كان المستشار الثقافى قد اختار لنا مدينة ( رويان) حيث مركز دراسة اللغة الفرنسية من افضل المراكز ان لم يكن افضلها جميعا . المدينة عبارة عن مرفا صغيرينحشر فى زاوية حادة يكابد ليطل براسه على المحيط الاطلنطى . تدب فيه الحياة فى فصل الصيف ثم بعد ذالك يذهب فى بيات شتوى طويل. سكان المدينة هم المحاربون القدامى الذين كانوا على قناعة تامة بان الجزائر فرنسية لحما ودما الى ان خذلهم استفتاء شارل ديغول بمنح الجزائر استقلالها ومجموعة اخرى من الصيادين وبين المجموعيين قطط وكلاب بعضها ضال والبعض الاخريقاسمهم السكن .كان من سياسة المعهد ان يوزع الطلبة والطالبات فى (الويك اند) على الاسر الفرنسيةلمزيد من الاحتكاك والتواصل . استدعتنا المديرة لتعرفنا على الشخص الذى سنكون ضيوفا عليه وكان مزارعا وعرفنا من تقديمه لنفسه انه مسؤول الحزب الشيوعى فى المدينة وانه يمتلك مصنعا لاجود انواع الاجبان الفرنسية انكم تعرفون ان فرنسا بها365 نوعا من الجبن لاحظ الرجل مسؤول الحزب ! قال لنا: انه دعا كل جيرانه وطلبوا ان يكون الموضوع المطروح للنقاش هو : الفروق الجوهريه بين السودانيين فى شمال السودان وجنوبه. وطلبوا ان نحضر معنا اطلس لمساعدتهم فى فهم الجغرافيا السودانية . بذلنا اقصى مايمكن بذله تارة انا وتارة زوجتى وقد كانت الاستجابة رائعة. قبل ان يتقدم المضيف يشكرنا نيابة عن الحضور رفعت عجوز شمطاء اصبعها تطلب فرصة الحديث و قالت: اعتقد اننى فهمت المحاضرة جيدا ودليلى على ذالك ان مسيو جعفر من الجنوب بينمامدام جعفر من الشمال!! قلت لزوجتى التى كان يبدو عليها الانتشاء: لقد اخطات العجوز الشمطاء حين اصابت ! ابقوا معنا كمايقول مذيعو الفضائيات اذ ان النص القادم حول قصة الايرانى الذى ترك ابنته فى العشرين من عمرها فى عهدتنا ! هل اواصل ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة