انتن الرجال ديل جنو

Quote: تستحضركَ العين ترفعها صوب جارك، تمسح نافذة كانت الجارة القزحية، ترعى ملابسها في الحبال، تعد خراف الحرارة، كي يرحل الماء من ملاءتها الهادلة. تبحث عن جارة لا تنام، تمد الحبال قبيل ذهاب الصغار، بعد ازدهار الضياء على جُبَّة الفجر، ترقبها، تتعثر أنت على سطحها، وهي لا تتحرك أكثر مما تحركُ عينيكَ، لا أملاً في البقاء، ولا يأس فيما تبقى من الذكريات. تجردك الأغنيات اللواتي سمعتَ بها ليل ذاك القتيل المبارك، تفزع صوب الشوارع تبحث عنِ امرأةٍ تنشر الحبل قبل الغسيل، لتنسى البلل. نسيت الملابس، نسيت المياه التي انتبهت للغسيل، نسيت المطهِّر يدعك أوساخهم في الضحى، نسيت عيونك إذ تتعلق في امرأة تنشر الصبح من يدها، تتحسس فيكَ انتباه التشبث في صدرها، والمياه تبلل قفطانها، وهي في سدرة الأمن، لم تدر أنكَ تغسل وحشتها في البكور. مرعب أن تغيب النساء عن النشر، وأنت الذي تتشهى الصباح لتبلغ نافذة الجار، ترقب أي النساء ستنشر أفراسها في الرياح، وأي الحبال ستشقى. سافر الآن المدينة فكت حصار النساء، وحبل الصباح تشظى على السور، وحدك تطرق هذا الجدار، يمد لك الدم حبلاً لمشنقة الوقت، تغسل وحدتك القلب، تنشره لحظة قاحلة، سيشربك الصبح أعمى، ستحصي عيونك في شاسع الشمس، ولن تتغرب إلا على الريح يا أول الغفلة السانحة. النساء اللواتي نشرن الغسيل بصبح، أمَتْنَ الملابس قبل الغسيل، ومُتْنَ. محمد الحميد