|
Re: موت الإله (Re: Mohammed Elhaj)
|
بقية المقال السابق 1- الفكر الكانطي :اساس للحداثة :- وقعت فلسفة رنيه ديكارت (1596-1650) في مشاكل عديدة ولم تصمد أمامم عاول الفلسفات المادية والامبيرقية، ولذلك كانت المشكلة التي تواجه العقل الاوربي في ذلك الوقت هي أعادة الوصول لليقين الذي فقد بعد اتضاح التناقضات الكامنة في فكر ديكارت وكذلك علي الثنائيات التي أقامها ديكارت بين الروح والجسد والفرد والعالم. وقد تصدي عمانؤيل كانت ( 1724- 1804 ) لهذه المشكلة بجدارة وتعد أهم أهداف الفلسفة الكانطية هي محاولة أثبات وجود الذات واثبات وجود معرفة صادقة وأثبات قدرة الذات الوصول للحد الادني من اليقين اللزم لاستمرار العلم. وعلي النقيض من الذات الديكارتية cartesian التي تعتمد علي الفكر كوسيلة لاثبات ذاتها، فأن الذات الكانطية تعتمد علي المعرفة وتتلخص محاولة كانت لاثبات وجود الذات في قدرته علي أثبات وجود أحكام تركيبية قبلية وعن طريق دراسته للظواهر الطبيعية والرياضيات تمكن كانت من أثبات وجود تلك الاحكام. وهكذا تمكن كانت من اثبات تلك الاحكام. وهكذا اثبت كانت وجود معرفة تركيبية سابقة علي الخبرة. ويثبت كانت وجود أثني عشرة مقولة ضرورية سابقة علي الخبرة وهي نفسها التي تجعل من الخبرة الانسانية والمعلافة أمر ممكنا. ويفرق كانت بين المعرفة الظاهرية التي تتيح تلك المقولات التعرف عليها phenomena الحقيقة التي لا يمكن الوصول اليها أبدأ noumena فالشئ في ذاته ويثبت لا يمكن معرفته هوذلك لان الانسان لا يمكن ادراك الشئ الا في اطار زماني مكاني وكل ما يمكن للمرء الوصول اليه هو رؤية محدودة بالقوانين القبلية التي تتيح الخبرة. وهكذا فان الذات والموضوع ليسا منفصلين كما هي عند ديكارت، فاذا بدأنا باحداهما لابد وأن نصل حتما الي الاخر. وهكذا فان كانت يتغلب علي الثنائية الديكارتية ويثبت وجود ذات أمكانية الوصول الي اليقين وان كان محدودا بعوامل ما. ألا أن ثبات هذه العوامل كجزء أساسي من الذات الإنسانية يضمن هذا اليقين وتكون المقولات الاثني عشر بينة العقل النظري و هو ذلك العقل التي يهتم بالعلوم الطبيعية والرياضيات ويميز كانت كذلك نوعا أخرا من العقل إلا وهو العقل العملي والذي يهتم بالإطلاق والقواعد الأساسية للسلوك الإنساني. وفي إطار محاولة كانت تحديد مجالات الميتافيزيقا المشروعة وإقصائها عن المجالات الأخرى يوضح كانت التناقضات التي يقع فيها الإنسان عند البحث في مجال الميتافيزيقا في مجال الميتافيزيقا وهي الأربع تناقضات الشهيرة التي يثبت بها كانت قدرة العقل علي إثبات الشيء ونقيضه في أن واحد. فعلي سبيل المثال، يثبت كانت قدرة العقل الإنساني علي إثبات العلية causality ما يتبعه ذلك من رؤية ميكانيكية جبرية للكون، حرية الإرادة في أن واحد يقول كانت أنه إذا كان كل شئ يحدث في الطبيعة يحدث لسبب ما فان لكل تأثير سبب ما ولكل علة معلول وهكذا فأن الكون كله يتطور في سلسة في الأسباب والنتائج وعلي النقيض من ذلك، فأن العقل لا يمكنه أن يتخيل سلسلة أبدية من الأسباب والنتائج، إذ أن هذه السلسة لابد لها من نقطة بداية. وهكذا، فأن كانت أعظم فلاسفة العقلانية،يثبت قدرة العقل علي إقامة الدليل علي الشيء ونقيضه في أن واحد. ألا أن كانت في دفاعه عن العقل لا يتوقف عند تلك المرحلة بل