تشكيلة حكومة الانبطاح الوطني: علي كرتي للامن.... والفريق صلاح عبدالله (قوش) للداخلية...

Quote: القوات الهجين .. مهمة بلا نهاية مالك طه -الراي العام أكثر من عشرين ألف بندقية اضافية ستدخل الى دارفور بموجب اتفاق «القوة الهجين» لحماية المواطنين والمنظمات العاملة وللمساعدة في تنفيذ ما اتفق عليه في الترتيبات الأمنية لسلام دارفور. إن الأمر في ظاهره يشبه سياسة «الإغراق» المعروفة لدى القطاعات التجارية وأصحاب رؤوس الأموال، فقد أدخل اتفاق أديس أبابا مزيداً من البنادق الى منطقة مشتعلة. «العدد غير كافٍ» أو «العدد كاف ولكن بشروط»، كانت هذه العبارات ملخص رؤية مجموعة من الخبراء العسكريين حول كفاءة وكفاية القوات المشتركة المتوقع دخولها الى دارفور وقوامها ما يقارب العشرين ألف جندي. خبير عسكري تحدث لـ «الرأي العام» أشار الى أن السيناريو المتوقع لنجاح هذه القوات يلزم ابتداء وجود قيادات عسكرية ذات كفاءة عالية تتحرك في الوقت المناسب وتحسم الأمور بصرامة حتى لو تطلب الموقف الحسم عن طريق القتال. -------------------------------------------------------------------------------- الشريان الأساسي وينبه الى أن الشريان الأساسي للقوات الهجين يكمن في توفر عنصري «الاتصالات والمواصلات» فنظراً لافتقار منطقة دارفور الى بنية تحتية حديثة، فإن أجهزة ومعدات القوة الهجين تتطلب إمداداً لوجستياً عالياً لا يعتمد على البنية التحتية الفقيرة والهشة هناك، ويتعين على قادة هذه القوات إجادة القراءة الطبوغرافية للخرائط لتمكنهم من الحركة السريعة الموصلة في وقت وجيز للمناطق المطلوبة مع اتخاذ الإجراء المناسب. قاعدة إلكترونية وحتى تستطيع القوة الهجين السيطرة بإحكام على الأرض وإجراء اتصالات إلكترونية مضمونة بين القيادة وأفراد القوة، فإن ذلك لا يتم - كما يشير المصدر - إلا من خلال قاعدة إلكترونية ثابتة لها قدرة استخدام الأقمار الصناعية، وستلجأ القوات الهجين الى هذه التقنية حتى تضمن «الاتصال الناجح» وإلا فإنها ستفشل في تحديد المواقع المراد الوصول اليها، كما أن أفرادها سيكونون عرضة للهجوم أو فقدان الطريق. وإذا طابق الواقع هذه القراءة فإن القوات الهجين ربما ارتبطت اتصالياً بقواعد حلف شمال الأطلسي في قبرص. مبرر البقاء ويتحدّث الفريق فضل الله برمة عن ضرورة تقدير موقف استراتيجي شامل لقادة القوة الهجين ينبني عليه استقدام هذه القوات لفترة زمنية محددة حتى لا تكون القوة الهجين في مهمة طويلة الأجل، ويحذر من أن محاولة مهاجمة هذه القوات أو التعرض لها يعني اعطاءها مبرر البقاء كما هو الحال في العراق. ولكن للسيناريو العسكري للقوات الهجين ذيول في الخرطوم، وربما بورتسودان، فالتوقعات والتقديرات الأمنية تفترض - بما يشبه اليقين - وجود قاعدة إدارية خلفية ضخمة في مطار الخرطوم مهمتها توفير مواد الإمداد اللوجستي وإجراء عمليات الصيانة، وتحتاج هذه القاعدة التي ستنشأ للحماية حتى لا تتعرض لأية هجمات إرهابية تحاول قطع الإمداد عن القوات الموجودة على الأرض، وفي هذه الحالة فإن قادة القوة الهجين ربما حاولوا ولو جزئياً تأمين مطار الخرطوم ومحاولة السيطرة والتحقق من عملية الدخول اليه والخروج منه، وقد يتعدى الأمر المطار الى الميناء.. وربما تتفادى القوات الهجين هذه المتاهة وتعمد الى اختيار تشاد لعملية الإمداد و«التشوين». الطلائع وفي تقدير اللواء «م» فيصل مسعود فإن الـ «19» ألف جندي لن يكون بمقدورهم توفير الأمن في دارفور لأن الإقليم يماثل مساحة دول مثل فرنسا، ومعلوم ان هذا العدد لا يكفي لتوفير الأمن في دولة، لذلك فإن الـ «19» ألفاً لا يمثل سوى الطلائع لقوات اخرى. وينوّه اللواء مسعود الذي سبق له العمل مع القوات الأمريكية خلال مناورات مشتركة في السبعينات الى أن الجندي الغربي يحتاج الى خدمات إدارية ومالية وخدمات إمداد ذات كلفة عالية، ويضيف: (وجود «19» ألف جندي يعني استقدام «60» ألف شخص للقيام بخدمتهم وإعاشتهم، وتوفير الـ Talk Powerْ والنييا والهوت دوق والناموسية والبف باف وورق الحمام، وحتى الجنود الأفارقة سيطالبون بنفس هذه الخدمات). مالإرهاق وربما مثل الاعتماد على الإمكانات الكبيرة التي ستتوفر للقوة الهجين عنصر سالب يجعل حركة أفرادها تتسم بالبطء، في مقابل عدد مفترض من داخل دارفور لديه معرفة عالية بطبيعة الأرض ومرونة في الحركة دون الاعتماد على ذيل إداري وخطوط إمداد. إذ يمكن لمجموعات مقاتلة متحركة بقليل من الزاد والسلاح ان تسبب الارهاق للقوات الهجين. ستبقى ويؤكد الفريق الركن إبراهيم الرشيد ان القوات الهجين ستبقى في دارفور ولن تبرحه ولكنها أيضاً لن تحقق الأمن، ويقول: «في تاريخ العلوم العسكرية لا توجد - إلا نادراً - قوات أجنبية دخلت وخرجت من تلقاء نفسها». ويضيف: أن القوة الهجين ستكون مهتمة بحماية نفسها وليس حماية المواطنين، لذلك ستكون أيدي جنودها على الزناد خوفاً على أنفسهم وليس على أهل دارفور، فالجندي الأممي ليس لديه مهمة وطنية وإنما يأتي الى أي بلد حرصاً على الكسب المادي. وفي الجانب الآخر لا يستبعد الرشيد إقدام هؤلاء الجنود على الاغتصاب والقتل «وهي التهم التي تلصق بالجنجويد» بدافع من شعور مؤداه أنه لديه حماية قانونية من الأمم المتحدة وهذا ما حدث بالضبط في الجنوب. لا نهاية وسواء أقدم جنود القوات الهجين على هذه الأفعال أو أحجموا عنها، فإن بقاءهم في دارفور سيكون محكوماً بجدلية حمايتهم للمواطنين أو حماية أنفسهم أولاً.. وأية مهمة من الاثنتين تبدو طويلة إن لم تكن بلا نهاية.