|
Re: بكائيات.. تاريخ وحكايات الجامعة الاسلامية (Re: ريهان الريح الشاذلي)
|
العزيزة ريهان
تجربتى فى الجامعة الاسلامية كانت تجربة زاخرة ومليانة حاجات عجيبة لكنها كانت ايضا قاسية ربما تعرضى للهزة النفسية وانا مازلت خريجة لنج حينها الا لمعرفتى ما سيؤول اليه حال السودان لان ماعشناه حينئذاك داخل تلك الكلية كافى ان يعكس الطريقة التى يفكر بها {اولو امر البلد} الآن. فى عام 1985وفى زمن الانتفاضة عتبت الجامعة الاسلامية، كانت رغبتى الشديدة فى دراسة الصحافة والاعلام هى ماحفزنى لدخولها لان حتى ذاك الزمن كانت هى الكلية الوحيدة التى تمنح البكالريوس فى الاعلام. مازلت اذكر حديث أبى معى فى محاولة لاقناعى لادرس كلية أخرى بعد ان اعترض مرة على ان ادرس فى معهد الوسيقى والمسرح فقد كنت وانا صغيرة شغوفة بالمسرح وكنت ومازلت احب الغناء والرقص وحاول مجددا اقناعى ان اشوف لى قراية تجيب قروش لانو بلدنا بلد مابينفع فيها مسرح ولاثقافة ولاصحافة وعلق تعليق مازال يرن فى اذنى {حاتتخرجى بجاى وينط فيها عسكرى من هناويحل كل الجرايد} وفعلا قد حدث ماتنبأ به فقد خلصت امتحاناتى فى يوم 29 يونيو 89 وكان يوم خميس والجمعة العجيبة حصل الحصل ويوم الشبت حلت كل الصحف وبقيت اتلفت، ابوى وبحكم انتمائة السياسى للاتحاديين الوطنيين كان متفتح ومهموم بالبلد
اذكر ان فى المعاينة سألتنى اللجنة عن آخر كتاب قريتو وذكرته ليهم {هل كان جمال عبدالناصر ديكتاتورا} وتناقشوا معى حول الديكتاتورية واختك الفصاحة كتلاها وهاك يانضمى النتيجو كانت تحويلى لما يسمى باللجنة الموحدة التى كانت ترأسها عميدة الكلية حينها د. سعاد الفاتح وتكونت اللجنة تقريبا من ستة اساتذة وكتبونى تعهد ان لا امارس اى نشاط سياسى وان احفظ جزء عم، معاى كانت زولة اسمها عايدة من رفاعة زنقوها برضو لانهم شكوا انها جمهورية وتعهدت ان تحفظ جزء عم. كانت الفترة ديك عصيبة جدا لانى حسيت بالعزلة الكاملة وكنت على طول الخط تحت مجهر المراقبة {اى شنكبة حاتكون فى عضلات تبش} عضلات تبشى كانت قرارى الواضح بالانضمام للجبهة الديمقراطية وكانوا يادبوب بيتعدوا على اصابع اليد الواحدة وكنت الوحيدة فى كلية البنات وبدأ التحدى والصراع القاسى. ركزت السنة الاولى فى أكاديماتى لان خطتى كانت ان اتخرج بدرجة الشرف وهذا يتطلب ان انجح فى اى واحدة من السنوات الاولى التلاتة بتقدير جيد جيدا وطبعا اضافة لمواد الصحافة والاعلام كانت فى مواد اسمها مواد الثقافة الاسلامية، حديث وفقه وحفظ قرآن. عارفة ياريهان التجربة دى بشوفها حسع بزاوية مختلفة حتى اعتراضى على تدريس هذه المواد التى فرض علينا حفظها دون مناقشة اى شىء الا انها فتحت فى ذهنى رؤى مغاير، خاصة بعد هجرتى ولمن تنطفىء كل الانوار وتصحا ليك لمبات الذات الحارقة. حققت رغبتى بالتخرج بدرجة الشرف ولكنها تزامنت مع الانقلاب وكنت ضمن من دفعوا/ن ثمن نشاطهم/ن.
وبواصل كان الله هون
|
|
|
|
|
|
|
|
|