|
نميقة رثاء من .أبوبكر يوسف: (غاب الأديب الحكيم .. والفارس الوالد الشيخ عبد العزيز التويجري)
|
غاب الأديب الحكيم .. والفارس الوالد الشيخ عبد العزيز التويجري الفقد عظيم .. إنه فقد أمة بأكملها .. إلى والدي الشيخ عبدالله عبد المحسن التويجري – أطال الله عمره.. وإلى أبناء الفقيد أخصهم جميعاً بالعزاء فكلنا في الفقد سواء.. وإلى أخي عبدالله عبد العزيز.. يا من جمعتني بكم دروب الحياة ومنافي الكون فأسعدتموني حين نهلت من معين الرجال الحكماء ، حينها أدركت حقاً أن الرجال معادن ومنهم معادن نادرة .. فالحكماء نوادر وأندرهم الفقيد.
نميقة رثاء د. ابوبكر يوسف إبراهيم - السودان فارس ترجل من صهودة جواده في ليل مدلهم قال : لكم الحكمة ميراثي وهي من أصْبَغتْ بالبرد رأسي ونالت مني العمر جله وكله وأدمى طول السُرى قدمي فما بين [ اليمامة والدهناء ] كنت أقتفي أثرٌ وأبحث عن ضالتي وعن سر طموح الرجال وبحثاً صعدت قمم الجبال وتحدثتُ مع أبي الطيب سامرته الليالي الطوال فأخبرني عن كيف توأد الآمال!! وكيف تنال بعيدة المنال أخبرني عن عدم الإستسلام لقهر الرجال!!
أبا عبد المحسن الأحزان عمت ربوع الوطن العربي وإنسان الوطن العربي توشح الكلمة بالسواد أطرق المذياع في أسى وبكى التلفاز ليل الأسى بكت ربوع الأوطان من (تل الزعتر) حتى (غالة) زمن ( البستان) حتى (طنجة) توقف النيل من الإبحار نحو الشمال تسربل ليل الخرطوم وشاح الأحزان إمتلأت مآقيه دموع فقد كنت يا حكيم يعرب تفند لنا تاريخ هوازن و حروب تغلب كنا نستقي منك الحكمة كأنها حكايا وأحاجي جد لللأولاد .. وللأحفاد كنت تخاف لوم الزمن فكنت تُعَلِم .. كنت تلقن كنت ضوء القنديل في الليالي الحالكات كنت الماضي والحاضر وثاقب فكرٍ لما هو آت يا رقيق الحواشي أنت العطف على الضعاف يا كريم يا مغراف يا قلب عامر بالحب
أبا عبد المحسن حين كنا نجلس في حضرتكم كنت خادم الضيف كنت تكره الظلم والحيف يومها تعلمنا أول فصول الحكمة: [ حكيم القوم خادمهم ] فيا شيخاً عركته السنون بحثاً عن الحقيقة ومدريٌْ للشبهات ، للظنون فأعطى وأجزل فأورث الأجيال الحكمة فأسدى ما أعطى فأكدى!! أعطيت العصارة كنوز المعارف.. تلال الأدب فلم تيأس من عاديات الزمن كنت يا شيخنا فينا وما زلت تاريخ العرب حكمة تمشي على قدمين مجبولة من تراث الخزرج من روابي نجد وسهول تهامة وتاريخ تغلب بكتك الرجال والنساء والصبايا وكل الأيامي واليتامى واللطام .. والعجايا حزناً على يد بيضاء وعطاء متجدد فكر وحكمة وأدب!! ما أسعد المتنبيء اليوم!! فقد كان يشتهي أن يلتقيك يتجاذب معك الحديث ويسألك عن صقور البوادي وعن بدو القرن الحادي والعشرين وعن خيمته التي تركها هناك في جوف الصحراء وعن بعيره إن كان قد تناسل؟ وعن عباءته المقصبة إن كانت كما تركها رهينة الخزانة!!
أبا عبد المحسن أعلم أن لك عتب علي حين وخزت سيرته مع كافور قلت لي بحكمة الشيخ الوقور: أكنا هناك معه وقتها؟ أندري كيف كان الحال؟ نحن لا نجلد الغائب ولا نتشفى مما يصيبه لغاية ( تلك الأيام نداواها بين الناس).. الآية إنه جورالزمان والعاديات المصائب!! فلنستعذ بالله من قهر الرجال!!
أبا عبد المحسن أبكيك اليوم يا سيد الرجال يا من تعلمت منه درساً: - أن حكيم القوم خادمهم - قلت : تجلي لي معنى الحكمة وأردفتسائلاً : وشيخهم؟!! قال: [هَرِم احدودب ظهره فانحنى يلتقط الحكمة من دروب الحياة ] !!
|
|
|
|
|
|
|
|
|