بوست الزهج وركن المحبطين / ات

Quote: فصوص رائقة كوجه القهوة هدى الجهوري (عمان) فص يلكز الصباح لصباح مهمل في سلة خبز ، و صحن زيتون الأغنية ملونة بضوء يخاتل الستائر شباكه مفتوح على صباح محنك بالكسل ماذا كان سيقول لو أنه أطلق صوته لنافذة تفتح صندوق الضوء ، وترشقه بإنصات خافت ؟ ماذا كان سيقول حين تصطاد عيناه أول فقاعة مرتبكة تعبرها ؟ حين يلتصق كتفه ذات صدفة بكتفها المعجون بالنبل والتصدع ... ذاك الذي أصاب أطرافها حين اغتصبها الجدار...؟ كل شئ يقرص مزاجه المتعكر الآن ربما سيقايض حائطاً منسابا كالأبخرة على أن يلكز الصباح في مؤخرته ليسكر في ليل طويل ويشرب نخب الغياب * * * فص يتوحم الرقص تترك رأسها عنقود عنب يتدلى على شرفة كتفه تتخفف من وصايا أمها الكثيرة، ومن جرذ يهرش جلدها كلما قررت أن ترقص معه تهمل صوتها في شحمة أذنه وتستحم في الموسيقى * * * فص يلوك توبة مقرفة الحب يمضمض فم الذاكرة بأرق فاتر كالإغماء ينسل على أصابع قدميه ليلا ليطارد أطيافَ منحنية كالكمثرى من شجر السماء البعيد و امرأة تشكو الوحدة ما تزال تهرب نومها من فكي التعب لتقبع كالأطفال ملتفة حول جسدها تعد مواعيد الفرح على أصابعها: - ترى كم ليلة سأنام ليأتي الفرح، وتنضج الكمثرى المعلقة في السماء ؟ أسلاك التعب تلتف كنصف حلقة سوداء تحت عينيها الكمثرى البعيدة لا تسقط من السماء والمرأة التي تشكو الوحدة أصيبت بالتوبة حين أكل ( الجدري ) أصابعها ولم تعد تستطيع أن تعد أفراحها القليلة. * * * فص ظهره مقوس، ولا يستدير الأشياء تدير رأسها بعيداً عنها ، وهي تنسج الجوارب الصوفية لأقدام قلبها كي لا تثلج حين يسيح الحزن في ممرات الروح الهواء ينسحب خلسة من رئتيها قبل أن يتعفن، وهي تترك وشاحا من فضة النجوم على كتف قلبها كي لا يسيل لعاب الذاكرة حين يذبل الورد الذي تركه الأصدقاء معلقاً في قفل الباب الهش... * * * فص يلعب الغميضة تنسل خفيفة كالعصافير لتختبئ خلف حائط لا يهديها سوى انحناءة تجلد استقامتها. ترش العتمة في أعين العابرين كي لا يصطادوا ظلها المتقيح. وحدها المجنونة من كانت تلعب الغميضة مع نداوة خطوها دون أن يشيخ ركضها ، ودون أن تستدين بكاء الأنبياء. * * * فص يدغدغ ، و امرأة لا تضحك روحها خافتة كصراخ في الماء كأرصفة عمدها نسيان أضاع وسوسته الوعرة في دروب تتكهرب خذلان يتحرش بالليل الذي يتكاثر كالنوارس على شاطئ ليل طويل أصدقاء ينامون كالشمع بعد حفلات الرقص، والنبيذ. وهذا المس الثقيل يتجشأ ظله المقفر ليفترشه الغرباء يجفف ظهره بالحكايات، ويطلق صوته ليدغدغ أول فلة تفتح عينيها لتندلق بالضحك. لكن المرأة التي تشكو الوحدة تترك قلبها معلقا على أرجوحة... ... ولا تضحك * * * فص موصد، وامرأة مملوءة بالصفح تلدغها حاجة إلى إقامة عرس صغير في أزقة التعب لتبطن انحناء حظها بضجيج يلحسه العابرون كالدبق لتروض لوعة تزحف في ذيل الليل تنام بنصف عين ،وأجنحتها تذوب كالشمع حين يخبطها قلب موصد أضاع أقفاله في رمل لا ينخره البكاء... تشعل أصابعها قناديل لترعى ما يمرق من أعياده القليلة في خجل مساءات لا تغمض وتعاود الرقص على أظراس الصفح الحادة.