يتعداها موضحا سبب التناقضات التي يقع فيها العقل. فيقول كانت أن العقل النظري يقع في تلك التناقضات عندما يحاول أن يتعدي الحدود التي يجب أن يتوقف عندها. فالعقل النظري يصلح للتفكير في الجزئيات فقط وليس الكليات، فعندما يحاول العقل النظري أن يطبق مقولة كالعلية علي الكون بأكمله. فسيقع حتما في التناقض. ولذلك فكانت يوضح حدود العقل النظري والعملي ويمنع محاولة تخطي الحدود المرسومة بينهما. وتتسم الحداثة بكل الصفات التي وضع كانت أساسها فهي تقوم علي أيمان لا يتزعزع بوجود الذات الإنسانية وعلي وجود حقيقة يمكن الوصول إليها علي الرغم من صعوبة ذلك. و هكذا فأن نقد نيتشه لمفهومي الحقيقة والذات في الفلسفة الكانطية يعد أول تأسيس لملامح ما بعد الحداثة. وأذا ما تصورنا الحداثة وما بعد الحداثة علي اهما قراءتين مختلفتين لنفس النسق الميتافيزيقا فأننا يمكن أن نتصور مدي عمق الهوة بين هيجل ونيتشه. فكلا من الفيلسوفين يقدم رؤية مختلفة للفلسفة الكانطية. وبينما تعتمد الروية الهيجلية علي الوحدة تعتمد الرؤية النيتشوية علي التمزق والتشتت. فكل منهما يمكن أن يري علي أنه يتعامل مع التناقضات الكانطية بشكل أو بأخر. فبينما يقوم الديالكتيك الهيجلي علي محاولة الجمع بين النظرية thesis ونقيضها anti-thesis في شكل وحدة متعالية تعمل بعد ذلك علي أنها نظرية جديدة تؤدي الي استمرار الديالكتيك، يرفض نيتشه هذه الرؤية تماما بل ويروض أيضا فكرة التناقضات ذاتها. ويقدم جيل دولوز في كتابه نيتشه والفلسفة وجه نظر يمكن من خلالها أن نري التناقض بين هيجل ونيتشه من زاوية أخري. فالديالكتيك الهيجلي يتغذي علي السلب، فكل نظرية تولد نقيضها ثم يتمحل هذا التناقض علي مستوي أعلي من الحقيقة. وعلي النقيض من ذلك فأن فلسفة نيتشه تقوم كلها علي الايجاب ورفض السلب الهيجلي وتأكيد الذات علي انها ارادة للقوة will to power ولهذا فلا يوجد في كتابات نيتشه كلها أي محاولة جادة لنقد هيجل وذلك لان هيجل سوف يمثل في هذه الحالة النظرية ويمثل نيتشه نيقيضها شر يتم حل النزاع بينهما وهكذا يقع في فخ الديالكتيك الهيجلي ؟ ولهذا يكتفي نيتشه بهدم الاسس التي ترتكز عليها الحداثة الا وهي مفهومي الحقيقة والذات.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
موت الإله | Mohammed Elhaj | 05-29-07, 04:55 PM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 05-29-07, 05:23 PM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 05-30-07, 04:48 PM |
Re: موت الإله | Muhib | 05-30-07, 06:51 PM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 05-31-07, 05:11 AM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 05-31-07, 11:46 AM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 05-31-07, 03:46 PM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 06-02-07, 03:09 PM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 06-03-07, 04:29 PM |
Re: موت الإله | هشام آدم | 06-03-07, 04:42 PM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 06-04-07, 04:47 PM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 06-04-07, 05:48 PM |
Re: موت الإله | Mohammed Elhaj | 06-06-07, 06:00 PM |
|
|
|