هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 10:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2007, 07:30 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    **

    لاتدع كل الأشياء تعظك!!

    (*)

    كنت أحدث نفسي!!

    وأنا واقف أتبول، تحت شجرة الجميز، وقد جرى تحتي، متخذا روح النهر، وتعرجاته، ثم امتصه التراب بفرح غامر، كما يمتص الصمت كل الأصوات، وهو لا يشعر بمرارة النهيق، أو حلاوة التغريد، أو إزعاج الرعد، بل يستمع لهن بإصغاء عظيم، ثم يتمثلهن ببطنه الضخم، أكبر كائن حي غير مرئي، صامت بغريزته، فاتحاً صدره لأي زقزقة أو دوي، لم يتنكر لموهبته الكبرى، وإفساح المجال لمن هم أصغر منه، وأحقر... عائشا عمره الاسطوري بلا لسان، أو شفتين، أو شهيق.. مستسلماً لغريزة الإصغاء العظيم لأغاني الوجود كلها...

    كم يسحرني حياده، يترك صوت المؤذن يتمرغ فيه، مثل جرس الكنيسة، أو همس المحب، أوصرخات المحاربين، لا يرفض ثرثرة الاسواق، يستمع لها مثل خطب المعتزلة، وأغاني البنات، يظل يتفرج عليهن، كسريالي عجوز، يرى العجب، والإثارة في كل شئ، ولا يشوه عينيه بالرغبة أو الرهبة، في كل شئ، بل يترك الاشياء، أن تبدئ نفسها، بنفسها، مؤمناً بعبقرية الأشياء، كلها، ، لذا يتفرج عليها، ككرنفال لاختام له، بل يفتح بطنه الضخم، كي يهضمها، معا، فلا نعيق يؤذيه، ولا تغريد يسيل له اللعاب، جميع الأصوات، أغاني، بأذنه المطلقة ..

    مثل التراب تحتي، يمص الماء والبول والعسل، وهو أيضا لا يحس بمرارة أو غصة في تذوق كل هذه السوائل، التراب يشبه قلب أمي، تراني بطلا، وأنا أولي دبري من كل ناعق، وانحشر في جنة حجرها، حتى غرائزي كلها، تراها حياة، تزخرف الدار، سواء صرخت وهي مريضة، او كسرت كباية الشاي، أو طلبت منها أن تحكي لي قصة فاطمة السمحة وهي نعسة، أو أن تصير حماراً، كي أسرج ظهرها واقمز برجلي الحافية بطنها الجائع، كي احثها للخروج بالفارس للحوش….

    والتراب وللإنصاف ايضا، باستطاعته ان ينبت كزهره، أو يتململ كزلال، أو يتحدب كجبل، أو يتخذ لون الذهب ويمتدد ككثبان رملية طويلة، تسحر عيون الشعراء والنساك وقلوبهم، وتشكلها الرياح كأمواج صغيرة أو أهله أو تلال، حسب نفسيه الرياح حينها، ومع هذا لا ينسى مص البول والمطر والحليب، بلا غصة، وخاصة أن كان رملا، فهو ظمئ لها، ويمصها بشراهة، كي لاتخطفها الريح والحرارة منه!!..

    دعاني الحفيف كي أتفرج على الشجرة، وهي ترقص مع نفسها، أو مع النسيم، لا أدري ما الذي يحركها، قد تكون سعيدة، لأنها تولد وتعيش وتموت في مكان واحد، هي التي تحرك النسيم، فهذه أيدي، وليست غصون، ألم تري الثمرة بكفها، والزهر على شعرها الاخضر، وهي ترقص لذة لشي امتصته جذورها، (حقا ما أحلى طين الأرض، أسئلي الحوامل والأطفال)، ... والحشائش، والقبور!!.

    ارتفع صوت خواطري، حتى طغى على كل الاصوات، حتى الرعد، وبرقه، ليس بمقدوره أن يجاري صوت خواطري، وصورها، صوت بلا لسان أو أذن، تخيلت فمي بلا لسان، بمقدوره ان يحتوي تمر أكثر، ورأسي بلا أذن، وحينها لن اسمع جرس، ولا آذان، ولا يحزنون، اسمع نفسي، بيدي، لا بيد آدم وحواء، ما اجمل الخواطر، لا تحتاج لهذه الاشياء المبتذلة، مثل خاطر سقراط، حين تأمل الكنتين المكتظ بالسلع (ما أكثر الاشياء التي لا احتاجها)، بمقدوري أن أغلق فمي على حلوة وأتكلم مع نفسي، لا يشغلني شئ عن شئ، نفسي، تخرس خواطري الكون كله، كي تغني، قلبي لقلبي، بلا ماض أو غد، حين تغيب الحمامة في السماء عن الإنظار، يراها قلبي، صديقي العزيز، والذي لا يفارقني حتى في منامي، ويمرض معي، ويغيب عن المدرسة معي، أقرب إلي من أرنبه انفي، أرنبة خيالي، أو حتى تذكري، بل يجري من الكلب مثلي، حتى أحتار، أهو أنا، أم أنا هو...

