المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 07:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2007, 10:14 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك (Re: AmroKamal)



    قراءات في بنية القصة السودانية.
    _________________________________


    أحمد ضحية.

    التاريخ: الأربعاء 22 يونيو 2005.

    الموضوع: نقد.

    العالم القصصي لعلي المك ومحمد إبراهيم الشوش.
    --------------------------------------------

    (1) عالم علي المك القصصي :
    __________________________

    الحديث عن القصة القصيرة لدى جيل علي المك , (منتصف الاربعينيات والخمسينيات) , لهو حديث محفوف بالمخاطرة ولا يخلو من مغامرة ومعاناة الولوج إلى عالم من الأحاسيس, وفيوضات المشاعر والتدفقات الحدسية , التي يعيشها القارئ وهو يقرأ مجموعة (هل أبصر أعمى المعرة) أو مجموعة (حمى الدريس) , الخ ..
    إذ يجد نفسه لا يقرأها بقدر ما هو يعيشها , فمن خلال نصوص علي المك, بصياغاتها اللغوية ذات العالم الخاص , والنظام اللغوي الأكثر خصوصية , في ترابطاته وعلاقاته الخاصة. بسبب أن اللغة عند المك تختلف, عن اللغة النمطية التي تجعل هدفها الأساسي التوصيل والإبلاغ - فلقصة علي المك خصوصيتها - رغم إنها تجري على النهج الموباساني -

    فبسبب هذه الخصوصية, لم أنشغل عند قراءة علي المك, بالبحث عن صور مجازية تضيء (حمى الدريس- القصة) أو حتى البحث عن مجموعة, من الرموز والدوال أشغل نفسي بحلها , وإنما هي لحظات من الدهشة والتوتر, والترقب والحذر , تملكتني وأنا أحاول في جهد مضن, متابعة المك عبر تخوم عالمه , الثر . لأتوقف أخيراً عند كون اللغة والحس الشعبي ..

    تنبع أهمية علي المك من كونه أحد أبرز , الكتاب الذين أرسوا, وكرسوا لكتابة القصة القصيرة في السودان . وفقا للنهج "الأرسطي - الموباساني" : (بداية - ذروة - نهاية) .. وساد هذا الأسلوب في كتابة القصة , منذ فترة الخمسينيات حتى الستينيات , ويعتبر هو قاعدة الانطلاق , للأساليب الأخرى في كتابة القصة - ما أفضى إلى كتابة القصة الحديثة في السودان , نتيجة لجدل التلاحم بين مختلف الأساليب والذي مهدت له مجهودات علي المك وغيره من أبناء جيل الأربعينيات والخمسينيات بإرسائهم لدعائم المنهج الموباساني - الذي شكل القاعدة لانطلاق القصة الحديثة في السودان ابتداء من ستينيات القرن الماضي ..
    ولذلك يعتبر بروفيسور علي المك, أحد رواد القصة القصيرة في السودان, بشكلها الأرسطي الموباساني ..

    وتجدر الإشارة هنا إلى أن القصة عند علي المك, اعتمدت بشكل أساسي على الفضاء المفتوح (قصة كرسي القماش - مثلا) وهذه القصة (حمى الدريس )(1) التي يلعب فيها "هذيان الحمى" كفضاء ميتافيزيقي شاسع , تيمة أساسية لهذا النص, الذي تتفاعل فيه هذيانات اللغة والفكرة ..
    فبطل هذه القصة , لا يكتفي بتحديد الشارع, كفضاء مفتوح للهذيان الواعي أو اللاواعي , بل يتعداه إلى مناقشة قضايا جمالية معنوية , تجسد علاقته بالنيل الأزرق, الذي تمت الهيمنة عليه من قبل الأبيض , فينطلق من هذه العلاقة, بالنيل لممارسة هذياناته , التي هي في واقع الأمر ليست هذيانا محموما, بقدر ما هي محاولة لتكيف إنسان, مع عالم كل شيء فيه قاهر.. حتى الطبيعة ..

