في حضرة شلوخن يطيب البكاء

الجندرية وبقية العقد النظيم / لكم التحايا والوّد

من زمان وأنا يحيرني أمر الشلوخ ( العنف الثقافي القاسي ) الذي يتعرض له السودانيون ، نساء ورجالا ، في عدة امكنة في ذلك الوطن المعلّق على خيوط العنكبوت . ولم اقرأ عن هذا التقليد إلا لماما وبشكل لا يمكن ان اثق في كونه شكّل لي اضافة ذات قيمة معرفية ، ربما لأن الباحثين السودانيين في مجال الانثربولوجيا قليلين أو .. كسالى . او ينقصهم الذكاء اللازم لسبر اغوار هذا اللغز الذي يمشي بقدمين واثقتين على خدود وجباه السودانيين على مرّ الازمان
بطبيعة الحال بدأ هذا اللغز في التلاشي ، ولكن من دون ان نصل الى حدود تفسيره .. مثلاً لماذا الشلوخ ،، هل هي للزينة فعلا ،، أم للتمييز بين القبائل فعلاً ،، أم ماذا ؟؟ ولماذا تختلف الشلوخ عند الشايقية ( بالمناسبة : سمعتُ أن أحد الاخوة الشايقية نال اللجوء السياسي في كندا بسبب شلوخه التي قال لهم إنها من بقايا التعذيب في بيوت الاشباح )عنها عن التي للجعليين والنوير عن الشلك ،، والـ والـ
لكن مع كل هذه الأسئلة ، وغيرها كثير ، نجد انفسنا مشدودين الى منظر الشلوخ ،، وخصوصا عند النساء ،، حيث نفوسنا ، بلا هدى كافِ ، ترتاح لملمح الوجه المشلخ وتجد فيه طمأنينة مبالغا فيها . هي وجوه الامهات والحبوبات وطبعا الخالات والعمات ، وهن تعديّن الخمسين ولابد
عن نفسي كنتُ منذ طفولتي ارتاح لوجه حبوبتي آمنة بت الغرقان ، والدة ابي رحمهما الله ،، اكثر من وجه حبوبتي حواء بت ابراهيم والدة أمي . فالاولى مشلخة والثانية سادة ،، وحتى الآن لا اجد تفسيرا لهذا الالتباس بالرغم من انهما كانتا الأكثر حنانا معي بدرجة تتفوقان فيها بمراحل عن والدتي

احييك يا جندرية على جهدك المقدّر ، في الكتابة عن هذا اللغز ومحاولة تفسير التزام السودانيين القدماء به ،، برجاء ان تواصلي ويواصل كل هؤلاء الرائعين في الكتابة عنه .. قطعاً ستكون الفائدة
عظيمة