    4- استخدام التضمين واللجوء إلى الآيات القرآنية الكريمة فيه من التوجيه ما يؤكد على قصدية الشاعر.
    5- استخدام الأرقام على النحو الذي مر بنا رغم عمليات التمويه.

    كل هذه الإشارات وغيرها تؤكد قصدية الشاعر وخبرته في مراكمة الملاحظات والمعلومات والخبرات وقدرته على التمحيص والغربلة والاختبار والتوجيه في إطار من البناء الفني الشعري المتكامل والمحسوب بدقة.
    تلك هي ابرز العناصر التوثيقة الشعرية التي استخدمها الشاعر في نصه الهام هذا وبقي أن نقف على العلاقة بين المقاطع النثرية والموزونة:

    العلاقة بين المقاطع النثرية والموزونة في النص.

    مر بنا كيفية الاستخدام للعناصر التوثيقية في النص، ولكن من الأهمية بمكان أن نحدد العلاقة بين النثري (المقاطع التوثيقية الشعرية ) الموزون.
    كان وقوفنا طويلا أمام المقاطع النثرية باعتبارها تتضمن كل العناصر التوثيقية الشعرية ما عدا حالة التضمين التي وردت في المقطع الموزون الأول، ولا يعني ذلك انه لم توجد حالات توثيقية شعرية داخل المقاطع الموزونة، فهناك السرد الشعري:

    من رأى شجرا ميتا
    وبيوتا تموت
    ومن أبصرت عينه جبلا راكعا
    وتلالا تداعب في بهجة الموت أطفالها؟(19)
    وثمة إشارات مكانية إلى مواقع ومدن مثل صنعاء وجبل الشرق وضوران، ويمكن القول أن النص إجمالا، منثورة وموزونة، بنية توثيقية شعرية واحدة.

    غير أن السؤال يظل قائما، ما العلاقة بين النثري والموزون في النص ؟
    قلنا آنفا إن النص ينمو حلزونيا فهو يبدأ في كل مرة بداية جديدة، وتتحدد البداية بالمقطع النثري ويلحقا المقطع الموزون ويمكن أن نجد مثلا على ذلك في المقاطع النثرية الثالث والرابع والخامس. حيث يجري الحديث عن المقطع النثري الثالث عن الجامع والإمام والصلاة يأتي المقطع الموزون اللاحق به على النحو التالي:

    للإله صلاة على شجر البن يرحل محترقا
    للنبي صلاة على مسجد كان يعشق لون الآذان
    يضيء إذا ما أتي الليل بكلمات
    وللشعر أسئلة وصلاة(20)

    وفي المقطع الرابع حديث عن المدرسة المنهارة والأطفال المطمورين فيصرخ الشاعر مكلوما في المقطع الذي يليه:

    من رأى شجرا ميتا
    وبيوتا تموت
    ومن أبصرت عينه جبلا راكعا
    و تلالا تداعب في بهجة الموت أطفالها(21)

    والمقطع الخامس عن الحقل والقرية والحجارة المنهارة، فنرى الشاعر يرثيها:
    يتشقق وجه القرى

    ينشق وجهي
    وصوتي

    والجبل الـ.. كان ذاكرة البن والشمس
    ذاكرة تحتسي خمر أوجاعنا
    يتشقق وجه القصيدة
    وجه الظهيرة
    يخرج نعش وتسترجع الأرض أشياءها
    وحجارتها(22)

    وإذا عدنا إلى المقطع النثري الأول نجد حديثا عن الزلزال دون تسميته وتهيمن على المقطع سمة المباغتة والذهول، ولذا يبدأ الشاعر نصه الموزون بتسمية ما يحدث بالاعتماد على النص القرآني وتهيمن عليه نبرة المباغتة والذهول:-

    "إذا زلزلت... "
    وبكى جسد الأرض.
    - أيتها النخلة اليمنية - يا امرأة البن:
    كيف يباغتك الأصفر - الموت
    والأسود – الحزن(23)

    كل ذلك يبين أن المقاطع الموزونة استمرار للمقاطع النثرية فهي إما تحديد وتأكيد أو استراد أو رثاء أو ابتهال أو تنويع لما جاء في المقطع النثري، رغم أن الشاعر يفصل بينها بالترقيم المقترح والمذكور في القصيدة وهو ترقيم وهمي كما تبين لنا سابقا، ولم نعتمده عند القراءة.
    ونجد أشياء مشتركة بين المقطع النثري والمقطع الموزون مثل استعادة بعض المفردات - المفاتيح في المقطع.
    بهذا تصل الدراسة إلى ختامها ونأمل أن نكون قد وفقنا في استخلاص عناصر التوثيق الشعري في النص وأهميتها بالنسبة للنص كاملا.

    الهوامش:.