    حمى الدريس نموذج للقصة, التي يهيمن فيها صوت الراوي المتكلم, كما هو الحال في قصص الأسلوب الموبساني عموما , وقصص علي المك خصوصا ..
    إن الدخول إلى النص وعلاقاته في سياق معين , إنما يتحدد بمحاور عديدة , تبدأ بالخطاب - يعرف بنفيتست الخطاب بأنه : أي منطوق أو فعل كلامي يفترض وجود راو ومستمع وفي نية الراوي التأثير على المستمع بطريقة ما , والخطاب عند فوكو : هو مجموعة من المنطوقات التي تنتهي إلى تشكل واحد يتكرر على نحو دال في التاريخ , بل على نحو يغدو معه الخطاب جزءًا من التاريخ هو بمثابة وحدة انقطاع في التاريخ (2) - وعلاقته باللغة ومدى تفاعل النص مع السياق الناشئ فيه ...


    مغامرة اللغة والحس الشعبي في حمى الدريس :
    ___________________________________
    تتسم كتابة علي المك بالحميمية والحس الشعبي , والبراءة (وتلك هي وفاء . تقول لها : - من الذي اخترع اللبن الزبادي ؟... أهل منغوليا .. قالوا . بل قرأت مرة.. كذبا كاذب).. فعلي الملك يعيد صياغة الحوارات التي تدور بين الأطفال, ويعمل على توظيفها في لغة النص بكل ما تتركه من أثر على هذه اللغة .. لإغناء تجربة الإنسان مع اللغة , بما هي كون تنتظم فيه الحياة الإنسانية , حيث تتكشف في النص عن علاقة الإنسان بتأثيرات الحياة والتجربة الاجتماعية التي يمثلها المك هنا بعلاقة الورق بالكتابة عليه , فمهما ارتدى الإنسان من مظهر خارجي ففي خاتمة المطاف يبقى الجوهر الإنساني , كذا مهما تسودت الأوراق باللغات المختلفة , تبقى أوراق (كشخص ما يوماً يلبس جلابية وتارة قفطاناً ، وطوراً بنطلوناً وقميصاً والروح هي ذاتها ، هي إياها ، هي.. هي) ..
    االحس الشعبي ينعكس لدى علي المك, على مستوى لغة القصة , فلا تخلو منه الكثير من مفرداتها - وبذات الوقت العالم موضع اهتمام الراوي - العالم الشعبي في أقصى تفاصيله وحكاياه, يتماهيان معا حتى يشكلان شيئا واحدا, هو كون اللغة: (ذاك الصديق كان قد عشق امرأة يغشاها (دم التاجر) كثيراً في الصيف ، تحك جسدها ، يكاد يدمي .. قال أن مرضها ينبئ .. يتلمظ .. يقول ما يعني أن ذاك الهياج إنما هو إعلان عن رغبتها فيه ، قلتم له : مسكين .. مريض أنت لا هي) .. (وما شأنك بالقماير..).. (قبلها قلت أن ذلك كله من بعض ما يسمي أمراض الحساسية منها حمى الدريس (هي فيفر).. (ثم تصبر أو أن يزهر النيم إلى احمرار في العينين يفيض ، وفيض من العطس. أنت تعلم إصرارها ذكران الدكتورسعيد طبه ناجح يده لاحقة باختصار رجل مبروك ومختص في مثل ما كنت منه تشكووتتعذب ، ولتضف لهذا ذاك الصوت الصفيري يجعل الصدر جحيماً ، قيل الريو ذاك وجمعوا هذا كله فاسموها الحساسية )..

