اعلان : أسمى منتحل على أحد المواقع ارجو الأنتباه حيث لا اشارك فيه !!

Quote: قدمت لى مساء الأمس دعوة شخصية من الصحفى المصرى "محمد ثروت" الذى يعمل بجريدة الجمهوريه والذى الف كتابا - تحت عنوان "اسرار من اوراق الرئيس المصرى محمد نجيب". اقيمت تلك الندوة فى قاعة المؤتمرات بدار جريدة الجمهورية فى القاهرة فى تمام الساعه السابعه مساء وأستمرت حتى منتصف الليل. وكنت احسب نفسى سوف اكون مستمعا فقط لما يدور فى تلك الندوة عن ذلك الكتاب الذى استعرض صفحات لم تكن معلومه عن ذلك الرئيس المصرى، من ضمنها معلومات تخص السودان، وما كنت اظنها على ذلك القدر من الخطوره، فقد ورد على لسان أحد المشاركين فى الندوة أن أحدالأسباب التى تم تداولها لعزل الرئيس "محمد نجيب" بعد سنتين من حكمه ما يشاع حول دم أمه "السودانيه" .. وقد نفى أحد المشاركين ذلك الأمر وقال ان أمه اسمها (زهراء محمد عثمان) وهى من "المحله"، وكلما فى الأمر أن والده عمل بالسودان. دون شك اسم جده أى والد امه كما يلاحظ يثير الشكوك على قدر كبير لأنه غير منتشر فى مصر على نطاق واسع كما هو فى السودان، لكن الأمر برمته لا يهم كثيرا اذا كان محمد نجيب مصريا صرفا أو مصريا سودانيا. المهم فى الأمر أن احد المشاركين وهو زعيم أو نائب رئيس حزب مصرى قالها بكل شجاعة أن انتماء زعيم مصرى بنسب أو دماء للسودان لا يشعرنى بأى نقص أو سبة بل يشرفنى ذلك كثيرا، (فصفقنا له) بحرارة، وتبعنا عدد كبير من الحضور .. وبعد أخذ ورد من علماء فى التاريخ والقانون ومن بينهم رئيس محكمة نقض مصرى سابق، اضافة الى أحد اعضاء تنظيم الضباط الأحرار وكان فى ذلك الوقت يعمل كاركان حرب للرئيس (محمد نجيب)، وذكر العديد من المعلومات التى كانت جديده حتى على كثير من اساتذة التاريخ المصريين انفسهم، وأبدوا لها اندهاشا. ومن ضمن المداخلات التى أستفذتنى وأستوقفتنى ورديت عليها حينما اعطيت فرصة للحديث بطلب من أحد الدكاترة المشاركين فى الندوة أن يتحدث (سودانى) وتم تفويضى من الجميع للقيام بذلك الدور، كانت مداخلة قال فيها أحدهم أن الأطاحة بمحمد نجيب كانت سببا فى ضياع السودان!! لأن تحولا قد حدث فى موقف رجل " اتحادى" مثل الأزهرى و ما كان له أن يحدث لولا شعور الزعماء السودانيين بعدم الثقة فى قيادة جديده من ضباط شباب، لا يتمتعون بالخبرة بعد انقلابهم على زعيمهم اللواء/ محمد نجيب. نعم لم اكن بطلا فى تلك الليله ولم أدع بطولة ولا ينبغى لى، فقد قمت بواجبى كسودانى فى ادنى مستوياته وجاء حديثى وفق قناعتى الشخصيه حول هذا الموضوغ، فقلت:- "نعم نحن فى عصر التكتلات والتجمعات وجاهل من يظن أن مصر غير مهمة للسودان أو أن السودان غير مهم لمصر! وانا أنتمى لذلك الجيل الذى ولد مع فجر أستقلال السودان ورغم ان والدى كان اتحاديا الا اننى لا انتمى الى اى حزب سودانى ولهذا أمثل راى السودانيين المستقلين عن اى تبعية أو ولاء سوى الولا للسودان وحده. وانا اقف امامكم كمثقف سودانى و كمنسق للعلاقات الثقافيه بدار السودان فى القاهرة اقول. انا لا أشعر مطلقا بأى شعور دونى لهذا اللون الأسمر، بل اعتز وافتخر به، لما لا وقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) فى تفسيره لسورة (الواقعه) " ثلة من الأولين وثلة من الآخرين" مخاطبا سيدنا عمر، ما يلى - " تعال وأسمع يا عمر ، ان لنا من آدم ثلة، ونحن ثلة ولن تكتمل ثلتنا الا بالسودان". ثم أضفت:- "اذا جاز لجيلنا أن يفتخر بثورة 23 يوليو المصريه وبقادتها، فهذا لا كما يتصور المتحدث، أن قادة تلك الثورة قد فرطوا بانقلابهم على محمد نجيب فى السودان ، بل على العكس تماما تقديرنا لهم ينبع من أنهم لم يرفضوا أو يعترضوا على استقلال السودان، وقد كان السودانيون تواقين لذلك الأستقلال، وبذلوا ارواحهم ودماءهم الطاهرة الذكيه من أجل تحقيقه، ومثلما لكم فى مصر ابطال ورموز تعتزون بهم فنحن لنا ابطالنا ورموزنا الذين نعتز ونفتخر بهم ونغنى بأسمائهم". وما اود أن اؤكده لسيادتكم ان ما نشاهده بأعيننا ونسمعه من عبارات جارحة فى بعض الأحيان خاصة فى المسلسلات والأفلام المصريه التى تتحدث عن أن (الوفد) قد فرط فى السودان، مثل تلك العبارات حقيقة تؤذينا كثيرا وتغضبنا، فالسودان بلد له كينونته وأستقلاليته وذاتيته وخصوصيته، وهذا لا يمنع أن تكون بيننا جسور من التواصل والحب والمودة. ولكم شكرى وتقديرى. قوبلت بعد ذلك فى طريقى الى مكان جلوسى بعاصفة من التصفيق والتقدير من تلك الكوكبة المؤلفة من العلماء والمؤلفين والمؤرخين والصحفيين. ولم أشعر لحظتها مطلقا أن التقدير ذاك أو التصفيق موجه لى وانما الى وطنى وبلدى .

(عدل بواسطة تاج السر حسن on 04-21-2007, 01:22 PM)