ترحيل 70 ألف جوال ذره لدارفور لإحتياجات فصل الخريف

Quote: في دارفور.. التي تحترق منذ أكثر من أربع سنوات.. هناك أيضاً أطفال يموتون كل يوم بل كل ساعة.. من لم تقتله دانة مدفع.. أو رصاصة من بندقية عبثية.. قتله المرض.. ومن لم يقتله المرض.. قتله الجوع.. ومن لم يقتله الجوع قتله الحر والبرد في عراء مستطير لا رحمة فيه.. ومن لم يقتله كل ذلك قتله اليتم وهو يرى أبيه وأمه مضرجين بدمائهما.. في فيلم يحكي عن حروب الهنود الحمر في أمريكا.. زعيم قبيلة من الهنود الحمر خاض معارك ضد المستوطنين الأوروبيين.. وخسر الزعيم كل معاركه.. وفي آخر المطاف لم يبق إلا أن يخوض حرب الفناء الأخيرة.. جمع أعيان قبيلته ليسألهم المشورة.. فأشاروا عليه بأن يواصل المعارك حتى آخر رمق.. فكر الزعيم ثم قال لهم: (من حقنا نحن الكبار رجالاً ونساء أن نختار مصيرنا.. لكن ليس من حقنا أن نفرض على أطفالنا مصيراً لم يشاركوا في صنع قراره..) ثم قرر الانسحاب.. بالله عليكم.. حكومة ومتمردين في دارفور.. من قرر مصير هؤلاء الأطفال نيابة عنهم.. من أشعل الحريق في مستقبلهم نيابة عنهم؟؟ عندما زرنا معسكر كلمة بالقرب من مدينة نيالا قبل عامين تقريباً.. وجدنا في مدرسة واحدة داخل المعسكر أكثر من (200) طفل يتيم.. فقدوا الأب والأم معاً.. كان الأطفال اليتامى يعانون من التبول الـ(لا) إرادي كلما رأوا طائرة في السماء.. أو حصاناً.. أطفال أبرياء لا يملكون القرار.. بالله عليكم من قرر نيابة عن هؤلاء الأطفال مصيرهم.. والله لا أدرى كيف ينام من بيده القرار.. والأطفال تقتات بهم الحرب الضروس.. في الجانبين.. الحكومة والمتمردين عليها.. كيف ينام الرئيس والوزير وكل من بيده القرار.. وكيف ينام خليل إبراهيم وعبد الواحد محمد نور وكل من بيده القرار في الطرف الآخر.. بالسحر.. أو بقوات شيطانية من كل قبائل إبليس.. يجب إيقاف الحرب.. إذا لم تتوفر الرحمة فينا لأطفالنا في دارفور... فلتوفرها أي جهة أخرى..!!