    وقد تميز علي المك بقدرة مدهشة على الانسياب في الحكي - طبيعة اللغة الانتقالية التي يستخدمها : سنأتي إليها لاحقا - والتنقل في القصة الواحدة بين مواضيع مختلفة, دون أن تدرك اللحظة التي تم فيها هذا الانتقال, ففي هذه القصة (حمى الدريس) التي يستهلها بعشقه للنيل الأزرق, وتحسره على إطفاء المقرن للونه , يمضي مع (وفاء) في اللحظة ذاتها, للحديث ببراءة تتلائم وهذا الشعور بالانتماء, إلى النيل الأزرق . ثم لا يلبث أن يقدم إشارات عن هذا المجتمع الذي يحيا فيه ووفاء , والطامعين في وصالها من الأصدقاء واهتماماتهم, الخ ..
    هكذا ينساب في بساطة وسرعة لا نستشعر معها, إنه يتحدث الآن عن موضوع آخر , ليس هو ذاك الموضوع, الذي كان يتكلم فيه منذ قليل, وكل ذلك يتم بحس شعبي عالي - رغم رصانة اللغة الفصحى - , التي يجري عليها التركيب الدارجي السوداني, والتي عندما يوظفها في هذا التركيب الشعبي للغة الدارجة, تتحول إلى لغة مدهشة تتماس مع الفصحى القحة , التي كتبت بها أمهات الكتب..
    - تمتلك لغة علي المك هكذا خصائص مرونة مدهشة, تجعل قدرتها على الانتقال, في التعبير عن مواضيع مختلفة , غير محسوس - , فتخال نفسك عند بعض المقاطع, تري تلك اللغة تبعث في طبعة جديدة عند علي المك ( إذا كانت اللغة أداة للتوصيل والتواصل الإنساني, في المستوى الأول من وظائفها , إلا أنها كنواة للنظام الدلالي , ولما تتمتع به من قدرة سيميو طيقية خلاقة ومتجددة , بتجدد استخداماتها , فهي تعتبر وسيلة الأدب, الذي يعد مستوى أرقى من التعبير ومن استخدام اللغة, على مستوى الشكل والمضمون , لذلك فارتباط اللغة بالخطاب الأدبي وثيق , وبالإضافة لخصوصية هذا الارتباط , فالخطاب هو الذي يحدد لغته الخاصة, التي تفرز شكلها الملائم. وتتحرك فيه وفقا لقوانين هذا الخطاب , التي تحقق لكل منهما تميزه عن الخطابات واللغات الأخرى , وتحقق لكل لغة جمالياتها الخاصة (3)..

    يمضي راوي حمى الدريس في القول: (وقال قدم إلى لورنس كانساس يزور اخته أولاً ويعالج لغته الإنكليزية من بعد ، ويتحرى أصول البلوز .. لحظت أنك اندهشت .. قالت : نطقي في الإنكليزية لا بأس به ، أليس كذلك لا تظن إنني مثل بعض مذيعي راديو أم درمان لا يعرفون الفرق بين أمريكا وأم ريكا !! ضحكتما.. انقضى أوان حمى الدريس وشهور حمى الدريس انقضين وسفر الصيف) .. "صدر كتاب الحكايات – كل العصور" (المصادفة قاعدة .. أما الاستثناء ؟ يقولون إنه بينما كان يعبر الطريق بصر بها نظر إليها، إليه نظرت حين نظرت إلى عيني وفاء أول مرة كانت حمى الدريس كما تعرفها أنت عن نفسك ، تفور في وجهها ، ما وصف أحد عيوناً تغشاها حمرة ، هي حمرة، الدماء .. كان كتاب الحكايات ، يتحدثون عن المصادفة كما اعتاد الشعراء نبش العصافير في قبورها .. كل عصفور وصفوا عصفور ميت .. هل رأيت الاحمرار في عينيها ، إذاك شيء جميل؟ فيوصف اصمت صه ..تذكر صديقاً إذن دعني أقص عليك هذه .. نعم..)..
    ولنلاحظ في المجتزأ أعلاه كيف استخدمت اللغة "وقال قدم إلى لورنس..." كأنك تقرأ في مفتتح من كتب السير والأخبار العتيقة .. لكنك ما أن تمض قليلا حتى تفاجأ بأنك خارج من بطن المعاجم , إلى لغة العصر التي اختلطت بلغة هذه المعاجم: "يتحرى أصول البلوز .." وهكذا مرورا بالتناص مع لغة القرن وتراكيبها "عيونا تغشاها حمرة.." ويمضي راوي على المك في حمى الدريس ليفتحنا على مزيد من أغوار هذا الكون : اللغة (تعود إلى أمر المصادفة عند كتاب الحكايات ، صدق أولئك ، كذبت أنت عيادة طبيب ، أيام كانت أدواء الحساسية تأخذك كل جانب ، العام جله، تارة كله.. حكة تبدأ علي الأذن اليسري تقول تعالجها بظفر إذ يبلغ مقامها ناب تستكين وتغفو، تظن أنك قضيت علي ثورتها ، احتويت حدتها ، هذه لغة السياسة كما تعلم .. يقولون الاحتواء واء .. واء .. انصرعن هذا العبث الساذج .. قل كلامك .. "حاضر طيب" ..
    قلنا تهبط الثورة من الأذن اليسري إلى الساق اليمنى .. طريق معقد كما تراه ، ولها معبد إذ هي تسلكه غير هيابه سبيلها مجرى الدم في لمحة أو بعض لمحة تنحدر يدك تتبعها بظفر، وقد تبلغ مكانها بناب، أو أنت أعسر تكون اليد اليسرى، أو أيمن فباليمني .. بديهي أيها الثرثار .. تقول حين تبلغ ساقك اليمني بظفر من إصبع في اليد اليسرى، أم هي اليمني ؟ أنت معقد.. لا ريب لأنك أعسر ، تسمع كثيراً من يذكر الشيطان في اليد اليسرى ، والأعسر يخالطه الشيطان . صه يصعد الدم الفوار إلى الكتفين وإلى الظفر نفسه الذي به نستعين . هذا يدعو أن تعض مكانه بأسنانك كلها..) وفي هذا المجتزأ نلاحظ بوضوح تخلل الحس الشعبي, لكل ثنايا اللغة: "حكة تبدأ على الأذن تقول تعالجها بظفر" .. "الأعسر يخالطه الشيطان ".. وفي المجتزأ التالي يوظف المك الذاكرة الشعبية المشتركة بتوظيفه لإشارات تنتمي إليها مثل حكاية دخول النيم السودان:
    (شجرة النيم التي في البيت غرست يوم مولدك إن اجتثت تموت أنت وإن جفت عروقها قضيت أيضاً. ولله العجب! فلها أنوثة طاغية تزهر قبل الأوان وتؤذيك .. وما الصوت الصفيري ؟ وما حكاية الناس في القمائر ؟ والنزلات المعوية ؟ .