    الموت!!...لا أخاف الموت، فهو حكيم، وإلا لم ظل جدي يحيا 80 عام، وفدوى 17 عام، وهو لا يهاجمك بتهور، وإلا لهجم على الناس وهم نائمين، وقد استسلموا لكل شئ، حتى الاحلام والكوابيس تفعل بهم الافاعيل، بلا حول ولا قوى بل بمقدوره أن يقتل الجيمع، والآن، حتى لو كنت تحمل سيف بيدك، أو وتر، فالقتل وظيفته، وهو غير مرئي، كالحياة، نفسها، وجهان لعملة واحدة، الحياة ظهرها، والموت وجهها، له مائة يد، مليار، ولا يستعملهن، يترك السلحافة 300 سنة، وأحيانا شهور، يحدق في الارض، كي ينتقي الثمار التي نضجت، كل الاشياء الناضجة تسقط، كثمرة البرتقال، كي تستغل بذاتها، القبور تمتلئ بثمر ناضج، كل القبور، لم تعد تحب حياة القطيع، مكتفية بذاتها، عن الشجرة والفروع والجذور، هكذا يعرف الموت خرافه، فيسوقها لمصيرها المعروف عنده، حيث لا حيث، ومكان لا مكان، كما يختفي هو، يخفي مكانتهم، ، كما انه احيانا، ينقذ الناس من الألم، فقد كنت اسمع صراخ نجوى من السرطان، ولم تسكت حتى جاءها الموت، وصرنا ننام بهدوء، فصوت الصراخ مؤذي، ويثير أسى لا يوصف.. كما ان الموت يختفي، ولا يظهر شكله، يبدو لي أنه جميل، وحكيم، وماهر، فهو يقبض نفر هنا، ونفر هناك، بل مجموعة، كما غرقت المركب، وأغرقت 17 امراة في النيل، لا أدري كيف اختارهن بالذات، وفي ذاك الوقت، مع غروب الشمس، كما تختار الأغاني ألحانها، الموت يكره الحركة، يجعل الجوارح ساكنة، أكثر من النوم، والتخدير، كالاشياء بداخلك، فلم الحركة، والتعب والنصب، في حادث مروع، والجثث تملأ الشارع، والدم يسيل من الأفواه، فلا حاجة للدم مع الموت، ولا للأرجل، كما يجري المرء في خياله، حتى ولو كان كيسحاً، بل لا يحتاج للجسد كله، يتركه ويمضي لسبيله، أو يدخل فيه، كما نحلم..

    ولأنه غير مرئ، الموت، أظنه جميلاً، ويقتل الناس بسكين الجمال، كما قطعت النسوة ايديهن برؤية يوسف، وبرؤية الموت تشهق النفس، وتدخل فيه، شهقة الموت، شهقة الخلاص من عالم صغير، لعالم غريب الطلعة، وعميق، وذاتي، ومجهول الموازين، والإشارات، هل عاد أحد بعد أن مات، بمقدرهم ذلك، ولكن لم، ففي طلوع البدر ما يغنيك عن زحل، لذا هم لا يعودون، ولا حتى لصغارهم، أو أمهاتهم، فهم هناك يجدون كل شئ، حتى صغارهم وأمهاتهم، أنه عالم غريب، هكذا الموت...



    نص في طور الميلاد، والتنقيح)...

    مع فائق حبي، أخي وصديقي الحبيب عماد... والسرب الجميل، المبدع، الخلاق..!!..

    مع فائق حبي، وتقديري،،،...

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله بشير on 06-06-2007, 07:31 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله Emad Abdulla06-05-07, 12:41 PM
  Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله Elmosley06-05-07, 01:02 PM
    Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله يازولyazoalيازول06-05-07, 01:07 PM
      Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله Emad Abdulla06-05-07, 01:22 PM
      Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله Emad Abdulla06-05-07, 01:23 PM
        Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله ابو جهينة06-05-07, 02:23 PM
          Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله نهال الطيب06-05-07, 06:17 PM
  Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله abubakr06-05-07, 07:36 PM
    Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله Ahmed Abdallah06-06-07, 02:06 AM
      Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله عبدالغني كرم الله بشير06-06-07, 07:28 AM
        Re: هواء نضيف ( رقم ستة ) : عبدالغني كرم الله عبدالغني كرم الله بشير06-06-07, 07:30 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de