    1- أوضح مثال على ذلك قصيدة نشوان بن سعيد الحميري، وألفية ابن مالك، والشواهد النحوية، وشعر المناسبات والمراثي والمدائح وإلا القليل منه.
    2- نجد ذلك في بعض من أهم نصوص سعدي يوسف وأدونيس ومحمود درويش.

    3- ديوان "أوراق الجسد العائد من الموت " الدكتور عبدالعزيز المقالح - دار الآداب - بيروت الطبعة الأولى - 1986م.
    4- «في الشعرية » كمال أبوديب - مؤسسة الأبحاث الثقافية - بيروت الطبعة الأولى 1987م ص 20 وما بعدها.
    5- «أساطير إغريقية » الجزء الأول «أساطير البشر» د. عبد المعطي شعراوي- الهيئة المصرية العامة للكتاب - 1982، القاهرة حول رحلة اورفيوس إلى العالم السفلي، ص 217- 220، وكذلك رحلة هرقل لانجاز عمله الخارق الثاني عشر في عالم الموتى وذهابه وعودته بعد نجاحه ص 410-412.
    6- ديوان "أوراق الجسد...» ص 5 /6.
    7- سورة «الزلزلة » الآية 1.
    8- ديوان «أوراق...» مصدر سابق ص 5.
    9- السابق ص 6.
    10- السابق ص 7.
    11- السابق ص 9.
    12- السابق ص 5.
    13- السابق ص 6.
    14- السابق ص 1 1/12.
    15- السابق ص 7.
    16- السابق ص 9.
    17-السابق ص 10.
    18- السابق ص 12/12.
    19- السابق ص 9.
    20- السابق ص 8.
    21- السابق ص 9.
    22- السابق ص 10/ 11.
    23- السابق ص 5 /6.
    نقلاً عن مجلة نزوى
                  

العنوان الكاتب Date
اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 01:25 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل نجاة محمد الياس03-03-07, 01:40 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 02:12 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل جورج بنيوتي03-03-07, 01:58 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 02:21 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل محجوب البيلي03-03-07, 02:13 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل محسن خالد03-03-07, 02:23 PM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 02:43 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 02:27 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل nassar elhaj03-03-07, 02:30 PM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 02:55 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل abubakr03-03-07, 02:39 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Muna Khugali03-03-07, 02:42 PM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 03:20 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 03:10 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل nourelhadi awad03-03-07, 03:12 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 03:38 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Elmosley03-03-07, 03:23 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 05:48 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Adil Osman03-03-07, 04:14 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Osman Musa03-03-07, 06:00 PM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-07-07, 11:50 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-03-07, 06:02 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Abomihyar03-03-07, 07:07 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل عبدالغفار محمد سعيد03-03-07, 07:32 PM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Osman Musa03-03-07, 10:23 PM
        Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل munswor almophtah03-03-07, 10:33 PM
          Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Osman Musa03-04-07, 00:08 AM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-16-07, 04:19 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل منى أحمد03-04-07, 00:47 AM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل مجدي شبندر03-04-07, 11:32 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل adil amin03-04-07, 12:00 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل othman mohmmadien03-04-07, 03:09 PM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Osman Musa03-06-07, 07:07 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Raja03-06-07, 11:23 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل mekki03-07-07, 06:32 AM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل osama elkhawad03-10-07, 08:46 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل altahir_203-10-07, 09:11 AM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل osama elkhawad03-10-07, 09:20 AM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل osama elkhawad03-10-07, 09:25 AM
        Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل ابوعسل السيد احمد03-10-07, 09:53 AM
          Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل عبد المنعم ابراهيم الحاج03-10-07, 11:01 AM
            Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل خالد الطيب03-10-07, 11:07 AM
              Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل نهال الطيب03-16-07, 04:30 PM
              Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية05-09-07, 08:03 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Nasr03-16-07, 04:31 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-17-07, 11:13 AM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-18-07, 08:54 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-25-07, 07:43 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Osman Musa03-26-07, 05:06 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-28-07, 04:50 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-28-07, 05:02 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-28-07, 05:24 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل تراث03-29-07, 01:30 AM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Rashid Elhag03-29-07, 07:51 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل abas03-29-07, 08:01 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-30-07, 10:33 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل عبود احمد النصيح03-30-07, 10:47 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية03-31-07, 02:35 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل bent-elassied03-31-07, 03:10 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية04-01-07, 06:09 PM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Osman Musa04-01-07, 07:47 PM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل عشة بت فاطنة04-01-07, 08:49 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية04-02-07, 11:41 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية04-03-07, 01:57 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية04-04-07, 04:48 PM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل الجندرية04-12-07, 06:17 AM
  Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل essam&amal04-12-07, 06:29 AM
    Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Osman Musa04-18-07, 04:37 PM
      Re: اي دمع سيطفئ جمرة فقده ... شاعر القصيدة الأجد محمد هيثم رحل Osman Musa05-11-07, 04:34 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de