    حسنا سافر إلى بلاد ليس بها نيم ، كثيرة بلاد الله التي لم يدخل إليها اللورد كتشنر شجرته الأثيرة .. ذكروا هذا وصدقنا في عيادة الدكتور سعيد تلفزيون ملون، ومصلى .. والناس المرضى مؤمن وغير مؤمن جلس إلى جانبها في العيادة – مصادفة اتفاقاً كان صوته الصفيري يسمع، وسعاله متصل يلتفت إليك المرضى من الناس من يعرف بصوت سعاله سيقولون هو ذاك هو ذاك وليس لديك نظارة فتخفي وراءها العينين الحمراوين كل أولئك قد لحظوا أمر عينيك تكون كارثة لو تبع هذا أولئك ما أولئك سوى حك الأذن اليسرى فالساق اليمنى وبعد ذلك الأنف والسرة وهلم جرا...
    أول ما نزلت أرض مصر رآك أحد معارفك من الطلاب السودانيين تحك كل مكان تارة تحك فيما يشبه العنف اللذيذ، كالمحموم يلذ له الجلوس أو الوقوف تحت الشمس والشمس تصليه .. كنت أنت .. قال صديقك الطالب في مصر "تغير الهواء" ، كان المفروض أن تأكل بصلة ساعة وصولك إليها ! مسكي طالب وبائس ما عرف من خيرات أم الدنيا شئياً سوى بصلها..) .. فنجده يستخدم إحدى إشارات هذه الذاكرة المشتركة للتعبير عن موقف نفسي راهن لا يخلو من الإسقاط التاريخي ...
    على سبيل المثال نلاحظ رصانة اللغة في: عيونا تغشاها حمرة - إن جفت عروقها قضيت أيضا, الخ - .. ومثالا للغة الفصحى التي أجراها مجرى الدارجة السودانية: وما حكاية الناس في القماير والنزلات المعوية - إنك اندهشت - المصادفة قاعدة - الفرق بين أمريكا وأم ريكا, الخ .. ومثالا ثالثا للتركيب المألوف في القص: حين نظرت إلى عيني وفاء أول مرة كانت حمى الدريس كما تعرفها أنت ..
    وهكذا نجد أن علي المك في دمجه الأسلوبين الذين أشرنا إليهما: (رصانة اللغة - والفصحى التي تجري مجرى الدارجة السودانية) في تركيب اللغة , مع الأسلوب (القصصي المألوف) الذي يحاول انتقاء الكلمات الأدبية في التعبير السردي, خلق أسلوبه القصصي المميز في مغامرة اللغة.. فمن هذا الهجين المدهش كانت (حمى الدريس) النص القصصي ترتبط بحمى لغة النص وشكله . بحيث شكل علي المك من كل ذلك توحدا مع موضوعه: هذيان الحمى, التي سعى لتحديدها وتأكيدها على مستوى اللغة والفكرة- التي حملتها هذه اللغة - . ما خلف أثرا كبيرا فينا . ليس هو بموضوع هذه القراءة. وأخيرا نجد أن المك يتميز بقدرة على التوليدات في اللغة , بسبب قدرته العالية على الاختيار الواعي الحر للغته وقدرته الفائقة على بناء علاقات خاصة من عناصر اللغة العادية , كاشفا عن الطاقات التعبيرية الكامنة فيها: من حيث اللفظ وتركيب الجملة وبناء الفقرة - وفقا لما أشرنا إليه - وهو ما عناه تشوفسكي بقوله: "إن اللغة خلاقة تتكون من عناصر محدودة وتنتج أو تولد أنماطا لا نهاية لها" .. ولغة المك بحاجة لدراسة متأنية فهي لغة متوترة مشحونة مقطعة متداخلة ومركبة تركيبا خاصا ..
    يظل بروفيسور علي المك أحد العلامات المضيئة في تاريخ القصة القصيرة في السودان - التي من الصعب تجاوزها دون الوقوف عندها طويلا - , ومرحلة من عمر هذا الجنس القلق المتوتر المسمى بالقصة القصيرة ..

