|
Re: عودة و إجترار (Re: omer almahi)
|
نهضت الفاتنة ومحمود يتبعها بنظره فقط ... تقدمت خطوات نحو السرير ثم جلست وهي لا تحول عيونها الجميلة الساحرة من وجهه ..وضعت يدها الناعمة بحنان غامر على كتف محمود .. كأنها تتوسله ....احس محمود برعشة خفيفة ... ولكنه مع ذلك إحتفظ بوضعه من غير حراك .....ما يحير ه إنه أبدا لم يشعر معها بالخوف ... ربما لذلك الجمال المدهش .... .. في لمحة جنونية ..تحول ذلك الوجه الجميل الوديع الى عروق تغلي من الغضب وعيون ملتهبة يتطاير منها الشرر ..لأنها لاحظت ساعة المنبه الأبيض الصغير الموضع على الطاولة الصغيرة تقترب من الموعد الذي حدده الممرض سعيد لحقن محمود .. إنتصبت واقفه بسرعة ..ثم قامت بإبطال المنبه حتى لا يرن فيوقظ صوته سعيد .... هذه السلوكيات الطريفة كانت كثيرا ما تستدعي محمود للضحك ... عادت الفاتنة أدراجها الى وضعها بالقرب من محمود تجلس في صمت فهي أبدا لم تحاول الحديث معه ظن محمود ربما ..لجهلها لغته ...ولها لغة لن يفهما إذن من هي هذه الفتاة الجميلة....؟ ومن إي بقاع الدنيا جاءت ...؟وماذا تريد ...؟ولماذا إختارته هو من بين خلق الله ..؟ هل تحبه ...؟ وهل يدعو ذلك الحب القسري محمود الى الإستسلام ..وإنهاء هذا العناء ..؟ وماذا ستفعل أمه حينها وماذا ستقول القرية وأصدقائه وعمه الطاهر ومنى جارته ...؟ كيف سيكون شكل الزواج السري من جنية ..؟ كيف سيمارس حياته العادية مع الناس ..؟ من جهة وحياته الخاصة معها كزوجة من جهة أخرى ؟؟. سمع محمود كثيرا عن هذه الاشياء ولكنه لم يتوقع ان القدر سيجعله يوما معها وجه لوجه سمع محمود عن.. شلواح ..الذي بلغ الخمسون عاما ولم يتزوج ولم يفكر ولم يتقدم يوما لخطبة فتاة رغم وسامته وحسن خلقه ...وشهاداته العليا ..ووضعه المادي الممتاز .. شلواح يسكن وحده في القرية ولكن يقال أن له بيت يؤجره في أمبدة لا يعرف مكانه أحد وهناك يلتقي بجنيته ..يقضي معها فترة ثم يعود الى القرية تهَرب من كل احد حاول الوصول معه الى ذلك البيت يقال أن شلواح هذا ..يذهب الى العمل فعندما يعود يجد بيته مرتبا ومنظما وملابسه مغسولة ومكوية وموضوعة على الطاولة لم يحدث ان رآه أحد ينظف أو يطبخ ....... قفز سعيد الممرض من سريره مثل الممسوس نظر الى الساعة فكانت الثامنة صباحا ألتقط المنبه ونعل كل شي يعرفه وصاح في محمود ... ياخ إنت وقت صحيت ليه ما صحيتني في مواعيد الحقنة والمنبه ود الحرام ده ..ظبتو جا ماري في الساعة إتنين التقول ما بعرفها .. كان سعيد الممرض الغلبان يتكلم بحرقة شديدة ... ومحمود ينظر له في صمت ... بدأ سعيد في إعداد حقنة لم يستطيع أن يودعها في عضد محود المعافى ..منذ أكثر من يومين ... لم يصدق سعيد بأن صندوق الحقن الفرغة قد إختفى من الوجود مما جعله يصيح بأعلى صوته بيتكم دا والله مسكون ... بيتكم دا فيه جن ...عديل كدا ..الفتايل تطير براها ...المنبه يكضم والحقن الفاضية تروح النوم كلو هلاويس أبو الكباس والله يصارع فيهو للصباح إنتو ساكنين في كوشه ولا في ضهر ترعة ... لاول مرة يلاحظ محمود الجنية الفاتنة تبتسم بسمة المنتصر .. وهي تنظر الى سعيد يلملم ما تبقى من معدات الشفخانة .. ينعل حظه ..ويتحسر على تلك الجنهيات التى طارت من يده وهو يهم بالخروج .....
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عودة و إجترار | omer almahi | 05-29-07, 09:30 AM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 05-29-07, 10:17 AM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 05-29-07, 11:18 AM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 05-29-07, 06:47 PM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 05-30-07, 10:24 AM |
Re: عودة و إجترار | Muna Khugali | 05-30-07, 10:26 AM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 05-31-07, 10:07 AM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 05-31-07, 12:33 PM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 06-02-07, 12:27 PM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 06-03-07, 01:11 PM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 06-05-07, 07:53 AM |
Re: عودة و إجترار | omer almahi | 06-06-07, 09:08 AM |
|
|
|