    (2) العالم القصصي للشوش:
    _________________________

    (وجوه وأقنعة) لدكتور محمد إبراهيم الشوش(4) , تندرج في ذلك النوع من القصص القصيرة المكثفة, التي يسميها النقاد في مصر "قصة الومضة".. تقيم مجموعة عبد الحميد البرنس - (تداعيات في بلاد بعيدة - أقصد القصص القصيرة جدا) - حوارا مع هذه المجموعة .. كما تقيم هذه المجموعة حورا مع مجموعة قصص القاص التركي عزيز نيسين (ذيل الكلب).. وأعني هنا بأنها تقيم حوارا , " التناص"..
    بمعنى أن فكرة التناص تنشأ من علاقة النص بغيره من النصوص , فالنص لا ينشأ في فراغ , وإنما ينشأ في لغة / في عالم ممتلئ بالنصوص الأخرى والأبنية النصية والمعرفية التي تسهم في تكوين هذا النص من خلال محاولته للتعامل مع هذه النصوص من خلال العمليتين الحفريتين: "الإحلال والإزاحة" , ومحاولة الحلول محلها في الكيان اللغوي, وهذه العلاقة هي علاقة تفاعلية, تقوم على الاحتكاك بين النصوص, والتحاور معها. فقد يقع النص في ظل نص, أو نصوص أخرى (5) , وقد يتصارع مع بعضها. وقد يتمكن من الإجهاز على بعضها - مثلما أجهزت موسم الهجرة على صباح الخير أيها الوجه اللامرئي الجميل أو إجهاز خريف البطريرك ومائة عام من العزلة على الفرقة الموسيقية وعصافير آخر أيام الخريف - وتترك جدلية الإحلال والإزاحة هذه آثارها على النص , والتناص هنا بين نيسين والبرنس والشوش, على مستوى آلية المواقف في التناص السردي, وهي أدنى حد من آليات التناص , إذ لا تتجاوز المستوى الشكلي .. (سنتعرض إلى ذلك لاحقا, لدى قراءتنا لمجموعة عبد الحميد البرنس "تداعيات في بلاد بعيدة ")..


    حول قصص الشوش :
    _________________

    تتميز القصة عند الشوش - وهي تجري على نسق الحكاية - بالتكثيف الشديد . ففي قصته (ضياع) "عشرة أسطر فقط" يتركز المعنى في أن الأشياء التي ليس بإمكاننا استبدالها أو الاستغناء عنها هى في واقع الأمر تلك الأشياء التي لا نتذكرها (قال عابر السبيل: منذ أشهر وأنا أراك تأتي يا أبتي إلى هذا المكان , وتبحث في نفس البقعة , هل ضاع منك شيء . قال الشيخ العجوز دون أن يرفع رأسه: نعم يا بني ضاع مني شيء ثمين . سأل الشاب : وما ذاك ؟ . أجاب الشيخ تلك هي المصيبة الكبرى يا بني إنني نسيت ما هو . قال الشاب : وما وجه المصيبة في ذلك ؟ إن كنت لا تذكره فهو ليس بشيء . تمتم الشيخ وهو ينظر حوله وينقب في داخله : لو إنني تذكرته يا بني لأمكن أن أستبدله أو أستغنى عنه بشيء آخر . أما الآن فقد ضاع مني إلى الأبد) (6) .. ففي هذه القصة يجري الحوار بين الماضي (الرجل العجوز) والحاضر (الشاب) , ليكشف من خلال هذه العلاقة الزمنية , عن قيمة الزمن المستقبلي غير المرئي , من خلال ما هو ماض – لكنه (كان) مستقبل "قبل أن يمضي" بالنسبة للشيخ العجوز , فالمستقبل هو أي لحظة قادمة - ولأن المستقبل دائما غائب , لا ملامح له سوى في أحلامنا وخططنا التي قد تتحقق وقد لا تتحقق, والتي عندما لا تتحقق تسقط في جب الذاكرة , وإطلالتها إلى سطح الذاكرة أحيانا يحمل معه نوعا من المرارات , ربما .. وربما لا شيء . ومع الاعتياد ربما ننسى . لكن يظل الزمن الذي بإمكاننا - في الماضي - كان من الممكن أن ننجز فيه هذه الأحلام والخطط , دوما هو زمن عزيز علينا , وبنسيانه يسقط شيئا عزيزا من وجداننا .. وتحتمل هذه القصة أكثر من هذا التأويل الذي توسلها بالزمن . وتلك هي طبيعة النصوص المكثفة, إذ تحتمل العديد والعديد من التأويلات. فهي نصوص مفتوحة على فضاء شاسع من التأويلات الممكنة ..
    وفي قصة (الحافلة) التي ككل قصصه لا تزيد عن أسطر قليلة , مضى بنا الراوي للتعبير عن لحظة إنسانية مصادفة يمكن أن تحدث لأي إنسان , لكنها تكفي إلى إحداث تغيير وجداني يظل ممسكا بتلافيفه طيلة سنوات عمره القادمة (7).. وفي قصته "تحسن" يتكثف المعنى حول الزمن المعنوي , وأثره على شعورنا بمدى سوء الأحوال أو تحسنها (8).. وفي قصته (المهم) يمضي للتعبير عن مدى سلطة المال في تغيير مواقف البشر (9) ..وكل هذه النصوص للشوش هي نصوص مفتوحة للتأويل لاحتمالها معان عديدة ..
    ويلاحظ على قصص الشوش اعتمادها على المفارقة وروح النكتة والسخرية (أو ما يشبه الكوميديا السوداء) في توصيل رسالة النص, ونموذجا لذلك سنتخذ من قصته (البنسلين إلى جانب قصص أخرى) نموذجا للدراسة ..


    المفارقة في عالم الشوش القصصي...

    يقول شليجل "إننا لن نصل إلى المفارقة, إلا بعد أن تكون الأحداث والناس , بل الحياة بأسرها مدركة وقابلة للتمثل بوصفها لعبة , فالحياة حشد من المتناقضات, والمتعارضات التي لا يمكن الإمساك بها, في إطار موحد من الإدراك. اللهم إلا بعد أن نصل, إلى حالة من إدراك أن المفارقة هي جوهر الحياة (10) ..
    هذه القصة (البنسلين )(11) اشتغلت بالتعبير عن أزمة التعبير , والحجج الواهية التي يتم التبرير بها لهذه الأزمة .. فالقصة (على لسان الراوي المتواري) تتكشف خلال حوار بين كاتب تم رفض نشر مقاله, من قبل رئيس التحرير , فيمضي للحوار مع هذا المسئول, للتعرف على أسباب منع مقاله من النشر (قال رئيس التحرير في يأس: - إنني آسف ولقد أوضحت لك الظروف , وليس عندي ما أضيفه".. "لم يقل لي أحد من قبل أن الظروف قد منعت نشر مقال لي . فما هي الظروف التي جدت هكذا فجأة, بعد مجيئك أنت إلى رئاسة التحرير ؟ . قال رئيس التحرير: - يا أخي الظروف قد تتغير فجأة , فقد ظلت الأمراض تفتك بالبشر قرونا طويلة حتى اكتشف العلماء البنسلين).. ونلاحظ في هذه القصة قوة المفارقة في ذهن الكاتب , من مقارنة الحال التي لا تجوز فيها المقارنة على هذا النحو ..
    وفي قصته (مذكرة تفسيرية) . التي يستهلها بالحوار, بين رئيس تحرير ومحرره للصفحة الأدبية, حول عدم نشر نص شعري, لأحد الشعراء الشباب البارزين "قال رئيس التحرير لمحررالصفحة الأدبية : يا أخي الموضوع أبسط من ذلك بكثير , فأنا لست ضد الشعر المعاصر, أو المستقبلي أو الحديث أو الحر أو المنطلق . سمه ما شئت . ولست أمانع أن تنشر له قصائده , فهو كما تقول شاعر معروف وله معجبون في أوساط الشباب . كل ما في الأمر إنني - ربما لغبائي الشديد - لا أفهم حرفا واحدا في شعره , ولا أدري ماذا يريد أن يقول . وبوصفي رئيس التحرير, المسئول عن كل كلمة تكتب في هذه الصحيفة , فإنني أصر بأن يرفق مع كل قصيدة ننشرها له مذكرة تفسيرية, توضح بلغة عربية سليمة, ما يريد أن يقوله بالضبط , لأنني بصراحة , لا أريد أن أنشر شيئا لا أفهمه , فأتورط في مصيبة (12).. إذ تركز هذه القصة الضوء على منطقة مهمة من الصراع في المشهد الثقافي/ الإعلامي .. وهو ليس مجرد صراع بين قيم الحداثة والقيم التقليدية , إذ يتعلق في جوهره بالأسس المعنوية, التى ينهض عليها طرفي الصراع , فهذه الأسس المعنوية هي ما يشكل القاعدة لجوهر الصراع: "المصالح" .. لكن لا يعبر هذا الصراع عن نفسه بهذه الفجاجة "المصالح" بل يتمظهر بطرق وأساليب أخرى , هي الصراع بين القديم والجديد في مستويات مختلفة: لكن إلى أي مستوى هذا الصراع ؟ فهذا ما انطوى عليه النص , كسؤال للتأويل ..
    وفي قصته (معجزة) يدور الحوار في إحدي البلدات, عن أنها لا تعتبر أنه لو حدث وتكلم الحمار , يمثل ذلك معجزة , حيث يعمل المعنى البعيد - على المستوى البلاغي - بدلا عن القريب (قال الصحفي في لهفة لشيخ البلدة الصغيرة: هل صحيح ما سمعت أنكم وجدتم هنا حمارا يتكلم؟ . قال شيخ البلدة بدون اكتراث: نعم . قال الصحفي: هذا شيء غريب للغاية . لا أصدق أن هناك حمارا يتكلم , إلا إذا رأيته بعيني وسمعته بأذني . رفع شيخ البلدة رأسه وقال في هدوء: وما الغريب في ذلك؟ قال الصحفي وهو في حالة قصوى من الدهشة: حمار يتحدث كالآدميين تماما , ألا يعد ذلك معجزة خارقة في نظرك؟ قال الشيخ وهو ينصرف إلى عمله: لا ! إننا لا نعد ذلك معجزة في هذه البلدة (13).. ففي هذه القصة يدور سؤال المفارقة حول التبلد الذي أصاب الإنسان , جراء هذا الواقع (الذي في حقيقة الأمر غير واقعي مع إنه واقع معاش لكنه غريب!!) , ولذلك اختيار الصحافي (بوصفه ملاحقا للأحداث وأحد عناصر تشكيل الرأي العام بل أحد أعمدة صياغة المعنى الاجتماعي العام) فبهذه الصفة , تتبدى المفارقة في كون أن الرجل العجوز الذي ليست له وضعية الصحفي أدرك غرابة الواقع التي لم يستطع إدراكها هذا الصحفي بعد, على الرغم من وضعيته كصحفي .. وهنا يأتي توظيف الحمار الذي يتكلم كإسقاط على شخوص الواقع !!!..
    وبالإحالة إلى قول زولجر: "إن المفارقة لا ينبغي أن تختلط بالسخرية" سنجد أن الشوش يحاول إزاحة المفهوم التقليدي في البلاغة القديمة للمفارقة "تنقسم المفارقة إلى نوعين: - المفارقة اللفظية ومفارقة الموقف . وتتحقق الأولى في النص الأدبي على المستوى البلاغي ومستوى التعبير وأسلوب السرد والشكل الأدبي عامة . أما النوع الثاني فيعتمد أساسا على المستوى التاريخي والأيديولوجي (14) ..
    ربما أن اعتماد الشوش للمفارقة جاء من كونه أحد أفراد جيل التحولات الاجتماعية والسياسية الضخمة , التي عاشت الهزيمة السياسية والاجتماعية للسودان ما بعد الاستقلال , ورأت أحلامها الكبرى تنهار يوما بعد آخر , فلم يبق أمامها سوى الغربة والغرابة .. وحملت كتابات هذا الجيل , آثار هذه الهزيمة . لتكون هنا - في السرد - تجسيدا للمفارقة بين الحلم والواقع , في تطور المجتمعات السودانية . نتاج الانكسارات والهزائم .المريرة .

    هوامش:
    (1) سحر سامي . أكثر من سماء .مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان . ص : 40.
    (2) حمى الدريس . علي المك
    (3) سحر سامي . أكثر من سماء . "حقوق الإنسان في الفنون والآداب" مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان . ص : 30.
    (4) السابق . ص : 32.
    (5) محمد إبراهيم الشوش . وجوه واقنعة . مكتبة مصر . الطبعة الأولى 1989.
    (6) السابق : ص : 21.
    (7) السابق : ص : 22.
    (8) السابق : ص : 23
    (9) السابق : ص :30.
    (10) الثقافة الجديدة . قصور الثقافة . العدد 173 . نوفمبر 2004. ص : 110.
    (11) محمد إبراهيم الشوش . مرجع سابق . ص : 85.
    (12) السابق . ص : 90 .
    (13) السابق . ص : 208.
    (14) الثقافة الجديدة "مرجع سابق" ص : 110 .


    أحمد ضحية : كاتب وناقد سوداني
    [email protected]
                  

العنوان الكاتب Date
المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-02-07, 11:10 AM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك علوبه06-02-07, 11:44 AM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-02-07, 12:39 PM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-02-07, 12:33 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-02-07, 02:37 PM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك امل احمد عمر06-02-07, 05:33 PM
        Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-02-07, 08:48 PM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك Adil Osman06-02-07, 08:55 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-02-07, 09:36 PM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-02-07, 10:31 PM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك suliman ibrahim06-02-07, 09:22 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-02-07, 10:18 PM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك بكري الصايغ06-02-07, 09:56 PM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك بكري الصايغ06-02-07, 10:14 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك محمدين محمد اسحق06-02-07, 10:26 PM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك نهال الطيب06-03-07, 08:30 PM
        Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-03-07, 09:13 PM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-03-07, 09:00 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-03-07, 09:10 PM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-04-07, 07:11 PM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك Adil Osman06-04-07, 07:46 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك عصام عبد الحفيظ06-04-07, 08:19 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك عصام عبد الحفيظ06-04-07, 08:19 PM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك هند محمد06-04-07, 08:24 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك عبدالكريم الامين احمد06-04-07, 08:38 PM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-04-07, 10:26 PM
        Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-04-07, 10:36 PM
          Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-04-07, 10:45 PM
            Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-05-07, 12:20 PM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك صديق الموج06-05-07, 03:10 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-05-07, 06:26 PM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-05-07, 06:55 PM
  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك noha_g06-05-07, 07:33 PM
    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-06-07, 01:00 PM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك Bushra Elfadil06-06-07, 01:32 PM
        Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-08-07, 11:15 AM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك بكري الصايغ06-06-07, 01:51 PM
      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-07-07, 08:08 PM
        Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك Bushra Elfadil06-08-07, 07:50 AM
          Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك وليد محمد المبارك06-08-07, 08:06 AM
          Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك بكري الصايغ06-08-07, 08:25 AM
            Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-08-07, 12:20 PM
              Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-08-07, 12:29 PM
                Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-08-07, 12:44 PM
                  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-09-07, 06:43 PM
                    Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك Bushra Elfadil06-10-07, 07:08 AM
                      Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-10-07, 08:15 AM
                        Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك Nadia Elsir06-10-07, 09:04 AM
                          Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-11-07, 05:50 PM
                            Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-13-07, 03:30 PM
                              Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-16-07, 09:01 AM
                                Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-16-07, 04:18 PM
                                  Re: المجموعة الكاملة للأديب الأريب الحبيب ...... على المك AmroKamal06-19-07, 01:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de